قصص عراقية حقيقية بقلم ابو بغداد سائق التكسي

خلي بس اكبر واني اعلمكم

من جنت اتعطل برى البيت … امي تفرش جودلية بالطرمة و تبقى تنتظرني لحد ما افوت للبيت … بس اجي و افتح باب الحوش تلف الجودلية و تفوت جوى … هالشي جانت تسوي بالصيف و بالشتاء .. بالصيف جانت تخلي بيدها مهفه هاي الخوص .. تهفي بيها لان بالعراق حتى الليل بالصيف حار و جاف .. و بالشتاء مرات جانت تطلع وي الجودلية بطانية تلف روحها بيها … اني الوحيد جنت لأمي و ابوية .. مدلليني و يخافون عليا من الهوى … بالصغر دللوني و بالكبر هم دللوني .. لان ماعدهم غيري .. حياتهم كلها متعلقة بيا اني … كل تفكيرهم بيا و بكل جملة يحجون بيها يجيبون اسمي و يكولون خلي نسأله اخاف ميقبل .. اغلب الامور الي بالبيت جانت بموافقتي .. اذا اطنكر و ما اقبل ميسووها .. اول مره شفت دموع ابوية بيها بيوم الي انجرحت رجلي بالزنجيل مال البايسكل الي اشترو اليا … شفته يبجي عليا مع العلم اني امي دائما اشوفها تبجي عليا حتى اذا انشل لو اتمرض خطية جانت تبجي .. بس ابوية مجنت اشوفه يبجي هواي .. و من انكسرت ايدي بالساحة مال الطوبة هم شفت عيون ابوية مدمعة .. جانو بس يريدون يرضوني بكل الطرق .. بس اني مجنت احس بهل الشي .. جنت اريد بس اونس روحي و اطلع و اطب و اصرف .. كل اصدقائي يحسدوني على تعامل اهلي وياي .. خصوصا من جانو يجون للبيت و يشوفون امي تحير شتسويلنه اكل حتى بس نبقى اطول وقت ممكن بالبيت و اكون تحت نظرها .. حتى بالفلوس جانو يعتمدون عليا لان يدرون دائما اني مصروفي اكثر منهم .. اني درست و جان حلمي افوت كلية مو علمود الشهادة .. علمود بس العلاقات و البنات .. و طبعا اعترف نجاحي بالمتوسطة و بالاعدادية بذاك الوقت جان بالدروس الخصوصية و جنت اختار نفس مدرسين المادة بالمتوسطة ادرس يمهم خصوصي حتى يدفعوني بالدرجات … و وصلت للسادس اعدادي و طبعا بالسادس متفيد هالسالفة لان المدرسين يختلفون .. و رسبت سنتين و بالثالثة نجحت بالقدرة .. مع العلم امي و ابوية ذبو فلوس قيامة حتى بس انجح .. و نجحت .. دخلت كلية .. همي الوحيد جان بالكلية اصادق .. اني شكلي جان لا بأس بي بس جنت تقريبا ارتب واحد بين الطلاب .. و هالشي خلاني اسوي علاقات هواي .. و بيوم من الايام تعرفت على بنية و هالبنية خربطت وضعي لدرجة جنت من اتعصب وياها اطلع ضوجتي بأمي .. و وصلت بيا اصيح على امي و المسكينة كامت تبجي .. بيومها كلتلها انتي ماعندج سالفة غير بس البجي و الله فكرتيني .. من شافتني هيج كلت غصت من البجي و فوكاها اعتذرت مني و سكتت .. و كالت تريد ازوجك هالبنية و رادت بس تتلافى الموقف .. طبعا البنية مجانت تريدني و قبلت تحجي وياي بالتلفون بس من باب الصداقة الي بالكلية ..
يعني (زميل) بس اني جنت كل ما افتح وياها موضوع عالحب لو عالارتباط جانت تتهرب .. اني هالشي يخليني اعصب ليش ؟؟
لان هاي اول وحدة احاول وياها ومتقبل .. جنت اكول بيني وبين نفسي الاحلى منها جبتها هاي ليش هيج قافله .. مخليت شي مسويته و مره شفتها وي ولد بالكلية تعاركت وياها و ردت اتعارك وي الولد من يومها هي قطعت العلاقة بيا و كالتلي يا اخي اني ماريدك هي كوه .. انته صديقي وبس لا تتوقع اكثر من هالشي و حتى الاتصال بعد رجاء لاتتصل عليا .. اني انطيتك رقمي لان شفتك زميل وبس و ترى رقمي عند اكثر من طالب و طالبة ويانه من باب الصداقة مو اكثر .. و هم رجعت للبيت طلعت ضوجتي بأمي و جانت المسكينه تتحمل و تحاول بس ترضيني … جانت تتوسل بيا احجيلها و جنت ما احجي … امي جانت تحس و تقريبا تعرف اني مشكلتي من ورى بنيه و من تكلي هيج اتعارك وياها .. و نسيت هالبنية و هم فتت بعلاقة وي غيرها و جنت كل ما اضوج من شي ماعندي احد اطلع بي ضوجتي غير بس امي لو ابوية .. بس لان ابوية مو اغلب الوقت بالبيت بسبب شغله جان ماعندي احد كبالي غير امي افرغ ضوجتي عليها … و بقيت على هالوضع سنين و طبعا مكملت الكلية لان اصلا مثل مكلت اني جنت فايت للكلية علمود العلاقات وبس .. بطلت و كعدت بالبيت و كمت ادور طلعات و طبات وي اصدقائي و طبعا هم علاقات وي بنات … اكثر وقتي لو بالكرادة لو بالمنصور … نفتر .. بذاك الوقت ابوية اشترالي برازيلي طبعا هالحجي بالكلية .. البرازيلي جانت نظيفة واني مرتبها و كل اصدقائي يعتمدون عليا بالطلعه لان عندي سيارة ..
و بيوم من جنا طالعين اني و جماعتي بعرس مال ولد صديقنه … رجعنه بنص الليل و لكيت باب الحوش مفتوح مو مثل العادة مسدود .. فتت لكيت جوارينه ببيتنه و امي تبجي و عرفت انو ابوية توفى (الله يرحمه و يرحم والديكم) .. بجيت و امي من شافتني ابجي جتي تسكت بيا … و دفنه ابوية و حزنت اسبوع ورى الاسبوع رجعت لحالتي .. هم رجعت اطلع و اطب و طبعا شغل ابوية بقى مثل ما هو و خليت صديق ابوية هو يلزم المكان لان اني بحياتي يمكن اربع لو خمس مرات رايح للمحلات مالت ابوية .. ابوية عنده محلات مال البسة جملة .. صديق ابوية و طبعا الرجل ثقة وهم عنده محلات و ممحتاج اصلا .. التقيت بي و كلتله اني ماعرف لهل الامور و طبعا الرجل مجان عنده اي اعتراض و هو صار المسوول عن الشغل و اني استلم منه الربح صافي .. امي جانت مرات تتوسل بيا علمود بس ابقى بالبيت و نسولف و نحجي .. جانت تسوي اكل الي احبه اني واكيد ما اكله لان اكون متواعد لو طالع بس مرات اكله … جانت تتوسل على ساعه ابقى يمها نسولف واني هالساعه جنت ما ابقاها يمها لان ماريد افوت طلعتي وي الشباب لو وي صديقه … حتى من ارجع للبيت افوت للغرفة و اسحب التلفون يمي للغرفة و اكعد اسولف وهي خطية برى بالصالة تبقى عالتلفزيون …
جانت مرات تتوسل بيا حتى اتزوج و اني اكلها ماريد لان عندي اكثر من صديقة .. و بيوم من الايام امي كامت تكلي راسي يوجعني لو بطني توجعني واني اكلها شربي علاج و ماكو شي لان هالشي دائما هي تكوله .. عبالي جانت تكوله حتى بس تبقيني بالبيت بس هالحجي مالتها طلع صدك و طلع عدها ذاك المرض بمعدتها .. طبعا هالشي عرفته بعد ما رجعت للبيت لكيت جوارينه يمنا .. مريه اسمها ام صلاح .. اول مشافتني كالت تعال نحجي برى و رزلتني و غلطت عليا و اني جنت على لحظة باقي حتى اطردها لان حجت هواي .. اخر شي كالت امك صار كومة تكلك وجع عندي و انته ملتهي بطلعاتك و طباتك .. خابرتني و رحت وياها للدكتور طلع عدها ذاك المرض يله هسه هم راح تطلع وتطب .. من كالت هيج حسيت عبالك اكو شي دخل بصدري و لزمني .. نزلت دمعتي وركضت على امي ابوس بيدها وامي تكلي شبيك حبيبي ترى ما بيا شي والله .. و تتوسل بيا حتى ما ابجي .. كمت ابجي و بديت وياها مرحلة جديدة بحياتي الي هي مرحلة المستشفيات و الدكاترة و المواعيد و العلاج .. مخليت دكتور ابو اختصاص ما وديتها عليه .. حتى حفظت اساميهم و حفظت عناوينهم .. رحت وياها لعمان لدكتورة اختصاص بس كلهم تقريبا نفس الجواب .. (احنا نسوي الي علينا و الباقي على الله) …
و اخيرا حققت حلمها … بس الحلم جان كصير … كصير كلش بطول الساعات الي جانت تتمنى تكعدها وياي … و ياريت لو الساعات جانت صافيه … الساعات الي كظيتها وي أمي جانت ساعات مغوشة متروسة ادوية و مراجعات و اسامي دكاتره و عناوين مستشفيات و عيادات خاصة .. بلحظة موتها جنت يمها اني نايم يم رجليها .. كعدتني حبيبة كلبي كالت مابيا حيل اغطيك مثل قبل واسفه لان فززتك بس البطانية نزلت من على صدرك حبيب امك جرها غطي بيها جسمك لاتبرد حبيبي .. و جريت البطانية و بقت تلعب بشعري و كالتلي اخر جملة .. كالت اني مرتاحه لان انته يمي و غفت نامت واني نمت .. كعدت بس هي مكعدت .. امي مكعدت يابشر .. امي الي ما شبعت مني راحت .. امي الي جانت تتمنى اكون يمها راحت و بقيت وحدي .. ماعندي ام تنتظرني بالطرمة .. ماعندي ام بعد .. راحت واني هسه كل ما انام و اكعد احس روحي مذنب جنت بحق ابوية و امي .. صرت انسان ثاني .. لان مذنب .. المذنب بعمره مراح يحس روحه طبيعي مثل العالم .. لو شيصير عنده ميحس و دائما الي يصير داير مدايرة يحسسه بذنبه و يذكره بي .. اني هالحجي صار عليه سنين .. و تزوجت و الي خلاني احجي هالقصة هي كلمة ابني ..
ابني امه كتلتله لان متعلم يسب و يغلط من جهال المنطقة .. و اني هم ضربته بس على كيفي ما اذيته .. راح لغرفته و بطريق روحته سمعت جملة منه خوفتني و ذكرتني بلي سويته .. هو وديمشي كال (خلي بس اكبر واني اعلمكم) من كال هيج محجيت وياه و صعدت فوك السطح حتى زوجتي متشوفني بجيت .. حاجيت امي وابوية كلتلهم اني جنت مذنب بحقكم وكل شي بده ينعاد .. و ثاني يوم رحت لكبورهم .. بجيت هناك و جان رجال جبير يمشي بصف الكبر مال امي انقهر عليا و وكف لان جان البجي مالتي مو طبيعي .. هدئني و كالي ماكدر اصبرك لان ماكو شي يصبر وجع الفراك .. و سكتت بس سألني سوال غريب .. كالي ليش الناس تجي هنا للمقابر تبجي و تتذكر احبابها و يرجعون لذكرياتهم القديمة وياهم و حتى بوسط بجيهم يحسون نفسهم صغار خصوصا اذا القبور للاب لو للام .. و بس يعوفون المقابر و يرجعون لحياتهم الطبيعية يرجعون لنفس ظلمهم و قسوتهم عالبشر .. كالي الميت مكانه مو بالمقابر وبس .. الميت بكل مكان موجود … ببيتك و بالسوك و بشغلك و بالشارع الي مشيت وياه بي .. من كالي هيج طكيت من البجي و معرفت شجاوبه .. حضني و هو طبطب عليا بس ميفيد .. ماعندي جراءة احجيله الي عشته اني و شلون ظلمت اهلي .. مكدرت اكله اني مذنب لان ماعرف شلون اطلعها من حلكي .. اللهم ارحم اهلي و ارحم كل الناس ..
(خلي بس اكبر واني اعلمكم)
انتهى
اخوكم ابو بغداد سايق التكسي
#ابوـبغداد