الفصل الثالث : ذكريات الماضي (56)

27 9 0
                                    

56
اكان اجرام تحت العدالة
الفصل الثالث : ذكريات الماضي
البارت السادس والخمسون
ينزل سمير من سيارته السوداء ويغلق الباب بهدوء وينظر للسجن بنظرة هادئة ، يدخل ثم يسأل عن رائد ولازال يحتفظ بنظرته
يجيبه الشرطي بعد ان اصدر صرير باسنانه : اهه هذا الوغد رائد محمد ؟ قد اخذوه للمنفردة ممنوع الزيارة
سمير صُدم ثم قال: ما السبب ؟
الشرطي : احدث شغب منذ دخوله لذلك اخذ للمنفردة ولن يستطيع احد اخراجه
سمير : شغب ؟
الشرطي : تقاتل مع المساجين الاخرين في الزنزانة
سمير يتنهد: اوهه
الشرطي : بالمناسبة من انت ؟
سمير وهو يغادر : صديق له
يغادر سمير ويركب سيارته ويمسح وجهه بقوة ، يتنهد بدل المرة الف مرة هذه الفترة وكأن سقفً اسود من مصائب ينزل فوق رأسه ، فكر في رائد الذي زُج بالمنفردة بسبب مشاجرة ، هو يعلم ان رائد بالفعل كبت كثيرًا وانفجر في المساجين لكنه الان في مشكلة بسبب ذلك ، ليس رائد الذي في مشكلة بل سمير ، من ناحية اخرى ارتاح سمير لان رائد سيكون بامان في السجن .
تنهد وقاد سيارته
________________________________________
امام البحر ، رجل ذو شعر اشقر بني يتأمل وبجانبه رجل ذو شعر بني داكن ، تنهدوا معًا وما اكثر التنهدات اليوم .
الرجل : اذا كيف حالك ؟
سمير : اعتقد بخير وانت ؟
ابتسم الرجل بفرحة : حللت مشكلة امي
سمير : كيف ؟
الرجل ضحك بمرح : لم تكن تلك جثة امي
انطلقت ضحكة صغيرة من فم سمير
الرجل : ان الشرب حقًا يحل المشاكل
سمير ابتسم ونظر للامام : لن يحل كل شيء
الرجل عقد حاجبه : ما الامر ؟
سمير يلعب باصابعه : اشعر ان العالم يتحول لدائرة صغيرة تحاصرني وتصب علي المصائب وياليتها رويدًا كلها دفعة واحدة حتى دُفنت جنود المقاومة .
الرجل : القي حملك لعل البحر يحمله او احمله انا جُله او بعضه.
سمير : اترك امري جانبًا يا رجل انا هنا لانسى
تتوسع ابتسامة الرجل : اشرب
سمير : لا اشرب كثيرًا ويمكنك القول اني لا احبه
الرجل : لكن النسيان لا يحل الامر ، عليك ان تواجهه وان ازعجك فقط اهرب
يضحك سمير : اهرب ؟
الرجل : نعم اهرب ثم عُد واصفعهم من الخلف هل فهمت ؟
سمير هز راسه وهو لا يزال يضحك
تذكر سمير وقال : اهه بالمناسبة انا سمير
وقف سمير والتفتت ليذهب ثم يسمع الصوت الهادئ المنزعج خلفه : وانا هتان
كان صوته منزعجًا للغاية وكانه ليس سعيدًا ان سمير اخبره باسمه ، عقد سمير حاجبيه بتعبير غريب ثم تأكد من حفظ الاسم ( هتان )
التفت سمير لهتان الذي مشى وهو يعطيه ظهره ، مظهره ومشيته المتزنة لا تليق برائحة الكحول التي تفوح منه .
________________________________________
في فيلا رمادية عملاقة تكاد تكون قلعة فتاتين في غرفة صغيرة تشبه مجلس ، تضع امامهم الخادمة اكواب الشاي وتنحني بتوتر وتغادر .
سبب توترها واضح وانا اهنئ الخادمة على قراءة هذا الجو ، كانت لميس تذرف الدموع وتبكي ووسن تواسيها .
لميس : لا اكاد اصدق ذلك اشعر كانه كابوس لم اتخيله قبلًا اشعر ان شخصًا يمشي على صدري ويحطم عظامي ، وسام يا وسن .
وسن مسحت شعرها : لميس ، انا اعلم ولكنه ذهب ايمكنك تغيير شيء؟ علينا ان نبذل جهدنا انه لا يريد ان يرانا نبكي ونحزن ونبقى مكاننا لانه ذهب ، هو يريد منا ان نتابع ان نكمل ان لا نهتم او على الاقل نمثل اننا لا نهتم .
لميس مسحت دموعها بصمت
وسن : اوه ذهبت امس للعم صاحب المقهى
لميس ابتسمت عندما تذكرت ، عندما دعاها وسام لشرب القهوة وتوقعت ان يكون في مكتبه ، فوسام مدمن عمل واخذها لذلك المقهى الصغير ، كان صغيرًا لكنه دافئ ولطيف ، شربَا معًا القهوة وتحدثوا عن مواضيع مختلفة كما تذكرت ابتسامة وسام ذلك اليوم ، صحيح كان متعب يتوق للنوم لكنه اخذها ليمتعها ثم يضحك معها ويبتسم .
وسن : انه يريدنا ان نذهب معه لزيارة وسام
لميس هزت راسه بموافقة
________________________________________
في نادي ليلي ، وكما هي النوادي الليلية مزعجة وصاخبة ومقرفة ، يجلس امام البار بوجه محمر وهو يقلب الكأس بين يديه
وبجانبه رجل ذو شعر اشقر بني يشرب بهدوء وبجانبهم رجل مكمم يرتدي الاسود .
يتكلم اياد بتعبير مشرق : لو كانت الايام بهذه السعادة من قبل كنت سأكون ملك العالم
يتكلم الرجل ذو الشعر الاشقر البني : هذه الايام محزنة تستحق بعض الرثاء للاموات
اياد : احيانا الموت فضيلة انه يساعد ناس آخرين ، يمكنك ايضًا ان تقتل من اجل سعادتك .
الرجل : وهل قتلت شخصًا ؟
اياد وهو يهذي بسبب الشراب : ليس فعليًا فقط كنت اعرف ذلك
الرجل : وكيف ذلك ؟
اياد ضحك بهستيرية: لقد علمت ان ذلك المكان مفخخ لقد علمت بوجود قنابل غير مرئية تحت البلاط لا تصدر اصواتًا ، علمت كل شيء كنت اعرف ذلك وهو لم يعرف فزت انا وخسر هو والفائز من يبقى على قيد الحياة .
الرجل بحركة سريعة امسك بيد الرجل المكمم الذي كاد يهجم عليه ثم همس باذنه : اهدئ
ثم قال بسخرية لاياد : لا افهم شيء مما تقوله
اياد استمر وكانه لا يهتم بتعليق الرجل ، هو كان يهذي نسبيًا : كما اني اخذت من ذلك اللعين محمد اثنان مليون دولار
وقف الرجل المكمم الذي يشد يده بغضب وكاد يهجم على اياد لولا ان الرجل ذو الشعر الاشقر البني اجلسه وهدأه
اياد بانزعاج من رد فعل المكمم : ماذا ؟ ما بهِ رفيقك ؟
الاشقر البني : لا لا لاشيء انه فقط اعمى ويريد الذهاب للحمام اتركك منه
اياد اكمل : ثم انني من بلغت الشرطة وبسبب ذلك سجن ذلك الحقير رائد ، انا رميت بطاقاتي وربحت عليهم ، خاسرين مثيرين للشفقة .
الان الرجل ذو الشعر الاشقر البني شد يده فقد بدأ يغضب ايضًا ، تذكر ما تحدثوا به قبل المجيئ لهنا وتذكر كلمات رئيسه ( لا تحاول ابدًا صفعه او الهجوم عليه وان حاولت انا اوقفني ، نحتاج للعمل في الخفاء قدر الامكان)
تنهد واكمل اياد : ارسلت لهم قاتلين ولكنهم نجو لديهم بعض الحظ وسوف اتغاضى لكني حتمًا ساقتلهم جميعًا في يوم من الايام ، ساجعلهم يتبعون وسام وينامون بجانبه ، اما اللعين رائد فانا حتمًا سوف ارميه في البحر بدون قبر يُزار
سكت الجميع وضحك اياد وهو يبتلع كأس الخمر بتعبير مشرق جعله يبدو مقرفًا
#انتهى
#روايات_اكاي
#رواية_مشتركة
#the_criminal

Crime حيث تعيش القصص. اكتشف الآن