قصص عراقية حقيقية بقلم ابو بغداد سائق التكسي

شجرة النبك

بعد وفاة جدي البيت انقسم بيتين … بيت عمي الجبير و بيت ابوية … بيت عمي عائلة صغيرة و بيتنا هم عائلة صغيرة … عمي و زوجته و بنته لينا .. واني وامي وابوية و اخوية الاصغر مني … طبعا اي مشاكل ماكو بينا و بين بيت عمي بس انقسم البيت نصين بس علمود الخصوصية لا اكثر ولا اقل … قبل ميتوفى جدي جان ميقبل و لذلك ابوية و عمي جانو محترمين كلمته …
من الطفولة ومن جنا جهال جنت اسمع جملة و هالجملة بقت بداخلي و كبرت وي سنين عمري الي تمشي سنة ورى سنة … من جنا جهال و نطلع نلعب برى بالشارع حالنا حال الي بعمرنا جانت مرة عمي تطلع ورى الباب تبقى عينها على لينا و دائما تكلي عينك على لينا و لا تتعبها ..
كلمة تتعبها جانت بالنسبة الي كجهال ممفهومة هواي ..
بس الي شفته من خلال تصرفات عمي و زوجته وي لينا والخوف الي عليها خلاني اني من صغري اخاف عليها و ما اتعبها و هالشي مثل مكلت مجنت مفتهم ليش ؟؟
يعني ليش هيج هالخوف بس مرة من المرات صار شي ملموس خلاني صدك اخاف عليها … ومن يومها افتهمت اكو شي مو طبيعي بالموضوع رغم صغر عمري … فد يوم طلعنا نلعب برى و جان اكو بشارعنا بنهايته بيت عدهم نبكة جبيرة ..
بس ابو البيت ماعنده علاقات بالمنطقة و اهل المنطقة ميحبوه ولا هو يحبهم .. يعني يفوت و يطلع ميسلم و منطوي على نفسه هو وعائلته كلهم و حتى جهاله نفس الشي … احنا ممحتاجين النبك و ابوية و حتى عمي جان يجيبلنا الي نريدة بس ماعرف ليش جانت اكو متعة بالموضوع من واحد يروح يشمر شي عالشجرة و يوكع نبك و يلكط النبك من الكاع و يمسحه بهدومه و ياكله …
رحنا اني ولينا و اخوية يم الشجرة و جنا ماخذين ويانا من بيتنا خشبة صغيرونه حتى نشمرها و يوكع النبك … وصلنا هناك و طبعا ام لينا (زوجة عمي) جانت مأمنه لينا وياي و تدري بيا ما اتعبها ولا اخليها تلعب هواي ….
و اني هم جنت ممتوقع راح يصير هالشي .. وصلنا جوى النبكة و بدينا نشمر الخشبة و جانت دنيا ظهر و الشارع فارغ … مرة مرتين وكعنا نبك وبالثالثة الخشبة راحت بالغلط عالكراج مال بيت هالرجال … و جان نسمع الخشبة وكعت على شي هو منكسر بس طلع صوت كلش قوي ..
من الخوفة ركضنا كلنا سوى و لينا هم ركضت ويانا .. و بنص الركض لينا وكعت بالكاع و لحد هسه اتذكر المنظر …
وجهها صار مي من العرك و زلوفها و شعرها لزك على خدودها و كصتها ..
و هيه كامت تتنفس بالكوه و اخوية ركض عالبيت صاح امها واني حاولت اشيلها بس مكدرت و طلعت امها جتي ركض و كامت تصيح بس من الخوفة مالتها جان حجيها ممفهوم .. لان مرتبكة .. شالت لينا وفوتتها للبيت و احنا فتنا وراها ركض …
عمي وابوية مجانو موجودين و امي هم جتي عالصياح ركض ..
الي افتهمنا اني واخوية من رزالة امي انو لينا عدها مرض بكلبها وميصير تتعب … و من يومها ورى مكامت وارتاحت كمت بس العب وياها يم باب البيت و اذا تريد تركض لو تركب بايسكل ما اخليها … و هيه جانت خطية تسمع كلامي هواي ..
و كبرنا ثنينا و جنت اوديها واجيبها بيدي بالابتدائية و حتى بالمتوسطة ثنينا بنفس المتوسطة بس بالاعدادية اختلفت السالفة … هيه داومت بمكان واني بمكان بس هم جنت يوميا ارجعها من الدوام ..
جنت اطلع من اعداديتي كبل اروح يم مكان دوامها وجنت ما انتظرها بباب الاعدادية لان اعرف اكو شباب يجون يوكفون حتى يصجمون البنات لو يريدون يصادقون .. جنت انتظرها بشارع بعيد شوية عن الاعدادية و انتظرها توصل …
رغم ما اني وياها كبرنا سوى بنفس البيت تقريبا و رغم ما طفولتي كلها عشتها وياها بس جنت كل يوم اشوفها بي عبالك اشوفها لأول مرة هلكد ما احبها .. اي احبها و هالشي كبرت عليه واحس هيه مسووليتي بهل الدنيا … يعني حتى السفرات المدرسية جنت ما اروحها لان ما اريد لينا ترجع وحدها للبيت … و الله العظيم فد يوم جنت منشول و فلاونزة كلش قوية عندي و بيومها غبت عن الدوام …
بس رغم هالشي كمت من الفراش و رحت جبتها من الاعدادية …
و بيوم من الايام احنا وراجعين من مكان اعداديتها كالتلي اكلك اني ماريد بعد تجي ترجعني لان انته هم عندك شغلات و اصدقاء .. كلتلها لا ماعندي شي.. وهيه جان عدها اصرار مو طبيعي انو اني خلص ما اروح اجيبها بعد …
بقيت ابرر و احاول بس هيه مقبلت و كالت ترى بديت اضوج و ما اريد اتعصب الله يخليك .. كلتلها خلص لاتتعصبين فدوة لان اني ميهمني غير راحتج وهيه تعرف هالشي و جانت مرات تستخدمه ورقة ضغط عليا ..و كامت هيه تروح وترجع وحدها .. ومن ذاك اليوم حسيت لينا تغيرت و كبرت بس صار حجيها قليل و قليل تجي لبيتنا .. حسيت اكو شي صاير بس جنت اكول اخاف هيه تريد تكعد وحدها و طبعا بذاك الوكت جانت هيه سادس اعدادي و عدها امتحانات .. و بدت شوية شوية تتغير جذريا … يعني سلامها و حجيها صار مختصر اذا وياي و اذا وي اخوية !! وداومنا كليات ثنينا ..
هيه بكلية واني بكلية … و بيوم من الايام قررت اسويلها مفاجأه و اروحلها لكليتها … رحتلها للكلية و شفتها بس هيه مثل الي انصدمت من شافتني .. و جتني كالت هاي شعندك هنا ؟؟
كلتلها جاي اشوفج خو مابيها شي .. كالت زين بس حسيتها جانت تريدني اروح و ما اطول بالوكفة وياها .. كلتلها لينا ترى عادي كولي كبالهم ابن عمي و جاي يزورني شبيج مرتبكة .. كالت لا ما بيها شي بس حسيتها مرتبكة .. اني هم كلتلها ترى حروح اني لان عندي دوام بس بيومها اني جنت مفرغ يومي كله علمودها و عبالي راح تكيف ..
و من يومها حسيت عدها شي لينا و كلت اعترفلها بحبي و هيه تعرف اصلا ممعقولة متعرف بهل الشي … و بنفس اليوم حاجيتها من رجعت هيه من دوامها …
كالتلي اني من كبرت وياك حسيت اخوية و لحد هاللحظة احسك اخوية ..
كلتلها لينا اني اريدج .. كالت شوف .. اني احبك والله بس حبي الك حب اخوي واني من صغري لليوم احسك اخوية مو ابن عمي .. كلتلها اني اريد اتزوجج ..
كالت اذا تسويها و تتزوجني راح يصير هالشي غصبا عني لان انت ابن عمي واكيد ابوك وابوية راح يجبروني على هالشي بس الله يخليك لاتسويها لان اني ما احسك غير بس انت اخوية .. كلتلها لينا اسالج سوال و تجاوبيني جواب صريح و وراها انسى الموضوع كله والله ..
كالت اسال .. كلتلها اني وياج ثنينا دارسين و عدنا ثقافة يعني نكدر نكول زينة ومتفهمين الحياة .. كالت اي ؟
كلتلها انتي عندج احد بحياتج ؟
سكتت و نزلت راسها و جاوبتني بدون متخلي عيونها بعيوني ..
كالت اي واحبه كلش ومتفقين عالزواج .. اني كلتلها خلص و انسي كل الحجي الي حجيته قبل شوية وبقيني بعينج مثل متحبين انتي ..
هيه حضنتني و باستني و كيفت كلش .. كالت والله لو تدري شلون جنت شايله هم افهمك بهل الشي و شلون انت راح تتقبله .. اني ابتسمت و كلتلها ليووووون انتي تبقين (طبعا اني ادلعها ليوون)
.. كلتلها ليوون تبقين انتي مسووليتي و ذيج الصغيرونه الي اخاف عليها رغم كلشي .. وضحكت بس ضحكتي جانت جذبية .. عفتها و رجعت لغرفتي بس الدمعه بعيني وحاصرها .. فتت للغرفة و بجيت ..
بس بنفس الوكت كلت خلي الي تريده هيه تسوي اهم شي سعادتها .. و صدك والله الولد الي جانت متفقة وياه عالزواج ورى التخرج تقدملها و خطبها .. واني بوكتها متخرج بس اشتغل وي ابوية وعمي بالعقارات … بيوم خطوبتها اني فرحتلها بالظاهر بس بالباطن متدمر اني والمصيبة رغم ما اني حصلتلي اكثر من مرة سالفة علاقة وحب جنت ما ادخل بيها من ورى لينا .. لان ملكيت احد يشبهها ..
ولا راح الكه اصلا .. و ورى خطوبتها بسنتين تزوجت .. بيوم عرسها اني صعدت بالسطح .. وهيه جانت طالعة اوف الله جانت كمر طالعة وهيه اصلا كمر .. وكفت وكفة ورى السياج و الدمعة والخنكة بداخلي بس حاولت ما اخليها تشوفني .. هيه جانت فرحانة واني بداخلي احجي اكول اهم شي فرحتها لاتبجي .. جنت احاجي روحي واحاول اقلل الحسرة الي بيا و القهر …
عيونها جانت تلمع من الفرحة لان تزوجت الي تحبه ..
بس اني عيوني غركانة بالدمع لان الي احبه راح من ايدي … و راحت لينا لبيت زوجها .. عشت ايامي ورى زواجها بقهر .. شكو شي اشوفه بالشارع يذكرني بيها و شكو شي اسمعه هم يذكرني بيها و انقهر و النفس بالكوه يطلع ..
و فد يوم سمعت من امي انو لينا جتي هيه ورجلها لبيت اهلها وراحت و جانت مكيفة لان حامل ..
اني هم كيفت و كلت لامي من تتصل بيهم تباركلها عالحمل … و جنت بذيج الفترة ستوني متعرف على بنية هيه تحبني بس اني مو كلش احبها بس لان شفتها مهتمه اليا كلش و صدك تحبني بقيت وياها و ماحبيت اخسرها … و فد يوم امي خابرت ابوية للشغل و ابوية سمعته يكول لا الله الا الله و دمعت عيونه
.. كلتله يابه شكو احجي .. جان يكول لينا بالولادة توفت لان الولادة بيها جهد قوي على كلبها .. جابت ولد بس توفت
.. اني بيومها بجيت بجي ..
يجوز اهلي جانو قبل عدهم احساس مجرد احساس اني احب لينا .. بس بيوم وفاتها عيوني و افعالي فضحت كل الضامة كبال اهلي … لان مكدرت اسيطر على نفسي .. وبالدفنة مالتها .. رجلها اجاني يهديني .. يكلي لو تعرف شكد لينا جانت تحجي بيك وشكد جانت تحبك .. من كال كلمة تحبك هو قصدة تحبني مثل اخوها يعني بس كلمة تحبك جانت موثرة عليا لدرجة بجيت اقوى ..
و مشت الايام ورى وفاتها و اني منسيتها ابد .. صعب انساها مو بس اني حتى اهلها بس يجيبون طاريها عيونهم تنترس دمع .. زوجها ربى الولد و جان مدلله كلش .. بس ورى سنتين تقريبا تزوج و الحمدلله زوجته بنت اوادم جانت و هم دارته للولد ..
واني هم ورى ٣ سنوات من وفاة لينا تزوجت نفس البنية الي عندي علاقة بيها ..
بس حجيتلها كلشي لان لازم تعرف كلشي و الحمدلله على كل حال .. اني حاليا احجي و عندي جهال ثنين .. بس شاهد الله الي اخذه لولدي و اخذ مثله واحسن منه لأبن لينا رغم ما ابوه مدلله و ممخلي محتاج شي .. و مو بس اني اسوي هالشي حتى اخوية نفس الشي .. وبين فترة وفترة نجيبه لبيتنا نبقي كم يوم .. و سبحان الله الولد رغم ما هو يضحك للهوى و حباب وعاقل بس ماعرف ليش من نباوع بعيونه ننقهر و نحس بخنكة .. لان نتذكر لينا بعيونه و بسوالفة ..
و كل ميجي يمي لبيتي اني اتذكر كل طفولتي وي امه … الله يرحمها و يرحم الراحو …
(شجرة النبك)
انتهى
اخوكم ابو بغداد سايق التكسي
#ابوـبغداد