134
الفصل السابع : العاصفة
الموسم الثاني
البارت الرابع والثلاثون بعد المئة
وجهه المتسم بالبرود كان على عادته ، وكأن هناك ثلوجًا تتساقط من عينيه ، كان باردًا للغاية ، كان يسير خلف جورج الذي كان متحليًا بالهدوء ولم ينظر لليون حتى ، رغم ذلك كانت عيون جورج مضطربة وذلك بسبب هوية ليون التي كان غافلًا عنها تمامًا ، لكنه ظل متمسكًا بمهتمه وارشد ليون وتابعه المخلص لمكتب المدير التنفيذي ، الذي كان يجلس فيه الملك رافاييل .
طرق الباب ودخل اولا وبعد سماع اذن رافاييل بالدخول افسح الطريق لليون .
على غير المتوقع كان رافاييل واقف لاستقبال ليون وقال بابتسامة هادئة
"اهلا وسهلا بك ايها السيد الشاب وسام "
ثم بردت ابتسامته واحتدت عيونه وقال بنبرته الهادئة
"او ربما السيد ليون "
اومأ وسام وهو مرتاح للغاية ولا يبدي اي بادرة على التوتر والقلق
"اجل من الجيد لقائك ايضا ايها الزعيم الملك "
"تفضل بالجلوس اولا "
جلس وسام امام الملك بدون ابداء الكثير من التعبيرات وسمع صوت الملك الذي كان يتحدث معه بهدوء شديد
"يالها من خطة ايها السيد الشاب ، ايمكنك اخباري بما نويته من التسبب بكل هذه الفوضى "
توسعت ابتسامة وسام وقال وهو يمسك قدح الشاي بيده وبدأ يتحدث بكل سلاسة
#فلاش_باك
" ارفض"
توسعت ابتسامة وسام بدلا من العبوس وقال بهدوء
" اتريد الرفض قبل سماع باقي عرضي ؟"
عبس آدم وقبل ان يسمح لوسام بإضافة اي كلمة اخرى
"ارفض التعاون مع مجرمي المافيا والقتلة، والان اخرج من مكتبي قبل ان استدعي الحرس "
ضحك وسام ثم اومأ ، كان يفهم شعور آدم ولم يشعر بالاستفزاز او الغضب من اسلوبه ، كان نيار وجناد اشد غضبًا منه لكنهم هدأو عندما شاهدوا وسام يقف من مقعده ويقول
"اذا قررت تغير رايك تستطيع الاتصال بي ، ولكني سوف اهديك نصيحة لاني احببتك ؛ فكر جيدا في اي جانب انت تقف وان كنت تحب هذا الوطن حقا ، عليك ان تعرف من ضده ومن معه "
وغادر بدون زيادة في الكلمات ، اعاد ارتداء نظاراته الشمسية وقال لنيار
" اتصل برامي واخبره ان ينفذ "
"امرك "
.
*بعد مرور يوم واحد
خرج من مكتبه متجه لمنزله ، وجهه شاحب بسبب قلة النوم ، اشتاق لزوجته كثيرًا وغيابها زعزعه وابنته الصغيرة التي تظل تسأل عن والدتها ، يجيبها باستمرار بانها ذهبت للسماء ، سمع خطوات قادمة من يمينه فالتفت ووجد بضعة رجال لم يستطيع تحديد هويتهم ، كانت مظاهرهم مجهولة له.
"سيد ادم تايمز ، انت رهن الاعتقال بتهمة التزوير والاحتيال "
"عفوًا ؟"
أنطلق رجال الشرطة بتكبيل يديه وسياقته للسيارة
"لديك الحق بالتزام الصمت..."
بدأ يتلو عليه حقوقه وهو في حالة من الصدمة ، ولم يستوعب شيئًا حتى دخل زنزانة في السجن المركزي !
"مالذي يحدث!"
بدأ يتمتم وهو ينظر حوله ، احتيال؟ تزوير؟ لم يقم آدم بارتكاب هذه الجرائم في حياته ، بل هو حارب من ارتكبها ، شعر بالظلم لكنه جلس وهو يفكر
'دعنا نتحلى بالهدوء ، حتمًا سيأتي محاميي ويطلب لقائي ، ويجب ان يُحقق معي ايضًا '
سيفهم قريبا ما السبب الحقيقي وراء تواجده هنا
انتظر آدم لساعتين كاملة ولم يأتي احد ، بدأت الشكوك تساوره ، لن يأتي احد من اجله وجرائمه خارج البلاد اكتشفت وسيتعفن بهذه الزنزانة ، شعر آدم بالقلق على ابنته ، من سيصنع لها فطائر الخوخ التي تحبها ! من سيلعب معها لعبة الملكة والخادمة بالدمى ! من سيهودها ويضعها بفراشها !
كاد الهلع يتمكن من نفس آدم حتى اقترب شخص منه وحدثه بهدوء
"ايها المستجد"
نظر ادم لرجل العصابات الضخم امامه
"نعم؟"
"انت آدم صحيح؟"
"اجل "
ابتسم الرجل وربت على كتف ادم وجلس بجانبه وقال
"لا داعي للقلق ، اوصانا الزعيم رائد بك ، سنهتم بك جيدًا و ستعيش هنا ملكًا "
ضحك الرجل الضخم وقال
"وستبقى معنا لمدة طويييلة ، ستنام وتستيقظ على سقف هذه الزنزانة لكن لا داعي للقلق "
حدق آدم في الرجل وكان سيرد عندما سمع صوت باب الزنزانة يفتح ويدخل السجّان ثم ينظر له بحدة
"انت مطلوب بغرفة الاستجواب ، امشي امامي "
زفر آدم ومشى بخطوات هادئة خارجًا من الزنزانة لغرفة الاستجواب ، دخل وجلس ويديه مكبلتان بالاصفاد.
ثم دخل رجل بشعر مرتب بدقة يرتدي بدلة رسمية فاخرة وله عيون بلون ازرق غامق مثل لون البحر العميق !
"ادعى رامي ، سوف احقق معك بصفتي مدعيًا عامًا "
التزم ادم الصمت وقال جملة واحدة بنبرة هادئة
"انا لن اتحدث الا بوجود محاميي"
رفع رامي حاجبه وقال وهو يفتح الملف امامه
"اذا انت تعترف بوجود قضية ؟"
جفل آدم وجمع يديه
"انا لم اقل شيئًا"
ابتسم رامي وقال
"القاضي يرجح بأن يحكم عليك بالسجن ست سنوات ، ان كنت تتذكر ما سرده الضابط عليك لم يقل ابدا يحق لك توكيل محامي ، انت ممنوع من هذا بصفتك ارهابيا "
ضحك رامي ووقف وقال وهو يضع يديه على الطاولة وينحني لمستوى نظر ادم وقال
" القانون لا يحمي المغفلين يا ادم"
لم يقل آدم اي شيء لكن عيونه كانت تهتز من الخوف ، لم يخف على نفسه ، بل على ابنته التي تنام وحيدة بالمنزل !
"الا زلت ترفض الكلام ؟"
"لم افعل شيئًا "
تنهد رامي وقال وهو خارج
" قل هذا للمحقق ، كنت احاول مساعدتك لكنك ترفض الحديث معي"
خرج رامي لكن لم يأتي السجان ليعيد آدم للداخل ، لاحظ آدم الملف الذي لم يأخذه رامي ، امسكه و فتحه وجد فيه تقارير الانفجار ، تثبت ان هيروشي من فجّر مركز التسوق .
لم تهتز عيون آدم فقط بل اهتز جسده باكمله ، شعر بغضب شعر بحقد ، لولا القيود التي تكبله ، كان سيذهب وينحر اللقيط الياباني ، سمع الباب يفتح ، لكن لم يرفع رأسه وينظر اليه .
"اعتقد انك الان سوف تستمع لي "
رفع آدم رأسه فورًا وشاهد وسام ، وغد المافيا الجديد .
"ماذا تريد مني؟لم تلاحقني ؟"
لم يجب وسام فورًا بل جلس امام آدم وقال بنبرته الهادئة
"اعتقد انك لا تعرفني جيدا يا آدم ، انا لست مجرد وغد مافيا ، ولست مجرم يريد السلطة ، انا شخص قُتلت والدته ، وقُتل اخوه ، وعشرات الاصحاب والاصدقاء ، انا شخص ماتت دواخله وهُدد بزوجته وابنه ، ببساطة كل ما اريده هو الانتقام ، واحتاج مساعدة ؛ احتاج مساعدتك انت"
شعر آدم بالقليل من الشفقة ، لكن عندما رأى عيون وسام الواثقة والباردة تلاشت الشفقة ، وايقن آدم ان وسام بنفس وضعه ويشعر بشعوره فقال بنبره حازمة وصورة زوجته وابنته تتوارد بعقله.
"سوف اتعاون لكني لا افهم ، مالذي سافعله لأجلك ؟"
"اريد التخلص من هيروشي هذه خطوتي الاولى ، ولفعل ذلك علينا الذهاب لفرنسا ، عليك التواصل مع اتباعك في كل من تركيا ، و المكسيك والبرازيل وكوريا ، اخبرهم بالتلاعب ببضائع الليتش ، فيضطرب الوسط ويهتاج الزعماء الصغار"
"هل ستقلب الزعماء الصغار على الليتش؟"
هز وسام رأسه بالنفي
"كلا ، الزعماء الصغار لا يستطيعون ايذاء الليتش "
ضحك وسام وقال بهمس لآدم
" سوف اوهم الملك ان الليتش يحتال عليه ، هو بالفعل يحتال عليه لكن الملك لا يعرف ، ساجعله يتوهم وذلك بظهور شخصين بالوسط "
"من هم ؟"
"انا ليون ، وانت اوربان ، و سنخفي سبان للابد ، وسوف نفتعل الفوضى في كل مكان ونحن في فرنسا ، ثم يستدعينا الملك لفرنسا ، وهناك نستطيع اخذ اذن بقتله"
"لم لا نستطيع قتله مباشرة؟"
"لانهم سيشكون بي ويطردوني من المجلس ، احتاج لدخول مجلس زعماء الهاوية ، لاستطيع السيطرة على الاجرام في اسبانيا وبذلك لن يكون هناك اجرام زائد عن الحد "
"هذا مذهل ! كيف خططت لكل هذا !"
ابتسم وسام وتذكر كارما التي خططت لاغلب هذه الخطة وقال بهدوء
"مُخططي الحربي هو من خطط لهذا "
#الحاضر
ضحك الملك وغطى شفتيه بيده عندما هربت منه ضحكة
"يالها من خطة ! "
اومأ وسام الذي وضع قدح الشاي الفارغ على الطاولة ، وقال وهو يعقد كفيه
"اجل ، كان لابد من التخطيط الجاد ، لكني لن اتوقف هنا"
عقد رافاييل حاجبيه وشاهد وسام يضع يده في جيبه الداخلي ، ليخرج منه مجموعة وثائق ، ويضعها امام الملك
"انا لن اتوقف حتى اصل لمبتاغي ، وستفهم ما اقوله اذا اطلعت على هذه الوثائق"
نظر رافاييل على الوثائق التي تثبت اختلاس الاموال من قبل الليتش ، و غسيل الاموال ؛ انشطة خارج نطاق المجلس المتفق عليه .
تنهد الملك بغضب ولكنه لم يهتاج ، نظر في وسام الذي كان هادئًا وينظر اليه لكن عيونه اظهرت حماسًا لا يستطيع اخفائه .
'اذا ماذا تريد يا وسام ؟'
عبس رافاييل وهو يفكر في نوايا وسام ، ثم ابتسم عندما شعر انه عرف ماهي غايته وقال
" سيكون من المزعج لو قتلت فرد اخر منا ، الاعلام سيكون مصدر قلق "
هز وسام رأسه بالنفي
"اذا اعطيتني الاذن ، سوف اقتله بهدوء ، الاعلام لن يزعجك انت بل سيزعج موقع ومكان اخر هذا ساعتبره خدمة لك"
"انت محق قتل هيروشي مكسب لي ، ورأسه مكسب معنوي لك ، هو ليس مكسب تستفيد منه في مسيرتك "
"اجل ، اذا اهديتك رأس هيروشي ، سوف تساعدني بزعامة اسبانيا "
ارتفعت ضحكة الملك ، هذا الغر امامه كان مذهل ، اذهله بذكائه الشديد !
"اذن الصفقة هي ، انت تقتل هيروشي بهدوء ، وانا اعينك زعيم اسبانيا الث-"
"ليس ثورًا "
"اذا؟"
.
خرج وسام من عند الملك واتجه لسيارته ليغادر الى اسبانيا ، مشتاقًا لكارما التي وصلت لشهرها الثامن .
فتح نيار الباب لوسام ثم قال بابتسامة قبل اغلاق الباب
"عيد ميلاد سعيد ايها الزعيم"
ضحك وسام عندما لاحظ التاريخ في هاتفه ، التاسع من مارس ، ثم تذكر وسن وقال
"توقف عند المركز التجاري "
.
بدأ الاجتماع
اجتماع مجلس زعماء الهاوية ، وكان اليوم هو يوم تقرير زعامة اسبانيا .
"اتخذت قراري بشأن زعامة اسبانيا"
قال المقصلة الامريكي بصوت مضطرب
"لكن تبقى شهر على الموعد الذي اتفقنا عليه"
"المدة المتفق عليها كانت فترة اختبار ، واحد المرشحين اثبت جدارته بسرعة ، وعلى اساسها قررت ! "
ابتسم دانيال وقتها ولاحظ التنين ابتسامته فارتبك
"زعيم اسبانيا الجديد ، هو الذئب وسام! "
.
فتح باب منزله ودخل بهدوء وفي جيبه هدية لاخته ، لكن الوقت كان متأخرًا وعليه ان ينتظر حتى الصباح ليهديها اياها ، اتجه لغرفة نومه وفتحه ، عندها شاهد كارما تقف وبيدها كعكة صغيرة وشمعة
"عيد ميلاد سعيد ، زوجي العزيز"
ابتسم وسام واغلق الباب ، واقترب منها ليقبل راسها وقال بهدوء
"شكرًا لكِ "
سُعدت كارما كثيرًا برؤيته بعد غياب طال لاكثر من اسبوع ثم لاحظته يحدث ابنه
"اسمعت يا بني ، كبر ابيك سنة وانت لازلت لم تأتي ، لا تتاخر علي كثيرًا ، لاطمئن ان هناك من يؤنس امك في غيابي"
"لا داعي للقلق ، انه يؤنسني بدون ان يُولد "
ضحك وسام من قول كارما ، ثم قال لها
"ساذهب لالقي نظرة على جدي ، واعود اليكِ "
"الجد سيقضي الليلة عند وسن ، تحايلت عليه الماكرة"
"أحقا؟ وانا استعجبت عدم استقبال انجيلو لي"
"اجل فقد اخذه الجد معه "
"اذا ما رأيكِ بالخروج؟"
"اريد قضاء ليلة هادئة مع زوجي بالمنزل ، اهذا صعب ؟"
"لا صعب من اجلكِ ، اذا كما تشائين"
#انتهى
أنت تقرأ
Crime
Mistério / Suspenseالنُبذة مالذي يَحدثُ فيَ هَذا العالمِ الموحِش؟ الناسُ أصبح هَدفُهم قتل بَعضِهم البعض والأطفَال أصبحوا ضحَايا بدونِ حُروب و أنا أُدعى ببطلِ العدالة ؛ لمُجرد انني أقتلُ القتلة أنا مِنهُم ولستُ مِنهُم أنا أحارب مَن آذاني و آذى الأخَرين و أحصُل عَل...