83
الفصل الخامس: مجلس العظماء
البارت الثالث والثمانون
كان يسير في ممر المشفى تائهًا وعينيه مشوشة ، هناك تقرحات شديدة الاحمرار بيده ، والهالات السوداء تحت عينيه اشتدت من التعب .
شعر وسام بيد على كتفه فالتفت ليجد رجل يرتدي الاسود ويقول
"سيد وسام انت ملقى بالقبض عليك "
"عفوًا ؟"
"ارجوك لا تصدر الكثير من الضجة وتعال معنا"
نظر لهم وسام بنظرة غريبة ولكنهم دفعو كتفه واخذوه لخارج المشفى مرغمًا .
اومأ وهو يرى الممرات خالية من رجال وسام
"سيدي يمكنك المجيء"
بعد دقائق ترجل الرجل الخمسيني من سيارته وسار خلال الممرات حتى وصل للعناية المركزة ومن خلف الزجاج ظل يحدق بهتان بعيون ابوية حزينة .
سرح سلطان في الماضي ، كيف بدأ كل هذا وانتهى بهؤلاء الشبان في هذه الحالة ، ابنه كان يخضع لعلاج نفسي ولايزال يحتاجه ، ومن يعتبره ابنه اصيب برصاصات كادت تودي بحياته ، وابنته اذاها الحزن حتى زلزل كيانها ، وابنه الاكبر الذي يحاول الصمود في وجه كل هذا كان يشعر بالم كفي لتمزيق رباطة جأشه .
فكر سلطان لوهلة ان كل ما يحدث لابنائه هو صنيع يديه ، خشي ان يكون السبب بمعاناة من رباهم ، كان مؤذٍ لنفسيته ان يفكر بهذه الطريقة لذا تراجع عنها وغادر المكان بببطء وقلبه مثقل بالهموم .
غادر سلطان واختفى من المشفى ، وحين مغادرته..
فتح ذو الشعر الاشقر البني عيونه ببطء وحدق بالسقف ، بالغرفة الخالية من الاشخاص ، صوت الاجهزة ورائحة المعقمات القوية التي تؤذي انفه .
رمش هتان مجددًا ببطء ليحاول ان يستعيد ادراكه ، مالذي حصل ؟ واين هو ؟ واين وسام ؟ .
بعد دقائق من محاولة استعادة الذات والتركيز دخل الطبيب بزيه الواقي ونظر في هتان بصدمة
"انت استيقظت!"
ركض الطبيب لاحضار الممرضين وبعض الزملاء
هناك مريضٌ معجزة استيقظ
.
حدق وسام في الزنزانة التي هو فيها و وجاله معه لم يكن ببال وسام الذي سرح متجاهلًا الرائحة القذرة التي تنبعث من هذا المكان والظلام الدامس الا من بعض الاضواء الخفيفة .
كل ما كان يجول ببال وسام هو القلق على هتان الذي بقي وحيدًا بالمشفى ، ارتجف جسده لمجرد فكرة فقدانه او تعرضه لاذى اكثر مما هو فيه .
وسام بحق كان خائفًا حقًا من فقد احد اخر ، كلما حاول ان ينسى تحوم اطياف الموتى فوق رأسه ، كان يحدق بالظلام الذي يحل بهذا المكان ولوهلة ظن انه رأى الحارث قادمًا اليه ، اغمض عينيه بقوة لكبح دموعه ، لم يكن هناك احد معه في زنزانه كان وحيدًا لذلك انهمرت دموع وسام مرة اخرى رثاء اثنين من اعز اصدقائه وخوفًا على ظله .
دموع وسام التي وعد نفسه انه لن ينزلها امام احد فرت من عينه حينما رأته وحيدًا جالسًا بالظلام ، خرت الدموع من عينيه مسرعة كنهر جاري ، كان بكاء صامتًا محزنًا اليمًا
فكر وسام بكيفية احضاره لهنا ووضعه بهذه الزنزانة ، اخرج منديلًا من جيب سترته ومسح دموعه التي خانت وعده .
.
ركضًا بين الممرات يدخل وسام الغرفة 604 بدون ان يطرق الباب ويحدق بهتان الذي فتح عينيه وابتسم له ابتسامة اخوية .
ارتجفت مقلتي وسام واهتزت وتجمد مكانه واجفله كلام هتان اكثر
" لاول مرة يا وسام "
ابتسم هتان وتابع وهو يحدق بوسام الذي تجمد عند الباب
"لاول مرة ارى الخوف متجمع في عينيك "
فتح وسام فمه واغلقه مرات عديدة
ليس لديه ما يقوله ، اقترب وسام من هتان ولم يستطع فعل شيء غير تقبيل رأسه
" هتان ، انت بطل بكل ما تعنيه كلمة بطل "
نظر هتان لوجه وسام وقال
" هل بكيت مجددًا ؟"
اشاح وسام بوجهه بعيدًا عن عيون هتان وقال
" كلا لم افعل "
"هل اخذت مهدئاتك ؟"
سؤال هتان جعل وسام يصمت ، كان وسام يتسائل هتان بهذه الحالة المزرية ، لماذا يتسائل عن صحة وسام ؟ لما الامر مهم لدرجة ان يسأله بوجه جدي هكذا
"احمم نعم اخذتها "
ابتسم هتان واغمض عينيه ليحظى ببعض النوم
" جيد"
جلس وسام على الكرسي بجانب هتان وظل يفكر فيما حدث اليوم
#فلاش باك
بعد ان مسح دموعه واستجمع نفسه رأى حارسين قادمين من نهاية الممر فتحو الزنزانة واخذو وسام الذي من شدة استغرابه حتى توقفو امام غرفة وابتعد الحراس عنه وادخلوه .
رفع وسام رأسه و رأى الباسل جالسًا على الكرسي وهناك كرسي شاغر امامه .
"اهلا وسام ، خذ مقعدًا "
اومأ وسام وجلس بهدوء غير معتاد منه
"ماذا تريد ان تشرب ؟"
"مالذي يحدث ؟"
تنهد الباسل ونظر لوسام وتحدث
" انت مثل والدك لا تملك ذرة صبر "
سكت الباسل قليلًا ثم قال
"الرئيس كان يود زيارة هتان لذلك اخرجناكم من المشفى"
"لم افهم "
" نحن نخشى من موجود خائن بين رجالك ، لانه لولا ذلك لما تجهز فهد بهذا الدفاع القوي ضدك لذلك صرفنا كل رجالك وانت معهم لحرصنا ولزيادة الامان "
"انا ارى ، اذا افترض ان اب- اعني الرئيس قد انتهى من زيارة هتان "
" نعم هو فعل ، لكن هناك شيء اخر علي اخبارك به"
عقد وسام حاجبيه بتساؤل
"ماهو ؟"
"الرئيس يستعد للظهور اخيرًا للعلن ، لذلك ربما يجب عليك تكريس جهدك فقط لحمايته "
اومأ وسام وقال
"اهذا كل شيء؟"
"نعم يمكنك المغادرة سيرافقك الحراس الذين بالخارج اما رجالك سنخرجهم بطريقة اخرى لكيلا نعطي الخائن ان وجد فرصة "
"حسنًا "
وخرج مسرعًا من الغرفة ليعود للمشفى
#الحاضر
جمع وسام ساقيه لصدره ووضع رأسه على ركبتيه وظل بهذه الوضعية لمدة طويلة يفكر بالذي حدث وسيحدث
.
توقفت وسن عند اشارة المرور وعلى وجهها ابتسامة حزينة ، كانت ممتنة لوسام لانه لم يخبرها بالمأساة خلال الزفاف ، لانها كانت ستفعل شيء مجنونًا ، نظرت للحليب الذي احضرته معها متجهة لزيارة هتان ، الاخ العزيز .
عندما تحولت الاشارة للون الاخضر انطلقت وسن لكن فجاة شعرت باهتزاز قوي ناتج عن صدمة ، نظرت للخلف و رأت سيارة من نوع ( range rover -vogue) بلون اسود خلف السيارة التي صدمتها .
نزلت وسن من السيارة وحدقت بالجزء الخلفي من سيارتها وهي واضعة يدها على رأسها .
نزل الحارس من السيارة وتحدث الى وسن بهدوء
"اعتذر يا انسة وسن يبدو انه خطئي "
نظرت وسن عن قرب للضربة
" لا بأس لم اتضرر كث، كيف تعرف اسمي؟ "
"ساتحمل تكاليف الاصلاح "
استوقفه صوت سيده يأمره من خلال السمعات اللاسلكيه باذنه .
"انسة وسن "
"قد لا يبدو علي ذلك لكني سيدة لست انسة "
"انا ارى ، سيدي يود لقائك هل تمانعين ؟"
تفاجات وسن بالطلب المفاجئ وكانت سترفض لكن الحارس سبقها وقال
"ان سيدي مصر على ذلك "
بعد تفكير دام دقائق اومأت وسن براسها واتجهت نحو الرنج روفر وهي تسير خلف الحارس، فتح الحارس الباب وركبت وسن ، عندما نظرت لجانبها توسعت حدقة عينها وهمست غير مصدقة
"ابي؟"
#انتهى
أنت تقرأ
Crime
Mystery / Thrillerالنُبذة مالذي يَحدثُ فيَ هَذا العالمِ الموحِش؟ الناسُ أصبح هَدفُهم قتل بَعضِهم البعض والأطفَال أصبحوا ضحَايا بدونِ حُروب و أنا أُدعى ببطلِ العدالة ؛ لمُجرد انني أقتلُ القتلة أنا مِنهُم ولستُ مِنهُم أنا أحارب مَن آذاني و آذى الأخَرين و أحصُل عَل...