الفصل السادس:بزوغ الفجر (101)

27 4 3
                                    

101
الفصل السادس : بزوغ الفجر
الموسم الثاني
البارت الواحد بعد المئة
بعد مرور 6 شهور
خرجت من غرفتها وحدقت بارجاء الفيلا الريفية التي يعيشون بها حاليًا ، لم ترى زوجها في اي مكان ، فخرجت للحديقة ووجدته يرتدي ثيابًا رياضية ويلعب كرة القدم ، ابتسمت وجلست تشاهده بابتسامة لطيفة .
شاهدته يركض في الانحاء ثم يركل الكرة لتصيب الدائرة التي رسمها على الحائط ، سمع تصفيق كارما حيث ان ركلته اصابت مركز الدائرة .
بعد دقائق توقف يلتقط انفاسه والتفت لها وابتسم لها فقالت وهي تناوله الماء
"كان عليك ان تغدو لاعبًا بدل من مدير شركة مواد بناء"
ضحك وسام
"اذا اصبحت لاعبًا لم اكن سوف اتعرف على سيدة جميلة مثلك "
ضحكت بخجل ثم غيرت الموضوع
"اتريد تناول الطعام ؟"
" اوه نعم انا جائع للغاية"
وقفت كارما ودخلت للفيلا لتعد له شيئًا ياكله ، اما هو فاتجه لدورة المياه ليستحم ، بعد دقائق خرج من دورة المياه وشاهدها تعد له الطعام ، فجلس على الطاولة وبدأ يقلب بهاتفه ، حتى رآها تضع الطعام امامه ثم اردف وهو يحضر الطعام الى فمه بالشوكة
"وسن في اخر شهور الحمل، اعتقد ان علينا زيارتها "
" بالطبع يجب علينا ! كما يجب ان نحضر هدية"
" هدية ؟ سوف نمرر بعض المال فقط "
"اترك الامر لي سوف احضر اجمل فستان صغير لطيف "
ضحك وسام حينما شاهدها متحمسة وهي تتحدث عن ملابس الاطفال ، وتذكر كيف كانت متحمسة حينما اخبرتهم وسن انها كانت حاملًا بفتاة ، شعر الجميع بالسلام .
وقف بعد تناول الطعام وقال بهدوء
" انا سوف اكون في المكتبة "
" حسنًا ، اتود الخروج الليلة؟"
" اين ؟"
" نتجول سيرًا على الاقدام "
"حسنا لا بأس"
.
كان متجهمًا، ارتشف من كاس الحليب في يده ليهدأ عقله المتوتر وهي العادة التي اخذها بينما كان يعيش مع وسن ووسام  ، فكر هتان قليلا ، كيف هو حال اصدقائه، كيف هي وسن؟ كيف هو سمير ؟ والاهم كيف هو وسام؟ كيف اصبح حاله؟ مالذي فعله خلال الست شهور المنصرمة، تنهد هتان ووضع كوبه على الطاولة وفتح حقيبته الطويلة ، اخرج البندقية القناصة وبدأ ينظف اجزائها استعدادًا لمهمته الجديدة ، ويفكر بينما هو ينظف والتفكير يتعبه ، يلقي بالبندقية بعد ان انزعج من كثرة سرحانه بالافكار الغير مكتشفة و المزعجة بالنسبة لعقله ، سمع طرق الباب فتنهد وتابع تنظيف البندقية
"ادخل "
دخلت وهي ترتدي بدلتها الضيقة استعدادًا للهجوم
"هل انت مستعد؟"
"اجل "
" اذا انغادر ؟"
"فقط دعيني انهي تنظيف العاصفة يا روبين"
العاصفة ؛ كان هذا هو اسم بندقية هتان القناصة التي كانت رفيقته الدائمة في المهمات الخارجية ، والتي افترق عنها اثناء تواجده مع وسام ، تنهد وتابع تنظيف بندقيته العزيزة .
.
ارتشف ثالث كوب قهوة لليوم والهالات السوداء قد تشكلت تحت عينيه الكهرمانية ، وهو يراجع الاوراق ، حدق في لوحة الخطط وهو يتذكر كيف كان وسام دائمًا صامت ، ويرسم في لوحة الخطط ، ويحتسي كوب قهوة واحد في اليوم ، رغم ان مزاجه كان حاد حين يخطئون لكنه سرعان ما ارسلهم بعيدًا ليتحمل كل ذلك وحده ،تنهد رائد منزعجًا من سيل الذكريات ثم سمع صوت هاتفه
"نعم ؟"
" تعال الى مبنى المنشآة الان!"
" حسنًا "
اغلق رائد المكالمة ووقف ليرتدي سترته ويفرك عينيه من ثقل النعاس على عينيه ويتجه لمبنى الاستخبارت ، يدخل ويصل لمكتب الباسل يطرق الباب ثم يدفعه ، يلقي السلام ويقول له الباسل ببرود شديد
"رائد ، انت خارج ادارتنا ، سنحولك لجهة اخرى تاخذ اوامرها المباشرة منها "
" هل لي ان اسال من هي الجهة؟"
" الشرطة السرية ، بدلًا من الرئيس سلطان ، ستصبح تحت امرة الرئيس صقر "
اومأ رائد وزاوية من قلبه تشعر بالسعادة لانه تخلص من قيود سلطان ، هو لا يملك اي فكرة عن من يكون صقر ، لكنه متحمس للهروب من حكم سلطان الديكتاتوري في رأيه .
.
"الطفلة بحالة جيدة ، يبدو اننا سنحصل على مولودة بصحة ممتازة "
ابتسمت وسن وهي تحدق في الاشعة وسمير يمسك يدها ، شدت على يده اثناء حديث الطبيبة المطمئن
"هل حددتِ موعد ايتها الطبيبة "
"اجل بعد اسبوعين ، ولعلها قد تكون قبل ذلك لذا ابقو مستعدين "
اومأ كل من وسن وسمير والسعادة تختلج قلبيهما
.
دفع الباب وهو يمسك الحاسوب و مجموعة من الاوراق في يده ، جلس في المكان المخصص له باسمه ، ورأى بعد مدة المعلم يدخل ويلقي بالترحيب ، ثم يتحدث
" نحن هنا في الدورة الدولية لتدريب الامن السبراني ، كل منكم ارسلته دولته لياخذ منها ما يفيده ويفيد بها وطنه  ، ست شهور من التدريب لم تذهب هباءً منثور ، ابذلوا جهدكم في توطين ما عملتم من اجله ، وانا اثق بكم يا شباب ، ومبارك لكم تخرجكم من هذا الفصل التدريبي الشامل"
صفق الجميع بحرارة وابتسم زياد بحماس لقد اشتاق للوطن ، اشتاق للاصدقاء .
.
"وهذا ما حدث مع كل منهم ، وسام منشغل بحياته الريفية الجديدة بينما كان يتجول في انحاء العالم مع زوجته ، السيدة وسن تجهز لاستقبال مولودها الاول مع سمير وهتان ياخذ المهمات الخارجية بكثرة ومعه العميلة روبين ، كذلك زياد طائرته بعد يومين عائدًا للوطن ، اما بالنسبة لجناح العدالة خاصتنا ، فالخطوة الاولى للمهمة الجديدة هي نقله للشرطة السرية تحت قيادة السيد صقر "
"ممتاز ، لا يبدي وسام اي بادرة للعودة صحيح؟"
"بالعكس تمامًا ، يمضي يومه بالقراءة وممارسة كرة القدم او التدريب قليلا ، لكن حسب تقارير جواسيسنا ، لازال حذرًا ومفرطًا في الحماية ، ولم يتحسن من ناحية نوباته النفسية ابدًا بل فجاة تأتيه نوبات من الهلع والقلق والطبيب قال ان هذا سيتحسن مع الوقت لان الصدمة التي مر بها كانت كبيرة "
"اذًا لا شيء مميز "
جفل الباسل الذي كان يخبره بالحالة بالتفصيل ظنًا منه انه سوف يتأثر قليلا لكن لم يكن هناك اي رد فعل لذلك احتفظ الباسل بهدوء وتابع سرد المعلومات بهدوء شديد .
#انتهى

Crime حيث تعيش القصص. اكتشف الآن