125
الفصل السابع : العاصفة
الموسم الثاني
البارت الخامس والعشرين بعد المئة
بعد يومين
فتح عينيه وفي ذات الوقت فُتح الباب ، نظر وسام لهتان الذي كان جالسًا يتحدث بهاتفه بصوت خافت ولكنه مسموع
"اجل ، اوصل التقرير ، لن آتي للمكتب اليوم "
تنفس وسام بقوة وحدق بالسقف ، جسده يؤلمه بشدة لكنه لا يحب الاتكاء على الاخرين ، وضع كف يده على الفراش وتسند عليه ليجلس ، نظر لهتان الذي قفز بجانبه
"اتحتاج للمساعدة؟"
هز وسام رأسه بالنفي وحرك جسده المتيبس مرغمًا ليقف على قدميه ، كان هتان تبدو على ملامحه القلق وكان يسير خلفه ، وصل وسام لدورة المياه متسندًا على الجدار والتفت لهتان وسأل وهو رافع حاجبه
"انا ساقضي حاجتي ، هل سوف تتبعني ايضًا ؟"
تنهد هتان وقال
"اذا كنت تحتاج مساعدة فقط قل لا ترغم نفسك "
لم يرى هتان الا باب الحمام يغلق بوجهه ، عبس من مزاج صديقه عندما يستيقظ ، كان يعرف ان وسام دائما ما يستيقظ عابسًا وغاضبًا لكنه لم يستطع الاعتياد على هذا ، فدومًا ما يكون وسام هادئ ومتفاهم لكنه يبدو كشخص اخر عندما يستيقظ من نومه .
.
نظر لوجهه بالمرآة ، على الرغم من كل الضرب الذي تعرض له لم يُضرب بوجهه ، وكان هذا غريبًا بعض الشيء ، لكن عندما مد يده لغسل وجهه رأى ندوب وجروح ممتدة على طول ذراعه ، ضحك بسخرية من حاله وغسل وجهه ، وجففه وهو يشعر بتجدد نشاطه ، كان يود الخروج من المشفى اليوم ، لكن عندما خرج من دورة المياه وشاهد هتان امام وجهه ، عبس
"الا تستطيع العودة الى ما كنت عليه ؟ اذهب وغازل روبين او افعل اي شيء "
ضحك هتان ، علم هتان انه لا يستطيع اخفاء علاقته العاطفية عن وسام ، هو لم يخبره ، لكن هتان كان يعلم انه ان كان اي شخص في علاقة عاطفية فوسام سيعرف
"روبين مع كارما ، وانا معك ، وسوف التصق هنا حتى يأتي جناد مكاني "
" كم هذا مزعج"
"اتقول انك لم تشتق لأيامنا "
"انا اشتقت فقط للنوم ، والان انا جائع ، ماذا عن الخروج؟"
"انسى الامر "
تنهد وسام ثم سمع الباب يُفتح وتدخل الممرضة لتضع الطعام امام وسام وتغادر بدون حديث
رأى وسام صينية المشفى وعبس اكثر ثم نظر حوله وقال
"ماذا عن هاتفي؟"
"اوه انه معي ، امسك "
اخذ وسام هاتفه الذي استلمه من هتان الذي بدوره اخذه من آنجيلو ، فتح وسام الهاتف وشاهد ،33 مكالمة فائتة ، 160 رسالة غير مقرؤة ، 10 بريد صوتي .
ثم سأل هتان الذي كان يلعب بهاتفه بدوره
"مالذي حدث لرجال اكس؟"
"همم دعني اخبرك ما اعرفه ، اكس نفسه قتله الجد ديمون ، يقول رائد انه انتقم منه ، لا اعلم ان كنت تتذكر لكنك قد قتلت الحارس الذي كان معك ، ورجال اكس اغلبيتهم ماتوا ، تبقى منهم قلة من الاسرى وسلمهم الرئيس سلطان لك "
القى وسام هاتفه على الطاولة وبدأ بتناول طعامه وقال
"نعم قد قتلت ذلك القبيح ، من المضحك انه حاول شنقي ، اعتقد انني استهلكت كل مافيّ من قوة لاطرحه ، على اي حال اقتل الاسرى المتبقين لا فائدة منهم "
"الا يمكن ان يكونوا مسار معلومات سهل؟"
"سينتحرون فور رؤيتهم للمحقق ، كما ان هناك مسار اسهل للمعلومات "
"انا ارى ، اريد ان اسألك ، هل هناك اي منهم له يد في تعذيبك ؟"
ضحك وسام حتى اختنق بالطعام ثم نظر لهتان بعد ان شرب المياه
" الا تعلم من الذي كان يضربني ؟"
" من ؟"
قال وسام بضحكة وبدون اهتمام
" كان رائد ، لو لم يكن رائد من كان يضربني لكنت مت منذ مدة طويلة "
اشتدت عيني هتان وشد على قبضته ثم نظر لوسام الغير مبالي ، تذكر لوهلة منظره وهو ملقى على الارض وجروحه الملتهبة والتي تنزف ويده التي كانت متورمة بشدة ، شحوب وجهه ، كم كان باهتًا ... لم يستطع هتان الا الشعور بشعور واحد فقط ، كان الغضب يتأجج بداخله
" لم تنظر الي هكذا ؟ هل اعجبت بي ؟"
ابتسم هتان ابتسامة متكلفة وقال
" انا سوف اغادر لامرٍ طارئ ، علي ان اسلم تقريرًا للقيادة ، سيأتي نيار مكاني "
رفع وسام حاجبه وقال
"اين انت ذاهب؟ "
" انه امر يجب علي ان اقوم به على عجل "
"انتظر قبل ان تذهب للقاء روبين ، متى سوف اخرج ؟"
"ربما اليوم ، انتظر قدوم اوس"
وغادر بسرعة ، نظر وسام للباب المغلق وقال
" وها انا وحدي مجددًا "
وقف وسام بنشاط دخل الحمام واستحم ، ارتدى ثيابه بصعوبة بسبب الجبيرة ، ورتب شعره ، وضع سترته على كتفيه وخرج من الغرفة ، كان يواجه مشكلة في المشي قليلا لكنها لم تكن سيئة للغاية ، والان وسام هارب من المشفى.
شاهد حارس واقف بجانب الباب ، نظر له وتنهد
"اين انت ذاهب ايها الزعيم ؟"
تنهد وسام ونظر حوله عندما شاهد اوس واقف يحدث طبيب اخر في الممر ، ورفع اصبعه ليشير له
"الى الطبيب اوس "
اومأ الحارس ومشى وسام ليصل لاوس الذي التفت له
"وسام ! "
نظر وسام في اوس ثم اشار بعينيه للحارس خلفه، اومأ اوس وقال بابتسامة مشرقة
"ايمكنك القدوم لمكتبي ؟ هناك ما يجب مناقشته"
"لنذهب "
سارا معًا حتى وصلوا لمكتب الطبيب اوس ودخل وسام ، التفت اوس للحارس وقال بابتسامة
"يجب ان احدث الزعيم وحده ، ابق هنا "
اومأ الحارس بتفهم ووقف بجوار الباب ، شاهد وسام المكتب من حوله ونظر لاوس الذي دخل وقال
"اتريد الخروج ؟"
"اهذا سؤال ؟"
"حسنًا اليك ذلك على شرط ان تعود لمنزلك قبل غروب الشمس "
اومأ وسام فوقف اوس وفتح الباب المقابل
سار وسام للباب و ربت على كتف اوس ثم غادر مسرعًا ، اوقف سيارة اجرة واعطاه عنوان ڤيلا معينة، ثم ارسل رسالة لكارما
[اوس اخبرني انني استطيع الخروج ، لذا انا اتجول]
رغم ان اخر ظهور لها كان منذ مدة طويلة الا وانه حين ارسل الرسالة اصبحت متصلة واجابت فورًا
[سوف اتفاهم معك لاحقًا انا مشغولة الان ، انتبه لنفسك ]
ابتسم ثم زفر بسلام وادرك انه وصل ، اعطى السائق اجرته ونزل ، وشاهد الفيلا الجميلة ذات التصميم الحديث ، النوافذ الزجاجية والحديقة الواسعة ، رائحة ازهار الحديقة الجميلة ، اثارت انتباهه بشكل خاص زهور الاقحوان البيضاء التي تتأنق وسط كل تلك النباتات الخضراء ، شجر الليمون الشاهق ، علم وسام ان جده محب لليمون بشكل خاص حيث انه يشرب شاي الليمون كثيرًا ، تسائل وسام اذا ما كان جده قد استأجر الفيلا لوجود الشجرة فقط .
دخل وسام رن الجرس وفتح العجوز الذي اشرقت ملامحه
"السيد الصغير !"
"مرحبا انجيلو ، كيف كان حالك؟"
"انا بخير بعد رؤيتك تتحسن ، هل سمحوا لك بالخروج؟"
"اجل نوعًا ما ، اين جدي ؟"
عقد انجيلو حاجبيه من الاجابة الملتوية وقال
"انه يحتسي الشاي بالحديقة الخلفية ، سوف يسعد بانضمامك اليه "
"دعني اخمن ، شاي الليمون "
ابتسم انجيلو وهو يأخذ سترة وسام الذي يراه كحفيد اكثر من كونه سيد ، كان آنجيلو يرى ان وسام لطيف للغاية ..
"تخمينك في محله سيدي الصغير"
دخل وسام وهو يتبع خادمًا للحديقة ، عندما رآه جده تهلل وجهه وابتسم محياه ، أشرقت عيناه وتغيرت الاجواء الباردة التي كانت تسود الحديقة .
وسام رأى جانب الحديقة فقط من خارج المنزل ، لكنها بدت اكثر جمالا من الداخل ، زهور كثيرة تتمايل وتتباهى بألوانها الخلابة ، الاقحوان والجوري النرجس والهندباء ، كان منظرًا سلميًا وهادئًا .
"وسام ! حفيدي الغالي اهلا بك "
"مرحبا جدي ، كيف كان حالك؟ "
"كيف لا اكون بخير وانا اراك بخير ! هذا ما اردته طوال حياتي! "
ضحك وسام من الاستقبال الحار الذي لا يلقاه الا عند جده
جلس وسام و وضع امامه آنجيلو كأس شاي وقال
" هل انت جائع سيدي الصغير ؟"
"اوه نعم ارجوك اني اتضور جوعًا "
"سيكون الطعام جاهزًا في الحال "
وغادر آنجيلو ليترك مساحة للجد وحفيده
"جدي كنت اريد ان اطلب منك خدمة "
"كل طلباتك مجابة "
ضحك وسام ثم قال
" ايمكنك البقاء في مدريد ؟"
" اين سوف اذهب اذا لم ابقى ، انا عجوز في اخر عمري اريد البقاء مع احفادي بجواري "
"لا تقل هذا ، ستعيش طويلا ، هناك امر اخر ؛ انا اطلب منك ان تعيش في منزلي "
" منزلك ؟"
"اجل ، بيتي اريد ان تبقى بقربي وبجانبي ، لأشعر بعائلة حقيقية بقربي "
" بني ، انت متزوج لديك عائلة بالفعل "
"هذا شيء وذاك شيء ، لا ترفض طلبي يا جدي "
تنهد الجد واومأ
" لك ما تريد "
ابتسم وسام بسعادة واحتسى الشاي بوجه مبتسم
.
نزل هتان من سيارته وقابل جناد
"مالذي تفعله هنا يا جناد ؟"
"كنت اقوم بتسليم تقارير ، طلب مني سهم القيام بذلك "
"انا ارى "
"اين انت ذاهب بهذا الوجه الغاضب ؟"
سأل جناد بملامح مستغربة ثم تحدث جناد الذي كان يطقطق اصابعه بصبر
"اتعلم من ابرح وسام ضربًا اثناء التعذيب ؟"
" الرجل الذي وجدناه ميتًا بقرب الزعيم ؟"
"كلا ، بل انه رائد "
"عفوًا؟"
"حسنًا انا غاضب للغاية وسوف اذهب لاخذ ثأر صديقي "
سكت جناد لوهلة ثم نظر في ظهر هتان الذي ابتعد قليلا
"انتظر لحظة انا قادم معك "
صعد الاثنان ووصلا لمكتب رائد ، دخلوا بدون طرق الباب وشاهدوه مستلقٍ على الاريكة ويحدق بالسقف
" رائد "
التفت رائد ببطء وشاهد هتان وجناد
"مالذي احض-"
قاطع جملته لكمة من هتان الذي ابتعد ورفع رائد من ياقته وقال
" لم ضربته ؟"
تنهد رائد وهو متفهم لشعور هتان وتمنى ان يضربه هتان اكثر
"لم يكن هناك خيار اخر ، نموت كلنا ، او ان اضربه "
لكم هتان وجه رائد مجددًا وقال بصوته الحاد
" انت تعلم انه ضعيف هذه الايام ، الا تعلم ان هذا الضرب قد يقتله ؟"
"على رسلك لم اكن الوحيد ، اكس قد ارسل جنوده لضربه "
"هذا لا يغير حقيقة انك ضربت الزعيم "
في الحقيقة رائد لم يكن متفاجئ من هجوم هتان ، كان يتوقعه باللحظة التي يعرف فيها هتان عن الامر ، لكنه لم يتوقع رائد ولو لواحد في المئة ان ينضم جناد لهذا !
تعرض للكم والصفع قليلا ورائد مستسلم ولا يقاوم ، كان تأنيب الضمير يقطعه اساسا .
سأل رائد وهو يضع ثلجًا على خده
"اليس هناك احد مع وسام؟ كلاكما هنا "
تذكر هتان انه لم يتصل بنيار
"اللعنة "
اخرج هاتفه واتصل على هاتف وسام ولم تصله اجابة ، اتصل على هاتف نيار
[اجل؟]
"نيار انت بالمشفى؟"
[انا بالمشفى لكن!]
"اخبرني انه لم يهرب "
[اذا كنت لا تعد ترك الحقيبة والسرير الفوضوي والفطور على الطاولة واخذ عدة ملابس هروبًا فلا اعلم ماهو تعريف الهروب في قاموسك ]
"ابحث عنه "
[يقول حارس الباب انه رآه اخر مرة يدخل مكتب اوس ، واوس يقول انه غادر مكتبه وعاد لغرفته بالتاكيد ]
تنهد هتان وقال
"ابحث واسأل بالارجاء "
[امرك]
اغلق هتان الهاتف ونظر لرائد وجناد
" هرب من المشفى "
ضحك رائد بصدمة ثم قال
"لا نستطيع تركه لدقائق "
"اجل وبالتحديد لا نستطيع تركه ولو لثانية معك بالذات"
"توقف عن هذه الحماقة ، لم اضربه لانني كنت سعيدًا بهذا حسنًا ؟ انت لا تملك فكرة عم يعنيه وسام لي ولو كنت في نفس موقفي لأُجبرت على فعل ما فعلته"
"لا اظن انه يعني لك اكثر من منقذ "
حلت لحظة صمت ثقيلة لكن رائد نظر في عيون هتان وقال بنبرة هادئة
"بل كان اكثر من منقذ ، اكثر بكثير من مجرد منقذ ، كان عائلة ، كان سند ، كان كتف للبكاء عليه ، وهو الوحيد في هذا العالم الذي يعرف من هو رائد ، لذا لا تتحدث كانك تعرفني يا هتان "
حدق جناد في توتر الاجواء بين هذين الاثنين الذين لم يكونا يطيقان بعضهما البعض وهم مضطرون للخوض في مثل هذه المحادثات من اجل شخص واحد يربطهما .
.
نظرت كارما في ڤيونا التي قالت
" انتِ جادة؟"
"بالطبع انا جادة يا ڤيونا ، انا اعطيك هذه المهمة الحصرية"
نظرت ڤيونا بالورقة المطوية بعناية بيدها ، كانت ورقة مكتوب فيها جنس جنين كارما ، هذه المعلومة المهمة ، كارما لم تتطلع عليها هي فقط اعطتها لڤيونا وطلبت منها تنظيم الحفل من اجلها ...
تأثرت ڤيونا بهذه المسؤولية ثم سمعت هاتف كارما يرن فعبست لأنها تكره تعكير مثل هذه اللحظات لكن عادت لملامحها الهادئة عندما سمعت نبرة كارما اللطيف والسعيدة
"اجل حبيبي ؟"
[انتِ بالمنزل ؟]
"كلا انا مع صديقتي "
[اوه حسنًا ايمكنك المجيئ للبيت ؟]
"بالطبع ، كنت عائدة اساسًا "
[احضري معكِ وسن ]
"حسنًا "
[احبكِ]
"انا ايضًا "
ابتسمت كارما من همسته واغلقت المكالمة ونظرت في ڤيونا التي قالت بنبرة ممازحة ومشاكسة
"انتِ ايضًا ماذا ؟"
ضحكت كارما وردت عليها لتغيير الموضوع
"اذا اعهد بالمهمة اليك ، اريد الحفلة بعد يومين او ثلاثة "
"كما تريدين ، اين انتِ ذاهبة "
"زوجي غادر المشفى وطلب مني الذهاب للمنزل "
"اوه حسنًا ، الى اللقاء "
عانقت ڤيونا كارما وغادرت كارما بهدوء
.
دخلت وسن وشاهدت كل من وسام و شخص مجهول يحتسون الشاي في غرفة الجلوس
"اخي !"
" وسن ، تعالي واجلسي "
اقتربت كارما وجلست بجانب وسام عن يسراه وجلست وسن عن يمناه ، لم يستطع الجد الا الضحك ثم سمع وسام يتحدث
" وسن ، هناك الكثير من الاشياء التي يجب عليك معرفتها عند هذه النقطة ، لذا سوف اقص عليكِ حكاية"
اومأت وسن واستمعت لاخيها المتحدث بهدوء ورزانة وهو يحرك يد واحدة لان الاخرى مغلفة بجبيرة ومعلقة على رقبته ...
"كان هناك رجل يملك ابنتين توام ، كان معروفًا بسيطرته وقوته وعدله ايضًا ، في احد الايام اقنعته ابنته الصغرى بالتخطيط لمؤامرة للاستيلاء على حكومة اخرى ، ونجحت خطة الصغرى ، وتزوجت الابنة الكبرى من رئيس جهاز الاستخبارات ، بعد سنوات من هذا الزواج ، وقعت الكبرى للرجل وبدأت بتقبله والاعجاب به وعند هذه النقطة ، حملت ، لكن الرجل لم يحبها يوما وعاملها وكانها لم تكن موجودة لانه في صدد تتفيذ مؤامرة لتدمير عائلتها ، عندما بدات تصرفات الكبرى تتغير وتنحاز لجانب الرجل ، شعرت اختها بالغضب ، ثم بعد شهور انجبت الكبرى توأمًا ، فتى وفتاة ، وفي تلك الليلة ماتت الكبرى على يد اختها ، ودُفنت بسرية لان كل ما ارداته هو حماية اطفالها ،عاشت الصغرى باسم الكبرى و ربت اطفال اختها بمنتهى القسوة والوحشية "
عند نهاية كلامه رأى وسن تشد على قبضة يدها ، رفع وسام يده السليمة ووضع رأس اخته على كتفه وقال بصوتٍ ثابت
"تلك التي اذاقتنا الجحيم ، لم تكن امنا لم تكن نادية ، كانت وهم و كانت قاتلة ، قتلت والدتنا ، وسن ، امنا احبتنا ، لم تكرهنا ، بل انها احبتنا كثيرًا "
بدات وسن بالبكاء وسمعت صوت العجوز الذي كان صامتًا طوال الوقت
"تحملت نادية كل شيء من اجلكما ، وانا فخور بكما ، لقد صمدتما جيدًا "
كان وسام يربت على رأسها ويقبله ويهدأها ثم اخرج لها مجموعة ظروف وقال
" هذا ما تركته والدتي من اجلكِ ، دعينا نزرها معًا لاحقا "
اومأت وامسكت الرسائل بقوة ثم نظرت للعجوز وبعقلها الذكي استنتجت
" ايها الجد ، لمَ لم تبحث عنا ؟"
"انا كنت اعرف اين انتم لكن سلطان كان يبعدكم عني ، لم اكن استطيع انتشالكم من الفوضى ، لا انكر ان هناك جزء من الخطأ يقع على عاتقي ، انا اعتذر يا ابنتي "
وقفت وسن وعانقت جدها وقالت بصوتها المهتز
" لا بأس نستطيع ان نبدأ من جديد ، جدي "
بعد ان هدأ الجميع وكانت كارما تراقب الوضع بابتسامة دافئة ، مد وسام يده وامسك كفها وقال
" بالمناسبة جدي يبدو اني لم أعرفك ، هذه كارما ، زوجتي"
ابتسم ديمون في كارما التي وقفت بدورها وعانقتها وقالت
" من الجيد وجودك بيننا ، جدي "
"كنت اريد ان ارى حفيداي واصبحت املك ثلاثة "
"اربعة باحتساب زوج وسن "
ضحك الجد وقال
"اجل انت محق "
اقترب انجيلو ومد علبتان زرقاء فاخرة واعطى احدها لوسام والاخرى لوسن وقال
"هذه اوسمتي ، اذا كنت تملكها فهذا يعني انك تحت حمايتي المطلقة ، لا يستطيع احد ان يمسكم بعد الان يا احفادي "
ابتسم الجميع والتفت وسام لكارما وقال
"بالمناسبة عزيزتي ، جدي سيعيش معنا من الان وصاعدا"
توسعت ابتسامة كارما وقالت بسعادة
"من الجيد سماع ذلك ، بدات اشعر بالوحدة من البقاء هنا"
ضحك الجميع ثم قال وسام الذي وقف
"لدي عمل سوف انجزه واعود "
"الن ترتاح قليلا ؟"
سألت كارما بقلق فأجاب
"اسبوع من التخاذل يكفيني "
.
نظر هتان في عيون روبين وتجرع قهوته وفتح فمه واغلقه عدة مرات ثم قال
"ايجب علينا اعلان علاقتنا ؟"
بصقت روبين ما كانت تشربه من الصدمه ونظرت في هتان وقالت
" هل انت مجنون؟"
تنهد هتان ومد لها منديلا ثم قال وهو يتكئ بيده على خده
"لقد اكتشف وسام امرنا ، ويبدو ان كارما تعلم ، مالفائدة من الاخفاء ، على الاقل لاصدقائنا "
نظرت روبين في عيونه الصادقة ، كانت تعلم انه محق ، الجميع بالفعل يعلم بدون ان يخبروهم ، اليس من الافضل على الاقل اخبار من يعنون لهم ، خصوصا كل من كارما و وسام كانا اقرب اثنين لروبين وهتان ، وكلاهما يعلمان ، كان هذا غريبا لكنهم علموا انهم لن يستطيعوا اخفاء شيء عن طيور الحب الاذكياء هؤلاء .
تنهدت روبين وقالت
"دعني افكر في الامر "
.
دخل الشركة بخطواته الغير مرتاحة ، كان من الواضح انه يعاني من مشكلة بالمشي لكنه يتصرف كأنه لا شيء ، وصل للمكتب وفتح الباب ودخل ، بدون طرق ، بدون اي علامة ...
"من اتى ليضربني ايضًا؟ "
القى وسام بجسده امام رائد ليجيب براحة
"لست هنا لضربك لكني اتسائل من كان عندك قبلي"
"هذا لا يهم ، لم هربت من المشفى ؟ لازلت لم تتعافى"
"بما انك ذكرت هروبي فهتان بالتأكيد وضع بصمته عليك "
تنهد رائد واعتدل بجلسته لينظر لصديقه الذي كان يتحدث وكأنه لم يحصل شيء ، تنهد رائد واخرج مسدسه ، لقمه وفتح زر الامان ، سلاح جاهز للاطلاق ، وضعه امام وسام واشار لكتف وسام المصاب
"خذ بثأرك"
"اي واحد بالضبط ؟"
سكت رائد الذي كان يرى يد وسام ملفوفة بالكامل ، وهناك اجزاء واضحة انها ملفوفة بالضمادات ، كان يرتدي ثيابًا واسعة لكيلا يؤذي جروحه ، كانت هناك العشرات من الجروح في جسده ، والجبيرة التي تثبت يده لكي يشفى كسرها ويلتئم جرح ذراعه .
"وسام ، ارجوك لا تجعل هذا الذنب يطاردني في كوابيسي ، اطلق علي ولننهي الامر هنا "
ضحك وسام ثم تحدث وهو يشرب من كوب قهوة رائد
"لحظة انت لا تشرب القهوة "
" هذا المكتب يذكرني بالايام الخوالي "
نظر رائد لوسام الذي وقف وبدأ يتمشى بالمكتب الفسيح حتى وقف عند طاولة المكتب التي لازالت عليها العلامات التي تركها وسام ، خدوش الاقلام والمقص ، بقع الحبر ، وبضعة علامات قد تبدو وكأن الطاولة قذرة لكن لا احد اعتبرها كذلك ، اتكئ وسام على الطاولة وقال
" لن اطلق عليك "
عبس رائد وكان سيجادل ، كان يريد من وسام تخليصه من الالم
" سوف اجعلك وفي اكثر مما انت وفي ، هذا هو سداد دينك"
"بحق الجحيم انا اساسا أدعى بكلب العدالة بدلا من جناحه "
قهقه وسام بصوت عالي حتى اسكتته جراحه التي لسعت جسده باكلمه من شدتها ، تمسك بالطاولة ثم قال والابتسامة لازالت على وجهه المرتاح والشاحب
"اترك لي شيء لأخضعك به ، اذا خالفت رأيي سوف اقول لك هذه الندبة هي من صنيعك من صنيعك "
كان يشير على جرح رصاصة ذراعه
"اتخطيط لأن تُذلني "
"لم يأمرك احد ببدأ التعذيب برصاصة "
تنهد رائد وحدق في ذراع صديقه ، لحسن الحظ لم تكن الاصابة قوية ، ويستطيع العودة لاستخدام ذراعه بشكل طبيعي بعد العلاج الطبيعي ، كان اوس يخبر وسام دائمًا انه قد أُخذ حظ حياته مقابل البقاء على قيد الحياة مهما كلف الامر ، نجاته من كل تلك الاصابات والجروح كانت مثل معجزة ، معجزة حقيقية!
"كما انني حقًا احتاج ذراعًا يمنى "
ابتسم رائد و وقف وعانق وسام بخفة شديدة ، وقد قبل وسام عناقه بيد واحدة ، هاذان الشخصان كانا دائمًا على قلب واحد ، متعاونان ، موجودان دائمًا عندما يحتاج احدهما للمساعدة ، لم يتقاتلا قط ، ولم يشعر احدهما بالغضب من الاخر قط ، كانا اخوة ، اخوة كل منهم عاش مسرحية تراجيدية مبهرة .
"الان اخبرني "
أجاب رائد بابتسامة وهو يعود للجلوس امام وسام الذي عاد للاريكة
"عن ماذا ؟ "
ابتسم وسام وملامح المكر بانت عليه ، وكأنه امسك ادلة على رئيس مجلس المافيا ، ابتسامة لم يبتسمها منذ مجلس الظلام ..
"رائد ، من هي ؟"
جفل رائد وقال بعيون مستغربة وهو يزيف كلامه
"من تقصد ؟"
"لا تحاول لعب الاعيبك علي ، انا اعرفك اكثر من والدتك ، عندما تكذب اصبع يدك الخنصر يرتجف "
اخفى رائد يده تحت الطاولة و نظر رائد في عيون وسام وقال
"لن تقول لأحد صحيح ؟"
" ولم سوف اخبر احدًا ؟ سوف ابقي هذه المتعة لي "
"ماذا تريد ان تعرف عنها ؟"
مد وسام اربع من اصابعه وقال بابتسامة مرحة
"ثلاث امور "
"لكنك تمد اربع اصابع"
"الرابع معلومة عنك لا عنها "
"اسأل "
"اسمها ، كيف قابلتها ، ومن اين هي تعرف كارما ، وسؤالي عنك هو مالذي تشعره ناحيتها "
تنهد رائد ووقف ليفتح خزانة جانبيه ويخرج منها شرابًا يضع الثلج في الكوب ويسكب الفودكا ، مشروبه المفضل عندما يكون حائرًا .
"اتريد شرابًا ؟"
"لا شكرًا لك انا ممنوع من الشرب "
"نعم وكأنك تهتم لاوامر الطبيب "
"انا لا اهتم لكن كارما تهتم ، وانا اهتم بكارما "
"وكوب القهوة الذي ابلعته ايها اللعين "
ابتسم وسام ليستفز رائد الذي تنهد وعاد للجلوس
"تدعى ڤيونا ، قابلتها عندما ذهبت لباريس للقاء مجلس المافيا ، هي مصممة ازياء لذا عملت مع كارما لتزيين صالة عرض ثيابها التي سوف تفتتحها هنا "
"هذا مثير للاهتمام ، رائع يا رجل اظنني سوف اموت بسلام بعد ان رأيتك واقعًا هكذا "
عقد رائد حاجبيه بغضب طفيف وقال بنبرة منزعجة
"لا تتحدث عن الموت "
تجاهل وسام رد رائد وقال وهو يشعر برنة هاتفه ، رأى اسم هتان على الشاشة فاقفله ووضعه جانبًا
"تابع "
"انا معجب بها ، حقًا ، لكني اظن انها لا تبادلني هذا الشعور ، اشعر انني ادور في حلقة مفرغة ، اريد اخبارها اني اريدها بجانبي ، لكني خائف ان اكون قد اسرعت كثيرًا بهذا الاعتراف "
"انا ارى "
"متى اعترفت لكارما ؟"
عقد وسام حاجبيه من اتصالات هتان المتكررة فاوقف تشغيل الهاتف وقال بهدوء
"دعني اتذكر ، اتذكر عيد ميلادي الذي اهديتني فيه مسدسًا؟ ، اجل اعترفت لها اثناء الرقص ، هذا بالنسبة لاعترافي باعجابي ، اما بالنسبة لحبي فقد اعترفت لها وانا اهلوس بالمصحة النفسية "
سكت رائد وقال
"لا اعلم "
"انا اعلم ، كارما سوف تقيم احتفالا لتحديد جنس الجنين، وقد اوكلت احد صديقاتها ان تجهز الحفلة ، اذهب واطلب من الانسة ڤيونا انا تحضر معك "
"في بيتك ؟"
سخر وسام من سؤال رائد وقال
"لا ، في غرفتي في المصحة النفسية "
تنهد رائد وابتلع ما بقي في كأس الفودكا ثم سأل
"لمجرد الفضول ، كيف عرفت عن علاقتي العاطفية ؟"
"اولًا عندما التقيت بك في مكاننا قبل ذهابي لايطاليا ، كنت تنظر لهاتفك كثيرًا ، وكانك تنتظر اتصالا لكن عندما اخبرتك بالموضوع الذي اخبرتك به نسيت امر هاتفك ، ثانيًا عندما كانت كارما تبدل ضمادي قبل البارحة ، قالت لي (اتعلم ان اخي رائد ) و سكتت فجاة ثم عندما طلبت منها الاكمال قالت ( ان اخي رائد هو شخص جيد ) ، كارما لا تمدح احدًا فجاة ، وهذا خيط اخر ، ثالثًا عندما سألتك قبل قليل لم اكن متأكدًا لكن عندما اخفيت يدك تأكدت شكوكي ، رودي الصغير اصابعك لا ترتجف عندما تكذب على شخص تحبه بل ان سرعة رمشك تبطئ ، وهكذا صرخت بـ ( بينقو ) في عقلي "
"انت وحش "
"انا اجيد الملاحظة ، حسنًا رودي الصغير انا سوف اذهب قبل ان يأتي هتان ويعتقلني "
"من اين اختلقت هذا اللقب ؟"
"اتقصد رودي الصغير ؟ هذه محبة ، سوف اخبرها للانسة ڤيونا عندما التقيها "
توسعت عيون رائد واحمرت وجنتيه وقال
"لا تجرؤ ، كما انني اكبر منك اظهر بعد الاحترام "
"حسنا يا جدي رودي ، الى اللقاء "
.
رن هتان الجرس وفتحت الخادمة الباب
"مرحبا بك يا سيدي هتان "
"هل وسام بالمنزل ؟"
سمع هتان صوت كارما من الخلف التي قالت بصوت هادئ وابتسامة
" اخي هتان ، ادخل "
دخل هتان وجناد للمنزل ووصلا لغرفة الجلوس حيث كانت وسن تتحدث مع العجوز بوجه سعيد ومرتاح والجد كان يستمع بابتسامة وكوب الشاي في يده
"مرحبًا اخي "
قالت وسن وهي تعتدل بجلستها وقالت بسعادة
"جدي ، هؤلاء هم اصدقاء وسام الحميمين ، هذا اخي هتان وهذا جناد "
"مرحبا بكما ايها الشابان "
حيى كل من هتان وجناد ديمون ،
عقد جناد حاجبيه من دعوة هتان باخي وهو باسمه لكنه تجاهل الامر وسأل بصوت هادئ ومهذب
"سيدة وسن ، اتعلمين اين نجد الزعيم ؟"
قالت كارما التي كانت تحمل صينية فيها اكواب الشاي
"اتصل بي توًا واخبرني انه في طريقه للمنزل ، لم لا نحظى بكأس شاي حتى مجيئه "
"اوه كارما ، لم لا تجعلين الخادمات يقمن بهذه الاعمال"
"ليس وكأن صينية الشاي ثقيلة ، كما انني لا احب البقاء ساكنة "
ابتسم هتان وقال وهو ينظر لكارما
"الان افهم كيف وقعتما بحب بعضكما البعض ، كلاكما لا يستطيع البقاء ساكنًا "
ابتسمت كارما وقالت لهتان وهي تمد له البسكويت
"وقعت بحبه لاسباب اخرى "
"دائمًا ما يراودني هذا السؤال كارما ، لم وقعت بحب اخي ؟"
قاطع اجابة كارما دخول وسام الذي كان يحمل سترته بيده اليسرى ويسير بطريقة اكثر ارتياحًا من الصباح ، جلس بجانب جده وقال
"هذا سر ، انا فقط من يجب ان يعلم هذا يا وسن"
"هذا غش !"
"بل انه سر ليس غش ، اوه مرحبا هتان لم ارك منذ مدة "
"اجل ، لم هربت من المشفى؟ "
"لا تجعل الامر غريبا ، لم اهرب ، بل خرجت !"
"اجل لم خرجت قبل ان يمنحك اوس الاذن ؟"
"لانني اشعر اني بخير تمامًا ، ولاني اريد النوم في منزلي ، ولان الطعام سيء المذاق ، ولأن السرير لا يسع كارما بجانبي ايضًا لاكون واضحًا اوس هو من اخرجني "
"وسام !"
نظر وسام لكارما بجانبه وضحك وبهدوء وهو يشاهد خديها الذين تحولا للاحمر ثم قال بابتسامة
" لا داعي لقلق لا طائل منه يا هتان ، فقط استرح ، اذا كنت قلقًا لهذه الدرجة ، اقضي الليلة هنا "
"سوف افعل "
جناد وقف وقال بابتسامة
"انا سوف اذهب ايها الزعيم "
"جناد ، اذا علمت انك ذهبت للعب القمار سوف نلتقي في غرفة التدريب "
ارتجفت يد جناد وقال بابتسامة هادئة
"لا داعي للقلق ، ايها الزعيم "
خرج جناد ، ثم وقف وسام وقال بهدوء
"سوف اذهب لغرفتي لانام ، عن اذنكم "
عندما كان سيهم بالمشي اختل توازنه ليتمسك بالاريكة ويرفع رأسه بعد ان اخفضه بسبب ضربة من السواد ضربت بصره وبدأ يعود اليه رويدا رويدا بشكل مشوش
شعر بهتان يدعمه وقال بعبوس
"لهذا كان عليك البقاء بالمشفى "
"انا بخير حقا ، شعرت بالدوار للحظة "
سار وسام لغرفته وخرج هتان بعدما شاهد كارما قادمة ، اغلق هتان الباب خلفه واقتربت كارما من وسام لتساعده على تبديل ثيابه بصمت
" كارما انتِ غاضبة ؟"
" لست كذلك"
كان يرى ملامحها المتجهمة وهي تساعده على تبديل ثيابه ، عندما انهى خلع قميصه كانت ستذهب لغرفة الملابس لاحضار ثياب مريحة ، شعرت به يمسك يدها ويقول بصوت هادئ يتملكه التعب والنعاس
" اسف على جعلك قلقة دائما"
تنهدت كارما و التفتت له لتمسك وجهه بيديها ، عادتها المفضلة ، احبت كارما النظر في عينيه مباشرة
"انا لست غاضبة ، انا قلقة ، انا قلقة لانك لا تستمع لاوامر الطبيب الذي اخبرني انك ان لم تحذر قد تصاب بامراض لا يحمد عقباها ، انا قلقة لانك كل شهر تعود مصابا مشكل مروع ، انا قلقة لانك قد تترك جانبي وانا ليس لدي شخص سواك ، وسام حبيبي ، انا احبك كثيرًا ، اكثر مما تتخيل ، تخيل لو كنت انا من اصيب بطلقتين "
جفل وسام من كلامها لكنها اكملت
"تخيل لو كنت انا من تعرض للتعذيب لاسبوع كامل ، ايمكنك رؤية كم ان هذا مثير للقلق ، انا لن اتركك ابدا ، مستحيل ان اتركك ، لكني اريدك ان تنتبه لنفسك ، لا تضحي ولا ترمي بنفسك للنيران ، انا هنا دائمًا لاجلك وبقربك ، في السراء والضراء ، لذا لا تؤذي هذا الجسد مجددا ، لانه ملكي "
اومأ وسام وتركت كارما وجهه ، وذهبت لاحضار قميص له ، عندما انتهى من تغيير قميصه استلقى على فراشه ، وجلست هي بجانبه تمسح على شعره وكأنها تهوده
قال وسام بنبرة ناعسة
"اذهبتي للطبيبة ؟"
"اجل واعطيت الورقة لاحد صديقاتي كما طلبت ، اريد ان اسألك سؤالا "
"كلي اذان مصغية"
"اتريد ان يكون طفلنا، فتى ام فتاة ؟"
"كلامها نعمة حقيقية ، ايًا كان جنسه سوف احميه طالما اني استطيع ، سوف اربيه على الحب و الاخلاق ، في بيت دافئ حيث لا ينقصه شيء ، لن ادلل بسخاء ، ولن امنع بغباء ، سوف اكون ابًا جيدًا بقدر استطاعتي "
ابتسمت كارما وقبلت رأسه ثم سمعته يقول وهو يغمض عينيه
"لدي سؤال ايضًا ، لم احببتني ، مالذي اعجبك في؟"
سكتت كارما قليلا وقالت بهدوء
"اسباب كثيرة ، اذا كنت تريد اسباب عاطفية ، لطفك وحزمك، تحليك بالمسؤولية وكونك تعرف كيف تظهر حبك واعجابك ، الجسدية ، انت يا عزيزي لديك عيون فائقة الجمال ، وبصراحة جسدك متكامل كنت فقط نوعي المفضل من الرجال والذي لم اجده في اي مكاـ "
نظرت كارما له وهي تريد رؤية ردة فعله ووجدته نائمًا ، عبست من كلامها الذي طار هباء الرياح ، ثم ابتسمت لتقبل خده وتغطيه جيدًا
#انتهى
أنت تقرأ
Crime
Mistério / Suspenseالنُبذة مالذي يَحدثُ فيَ هَذا العالمِ الموحِش؟ الناسُ أصبح هَدفُهم قتل بَعضِهم البعض والأطفَال أصبحوا ضحَايا بدونِ حُروب و أنا أُدعى ببطلِ العدالة ؛ لمُجرد انني أقتلُ القتلة أنا مِنهُم ولستُ مِنهُم أنا أحارب مَن آذاني و آذى الأخَرين و أحصُل عَل...