قصص عراقية حقيقية بقلم ابو بغداد سائق التكسي

ابو الغاز

ايدي جانت ممتعلمه على الحديدة مال العربانة .. و جفوف مجان عندي .. كمت اخلي وصله عالحديدة و كل ما اوصل مكان بالفروع بي واحد ديغسل سيارته لو مرية لو رجال يرش الحديقة لو الباب اوكف يمه اطلب منه اغسل وجهي و اترس بطل المي الي كل ربع ساعة يخلص من الحر و العطش .. هم اطش مي على وجهي و هم اشرب منه .. و جان عندي وصله اخليها عالحديدة مال العربانة اغسلها حتى ما احس بالحرارة .. اول ايام جانت ايدي يصير بيها تشققات .. شوية شوية ايدي مات الجلد الي عليها و صارت خشنة .. و اذا اريد اوصفها بذيج الفترة .. صار الجلد عليها يشبه جلد جعب الرجل .. مات الجلد .. يعني مرات جنت اجرب روحي .. الناس تجرب روحها بالرياضيات  لو بالقراءة السريعة لو بالمعلومات العامة ههههه واني اجرب ايدي اطفي بيها الجكارة و ما احس بحراره الجمرة هههههه .. يجوز اني اضحك من اتذكر بس يمكن اضحك من الوضع الي جنت بي اني … ايدي مات الجلد بيها و تعلمت عالدفع مال العربانة و تعلمت عالشغل و حتى عالحر .. كمت من اتذكر اول مرة طلعت بيها للشغل اضحك بصوت عالي .. اكول وين جنت و وين صرت .. الشغل بصراحة جان زين .. و بنفس الوكت جنت مونس روحي … مرات ادندن وي روحي اغني .. ومرات اسولف وي نفسي .. الاكل مالتي جان برى البيت .. اكو ابو مطعم فلافل هذا اذبله غاز اني .. متعود اكل يمه .. وهو ميحجي شي من اقرب العربانة مال الغاز مالتي مقابيل المحل .. لان اخاف لاتنباك دبه مال غاز .. لذلك اقربها كلش عالمطعم … بس جان عندي مشكلة بالبيت .. مشكلتي انو عائلتنا جبيرة كلش .. يعني بيتنا مساحته صغيرة و احنا ١٣ نفر بي .. البيت كبرنا اكثر من مرة .. يعني كل ميتزوج واحد من اخوتي نبني فوك غرفة .. جانت مشكلتي بالنوم لان اليوم الي متصير بالبيت عركة معناها هاي معجزة .. و اليوم الي ما افز بي من النوم من ورى صياح الجهال لو صياح نسوان اخوتي لو امي .. معناها هم معجزة .. و من عده المشاكل الي بالبيت ما احجي عالمشاكل البره البيت .. فلان ابن اخوية ضرب جاهل من الجوارين .. لو فلانة من الجوارين تعاركت وي مرة فلان .. لو واحد من اخوتي تعارك وتعال نروح نهد وياه نتضارب … هوسه هوسه .. و فد يوم بالوكفة مال المحطة مال الغاز جان عندي ولد اسمه صفاء.. صفاء كلنا ندري بي يبلع (يكبسل) .. هو صديقي و اربع وعشرين ساعة يضحك .. مرة كعدت وياه لان المحطة جانت موقفة توزيع و احنا متجمعين بره .. كمنا نسولف و هو كالي تريد بلعه .. اني ضحكت كلتله شنو بلعه ؟؟؟؟
ضحك هو و طلعلي حباية .. كال هاي الحبايه متخليك تحس بالحر .. ضحكت وكلتله انطينياها بس مبلعتها .. رجعت للبيت ورى مكملت شغل .. و ردت انام مكدرت من الهوسة و تذكرت الحبايه مال صفاء … كلت خلي اجرب ابلعها .. بلعتها و بيومها نمت بدون ما احس بالهوسه الداير مدايري … و من يومها كمت اخذ حبوب .. وعرفت الاسم مالتها و عرفت منو يبيع .. و كمت اخذ حبوب حتى من اطلع للشغل ..
و فد يوم اخوتي حسو بيا مو طبيعي … حصروني بالغرفة و التمو عليا دكوني دك و اعترفت اني داخذ حبوب .. و دليتهم وين اضم الشريط .. جنت اضمه بالميزانية مال الكهرباء البره .. اكو طابوكة جمهوري من هاي المزرفة .. جنت قبل ما افوت للبيت افتح الميزانية و اخلي الشريط جوى الطابوكة الي بالميزانية مال كهرباء واسدها … تركت الحبوب فترة بس من ورى الهوسة الي بالبيت هم رجعتلها .. و هم حسو عليا وهم كتلوني .. واخر شي ملو مني وعافوني و كالو حرفيا (طبك مرض فوك مرض) .. و فوك الحبوب كمت اشرب لان الحبوب كامت اخر فترة متشتغل وياي .. لان جسمي حاله حال ايدي الي تعلمت عالحر .. تعلم عالحبوب بمرور الوكت .. و كمت التقي وي اسوء اسماء بالمنطقة .. يعني اني سامع مثل .. ماعرف قول .. مادري ايه دينيه .. تكول : (شبيه الشيء ينجذب اليه) اني جنت انجذب للي مثلي .. و انكرهت بالمنطقة و الناس كامت تضوج مني .. حتى اصدقائي القليلين اصلا .. كامو ميلتقون وياي .. بس شكو واحد طافي و فاقد يلتقي وياي .. و بيوم من الايام دخلت بسالفة كلش حقيره .. واحد من الي التقي بيهم اسمه ضياء معروف بالمنطقة هو نشال … و اكثر من عشر مرات داخل للسجن .. بيوم من الايام جنت راجع من الشغل .. كالعادة شربت بالسطح و نمت فوك جوى الدرج .. يعني بالحر مال الظهر الاحمر اني ولا حسيت بشي و نمت فوك بالسطح جوى الدرج .. محسيت على روحي الا وشرطة فوك راسي نزلوني للسيارة مال الشرطة والنسوان بالبيت تصيح و امي تجر بيا و دفعوها .. من شفت امي تصيح وتبجي صحيت .. انصدمت بالموضوع .. اخذوني للسجن دك كتل اعترف واعترف .. اني ماعرف اصلا على شنو اعترف وليش جايبيني .. طلع الغبي معترف عليا من الكتل اني جنت وياه .. واني اصلا والله العظيم بحياتي مبايك شي ولا ماد ايدي على شي مو الي .. صح اعترف جنت اشرب و اكبسل بس لو يموتوني ما اخذ شي مو الي  .. اخوتي جوي للمركز و منا حجاية منا حجاية هو غير اقواله و طبعا هالحجي اخوتي راحو لأهله .. و صارت هوسة .. طلعوني بس ورى مشبعت كتل .. و سمعتي بالمنطقة اخاف جانو يكولون عليا يكبسل فوكاها صارت حرامي .. حلفت بس يطلع من السجن الا اكتله و اخلص عليه .. شلون هيج سوى و راح اعترف عليا بشي اني اصلا ممسوي .. و من يومها بطلت كلشي .. صار همي الاول والاخير انتظر ضياء يطلع من السجن .. و طبعا اخوتي حذروني و كالو هاي كله من وراك و كله من ايدك ..
كلنا الظيم ماسحنا مسح بس لا شربنا ولا بلعنا ولا التقينا بناس مو زينه .. رجعت للشغل وبطلت .. بس اكو شي لزك بيا لليوم .. هو هاي الذكرى الحقيرة الي اني مجنت مشترك بيها ولا جنت مسوي شي .. العالم و البشريه الي بالمنطقة عايشين … تعال فهمهم اني ممسوي هالشي .. حتى اخوتي طلعت عليهم سمعه من ورايا .. صرنا بيت الحرامية مثل ميكولون الناس .. كرهت روحي من كثر ما اخوتي بالطلعه والطبه يرزلوني و يكولون كله من وراك جبت النا سمعه نكسه مثلك … و فد يوم طالع على باب الله .. خلص بطل المي و شفت مرية جبيرة بالعمر ترش الحديقة الخارجية مالتهم .. هي رادت غاز مني و بعتلها و بنفس الوكت كلت خلي اترس مي .. ترست البطل و كالت يمه دقيقه اجيبلك غده .. جابتلي صينية بيها تمن و مركة و فجل و كرصتين خبز و ريحان .. كعدت اكل يم الحايط جوى شجره .. و ابنها طلع بالسيارة .. سيارته جانت سلبرتي بيضه تلمع .. لحد هسه اتذكر الموقف .. طلع رجع السيارة عالبك .. جان ساد الشبابيك لان مشغل تبريد .. ماعرف ليش اختنكت من شفته .. و درت وجهي عالصفحة الثانية وبجيت … بجيت بس بحركه .. تمنيت اني الي بمكانه .. تمنيت عدنا هيج بيت بهيج منطقة هادئه .. تمنيت هيج اني مثله مرتب و هيج جواي سياره .. تمنيت لو وضعنا احسن .. تمنيت .. و مكدرت اكمل الاكل و انطيت الصينية للمريه وتشكرتها كلش و كملت طريقي ..رجعت للبيت بس محتصر … ردت اروح اشرب بس تذكرت الموقف مال الشرطة و كلت هسه اني شكو كل ميصير وياي موقف اتذكر الشرب … كمت لهيت روحي بشغلة بالبيت .. اخوية الجبير حس بيا مختنك … كالي شبيك اشو شكلك مو طبيعي خو مرجعت للشسمى ؟؟؟
كلتله لا خوية كافي الي صار من وراه .. كال اي عفيه .. و ردت احجيله الموقف بس انقهرت عليه لان هو هم مشلوع كلبه يشتغل شغلتين الصبح بعلوه و ورى الظهر يطلع سايق بكوستر … و مشت الايام و السنين و كبرت اني و اشتغلت كومه شغلات و عفت الغاز … اخر شغلة استقريت بيها هي بمطعم صغير يم الطابو ... ولد صديقي شغلني هناك .. جنت اشوف ابو المطعم عنده علاقات كومه وي الموظفين … مجنت مفتهم السالفة … بعدين شوية شوية عرفت انو ابو المطعم ممعتمد على وارد المطعم … جان يعقب معاملات و يسرعها … فد يوم ابنه راد يتزوج .. و جابني اني وعمال ثنين نساعدة ببناء غرفة فوك السطح … بوكتها سألني شوكت تتزوج .. ضحكت و حجيتله على وضعنا المادي و بيتنا المفول بشر .. و من يومها كام يساعدني و يعلمني عالتعقيب مال معاملات … و شوية شوية كام يدزني اني اكمل شغلات …
اتوقع بوكتها اني جنت منتظر هيج فرصة .. لان بس اريد الزم راس الخيط حتى اوصل للنهاية … و كمت اني اعقب معاملات و نفس الوكت عرفني على كل الناس الي يعرفهم … جان ينطيني نسبة .. و كام بنفس الوكت يسوي اكثر من شغلة لأن اني وياه … الشغل مال المطعم صار بالنسبة الي شي رمزي .. و كمت اهتم هواي بملابسي و بترتيب روحي .. و حتى بوكتها سألته ليش مو ولدك يشتغلون بهل السالفة .. كالي ولدي كيكيه .. تخرجو و توظفو و بصراحه شخصياتهم مو مال هيج سوالف .. ولدي ميعرفون يحجون هواي و يتخشخشون .. و يوم ورى يوم كمت اتعلم واتعلم اخر شي فتحت موضوع وي ابو المطعم انو نفتح دلالية .. لان صار عدنا خبره مو طبيعيه بهل السوالف … و فتحنا دلالية و اني لزمتها …و تعرفت على دلالين هواي و شكو شغله واكفه عدهم اني امشيها … و الحمدلله الله فتحها بوجهي .. و تزوجت بنية بنت دلال صديق .. و ابوها بصراحة امكانيته زينه ساعدني بهواي امور لان ماعنده بس هالبنية وحتى الدلالية مسميها بأسمها .. يحبها كلش وهي خريجه و مثقفة و شفتها صدفه مره من جنت معزوم يمه .. وخلص مكدرت انساها .. و الرجل وافق و هي هم مجان عدها اي مانع انو اني ممكمل دراسة يعني اكو فرق .. و الحمدلله على كل حال .. طبعا من مرات احجيلها لزوجتي على ايام قبل وحتى على ايام جنت اشرب بيها متصدك .. تكول مستحيل انته هالشخصيه نفسك جنت هيج .. وطبعا عندي هسه ولد وبنية .. بس اكو شي بقى بداخلي .. الذكريات .. متروح .. لأن البشرب تكوينه عباره عن ذكريات حياته و المواقف .. هي الي تكونه .. و الشخص الي وكفلي بحياتي و علمني عالتعقيب الله ينطي الصحه موجود بس بالبيت … بين فتره و فتره اروحله نكعد بالحديقة نسولف .. و نضحك … حتى العمال الي بالمطعم بعدني على علاقة وياهم … منسيت بشر وكفلي ولا راح انسى … بس .. اني اكو ناس وكفتلي و ساعدوني ..و بنفس الوكت اكو ملايين مثل حالي ما اجاهم الشخص الي يمدلهم ايده و يعلمهم .. هذوله شنو مصيرهم ماعرف ..اتمنى من كل كلبي محد يحس بالعوز و محد يوكع بلي وكعت بي قبل .. لان لو مو السالفة مال ضياء جان الله يعلم هسه شصاير بيا …. بالمناسبه ضياء طلع من السجن و مسويتله شي .. و عايش هسه مرتاح وي زوجتي وجهالي .. و اساعد بلي اكدر عليه للناس .. اخوتي وضعهم المادي تعدل لان صار عدهم شغل خاص بيهم .. و بيتنا القديم بقت بي بس عائلة اخوية الجبير … لان الباقين كدرو يطلعون ببيوت وحدهم …
بالمناسبة … قبل كم يوم اكو موظفة وي زوجتي اجاها طفل .. بيت الموظفة بنفس المنطقة الي جنت افتر بيها ابيع غاز .. رحنا قمنا بالواجب و بالطلعة خففت يم المكان نفسه الي بجيت بي من المريه قدمتلي اكل و طلع ابنها بالسيارة .. زوجتي كالت شبيك هااا اخاف عندك هنا شي .. (طبعا هي تغار كلش) ابتسمت و كلتلها مرة تذكرين من حجيتلج على الموقف مال المرية الطلعتلي اكل .. كالت اي وابنها ابو السيارة .. كلتلها دشوفين هالحايط .. هنا بالضبط جنت كاعد بس جان اكو شجره كلش جبيرة ماعرف وين راحت .. لزمت ايدي قوي زوجتي وكالت .. بابا كافي تتذكر و اني هسه يمك .. بست راسها و ايدها و طلعت كبل .. ماعرف يجوز هالامور الي صارت وياي دتصير و صارت وي غيري مليون واحد .. وصح هواي ناس تكول الراح راح .. بس الصراحة .. الراح صح راح بس باقي جوى بالروح .. وابد مو سهل ينسي … (ابو الغاز)
انتهى
اخوكم ابو بغداد سايق التكسي
#ابوـبغداد