16
اكان اجرام تحت العدالة
الفصل الأول : الشرر
البارت السادس عشر
وهمس في اذن وسام ، كان وسام على حافة جرف الانفجار من الغضب ، لكنه امسك اعصابه وتحلى بهدوئه الذي لا يجلب معه سوى العواصف
" اهدأ"
تنفس وسام بقوة وجلس وحازم بالمثل جلس وسكت الاثنان وهم ينظران لمحمد الذي بدأ يتحدث بثقة
"الان يجب علينا ان نجعل العمل اكثر سرية مما كان عليه قبلا وان لا ندع أي شيء يكشف المهمات، سيكون لكل منكم مهمة فمثلا سيمسك مراد المخدرات فيهتم بالأدخال والتصريف وهكذا , يجب ان لا يعلم الاخرون ما يفعل كل واحد اعني ان حازم يجب ان لا يعرف عن عمل مراد ومراد يجب ان لا يعلم عن مهمة وسام وهكذا , لهذا سأجتمع مع كل واحد منكم على انفراد لفعل ذلك"
كان يتحدث بنبرة واثقة وذقنه مرفوع للاعلى وكأنه واثق من ذكاء اقتراحه
قاطعه مراد الذي تحدث بهدوء وعيون متزنة واثقة تستصغر افعال واقوال محمد.
"لكن إذا دخلت ثلاث شحنات في ذات الوقت سنجذب الانتباه كثيرا وهذا لن يفيد ابدا وخصوصا اننا ندخل البضائع عن طريق الموانئ "
"يمكننا استخدام طرق أخرى أعني بحرًا جوًا وبرًا"
هنا تحدث وسام الي يحاول ان يبرهن غباء فكرة محمد مع كل الهدوء الذي يستطيع جمعه في هذه اللحظة، (اصمد واهدأ )هذا ما كان يكرره في عقله
"ايمكنك ان تدخل شحنة برا من أمريكا؟"
"يمكننا التعامل مع موزعين اخرين"
استمر وسام في ابراز غباء فكرة محمد وهو الذي شعر بالسيطرة على اجواء الغرفة
"كل الموزعين الذين نتعامل معهم يستخدمون البحر، الا تعتقد انها فكرة غبية"
تحدث محمد بعد ان سكت لبرهة وكأنه وجد الحال الشافي
" الا تعتقد ان ب الإمكان استخدام موزعين اخرين كالصين؟"
تحدث وسام والهدوء والبرود سيطرت عاليه وانتشرت حوله هالة باردة وهو يتحدث بكل هدوء
" ان تعاملنا مع الصين نصبح وكأننا نقول للمجلس وفهد اننا لسنا معه، ان كنت تستطيع معاداة فهد فأنا معك ولكن ثق بأني سأكون من يقتلك "
جفل محمد من التناقض المخيف في جملته ولهجته المرعبة لكن وسام لم ينتبه لجفلة محمد وتابع حديثه ببرود
"انا لا يهمني تهريب مخدرات او أسلحة أعضاء بشرية أموال أجهزة طبية لا علاقة لي المهم لي ان لا تكون كميات كبيرة لكيلا نكشف ابدا "
تحدث محمد بانفعال وهو غير مسيطر على غضبه
" السيد فهد وضعني انا مشرف عليكم لذلك يجب عليكم ان تتبعوا كلامي "
طوال هذا النقاش المحتدم كان مراد متحلي بصمته وأخيرا فتح شفتيه وتحدث وهو ينظر في عيون محمد بعيونه المتزنة ولهجته الصارمة
" وضعك مشرف صحيح لكن هذا لا يعني ان تتحكم بنا ونصبح بيادق تحت سيطرتك"
سخر محمد من حديث مراد وقال بعدم اهتمام
"لكنكم بيادق تحت سيطرة المجلس، انا المشرف هنا وعليكم التنفيذ ..."
تحدث وسام وهو ينظر لمحمد ولازال الهدوء يعتريه والغضب بادٍ في عينيه ، وكأن لمعةً من الشرر في مقلتيه
"أنت مشرف بمعنى ان تقول لي ان افعل، والامر يعود لي ان افعل او ان أكمل حياتي بدون ان ألقي لكلامك بال فإن لم يعجبني ما تقوله يا عزيزي المشرف فسوف ....."
سكت لأجزاء ثواني ورفع يده وضرب كوب الماء الذي كان امام محمد بظاهر يده فاستقر الماء على قميص محمد الابيض
"فسوف اضربه واتجاهله "
ووقف وهو يخرج بدون اهتمام لأي من الجالسين وهو يكاد لا يستطيع السيطرة على نفسه مجددًا استوقفه صوت محمد الغاضب
" سأجعلك تندم على بقع الماء هذه سأحولها لبقع دم واغير معالم وجهك"
ضحك وسام بسخرية ونظر لمحمد وقال بنبرته شديدة الاستفزاز
"ان استطعت سنرى "
خرج وسام وهو متعكر المزاج وذهب للمكتب ودفع الباب ليخرج صوت عالي ، جلس خلف مكتبه بعد ان توقف الجميع عن الكلام وهم ينتظرونه يتحدث ، قال بنبرته الهادئة وعروق يديه تبرز من الغضب
"تغير كل شيء، تغيرات لم نحسب لها حسابًا، محمد اصبح المشرف على مجلس الظلام , سنغير الخطة"
نظر لوليد بعيون هادئة وهو يفكر بنوع الخطة التي سيتخذها مع المجلس ، ثم قال وهو لا زال ينظر لوليد
" نحتاج لرجال في الموانئ ليسهلوا دخول البضاعة، واناس اخرون للتصرف بالبضاعة بسهولة وسرية وفي الظلال"
" هل تريدهم ان يكونوا منتشرين؟"
وسام أشار بالنفي
" كلما كانت الدائرة المخصصة للمدينة أصغر كلما كان أفضل وكان التوصيل والتصرف اسرع "
"هل تحتاج ناس كثيرين؟"
"لا نحتاج فقط خمسين او ستين، لأن البضائع بكميات قليلة للغاية"
تحدث رائد الذي سأل بفضول وهو يرى مزاج وسام المتعكر وغضبه الشديد
" لكن الم نكن نعمل مثل الجلادين للمجلس ماذا حدث؟"
وسام رفع حاجبه وبادل رائد النظرات
" الا تستطيع العمل بصمت؟"
رائد رفع اصبعه واشار بالصمت والتزم بالسكوت
وليد قال باستفهام
" وانا ما علاقتي؟"
" سوف أجد لك وظيفة تمكنك من البقاء في الميناء طوال الوقت وتسهل على الرجال ادخالهم البضائع "
أشار وليد بالإيجاب واستأذن منهم وخرج
وفجأة رن هاتف وسام معلن وصول اشعار، وتلاه اشعارات مزعجة لم تكن معهودة من هاتف وسام الذي كان دائمًا صامت
توالت الاشعارات وكانت تفيد بخصومات بنكية بمبالغ كبيرة ، عقد حاجبيه و رفع الهاتف واتصل على البنك بسرعة وطلب منهم ايخاف البطائق الائتمانية لوجود اختراق في حسابه وبالفعل تم الامر
وبعدها مباشرة بدأ الهاتف بإرسال رسائل عشوائية لأرقام عشوائية
وأرسل رسالة لمراد مفادها كلام بذيء ونكات غير لائقة
وبذات اللحظة اتصل مراد بوسام وقال والغضب يسيطر على صوته
" ما هذا الذي ارسلته؟ "
وسام ضحك وقال بعدم فهم
" ماذا تقصد؟ "
" انظر ماذا أرسلت"
" لم أرسل شيء انا متأكد "
مراد عقد حاجبيه وقال باستغراب
"ماذا تعني تأكد يا رجل أرسلت لي كلاما غريب"
وسام فتح محادثته مع مراد وتنهد بغضب
"سأرى ما هذا ان هناك امر غريب يحدث مع هاتفي"
"تصرف بسرعة قبل ان تسبب حربًا دامية"
تنهد وسام واغلق وانصدم عندما رأى محادثته مع لميس وكان المخترق قد أرسل رسائل حب وغرام
ومحادثة وسن كلام غريب بلغة غير مفهومة
وارسل لرائد نكت سخيفة حتى الطفل لا يستطيع الضحك عليها
واياد صور تعبيرية غريبة حيث ارسل له صورة حمار ثم صورة قوس المطر
وسمير رسائل تقول ان علاقته مفضوحة وما قام به سيظهر والمسكين لم يفعل شيء ابدا
وأرسل لوليد كلمات اغنية مبتذلة نُشرت قبل عشرين عام
توسعت عيناه عندما رأه يرسل كلام غريب أكثر لفهد حاول حذفه ونجح بعد معاناة
رفع هاتفه واتصل على شخص ما و حكى له ما يحصل معه واجابه بأنه سيتصرف وسيصل له عنوان الشخص بعد مدة قصيرة وبالفعل بعد مدة تقارب العشر دقائق وصل العنوان
نظر وسام في رائد الذي كان لا يزال صامتًا
"استمع لي ، اترك كل ما بيديك خذ هذا العنوان واذهب لهذا الشخص ولا تنظر اليه واضربه واجلبه لي"
رائد أشار برأسه بدون أسئلة وخرج
تنهد وسام وجلس وهو يراقب هاتفه، الوحيد الذي استطاع حذف الرسالة عن عنده هو فهد اما البقيه لم يحالفه الحظ
أضاءت شاشة هاتفه باسم مراد
" ماذا حدث؟"
"حللت 70% من المشكلة "
"جيد، ماذا سنفعل حيال المجلس؟"
"لن نعير الامر اهتماما , محمد ليس شيء نخاف منه"
"المشكلة ليست محمد , منا قلت انه مجرد شيء لا يُخاف منه , المشكلة تكمن في فهد , انه متدخل وكثيرا ما يحشر انفه في امورنا "
"نحن لسنا أطفال يا مراد , فهد طلب تقليل المشاكل وهراء مثل هذا لن يلقي له بال , وان حاول حشر انفه سوف نحل الامر بطريقتنا"
"على أي حال انهي مشكلتك وسوف نتناقش لاحقا"
أنت تقرأ
Crime
Mystery / Thrillerالنُبذة مالذي يَحدثُ فيَ هَذا العالمِ الموحِش؟ الناسُ أصبح هَدفُهم قتل بَعضِهم البعض والأطفَال أصبحوا ضحَايا بدونِ حُروب و أنا أُدعى ببطلِ العدالة ؛ لمُجرد انني أقتلُ القتلة أنا مِنهُم ولستُ مِنهُم أنا أحارب مَن آذاني و آذى الأخَرين و أحصُل عَل...