مجنت احس اكو بي شي غلط لحد صف اول ابتدائي … يعني نلعب سوى نركض سوى .. هو اكبر مني بسنه و شوية … بس الي جان يخليني افكر (بعقلية الجهال طبعا) ليش ابوية و أمي يكولولي ديربالك على حسوني .. مع العلم هو اكبر مني !!
زين ليش هو ميداوم مدرسة مثلي و ميروح وياي للابتدائية ؟؟
مرات جنت اطلع العب وياه بالشارع .. مجانو يقبلون اصدقائي ينزلوه ويانه للفريق مال الطوبة و جنت اتعارك وياهم .. اني جنت افهمه اكله ابقى واكف هنا بس هو ميوكف و يعوفنه و يروح يلعب بغير مكان و جان يتعارك .. اخر شي عرفت هو مو طبيعي .. مجنت استحي منه .. حتى من كبرت و جنت اروح لسينما بالعيد اخذه وياي .. جنت اشوف علامات استفهام بعيون ؟؟؟؟
اني مجنت احس اخوية بي نقص .. و مره ردت اخذه وياي لحفلة التعارف مال الكلية .. بس أمي مقبلت كالت عوفه … جنت وياه ما اعرف شي اسمه خجل .. اخويه هذا حبيبي و عمري و رغم ما هو يحجي و يعبر عن الي يريده بكلمات ممفهومة بس جنت افتهمه و اعرف شيريد .. لحد هسه حافظ كلماته .. اللحم ( يصيحله ميحه ) البيض ( يصيحله بوه بوه) حتى كلمة احبك ( يكولها ابك ابك ) جان ينتظرني يوميا ورى باب الحوش يخلي كرسي و يكعد .. أمي جانت تكول كل شوية يروح يفتح الباب شوية و يباوع يشوفك ماكو و يرجع يكعد عالكرسي … ميقبل ياكل الا وياي … كلش مرتبط بيا … لان بحياتي مخليت احد يضربه او يصيح عليه … اكثر من مره تعاركت من وراه (من جنا جهال ) مره عدنا جوارينه بيت ام رعد حايطهم ناصي و عدهم بالحديقة مالتهم شجرة جبيرة مال نارنج … جان النارنج يوكع برى السياج من يصير هوى قوي … مرة رجعت من المدرسة لكيت حسوني كاعد يم باب الحوش ينتظرني و امي كاعدة ورى الباب تراقبه (طبعا هو كلش يسمع كلام امي) شفتهم من بعيد يضربوه بالنارنج و امي تصيح عليهم بس همه ميتوبون .. مو يشوفون امي تسكت .. يرجعون يضربوه … اني متحملت كمت ابجي و هو اجاني يضحك مثل كل يوم من يشوفني راجع من المدرسة … اني بجيت عليه والله العظيم بجيت بدون وعي .. ورحت لحكتهم حصرتهم بالدربونه صح ضربوني بس اني مقصرت هم ضربتهم .. وهو اجاني يصيحلي امد امد (يعني احمد) و امي وراه تركض … و غيرها و غيرها … مرة جنا نكعد عالرصيف من جنا نلعب طوبة .. هو يكعد بصفي … مو يشوفوني الجهال ملتهي بالحجي .. لو يجرون هدومة لو يطخوه بأذنه حتى بس يعصب … هواي اكو اصدقاء زاعلتهم بطفولتي علموده … عالعموم حبيبي جان ينتظرني من كبرت يعني و داومت كلية ورى باب حوشنا … من جان يشوفني يضحك … و يأشر لأمي حتى تحضر الاكل ناكل سوى اني وياه … طبعا احنا عائلتنه بس اربع نفرات .. اني و ابوية و امي و حسوني … و مشت السنين و هو على نفس الشي … اسعد لحظات بحياته من اني ارجع للبيت … سنه ورى سنه ابوية توفى … و ابوية وصاني بي و حتى أمي جانت تكول والله يمه اني مخايفة من الموت .. بس خايفه على حسن اذا اموت منو يداري و انته عندك دوامك .. جنت ابوس ايدها اكلها لا تشيلين هم .. المصيبة بذاك الوكت مجانت اكو هواي مدارس تعليمية الهم .. و هو دخلناه مدرسة بس مقبل يكمل و جان يكسر الغراض اذا يصير وقت الدوام .. يخاف يروح للمدرسة لذلك ابوية الله يرحمه كاله عوفوه براحته و بطلناه … الحاصل … اني تخرجت بس متعينت ..
لزمت شغل ابوية .. ابوية جان عنده مزاد بس جتي فترة وكف شغلة و سويناه محل مال اثاث … و قررت اتزوج لان امي تعبت كلش و متكدر تداري حسوني وحدها .. مع العلم جنت اخذه وياي للشغل و يبقى كاعد ميسوي شي .. و تزوجت بنية بنت حلال كرايبنه وكلش دارته لحسوني و هو هم كلش كام يحبها …
عالعموم ..
مثل مكلت قبل شوية .. جنت اخذ حسوني وياي للشغل … مرات من ماكو شغل اصفن بوجهه هو يبتسم بوجهي .. أحسه يسألني بعيونه يكلي ليش الناس و خصوصا الجهال هواي يباوعون عليا .. جنت اختنك من اشوف الناس و خصوصا الجهال يباوعون عليه بتعجب ..
مثلا مرات يجون عائلة بيها جهال ثنين .. واحد من الجهال يشوف حسوني .. اذا الجاهل الثاني ممنتبه كبل يروح يصيحه و يشاوره .. يكله شوف شوف هذا .. و ثنينهم يبقون الوقت كله يباوعون عليه .. مع العلم المسكين كاعد و ساكت … وخصوصا من كبر … كام ميتحرك هواي … يعني اكله اكعد هنا يبقى كاعد خطية و بس يباوع عليه و يبتسم .. و اذا يجوع يأشرلي يعني جوعان …
و اجه الشي الخايف منه .. و توفت حبيبة كلبي أمي … طبعا بالدفنه جان اصعب موقف عليا … لان من ردنا نرجع للبيت يكلي امه امه (يعني امي) و يجرني من ايدي يعني اوكف خلي ننتظرها … يابويه من سوى هيج .. حضنته و ابجي ابجي … و هو يصيح امه امه …. كلتله امه بالبيت .. يأشر بيده يعني امي هنا مو بالبيت … بالكوى جريته و رجعنا للبيت … طبعا بوفاة ابوية مصار هيج الموقف لان امي بقت بالبيت و هو بقى يمها .. بس عمت عيني امي هسه راحت يم منو يبقى … و رجعنا للبيت و بقى يوميا يسأني امه امه و يأشر على فراشها و ميقبل ينام بغرفته الا ينام بفراش أمي … و بقى عالحال شهرين و يوميا اروح اكعد اخذه وياي للشغل .. و شهرين و خمس ايام كعدت الصبح و طبعا زوجتي جانت مسويه اكل .. رحت اكعدة حتى نتريك … لكيته متوفي على فراش أمي .. هنا و بهل اللحظة اني حياتي انتهت … يعني هم امي و هم حسوني … من حلاة روحي زوجتي تلطم اني حضنته و نمت بصفه و تغطيت وياه بالبطانية و اكلها لزوجتي شبيج صوتج يمعوده حسوني لا يفز .. لا تعيطين ولج لاتبجين هو نايم والله نايم … بس حسوني مجان نايم .. حسوني رغم ما هو فهمه على كده بس فراك أمي جان ثكيل عليه .. و لان امي تريده و جانت تخاف عليه لا يبقى وحده بهل الدنيا .. صاحته و راحلها …
حسوني راح يم امي … يمه حسوني اجاج .. يمه حسوني جان ينام بفراشج يمه .. يمه ديربالج عليه فدوه لروحج … ديربالج عليه يمه ترى ما كدر على فراكج ...
(حسوني)
انتهى
اخوكم ابو بغداد سايق التكسي
#ابوـبغداد

أنت تقرأ
قصص عراقية حقيقية بقلم ابو بغداد سائق التكسي
Historia Cortaننشر لكم مجموعة من القصص العراقية الحقيقية والواقعية بقلم الكاتب المبدع ابو بغداد سائق التكسي وهي قصص قصيرة ولكن بها معاني اخلاقية وتربوية كبيرة ومؤثرة اقرأوها فعلا تستحق القراءة