الفصل السادس : بزوغ الفجر (120)

16 4 1
                                    

120
الفصل السادس : بزوغ الفجر
الموسم الثاني
البارت العشرين بعد المئة
دخل وسام القصر بعد ان استلم الخادم الحقيبة منه ، نظر حوله في دهشة ، كان المكان مذهل مثل قصور الحكايات الخيالية ، الجدران الرخامية البيضاء ، والاثاث المرتب بدقة ، الصور المحيطة بالجدران الشاهقة والستائر الحمراء ، الخدم الذين يتهامسون بالنميمة ، كان الوضع فقط مثل رواية خيالية...
فتح كبير الخدم باب جناح واسع كان الاثاث عتيقًا بلونٍ بني محروق، انحنى الخادم
" يمكنك اخذ قسط من الراحة في هذه الغرفة ايها السيد الصغير "
اومأ وسام ووضع كبير الخدم حقيبة وسام على السرير المرتب بعناية ثم غادر الغرفة ، وسار على طول الطريق وهو يسمع الخدم
" من هذا الرجل؟"
" يقولون انه حفيد السيد "
" مستحيل اهو ابن سامية؟ "
سكتت كلا الخادمتين متخيلين الانفجار الذي سوف يحصل لو كان الرجل ابن المستبدة سامية لكن خرجت خادمة من خلفهما وقالت
" بل انه ابن السيدة نادية ، سمعته يقول ذلك لكبير الخدم السيد انجيلو "..
وصل انجيلو لغرفة سيد المنزل وطرق الباب ، ليرى سيده جالسًا يحتسي الشاي وكعادته الصباحية يقرأ بقايا ابنته المتوفاة ، اكثر شخصين أحبهما هذا العجوز كانتا ابنتيه ، لكن احدهما لم تكن تستحق الحب
" سيدي ، ان السيد الصغير في غرفة السيدة نادية "
اومأ العجوز ونظر من النافذة في سلام
" كيف كان حاله ؟"
" انه يشبه ابيه "
ضحك العجوز و تحدث بعدما تذكر ابنته وسادت على ملامحه الحزن
"هو من بقي منها ، علي حمايته ، بأي ثمن ، سوف احميه من الجميع ، من كبار المافيا ، من ابيه ، من الحكومة ، حتى من نفسه ، تأكد من الا يتأذى خلال الفترة القادمة واحسن معاملته وأسكت الفئران الثرثارة بالخارج "
.
كان جالسًا في مكتب صديقه ، وهز قدمه بتوتر وهو شابكٌ يديه ، وينظر تارةً للساعة وتارةً للمكتب ، نظر لروبين التي دخلت المكتب وسألها بلهفة
" هل اتى ؟"
" كلا "
خلخل هتان يده في شعره وهو قلق للغاية ، قلق بشكل غريب ، هو خائف! هتان خائف على وسام اكثر من اي مرة من قبل ، تمنى هتان انه التصق به ولم يدعه يذهب ..
" لا تقلق هو بالتأكيد سيعود "
شعر بيد روبين تربت على ظهره ، وشاهد جناد يطرق الباب ويقول
" لقد وجدت سيارتي في مواقف الشركة ، وسيارة الزعيم واقفة في مكانها منذ البارحة "
" اين ذهب ؟ "
فكرت روبين قليلا ثم قالت
" ماذا عن الاتصال بكارما ؟"
رفع هتان هاتفه وجرب الاتصال بوسام اولًا ليتأكد وعندما تبين له انه خارج الخدمة اتصل على كارما ، التي لم ترد ايضًا لكن هاتفها كان يرن ، وقف هتان وقال
"سوف اذهب لمنزله "
"سوف آتي معك "
" انا ايضًا "
خرج ثلاثتهم متجهين لمنزل وسام ، رن هتان الجرس وفتحت الخادمة وانحنت
"اهلا ايها السادة ؟"
" اين كارما ؟"
" انها نائمة يا سيدي فقد كانت متعبة طوال يوم امس "
" ايمكنك ندائها ؟"
" بالطبع ، تفضلوا للجلوس والانتظار "
ذهبت الخادمة لايقاظ كارما التي اتتهم بعد دقائق لافةً رداء المنزل على جسدها وعلى وجهها ملامح النوم
" مالامر ؟"
" نعتذر عن ازعاجك يا كارما ، لكن وسام اختفى فجأة ونحن قلقين بشأنه "
سكتت كارما ثم اخبرتهم بالجلوس فجلسوا جميعًا و تحدثت كارما التي بدت مرهقة ومتعبة للغاية
"لم اعلم انه لم يخبركم ، اخبرني مساء البارحة انه ذاهب الى ايطاليا "
" ما عمله في ايطاليا ؟"
" لم يخبرني ، ودعني واخبرني انه لا يضمن عودته وانه اذا لم يعد خلال ٧٢ ساعة يجب على التحدث لأبي سلطان "
اومأ هتان ووقف ونظر في عيون كارما القلقة
" شكرًا لكِ يا كارما ، نعتذر عن ازعاجك في الصباح الباكر"
"لا بأس ، اخبروني اذا ظهر شيء مثير للقلق "
.
ركض وسام في عالم اسود ركض حتى رأى قدميه تغرق في الظلام ، اصبح يجر قدميه للخروج ، شعر بأيدٍ تمسكه لتغرقه في الظلام لكنه مد يده ، يريد الخروج ، مد يده للضوء ، لكنه لم يصل ابدًا ابتلعه الظلام تمامًا ، نظر حوله ونظر ليديه التي اصبحت صغيرة للغاية ، نظر في المرأة و رأى وجهه ببشرته الطفولية الصافية ، انه في الخامسة من عمره ، نظر لوسن التي كانت ترسم على الورق بالالوان الشمعية بجانبه ، وحدّق في باحة دار الايتام ، ايامٌ قد نسيها ، شاهد الباحة فارغة ليس هناك الا هو واخته التي كانت ترسم وكأنه ليس موجود ثم نظرت حولها ورفعت الورقة ليراها وسام ، بكل دقة كانت قد رسمت قبرًا مكتوب عليه ( ارقد بسلام وسام ) عقد وسام حاجبيه ومشى اليها لكنه فجأة شعر بنفسه يسقط ، وفورًا فتح عينيه ، مجددًا كان يقبض يده على صدره و جسده ممتلئ بالعرق , جلس ومسح وجهه ، بعدما اعتدل بجلوسه سمع طرق الباب ، وسمح وسام للطارق بالدخول
"المعذرة ايها السيد الصغير ، يبدو انني ايقظتك"
هز وسام رأسه بالنفي ولا زال تنفسه غير مستقر ، مسح على وجهه ثم قال
" مالامر ؟"
"حان وقت الوجبة"
"سوف اتي في الحال "
" يمكنني احضارها الى هنا اذا كنتَ متعبًا "
" كلا لا بأس ، سوف استحم فقط وآتي "
اومأ العجوز وغادر الغرفة ، وقف وسام ثم لوهلة شعر بالحنين للمنزل ، لكارما التي كانت تبقى بجانبه كلمها حظي بكابوس مرعب ، تنهد قليلا ثم سار لدورة المياه ، لكنه لاحظ على الطاولة ثلاث صناديق خشبية صغيرة ، اقترب وسام وفتح احدها و وجد مجوهرات نسائية ، بدت ذات طراز قديم قليلًا ، لكنها قد كانت احجار كريمة ثمينة كالياقوت والزمرد والزبرجد والالماس والذهب ، فتح الصندوق التالي ووجد كومة من الظروف ، امسك احدها ووجد مكتوبًا عليها ( الى ابني ) امسك التالي وكان مكتوبًا عليها ذات الشيء ، جمع كل الرسائل المكتوب عليها انها للابن وفتح احدها والتي كانت الاقدم في التاريخ الموضوع عليها وقرأها بتأني
[ الى ولدي ,
انا لا اعلم ماذا سوف يسميك والدك ، لكنه بالطبع سيكون اسمًا براقًا يليق بك .
اليوم انا اكملت شهري الخامس وعلمت ان لي ولدًا وبنتً في رحمي ، لم اكن اعلم ايجب ان اسعد ام ابدأ بالقلق عليكما حتى قبل ان تأتيا ، الحياة مرهقة ، وكونكما الات لأي من الاستخبارات والمافيا هو امر مرفوض تمامًا ، ارسلت رسالة لأبي بأني اود ان اعيش عنده لاحميكما ، و جدك يا ولدي بالطبع وافق ، انا اعلم انك متحمس للقاء جدك لكن كان علي الانتظار ، حتى ألد ، انا مضطرة لأن اصبر اربع شهور اخرى ، اتمنى ان تمر بسلام ، لا تقلق يا بُني كل شيء سيكون على ما يرام ، ما دامت والدتك على قيد الحياة يا صغيري لن يكون هناك ما تخشاه ، دعنا ننتظر ثلاثتنا معًا ..
مع كامل حبي والدتك نادية ]
تقطرت دمعة من عيون وسام ، الذي كان يقرأ بحذر ، فتح الرسالة التالية
[ الى ولدي وسام ،
سمعت والدك اليوم يقول انه سوف يسميك وسام ، قال انك اكثر عمل مشرف قام به وانت ميداليته ، اسعدني كلامه حقًا ، هذا يعني انه لن يؤذيك لانك مني ومن دمي ، انتهى الشهر السابع اليوم ، كل يوم انت واختك تزدادون نشاطًا وحيوية ، انا فخورة بكما يا اطفالي ، رأيت اخوكم من والدكم اليوم ، كان لطيفًا ، اتفقت معه على ان يحميكما  ، صغيري يجب عليك ان تكون قويًا لتحميهم جميعًا .
مع حبي والدتك نادية ]
وهكذا توالت الرسائل ، حتى رسالة يوم الولادة ، التي كانت عليها اثار الدموع ، وكتبت بخط مرتجف ، كان تحوي اعتذارًا توصية بحماية اخته ، طلبًا منه ان يلتجأ لجده حينما تصله الرسالة ، تحذيرًا له من خالته ، حُبًا له من قبل امه ، ذرف وسام دموع الوجع ، هذه المرأة لم يقابلها من قبل ، تمنى لو انه يستطيع لقائها ، لو يستطيع عناقها ، لو يستطيع قول كلمة امي مجددًا ، ذرف دموعه حتى انتفخت عيناه وتحول وجهه للاحمر وقرأ عدة رسائل اخرى تحتوي توصيات ، تحذيرات من المستقبل ، معلومات عن العالم الاجرامي كتبت له رسالة في كل عيد ميلاد له حتى سن الخامسة والعشرين ، كتبت له رسالة ليوم زفافه ، كتبت له رسالة في كل عيد ام ، كتبت له الكثير من الاشياء والرسائل ، اعاد الرسائل لمكانها ، ودخل ليستحم ، ثم خرج مرتديًا ملابس مريحة ، شعر وسام بأنه في المنزل ، شعور غريب يخبره بأنه في منزله في مكانه الصحيح ، نزل لغرفة الطعام ووجد الخادم انجيلو ينتظره ، و سمع ثرثرة الخادمتين
"هل هو ابن غير شرعي؟ "
ضحك وسام من تكهناتهم وبدأ بتناول الطعام ، ثم نظر للخادم الذي كان حنونًا للغاية وقال
" عذرًا ايمكنك اضافة شرائح اللحم لقائمة العشاء ؟"
ابتسم الخادم حتى بانت اسنانه و اومأ
" بالطبع يا سيدي الصغير "
بعد ان انهى وسام وجبته نظر للخادم الذي ناداه وقال له
" حان وقت لقاء السيد "
" جدي ؟"
اومأ الخادم وقال بنبرة لطيفة
" من هنا من فضلك "
تبع وسام انجيلو الذي سار حتى وصل لغرفة بابها كبير للغاية ، طرق الباب وسمع الاذن بالدخول ، دخل كل منهما وشاهد وسام مساحة مكتب فسيحة محاطة برفوف الكتب والجلسات ، بنافذة كبيرة تدخل ضوء الشمس الدافئ للغرفة ، شاهد رجل طويل ، وجهه متناسق ، له عيون رمادية مائلة للاخضر وشعره بني اشيب ، تجاعيد وجهه لا تعطيه مظهرًا ضعيفًا ، بل انها تعطيه مظهرًا مهيبًا ، ظهره مستقيم كما لو انه ليس عجوزًا ، في تقدير وسام كان جده في السبعينات من عمره الا انه كان محافظًا على صحته
" يمكنك الخروج انجيلو "
خرج انجيلو من الغرفة واغلق الباب خلفه ، شعر وسام بالحرج لم يعلم ما يجب عليه قوله او فعله لم يشعر الا بإقتراب جده ، الذي سحبه لعناق وقال
" يا من تبقى لي من رائحة نادية "
ابتسم وسام في عناق جده الدافئ ، وبادله العناق ، بعد مدة ابتعد الجد ونظر في عيون وسام وقال
" كم انك تشبه والدك "
ضحك وسام الذي شعر باللطف بيدي جده وهي تمسك كتفيه حتى يتفحصه ، كيف يتأكد انه ليس متأذيًا
"اعتقد ان نسختي سوف تشبه امي اكثر "
" يا الهي وسن ، الم تجلبها معك ؟"
هز وسام رأسه بالنفي
" كلا من الخطير احضارها ، كما انها مشغولة مع اطفالها "
اومأ الجد الذي طلب من وسام الجلوس ثم سأل
" هل وسن اصبحت امًا ، يبدو حقًا اني عجوز لدرجة ان احفادي لديهم اطفال "
" اجل يا جدي ، لديها توأم "
ابتسم الجد في حنين ثم قال لوسام الذي احتسى الشاي بهدوء
"اذا اخبرني بكل شيء حصل معك ، منذ بداية وعيك في هذه الحياة ، حتى قبل وصولك البارحة "
.
عقد سياف حاجبيه وهو ينظر للفريق امامه ورائد وزياد عبر الشاشات ، شعر بالغضب الشديد
" اين هو ؟"
سكت الفريق الذين لم يكن احد منهم يعلم بمكان وسام ، وبالطبع سكت رائد ايضًا ، شعر الجميع بغضب سياف الذين كان يحاول السيطرة على افعاله واقواله .
"أسألتم كارما ؟"
" اخبرتنا انه ذهب لايطاليا مساء البارحة ، ربما هو في ايطاليا الان "
تنهد سياف وقال وهو ينظر للفريق
" سنؤجل التفاهم معكم حتى احل المشكلة ، ما ان يعود وسام حتى يلتصق كل من هتان وجناد به مثل الظل ، هذا امر "
وقف سياف وقال بنبرة منزعجة
"سوف ابلغ الرؤساء بهذا الامر وستتم محاسبة الجميع "
ثم خرج وهو غاضب قلق ومنزعج ، كان غاضبًا من الفريق الذين نسوا مهمتهم ، وكان قلقًا على وسام وهو يعلم انه مستهدف من اكثر المافيات خطورة ، وكان منزعجًا من نفسه لكونه استهتر بالمهمة هكذا
.
وضع الجد كوب الشاي على الطاولة وقال
" انا ارى ، هذا ما حصل اذن "
اومأ وسام الذي شعر وكأنما هو يحفر ندوبه بيديه ، شعر وكأنما هو يتذكر كل المٍ مر به ، كل فراق خاضه ، كل خدعة عاشها
"لقد مررت بالكثير يا بُني ، انا اسف لاني لم اكن بجانبك "
هز وسام رأسه بالنفي وقال بهدوء
" لا بأس ، انا بهذه القوة لانه لم يكن هناك احد بجانبي ، الان انا املك العديد من الاشخاص ، ربما ايضًا هم يبحثون عني بشغف شديد في مدريد "
ابتسم الجد واومأ برأسه بنظرة حنونة لحفيده الذي عاش اشياء تفوق سنه ، حفيده الذي كان في نهاية العشرينات يتحدث وكأنما هو فيه نهاية الثمانيات ، هناك دائمًا نبرة مودعة في صوته وكأنه يتوقع مغادرته في كل لحظة ، فكر الجد في مدى البؤس الذي عاناه حفيده طوال هذه المدة ، فكر في الاذى الذي اصاب حفيده بسبب بضعة مخططات وقع ضحيتها طفل عاش حياتًا مأساوية .
"لا تدعم ينتظرون طويلًا ، يجب ان تعود باسرع وقت ممكن"
" لا استطيع المغادرة بدون ان تأتي معي "
" لا تقلق سوف اتبعك خلال الايام القادمة ، انا كنت انتظر خبرًا منك اولًا ، لأستطيع القدوم بدون ازعاج السلطات لي"
اومأ وسام ثم طرق الخادم الباب وقال
" اعتذر عن المقاطعة ايها السيد ، السيد الصغير ، قد تم اعداد وجبة العشاء "
" لذا دعنا نأكل ، امضينا ساعات في الحديث بدون ادراك"
"قائمة العشاء ، شرائح اللحم الضاني وحساء العدس الدافئ وسلطة الخس ، مع النبيذ الاحمر المعتق "
اومئ الجد و ارتفع مستوى تحسن مزاج وسام عندما سمع ( شرائح اللحم ) كانت وجبة دافئة مع جده الذي عامله بلطف ، شعر وسام كما لو انه يعرف جده منذ مدة طويلة للغاية .
جلس على الطاولة ووضع الخدم الطعام وكانوا ينظرون بطريقة غريبة لكنهم لم يعودوا يتهماسون وكأنما قد تم اسكاتهم
" حدثني عن حياتك الان يا بُني "
قطع وسام شريحة اللحم وطعنها ليضعها بفمه ثم تحدث
" انها هادئة ، ليس هناك الكثير من المهمات المرهقة ، اخر مرة اصبت كانت قبل ثلاث اسابيع "
" اصبت ؟ "
ضحك وسام عندما ادرك انه قال شيء يجب عليه ان لا يقوله او يذكره
"امم خدشتني رصاصة بكتفي ليس بالامر المهم "
تخيل وسام موقف اصدقائه اذا وصف الحادثة هكذا وهم الذين كانوا منهارين وقلقين عليه حتى بعد استيقاظه .
"افهم ، يجب عليك الاهتمام بنفسك "
اومأ وسام وتابع تناول شريحة اللحم الذيذة
.
مرور 60 ساعة
"انتِ بخير ؟"
"اجل انه فقط ارهاق سوف اكون افضل لو نمت قليلا "
"خذي قسط من الراحة "
"انتظرِ ، ڤيونا ؛ كم الساعة؟"
"انها الثامنة صباحًا "
"عندما تصبح الثالثة مساء ايقظيني ، ارجوكِ "
اومأت ڤيونا وربتت على صديقتها المرهقة ، والقلقة للغاية ، كانت لو تتوقف عن التحديق بهاتفها كأنها تنتظر شيئًا ، كانت قلقة رغم انها تعرف ان ذهاب وسام لايطاليا ليس خطيرًا ، لكن زاوية في قلبها علمت ، ان وسام سيتأخر ويجب عليها الاستعداد لزيارة والدها في القانون .
.
ارخى رائد رأسه على يديه فوق طاولة الاجتماعات ، ونظر للخاتم باصبعه ، كبح رائد دموعه ، كبح كل مشاعره وتنهد ، تذكر رائد واحدة من الكثير من الذكريات العزيزة عليه
#ماضي
" انت بخير ؟"
" نعم لا تقلق انه مجرد كسر بسيط في ذراعي "
ابتسم وسام في وجه رائد الذي يطمئنه ثم قال
"انا قلق يا رائد ، احلم مرارًا بالموت "
" انت خائف من ان تغادر؟ "
نظر وسام في السماء ، كانا جالسين في سطح المشفى ، كان وسام جالسًا على السور ورائد يتكئ على السور  بيد واحدة ، وبيد كل منهما مشروب بارد ، ينظران لاضواء المدينة المشرقة .
" انا اخاف ترككم "
ابتسم رائد ونظر لصديقه الذي يحدق في المدينة التي تشع باضواء الحياة ، اضائات السيارات ، ولوحات الاعلانات ، وانوار الابراج ، واضواء الشوارع ، صوت الابواق ، كان مظهرًا لمدينة حيوية .
" لا تخف ، سوف انقذك دائمًا ، مثلما تنقذني ، سوف اكون بطلًا لكَ وحدك من دون الجميع "
ضحك وسام على كلام رائد المفاجئ وقال له و في ابتسامته المودعة المعتادة
" اذا اعتمد عليك يا اخي "
" لا تنظر لي بتلك النظرة "
عقد وسام حاجبيه وعلى وجهه ملامح الاستفهام
" اي نظرة؟ "
" لا تهتم فقط دعنا نذهب للنوم  "
نزل وسام من على السور و ربت على كتف رائد وقال بصوت حازم
" غير مسموح لك بالاصابة مرة اخرى "
ابتسم رائد
" امرك سيدي "
#حاضر
رفع رأسه من الطاولة وشعر فجأة بالغضب ، غضب من نفسه لعدم منعه لصديقه بالمغادرة ، ماذا سيحدث بعد ايطاليا ، هذا ما يخيفه
.
عند بوابة القصر الخيالي ، جده واقف امامه ويبتسم وهو متكئ على عصاه التي لها رأس ذهبي ، وخلفه كبير الخدم انجيلو وعدد من الخادمات والعُمال
"اسبقني الى مدريد سوف الحق بك قريبا "
" سوف انتظرك بلهفة يا جدي "
ربت الجد على رأس حفيده وقال
" انتبه على نفسك "
اومئ وسام و ركب السيارة متجهًا للمطار ، مستقلًا طائرته الخاصة متجهًا لمدريد عائدًا للوطن
التفت الجد لانجيلو وقال وقد عاد لجوه البارد والصارم
"اريد ان اعرف ما حدث له قبل ثلاث اسابيع "
اومأ انجيلو وقد اختفى الجو الدافئ والمُحب بمجرد مغادرة الحفيد ...
.
ارتدت ثيابها وخرجت وحفنة من الحرس يتبعونها ، اتجهت لمكتب والدها في القانون ، دخلت ووصلت لمكتب السكرتير وشاهدت ليان تدخل المعلومات
" المعذرة "
نظرت لها ليان التي كانت عيونها باهتة والهالات السوداء اشتدت تحت عينيها
"مالامر يا كارما ؟"
"اريد لقاء ابي ، ابلغيه اني هنا ارجوكِ "
" بالطبع ، اجلسي ريثما اخبره "
جلست كارما وهي تنظر للساعة ، الثانية والنصف مساءً
عادت ليان وقالت
" ادخلي من فضلك "
وقفت كارما ودخلت مسرعة وقالت وبدون ادراك ترقرقت الدموع بعيونها
" ابي !"
وقف سلطان بفزع واقترب منها وامسك كتفيها ليجلسها
" مالامر يا ابنتي ؟"
هدأت كارما وقالت بعد ان اخذت انفاسها مرارًا
"وسام ذهب لايطاليا ، واخبرني انه اذا لم يعد خلال ٧٢ ساعة يجب علي القلق ، مرت ٧١ ساعة ونصف الان وهو لا يجيب على هاتفه ولا يرد ، ولا احد من الفريق يعرف مكانه ، انا قلقة ، انا خائفة يا ابي "
ربت سلطان الذي جلس على الطاولة امامها على كتفيها وقال
" لا تقلقي لا داعي للقلق سوف ابحث عنه ، سوف اعيده بأقرب وقت ممكن "
وقف وفتح الباب ونظر لليان وقال
" خذي كارما الى منزلها من فضلك ، يجب عليها ان ترتاح ، ثم ابلغي الرئيس ساري بأني اود الاجتماع معه في امر طارئ ، واجمعي الفريق وسياف ايضًا "
اومأت ليان التي بدأت بالتنفيذ على الفور
.
وصل لمدريد ، لكن هاتفه كان مفقود لم يستطع الاتصال بأي احد ، شاهد قارورة مياه بجانبه ونظر للسائق الذي كان مشبوهًا ، ظن انه لقاء مخطط له من قبل سلطان او ساري ، فابتلع قنينة المياه ، وبعد ربع ساعة شعر بتشويش في بصره ، وسقط نائمًا في لمح البصر ....
.
سمع صوت جلجلة السلاسل ، ففتح عينيه ، وشاهد نفسه معلقًا من يديه في مستودع مظلم ، وحوله كل انواع ادوات التعذيب والاستجواب ، تنهد وسام وادرك انه وقع بفخٍ عسير
#انتهى

سمع صوت جلجلة السلاسل ، ففتح عينيه ، وشاهد نفسه معلقًا من يديه في مستودع مظلم ، وحوله كل انواع ادوات التعذيب والاستجواب ، تنهد وسام وادرك انه وقع بفخٍ عسير #انتهى

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

#انتهى الفصل السادس

Crime حيث تعيش القصص. اكتشف الآن