الفصل الرابع : الملف الاسود (73)

32 9 1
                                    

73
الفصل الرابع : الملف الاسود
البارت الثالث والسبعون
وجه هتان نظراته لوسام بعدما التقو في منتصف الممر ، و رأى وسام يرتدي معطفه ويبدو انه مستعد للخروج
قال هتان بهدوء
" انت بخير ؟"
" انا بخير ، ما مناسبة السؤال ؟"
"لقد كنت تعاني من الصداع "
" اوه نعم صحيح قد زال الان "
رفع هتان حاجبه بدون تصديق وقال
"نمت ربع ساعة فقط "
" لقد نمت في الليل "
تكتف هتان وهو ينظر في عيون وسام الذي يتهرب من سؤاله
"نمت في الليل لساعتين فقط ، الا تهتم بصحتك ؟"
رن هاتف وسام مقاطعًا لتلك المحادثة
ابتسم وسام براحة وكأنها المهرب من هذا الاستجواب
" نعم "
اجاب وسام بابتسامة واسعة ، فقال المقنع
" لقد هربت الطريدة ، وانا خلفه "
اختفت الابتسامة عن وجه وسام
" لا تدخر جهدًا"
" مفهوم "
اغلق وسام المكالمة ثم رفع نظره لهتان الذي لا يزال يحدق به بنظرة الاستجواب
تنهد وسام وهو يضع الهاتف في جيبه
" هذا ليس مهمًا الان ، لنذهب للمكتب "
اخرج هتان تأففًا
" قلت انك تنوي البقاء في المنزل اليوم "
ارتبك وسام وحك مؤخرة رأسه
"مللت "
ابتسم هتان ابتسامة واسعة مشرقة
" لدي فكرة افضل "
" نعم لنتناول الغداء في الخارج انا اشعر بالجوع حقًا "
"كلا ، هذا وقت الافطار ليس هناك مجنون سيتناول الغداء الان ، لدي مخطط يدعى ( ارتح في المنزل يا مجنون )وما سوف تسير عليه الخطة هو ان تاخذ كفايتك من النوم "
" اليست وظيفتك ان تكون ظلي؟"
"من اهم وظائفي هو ان احافظ على انتباهك لصحتك كي لا تموت مبكرًا وهو ما لا احبذه "
نظر وسام فيه بسخرية وتابع طريقه للخارج وهو يهز راسه باسف ، لحق به هتان بتأفف
.
جلست لميس بهدوء على الكرسي ، نظرت له بهدوء وابتسمت بسخرية على ملامحه الغاضبة
"لما انت غاضب لهذه الدرجة ؟"
"حاولتِ قتله !؟"
"لم اكن سوف اقتله ، اخوفه فقط"
" تخوفين من ؟ وسام ؟ اجننتِ؟ ، هذا الرجل لو وضعته في منتصف ساحة المعركة لانطلق مثل المجنون بلا خوف "
" اعلم ، انا اكثر من يعلمه ، لكن يا زياد ، الرجل الذي احبه المجنون الذي عشقته ، قتل اخي "
" لم يقتله "
" بل قتله "
" هتان قتله "
" هتان رجل وسام لا يتحرك الا بأوامره ، وسام قتل اياد يا زياد ، لما لا تشعر بالمي ؟"
" انتِ من لا تشعرين من لا تفهمين كم اني اعاني ، الرجل الذي تحبينه هو اخي والرجل المدفون هو اخي ، انا اعيش بين نارين ، اخترت تصديق الحق الذي بان امام عيني ، وهو ان اياد خان وسام الذي ساعدنا وراعانا واحترمنا وقدرنا واعتبرناه اخًا "
" انت لا تستطيع استيعاب ان وسام قتل اخانا صحيح ؟ وسام ليس اخيك بل صديقك ، وسن ليست اختي بل صديقتي ، لا تبالغ في تقدير حجم علاقاتك "
احمر وجه زياد ونظر في لميس بغضب ثم زفر وخرج وصفع الباب خلفه .
ارتشفت لميس قهوتها
" احببته فقتل اخي ، لم يقتله هو بل قتله رجله ، احقد على رجله الذي يفعل ما يؤمر ؟ اخترت ان لا احقد على احد منهم لان كل ما فعله هو نكث وعده معي وما فعلته هو اقل من جزائه لفعلته بي "
.
#في الليل
-طق طق -
فتحت لميس الباب لتجد وسن امامها ترتدي فستانًا ورديًا لطيفًا ومصففةً شعرها باناقة وتقول
" هل لكِ ان تخرجِ بموعدٍ معي يا انسة ؟ "
ابتسمت لميس واومأت
" دعيني استعد فقط "
" ارتدي شيئًا بزهور ، سائقنا ينتظر في الاسفل "
اغلقت لميس الباب لتفتح خزانتها وتلتقط فستانًا وترتديه تضع مساحيق التجميل وتصفف شعرها ، تلتقط معطفها وحقيبتها وتخرج لترى وسن تنتظرها بالاسفل .
تبتسم وسن وتخرج وتشير بيدها لسيارة الدودج الخاصة بوسام وتقول
" هذه سيارتنا الليلة "
" اليست هذه سيارة وسام ؟"
فتحت وسن الباب للميس وقالت
" اركبي "
ركبت لميس لترى وسام يجلس بمقعد السائق
تفاجأت لكنها التزمت الصمت ، ركبت وسن بجانبها بالخلف .
انطلق وسام ومشى مهم
ابتسمت وسن وشبكت يدها مع يد لميس واخرجت وردةً زهرية من حقيبتها وناولتها للميس
ابتسمت لميس واخذتها بلطف وشفت رائحة عبق الوردة الزاهي لتتوسع ابتسامتها
يصلون عند مقهى الزاوية ويقف وسام لينزل ويفتح الباب من جهة لميس وتنزل لميس وتنزل وسن من ذات الباب ، يدخلون المقهى ، يرحب بهم العجوز ويدلهم الى الطاولة المعهودة ليجلسو عليها ، تعمد وسام الجلوس بجانب لميس
" ماذا تشربين يا اميرة الزهور ؟"
سألت وسن لميس بابتسامة
"اسبرسو "
اومأت وسن واشارت للعجوز
" لميس اليوم نحن هنا لاعتذر لك عن ما بدر مني ، لغضبي منك ذلك اليوم وقولي كلام ما كان يجدر بي التفوه به "
" انا ايضًا اعتذر لكما عن التصرف اللاعقلاني الذي فعلته "
" اذا عدنا اصدقاء "
" للابد "
ابتسمت وسن وارسلت قبلة هوائية للميس
وصلت القهوة و وضعها الياس على الطاولة
" لما المقهى فارغ اليوم ؟"
قال وسام بصوت ثابت
" حجزته بالكامل "
عم الصمت للحظات وقالت وسن
" هذا لم يكن اتفاقنا ولكن هذا ما حصل "
ضحكت لميس وارتفعت صوت ضحكتها ، ابتسمت وسن و وقفت
" ساذهب لدورة المياه "
وغادرت ، سكت وسام قليلا ثم مد يده ، مرت ثواني حتى تضع لميس يدها بيده ويمسكها
" انا اسف "
" انا ايضًا اسفة "
يرفع وسام يدها ليقبلها ، تبتسم هي بخجل وتشد على يده
يبتسم العجوز برفق ويضع امامها وردة
" من حديقتي "
يبتسم وسام ويرفعها ليضعها بشعر لميس
" كم انتِ جميلة "
تحمر وجنتاها خجلًا من همسه اللطيف
تعود وسن وتقول
" يبدو ان الامور على ما يرام "
تومئ لميس ويبتسم وسام بخفة حتى يسمع صوت الرصاصة التي خدشت يده ، والتي رفعها ليرتشف من قهوته السوداء
صرخ
" انبطحوا !!"
#انتهى

Crime حيث تعيش القصص. اكتشف الآن