قصص عراقية حقيقية بقلم ابو بغداد سائق التكسي

ابو فلان الدلال

تعودنا اني وياه نطلع من الفجر على شغلنا ... جان يكعدني بصوت ناصي و يهزني هز خفيف لحد ما اصحصح .. اكوم وياه و طبعا اغلب الاوقات اعثر بالدوشك .. لان اكوم امشي بالكوه ..
اغسل وجهي و الكي هو وامي كاعدين بالكاع و امي لازمة الخبز تكلب بي عالصوبة و الصينية بيها هالقاسمة الله محضرتها ..
اتريك وي ابوية و ناخذ جياسة بيها غدانا و نطلع .. امي من نطلع مجانت تنام ..
جانت تلزم الصوندة و تسكي الزرع الي بالحديقة .. و طبعا بهل الوقت نكون اني و ابوية واكفين عالشارع العام ننتظر الكوسترات الي تجي بيها جنود او عماله مثلنا او طلاب مدارسهم بعيدة لو موظفيين و هم يطلعون من وكت مثلنا ..
نركب واني كبل اختار المكان الي عاليمين لو عاليسار بس المهم بصف الشبابيك .. مو علمود اباع عالشارع ..
بس علمود اخلي راسي عالجامة و اخذلي غفوة لان مشبعان نوم ..
و خطية ابوية يعرف هالشي و دائما ينطيني مجال و هو يكعد من هالصفحة ...
تطلع الكوستر و طبعا سبحان الله و لا اشبع نوم بهل الغفوة .. منا اغمض عيني منا افتح على صوت ابوية يكلي يله حبيبي وصلنا ..
اكوم و اخذ الجيس و انزل .. نوصل للمكان الي تجي غير سيارة تاخذنا منه .. بس هالمرة مو كوستر ..
هالمرة تجي لوريات لو بيكمات .. ياخذونا للموقع ..
نوصل للموقع .. ونبدي بالشغل لحد العصر و نرجع ..
اني مجنت اجادل ابوية و لا اطلب منه مصرف لان علمني شغلة ابوس كبرة و تراب كبرة عليها ..
علمني الرجال ميصير رجال اذا ميصرف على نفسه ..
هو صح جان يعاملني بالبيت بحنية و ابد ما ضربني بيوم .. بس بالشغل جان يدوس عليا و مرات احس بي مقهور ..
من كبرت عرفت هو بقسوته عليا بالشغل صنعني و صقلني صقل ..
كبرت و اني اعرف اطلع مصرفي بيدي .. و ابد ما بيوم تكاسلت من الشغل .. والله جانو  و لحد هذا يومنا الاكبر مني يتداينون مني فلوس ..
تعلمت شلون احجي وي الاكبر مني و الاصغر مني ..
ابويه رجال خلفة مال بناء لا يعرف يقرا و لا يعرف يكتب .. بس علمني اني و اخوتي نكون ايد وحدة و سند و ظهر لخواتنا من يكبرون ..
جان دائما يكلنا هذني البنات امانة بركبتكم اذا متنا اني وامكم .. ابد لا تأذوهم و لا تعيطون عليهم حتى ميخافون منكم و باجر عكبة من يتزوجون اذا ضربوهم زلمهم يجون عليكم و انتو تساعدوهم ..
مو تخلوهم يخافون منكم و يخافون يجون عليكم و يشبعون كتل من زلمهم و يبلعون السالفة ..
علمنا واحد يشيل الثاني بكلشي .. على الرغم من ابوية الرجال ما يصلي بس جان يعرف الله و ابد ميقبل الحرام و راضي بالقليل ..
من كبرنا احنا .. كل واحد بينا سواله شغلة شكل و كدر يطور نفسه و يجمع بدون ميمد ايدة و يطلب مساعدة من غريب .. جنا واحد يطلب من الثاني اذا نحتاج بس الغريب لا ..
و كدرنا نسوي الي نريدة و بدينا بأحلى مشروع هو مكتب الدلالية ..
مكتب الدلالية جان فاتحة الخير علينا .. لان شغلنا بالبناء ..
كمنا هم نشتغل دلالين و هم نلزم بيوت تعمير ..
و الله فرجها  بقطعة كاع  مساحتها 100 مترة .. كدرنا نبنيها و نبيعها و من وراها انفتحت ..
بس ..
المشكلة ما لحكت لا امنا و لا لحك ابونا يشوف خيرنا .. و اليوم احنا الله ممكنا و نعرف شلون نلزم التراب نكلبه ذهب ..
بس ماعرف ليش .. الفلوس و الراحة ما بيها طعم ..
جنت من اكوم من النجمة و اتمنى ارجع انام احس بشي كاعد اسويه ..
جنت بنص عائلة و اب و ام و اخوة صغار .. جنت احس بطعم الخبزة المكسبة من ايد امي .. صح الطاوة ممتروسة انواع الاكل .. و صح جان المشمع الي ينصب عليه الاكل قديم و مجوي و حتى بي زروف .. بس ماعرف ليش احلى من الميز هسة .. الطاوة ام البيض و الطماطة احلى من الصحونة و انواع الاكل الي ينفرش و تلث ارباعه يرجع للثلاجة ..
جنت امشي كومة و اباع عالناس و اشم ريحة الشارع و الياس و الاشجار ..
هسه سيارة و حتى ريحة هالسوالف ماكو والله .. اكو جمود بحياتي اني واخوتي ..
ماعرف وين بالضبط بس اكو نقص ..
والله مرات اشتاق للجامة الي جنت اخلي راسي عليها واغفى و ما اخاف من شي لان ابوية بصفي ..
هسة ماعرف الخوف يجيني من كل مكان و ابوية مو يمي ..
خوف على جهالي .. خوف عالسيارة .. خوف عالمحلات .. خوف على اخوتي .. خوف من المرض .. خوف من السكر لا يصعد ..
ماعرف يمكن قبل من جنت انام بالكوستر ما اخاف على شي غير بس جيس الغده الي لازمة بيدي و بي 4 كرص خبز و شوية كرفسات و 6 بيضات سلك و طماطة مشيفة و راسين بصل و ورقة صغيرونة معقوجة و ملفوفة و بيها ملح نملح بي الاكل هههههه هاي جانت اقوى شغلة اخاف عليها يمكن ..
جنت اني وصغير اسمع امي تكول لخالتي ..
لا العنده فلوس مرتاح و لا الفقير مرتاح .. جانت خالتي تكلها هي وينها الفلوس غير تجي ؟؟
ابشرج خالة الف رحمة على روحج .. جتي الفلوس بس من جتي اخذت ابوي وامي واخذتج واخذت سنين عمري و مراهقتي و شبابي و فوكاها ..
اخذت جهالي .. طلعو مدللين و ما بيهم خير يشيلون كرك .. و ابشرج ايدهم انعم من الحرير من ورى اللمس ..
والمشكلة الجبيرة ..
ما اعرف اقسي عليهم و مدللهم و كلبي مينطيني اشغلهم .. و اكول يله خلي يضوكون الي مضكته و يلبسون الي ملبسته و يشترون الي مشتريته .. بس كون يغزر و يشيلوني اني وامهم مثل ما شلنا امنا و ابونا على روسنا من كبرو ..
و الحمدلله على كل حال ..
(ابو فلان الدلال)
انتهى
اخوكم ابو بغداد سايق التكسي
#ابو_بغداد