52
اكان اجرام تحت العدالة
الفصل الثالث : ذكريات الماضي
البارت الثاني والخمسون
بعد ان خرج من من عند اياد وافترق عن البقية قاد سيارته حتى هدأ ثم توقف على جانب الطريق : احتاج ان اروح عن نفسي ، ساذهب لمطعم فاخر .
يدخل المطعم وفور ان يراه الرجل الذي يقف على الباب يهرع ويقول : اهلا بك سيد زياد ، دعني اخذ معطفك
يخلع زياد معطفه ويناوله للرجل الذي يعطيه لرجل اخر ويقول : اهلا بك سيدي طاولتك المعتادة موجودة
يصلون للطاولة فيجدون شخص يجلس عليها يذهب له الموظف ويبعده ثم يجلس زياد وفورًا تاتيه قائمة الطعام ، ويجلس لدقائق ثم ينظر للموظفين ، احترامهم والروائح التي في المطعم عبارة عن ورود وعطور ولا يوجد لرائحة معكرة ، موسيقى الكمان للعازفة الموهوبة التي فوق منصة بوسط المطعم ، وانسجام مبهر في الديكورات و التصميم الداخلي المميز الذي يعطي انطباع العصر الفيكتوري النبيل .
ياتي الموظف ببدلة مرتبة هي الزي الموحد و وبصوت لطيف : هل انت مستعد لتطلب سيدي ؟
زياد : نعم ، اعطني طبق شريحة لحم نصف مطهوة ( ستيك ميديم ويل ) ، وكأس من النبيذ الاحمر ، وليكن النبيذ خفيفًا لا ثقيلًا ، ولا اريد مقبلات ، وقطعة صغيرة من كعك الشوكلاتة الداكنة للتحلية
النادل : حسنا سيدي ، عشر دقائق ويكون طلبك جاهزًا
يبتسم له زياد ويلتفت للنافذة المطلة على المدينة ، تبدأ مقطوعة تشوبان ( ذكريات الماضي ) المقطوعة رقم 20 وفور سماعه لها تداهمه ذكريات من ايام الجامعة ، بداية صداقته مع وسام ، كان يقدّر وسام كثيرًا ويعتبره مثاله الاعلى ، ولكن اخاه نسى من يكون وسام ، نسى ما يعنيه اسم وسام لهم نسى اي اسم له علاقة بوسام ، حتى لميس لم يقابلها من بعد جنازة وسام او يكلمها ، حتى اخته جرّمها على حبها الطاهر اللطيف ، احبت رجلًا بكل ما تعنيه كلمة رجل ولكن اياد ؟ لا احد يعلم الى اين سياخذه الجشع والطمع ، تنهد ثم رفع راسه حال وقوف النادل امامه ولفت نظره انه ليس نفس النادل الذي اعتاد ان يخدمه ، كما ان هذا النادل رائحته غريبة ، رائحة سجائر رخيصة يدخنها طلاب المدارس المتنمرون والعصابات الصغيرة ايضًا ياقة قميصه كانت مقلوبة ، تنهد زياد ثم وضع النادل صحن اللحم امامه ، قطع زياد اللحم ثم قال : انا طلبت شريحة لحم نصف مطهوة ، ولكن هذه مطهوة تمامًا يا عزيزي النادل ، احضر لي المدير
النادل : لكن سيدي
زياد : احضر لي المدير
النادل : سيدي انه فقط ...
زياد نظر لاقرب نادل وقال : احضر لي المدير
النادل هز راسه واحضر المدير ، وبتوتر اقترب المدير وقال : نعم سيد زياد ؟ مالذي ازعجك ؟
زياد : اولًا لقد طلبت انا شريحة لحم نصف مطهوة وهذا النادل احضر لي شريحة لحم مطهوة جيدًا ، وغير ذاك هذا النادل رائحته رائحة سجائر رخيصة يدخنها افراد عصابات الشوارع المراهقين .
المدير : لكن سيد زياد نحن يمنع عندنا التدخين !
وينظر للنادل : ايضًا هذا ليس موظف عندنا !
يجفل النادل ( المزيف ) وهو يحدق في الارض
زياد : هذا الطعام مسموم
المدير : عفوًا ؟
زياد : شريحة اللحم التي امامي وامامك مسمومة ، وان كنت تريد احضر اي قط في الشارع لياكله وان اخطأت انا مستعد لادفع ثمن الوجبة
يرفع النادل "المزيف" راسه ويحدق بزياد ، الذي يتحدث بهدوء
المدير اخذ الصحن وخرج من المطعم وخلفه زياد ومعهم النادل"المزيف" الذي يمسكه نادلين قويين احضر قط واعطاه الصحن تناوله القط وسرعان ما تغيرت حركة القط فاصبح يتحرك بحركات غريبة ثم سقط ميتًا
النادل "المزيف" حاول الهروب لكن اجساد النادلين القوية منعته وسرعان ما اعطاه النادل ضربة افقدته الوعي .
المدير : اعذرني سيد زياد انا اسف جدًا ، انا لم اعرف من هذا وكيف تسلل
زياد : ساجعل الامر يمضي هذه المرة ، لكن المرة المقبلة كن واثق انني لن اسكت
المدير : كما تريد سيدي
ينسحب زياد ويرفع هاتفه ليتصل على سمير،
فيرد سمير : اهلا
زياد : حرفيا قبل قليل احد ما حاول قتلي !
سمير : انا ايضًا قاطعتني سيارة وانا الان في معرض وسام لاخذ سيارة غير سيارتي المفضلة التي تحطم زجاجها
زياد : حاولوا تسميمي
سمير: من يحيك هذا برايك ؟
زياد : اخشى ان يكون ما اخافه !
سمير : اتعني اياد ؟
زياد : لنتقابل عند البيت
سمير : حسنا
________________________________________
امام البحر ، الذي تزأر امواجه بعنف ، يمشي احد الرجال وهو يرتدي معطف اسود وشعره البني الاشقر يرفرف بقوة ، يمشي ويمشي ثم يتقوم فجاة امام مقعد ويلتفتت للجالس هناك وهو يحني راسه ، يلتفت للبحر ويقول : اههٍ ايها البحر ، فقط لو استطيع ان القي بذاتي اليك ، فتحملني انت و تحمل ما على ظهري وكاهلي كنت فعلت بدون ادنى تردد .
ينظر له الرجل الجالس ويتكلم : وما حملك الذي اثقل كاهلك ؟
يلتفت له الواقف ذو الشعر البني الاشقر : لن تستطيع حمل ما علي
سمير يبستم ويشير لجانبه : ما رأيك ان تلقي حملك والقي حملي ويحملها البحر عنا ، واذا لم ينجح حملنا انفسنا وقفزنا اليه .
يضحك الرجل بصوت خافت وعيون حزينة باهتة ويجلس بجانب سمير ويقول : اذا سالقي ما علي اولا ، انا رجل بائس مات والدي بمرض خطير ، واختفى اخي الوحيد وعندما عاد وجدنا انه اصبح رجل عصابات شرير ، و والدتي في المشفى لا استطيع اخراجها كذلك احببت فتاة جميلة وعندما طلبت يدها رفضتني لاني لا املك نقود ولا شقة ، كل ذلك وانا اسير هنا والقي بذلك كل يوم على البحر فيردني خائبَ.
سمير يبتسم بحزن عندما تطرأ بباله وسن ، يتذكر ابتسامتها ويتذكر دموعها وانهيارها حين علمت بموت اخيها وتذكر كذلك جنازة وسام وكيف كانت تمثل انها قوية جدا ، فيقول بعد ان يرى نفسه بعيون الرجل البائسة : سادفع لك تكاليف الزفاف واي شي تريد ساشتري لك شقة ان كنت تتمنى سوف اعين لك خدم واحضر لك افضل واغلى خاتم الماس .
يضحك الرجل بسخرية ويقول : هل تستطيع ان تطلقها من زوجها وترمي طفلها بالمال ؟
سمير يصمت ثم يكسر الصمت مرة اخرى بعد ثواني ويقول : اذا ستدفع تكاليف علاج والدتك قلت انها في المشفى .
فيصدى صوت الرجل الضاحك ويقول : انها ميتة لكني لا استطيع دفع تكاليف الجنازة .
سمير : ثم ان هذه بسيطة ، كم تحتاج ؟
الرجل : سوف اسأل واخبرك .
سمير يتنهد ويتبعه الرجل بتنهد ، ثم يفتح الرجل جيب سترته الداخلي ويخرج قارورة خمر رخيص ويبتلعها بسرعة ، ثم ياخذ شهيق عند انتهائه ويزفرة بانتعاش فيضحك سمير .
فيقول الرجل : لم نسمع قصتك انت؟
سمير : كان لي اخ ، لم يكن اخي بالدم ولكنه صديق طفولتي ومن تربيت معه ، نمنا في نفس الفراش واكلنا من نفس الطعام ، فجأة مات اخي هذا ، ولم يبقى غير اخته وانا وبضعة اصدقاء ، عملنا معًا سابقًا وفتحنا شركة ، بدأ عملنا الخاص ، و احد اعضاء الفريق ينوي طردنا من الشركة بعد ان استولى عليها ، فقد كان اخي الميت هو المدير و اخذ مكانه احدهم وتنحى بسبب ظروف فاخذ مكانه هذا الرجل وطردنا جميعًا ، وخطيبتي التي لا استطيع الزواج بها بسبب حزنها على اخيها ،
انا في فوضى عارمة ولا اعرف ما اصنع .
يتنهد الرجل ثم يخرج من جيب سترته الداخلي قارورة خمر رخيص ممتلئة ومقفلة قارورة ذات لون اخضر قديم ، يضعها على الكرسي مكانه ويقول : ليس لدي حل لك غير هذا .
فيضحك سمير
يمشي الرجل قليلا ثم يتوقف ويلتفت لسمير ويقول : ظننت ان هموم الناس كلها مال ، ولكن هناك ايضا مشاكل نفسية .
واكمل طريقه ثم اختفى في الظلام .
#انتهى
#روايات_اكاي
#رواية_مشتركة
#the_criminal
أنت تقرأ
Crime
Misterio / Suspensoالنُبذة مالذي يَحدثُ فيَ هَذا العالمِ الموحِش؟ الناسُ أصبح هَدفُهم قتل بَعضِهم البعض والأطفَال أصبحوا ضحَايا بدونِ حُروب و أنا أُدعى ببطلِ العدالة ؛ لمُجرد انني أقتلُ القتلة أنا مِنهُم ولستُ مِنهُم أنا أحارب مَن آذاني و آذى الأخَرين و أحصُل عَل...