مقابيل بيتنا … صارت عركة وي رجال جبير عنده بسطية مال جكاير .. الرجال مصارله فتره من فتح البسطية .. طلعت اني عالصياح شفته كاعد مبتسم بوجه الي ديتعارك وياه و ساكت .. الي ديتعارك وي الرجال الجبير ولد شاب .. الي افتهمته الولد ديشتري جكاير من ابو البسطية و مخلي جهازه التلفون عالبسطية و منزل راسه يعدل حذاءه (مكرم القارئ) ابو البسطيه الرجال الجبير بالغلط ديطلع جكاير و متحركه البسطيه و واكع التلفون بس مصاير بي شي .. بس الشاشه الفوكانيه (الحمايه يعني) مكسوره .. طلعت ركضت كلتله هسه متكلي شصار هي كلها بعشر الاف لو اقل هم شبيك تصيح على الرجال بكد ابوك .. من شافني معصب خله وراح .. كلتله للرجال عمي عادي ترى هواي راح تشوف من هالناس … بقى مبتسم ما حجى ولا كلمه … كلتله خالي عمي تسمعني … كالي اي ابني اسمعك اشكرك اني .. عفته ورحت … بس من يومها كمت يوميا اسلم عليه من اشوفه … طبعا بيتنا احنا مو ببغداد … و بيتنا صاير على شارع رئيسي كلش جبير و معروف بمحافظتنه … و السيارات رايحيات جايات ٢٤ ساعه … و اكو هواي بسطيات بس سبحان الله من فتح هالرجال الجبير كل اهل السيارات كامو يشترون منه … يمكن لان جبير بالعمر و ينقهرون عليه … طبعا ابويه شافه للرجال اكثر من مره … كام يوصي امي مرات من تطبخ طبخ زين نطلعله حصته … اني شويه شويه كمت اتقرب منه … فد يوم رحت كعدت يمه .. و كمنا نسولف طبعا هو ماعنده تلفون موبايل … و اني جنت كاعد يمه و شغلتله مقاطع فديوات و كام يضحك … كالي اريد اشتري واحد بس مو هسه .. كلتله من تريد تشتري واحد اني اساعدك نروح سوى .. كالي زين .. و يوم ورى يوم علاقتي بهل الرجال كامت تكبر … و بيوم من الايام تعاركت بالبيت و طلعت كعدت يمه … و كلتله متعارك وي امي .. كالي ميصير وكام ينصحني .. طبعا الي اكتشتفته بهل الرجال انو هو يخيط شغلات بخيط بريسم (حافظه مال جداحه .. كيوه… عرقجينه) .. مع العلم هالامور قديمه بس هو من يكعد و ماكو احد يجي يشتري منه .. يكظي وقته بهل السوالف … سالته كلتله وين تعلمت هالشي ..كالي بأيران .. كلتله ليش انته جنت عايش بايران …
كالي اسير .. و بده يسولف ..
يكول .. اني جنت ببداية حياتي و الدنيا كلها مشايلتني … متزوج جديد و مرتي حامل … و شغلي زين الحمدلله .. جنت اشتغل بمزاد … و ابو المزاد يحبني و مداريني كلش … و اني جنت الوحيد من اهلي ساكن ببغداد … كل اهلي بهل المحافظة الي اني حاليا بيها … جنت والله اطلع من الكاع فلوس لان بحيلي و بقوتي و عمري مو جبير … زوجتي الحمدلله تحبني و اني احبها وهي كرايبنه بس ساكنين ببغداد .. بالحرب لبست جيش .. جندي مكلف … و خدمت بمكان مشتعل شعل … حرب .. طبعا من اول يوم التحقت للجيش عرفت اني لو راح استشهد لو راح اتأسر لان المكان ميمر عليه اسبوع اذا ميصير هجوم علينا … و تصوبت مره و محسيت روحي الا واني اسير .. طبعا مراح احجي على فترة الاسر لان فترة ممله و يوم يشبه يوم .. بالبداية كلنا الاسرى جان عدنا امل الحكومات (حكومة العراق و حكومة ايران) راح يتفقون و راح يرجعونه بس هالامل سنه ورى سنه كام يطير .. واخير شي عرفنا احنا راح نموت هنا .. و نسينا شي اسمه امل و بدينا نتأقلم وي وضعنا بالاسر .. اكو هواي اسرى بدو يتعلمون صنعه و كامو يشتغلون .. حتى بس يلهون نفسهم .. و اني بديت اتعلم حياكه و خياطة .. و سنه جرت سنه و اكثر من ١٤ سنه بقيت بالاسر .. بهل ال١٤ سنه ما مر يوم اذا متخيلت ابني مادري بنتي شلون كبرت لو شلون كبر .. لان تأسرت قبل مينولد الطفل اصلا … يعني بذاك الوقت ماكو شي اسمه طب حديث و سونار حتى اشوف الجنين .. الي اعرفه بس زوجتي حامل و بشهرها الخامس و اني التحقت و تأسرت .. طبعا جان عندي دفتر راسم بي كومة صور .. بس الصور مختلفات مره ارسم صورة لبنيه و مره ارسم صوره لولد لان ماعرف الي خلفته زوجتي شنو .. و جنت بين فترة و فترة الرسمه تصير اكبر .. يعني بالبداية جنت ارسم الطفل بالكماط و راها كام يكبر لحد مصار شويه جبير .. و حتى مرات جانو الاسرى جماعتي يضحكون عليا يكولون بس لا يطلع محير ههههههه …. محير معناها لا هو ولد ولا هو بنيه و جنت اتعارك وياهم و همه يبوسوني من راسي و يكولون دنشاقى .. بجينا هواي و احنا نتذكر اهالينه .. و كل واحد بينا عنده قصه تشك الكلب .. الي خاطب و الي يحب و الي متزوج و الي امه مريضه و الي والي والي … طبعا جتنا فترات ندز رسائل لاهلنه لان جوي منظمات كومه … اكو بينا الي استلمو رد و بينا هواي ما اجاهم رد ..
واني جنت من ضمن الاسرى الي ما جاهم رد .. و اجى اليوم الي جنا ابد ممصدكين راح يجي .. و صار افراج علينا و رحلونه للعراق ورى ١٤ سنه .. طبعا اني عمري مجان كلش جبير بذاك الوقت بس من ورى الاسر شعري انكلب ابيض و نفسيتي نفسية رجل بالسبعين .. و جيت للعراق … اول شي سويته دورت على زوجتي .. رحت لبيت اهلها لان عايفه المشتمل الي جنت ساكن بي .. التقيت باخوها و كالي خوية احنا وصلنا خبر عليك بالبداية مفقود .. بعدين وصلنا خبر انته مستشهد … و اهلك سولك فاتحه و طبعا هالشي طلع مو بس وياي صاير .. وي كومة اسرى صاير وياهم هالشي خصوصا الي سكنهم محافظات … يكول ورى سنتين من استشهادك تزوجت اختي .. طبعا هو يحجي واني كل شويه اكله يمعود عايش مو شهيد عااااايش .. يكلي و احنا شمعرفنا … اني توقعت هالحالة بس وياي صايرة و رحت راجعت الدوائر المختصه و كالو صح و لغو سالفة الشهيد و طلعت اوراق ثبوتيه جديدة … يعني من الاخير جنت بنظر اهلي و زوجتي و ابني (لان طلع عندي ولد) بنظرهم كلهم اني شهيد .. ولو باقي شهيد اشرفلي من الي صار وياي بهواااااااااااي .. والله من صار الي صار .. كلت لو باقي اسير مو اشرفلي .. جنت اتوقع راح الكه زوجتي تنتظرني و ابني ينتظرني .. الموقف هاذا كله هيج .. بس اصعب موقف مريت بي بيوم الي وصلت بي للعراق .. مو بس اني .. وياي جنود هم مرو بنفس الموقف .. نزلنا من السيارات ملكينه احد ينتظرنا … ماكو لا اخ لا زوجه لا ام لا اب .. شكد صعب هالموقف .. اني بله ابويه وامي متوفين .. بس اكو جنود بفترة اسرهم اهاليتهم توفو .. ماعرف شحجي والله .. يعني دخلونا بحرب و رحنا غصب ما علينا تأسرنا .. عمرنا انتهى لشي اصلا احنا ممختاري .. والله مجنت اريد شي من هالدنيا غير بس اعيش طبيعي .. اعيش حياتي عاديه .. هاي حياتي الي راح اعيشها مره وحده خلصت و هاي كلها كم سنه و اقابل وجه رب العالمين .. اريد افتهم اني شراح احجيله عن حياتي .. شراح اكله .. جنت اسير ١٤ سنه و رجعت للعراق لكيت نفسي مسجليني شهيد و اني عايش و زوجتي متزوجه وحقهااا هالشي .. اني لو مريه و بعمرها و رجلي مستشهد هم اشوف دربي .. و اكله لرب العالمين ابني عمره ١٤ سنه و عباله ابوه ميت شهيد .. و رحت لبيت زوجتي .. طبعا رجلها انسان جدا محترم و مربي ابني احسن تربيه .. التقيت بأبني الي اصلا ميعرفني ..
ابني ميعرفني يابشر ميعرفني .. حضنته و ابوس بي و طبعا فهموه هو ابني بس الولد ماعنده اي ردة فعل .. و عشت عادي .. عشت بدون زوجتي و بدون ابني .. رجعت لنفس المحافظة يم بيت اخويه و طبعا بوقتها نزلو علينا حجي بالجرايد لان الحاله الي اني بيها مطلعت الوحيدة و الحكومة العراقية تذب اللوم على حكومة الايرانية و الحكومة الايرانية تذب اللوم عالحكومة العراقية واحنا الماكليها .. احنا الي صارت ويانا هالحالات … و طبعا شدولنا رواتب و مبلغ من المال .. اني بالفلوس اخذتلي بيت صغير هنا .. و كعدت بي ….. و فتحت محل مال اسكافي و جنت فترة اشتغل زين بس بالاخير وكف الشغل و قررت اشتغل بالجكاير .. المحل ايجاره غلاه عليا ابو الملك .. و كلت شكو مأجر محل و فتحت بسطيه مال جكاير .. و طبعا تزوجت بس الي تزوجتها ميصير عدها خلفه و كلت همزين جتي من الله … لان ماريد ينولدلي بعد طفل جديد يعرف مأساة ابوه والي صار وياه … و هاي عايش هسه على هالبسطية و خير من الله يدخلي رزق .. بس حياتي ضايعه .. احب زوجتي الجديده وهي تحبني .. بس اني بهل العمر حاليا اذا احد يسالني شنو شفت بحياتك اكله ههههههههه شفت كل خير … شفت ابني الي ماعرفني … شفت زوجتي المتزوجه … شفت شهادة وفاتي واني عايش … شفت حكومتين فوتتنا بحرب احنا في غنى عنها … شفت شبابي الي ضاع واني كاعد بنص اربع حياطين و ارسم ابني او بنتي الي اصلا ماعرفه جنسه شنو … شفت جنود و شفت روحي نزلنا من باص جاي لارض الوطن بعد اسر ١٤ سنه و ماكو احد ينتظرنا … شفت الموت .. شفت حياتي الراحت بلا سبب … شفت كل خير اني … و بالاخير هي حياة وحده و عشتها … عشتها و مختاريت بيها شي .. مثل مكلت بالبداية حياتي هي اختارت و فرضت عليا الاحداث .. مو اني اختاريتها .. و هسه صاحب بسطية جكاير .. و يجيني واحد يصيح عليا و مالي واهس اصلا اجاوبه و حتى لو ساب اهلي هم ما اجاوبه … لان من الاخير الي صار وياي خلاني اكون لا شيء .. هاي قصتي و هاي حياتي الفاتت منا و طلعت مناك ..
(الاسير الشهيد)
انتهى اخوكم ابو بغداد سايق التكسي
#ابوـبغداد
أنت تقرأ
قصص عراقية حقيقية بقلم ابو بغداد سائق التكسي
Contoننشر لكم مجموعة من القصص العراقية الحقيقية والواقعية بقلم الكاتب المبدع ابو بغداد سائق التكسي وهي قصص قصيرة ولكن بها معاني اخلاقية وتربوية كبيرة ومؤثرة اقرأوها فعلا تستحق القراءة