77
الفصل الرابع : الملف الاسود
البارت السابع والسبعون
فتح عينيه ببطئ ليعتاد على قوة الاضاءة فوق رأسه نظر ليمينه ليرى طاولة عليها زهرية داخلها زهور بيضاء وحمراء ، ثم لاحظ بهدوء سلك المحلول الوريدي المشبوك بظاهر يده ، التفت للجهة الاخرى ليرى هتان واقفًا بصمت وهو يحدق في الارض ورائد مرتخى على الكرسي ويحدق بالسقف والصمت سيد المكان .
"هت-"
ثم سكت لان صوته بدا غريبًا لانه لم يتكلم منذ مدة
" احمم ، هتان "
اقترب هتان منه بصمت وسأل وسام
" مالذي اتى بي هنا ؟"
" اغمي عليك فجرينا بك للمشفى "
ضحك وسام قليلًا ثم قال
" لكني بخير "
وقتها تحدث رائد وقال
" يقول الطبيب ان لديك انهيار عصبي ونوبات من الذهان ، انت لست بخير "
" لنخرج "
حاول وسام ان يعدل جسده ليخرج لكن هتان امسك بكتفيه و اعاده للاستلقاء وقال
" لا بأس بأخذ قسط من الراحة ، هذه اوامر الرئيس"
جفل وسام بعد ان سمع كلمة الرئيس
ونظر رائد لهتان باستغراب لكنه لم يتحدث
سأل وسام بهدوء
" كيف اغمي علي؟ انا لا اتذكر "
خدش هتان مؤخرة رقبته وقال
" امم ، حسنًا ، ترى "
حدق رائد في اثر الاحمرار الخفيف على خد وسام
#فلاش_باك
بعد مغادرة نادية وقف وسام بعدم اتزان وهو يستند على الكرسي ، كان يشعر بالارهاق الشديد ، ومنذ غياب نادية ومغادرتها وبعد ان تنهد براحة شديدة لم يشرب حتى رشفة من كوب القهوة البارد الان .
"انا سوف احظى ببعض النوم"
اومئ الجميع وصعد وسام وهو يستند تارة ويقف مستقيمًا تارة وهتان بجانبه يدعمه حين يحتاج وهو يرى ان وسام في حالة عدم اتزان غريبة
دخل وسام غرفته واستلقى على فراشه بتعب ثم نظر لهتان الذي كان بجانبه
" هتان "
" نعم؟"
اجاب هتان برفق لصديقه المرهق
" شكرًا لك "
ابتسم هتان وقال
" احظى ببعض الراحة "
وخرج واغلق الباب وبالفعل اغلق وسام عينيه ببطء
وبعد حوالي نصف ساعة
دخل هتان الغرفة بعد ان طرق الباب وهو يرى الصمت المتسيد وجسد وسام الساكن غير تنفسه الهادئ .
من وجهة نظر وسام الذي فتح عينيه كان يسمع صوت طنين او صفير في اذنه والعالم يلتف ويدور به نظر ليمينه ليرى اياد يقترب منه وهو يرفع سكينة بوجهه وهو يقول
" قتلتني يا وسام سوف اقتلك "
صرخ وسام برعب وركل فراشه ليبتعد بسرعة وهو يرى اياد يقترب منه اكثر واكثر وهو يضحك حتى استعد للهجوم على اياد ليرى لميس قادمة من يمينه
" لقد مت بسببك تذكر هذا ايها الجبان "
نظر حوله ليجد وليد ومراد وحازم يقفون ويحدقون فيه بأعين دموية
تراجع وسام برعب منهم حتى سقط ارضًا ورفع يده ليهجم ثم شعر بالم في خده ليرى هتان امامه ويبدو انه ضربه ، ينظر وسام لهتان بهدوء لثواني.
يلاحظ هتان كل شي حتى انه رأى وسام يفر خائفًا ويقول لا تلمسني وابتعدو للهواء ، نعم شعر هتان ان وسام يهلوس بشكل مرعب وعندما اقترب منه ليرى ما امره رفع يده ليهجم عليه فدافع عن نفسه وانتهى به الامر بضرب وسام الذي سكن بعدها وحدق فيه، لاحظ هتان العرق المتجمع على جبهة وسام والرجفة الزائدة التي كانت بيديه وتنفسه العالي جدًا صدره كان يرتفع ويهبط بهستيرية .
استند وسام على الطاولة بجانبه ليقف وامسك بيد هتان التي مدها له
" وسا-"
لم يكمل جملته الا ويسقط وسام مغشيًا عليه
يمسك هتان بجسد وسام بسرعة ويحمله على ظهره ليخرج ركضًا من الغرفة للاسفل
" اخي"
قالت وسن وهي مرعوبة من حالة وسام
" مالامر "
قال اسامة
" اغمي عليه "
في نفس اللحظة دخل رائد المنزل وتفاجأ بهتان يركض نحو الباب و وسام على ظهره ، بدون تفكير ابتعد عن طريقه ولحق به
"اخي رائد ، ابلغني بحالته"
قالت وسن برعب لكن رائد تجاهلها وقال لهتان
" لنذهب بسيارتي "
اومأ هتان و وضع وسام بالكرسي الخلفي لسيارة رائد وانطلقا للمشفى
#نهاية_الفلاش_باك
نظر وسام في وجوه اصدقائه لثواني ثم قال
" نعم تذكرت "
جفل هتان لم يكن يريد لوسام ان يتذكر ما رأه حينما كان يهلوس وكان هتان موقنًا انه سيرى وسام في هذه الحالة عدة مرات ثم سمع هتان صوت وسام .
" قد كان مخيفًا "
ربت رائد على يد وسام وقال
" لا بأس ، ارتح "
-طق طق -
فتح هتان الباب ليرى الطبيب الذي لاحظ ارتجاف يده
" ادخل "
دخل الطبيب ببطء ونظر لوسام وارتدى وجه البوكر
" سيدي وسام "
نظر وسام للطبيب وعقد حاجبيه بانزعاج
" اخرجه "
"وسام "
رفع وسام صوته قليلًا وبانزعاج واضح عليه
" اخرجه "
سكت هتان واخرج الطبيب بسرعة
نظر الطبيب لهتان وقال
"انه في اخر مراحل الانهيار العصبي ، مبدئيًا لا تجعل احدًا يقابله غير المقربين للغاية منه ، هل لديه ام او اب ؟"
" ليس هناك "
سكت الطبيب قليلًا ثم قال
" على اي حال احظر اي مصدر ازعاج ممكن ، وليرتاح ليومين ، انا اخشى من بعض الامراض النفسية الشديدة مثل اضطراب ثنائي القطب او الاكتئاب ، كما يجب عليك ان تحذر اذا ظهرت عليه اي بوادر للانتحار ، هذا وارد في حالته "
جفل هتان عندما سمع كلام الطبيب ، حالته خطيرة لهذه الدرجة
اومأ هتان ودخل بدون ان يشكر الطبيب ثم رأى رائد جالسًا بجانب وسام ويمسك بيده ويتكلم معه ببعض القصص الفكاهية ولم يكن وسام يبدي اي ردة فعل خاصة .
اقترب هتان وسحب كرسي اخر وجلس بجانب رائد وابتسم لوسام وبدأ يشارك في الحديث.
.
كانت وسن جالسة في الكراسي امام الغرفة كما انها سمعت كلام هتان و الطبيب ولاحظها هتان لكنه لم ينبس ببنت كلمة وعاد للداخل ، وبشكل واضح وسن لم تكن تهتم لانها مصدومة من ما سمعته ، اسامة كان معها ايضًا لكنه ذهب لاحضار القهوة .
لاحظت وسن المرأة التي تتلفت حولها حتى وقفت امام غرفة وسام وكانت سوف تطرق الباب لكن وسن اوقفتها وسألت بهدوء
" المعذرة هل لي ان اسأل من انتِ ؟"
"اوه اسفة ، انا جيهان زوجة مراد صديق السيد وسام ، جئت اعزيه "
تذكرت وسن اسم مراد من تحقيق الشرطة وخافت ان تتأزم حالة اخيها بعد ان وضعت تعليمات الطبيب نصب عينيها
" انا اخته ادعى وسن ، انه متعب للغاية الان ولا يستطيع مقابلة احد "
" اهه انا ارى ، هل هو بهذه الخطورة ؟"
سألت بقلق لطيف مثل اخت قلقة على اخيها
فاجابت وسن بهدوء
" لا اعلم بالضبط لكن الطبيب يمنع دخول احد للغرفة"
" ابلغيه تحياتي وتعازيي وتمنياتي بالشفاء ، وتشرفت بمعرفتك يا انسة وسن "
ابتسمت وسن وصافحتها وسرعان ما غادرت جيهان
اقترب اسامة وناولها كوب القهوة وقال
" اتريدين الدخول اليه؟"
نظرت وسن لاسامة وقالت
" اخشى ان اذكره بهم "
" انا اظن انه سيكون اقوى بوجودك ، ادخلي "
" وانت؟"
" سوف ادخل معكِ"
وقفت وسن وطرقت الباب ورأت هتان يفتح الباب نظر لها لبرهة ثم ابتعد ليدعها تدخل هي واسامة .
دخلت وسن و رأت وسام مستلقي ورائد لا يزال يمازحه وهو يمسك يده
ادركت وسن الان كم عانى وسام كما انها ادركت كم تحمل الى ان انهار هكذا .
ابتسم وسام حين رأها وفتح ذراعه المشبوك بها سلك المحلول الوريدي لان ذراعه الاخرى يمسك بها رائد ولم يشئ ان يسحب يده من رائد .
لأكون صريحة وسام كان يشعر بتحسن قليلًا حين رأى هؤلاء الاشخاص حوله ، رائد هتان اسامة و الاهم وسن .
احتضنت وسن جسد اخيها ببطء وقبلت رأسه بلطف
وفعل اسامة المثل .
اقترب هتان و وضع كرسيه لوسن لتمسك هي بيده
جلست وامسكت يده وبدأت تمسح على رأسه بحنان ،
لم يتكلم احد وشد وسام على يد اخته .
#انتهى
أنت تقرأ
Crime
Mystery / Thrillerالنُبذة مالذي يَحدثُ فيَ هَذا العالمِ الموحِش؟ الناسُ أصبح هَدفُهم قتل بَعضِهم البعض والأطفَال أصبحوا ضحَايا بدونِ حُروب و أنا أُدعى ببطلِ العدالة ؛ لمُجرد انني أقتلُ القتلة أنا مِنهُم ولستُ مِنهُم أنا أحارب مَن آذاني و آذى الأخَرين و أحصُل عَل...