من جان يصير قصف قريب و صوت الضرب يعلى و يعلى بالحرب (حرب التسعين) .. ابوية خطية (الله يرحمه و يرحم والديكم) جان يعلي الراديو على اذاعة البي بي سي حتى احنا الجهال منسمع شي و صوت الراديو دائما يصير أعلى من صوت القصف .. احنا الجهال جنا نحس اكو شي يخوف ديصير .. و جنا نفتهم اكو حرب .. بس رغم هذا صوت الراديو العالي شوية يطمنا داخليا .. يعني منسمع الضرب بس المصيبة مو مصيبة الصوت .. المصيبة هي مصيبة الاهتزاز الي يصير و الشبابيك الكزاز شلون تنهز رغم ما مضروبات شريط لاصق على شكل حرف x … اني بذاك الوكت جان همي الوحيد ارجع لبيتنا … بيتنا و اصدقائي .. مدرستي الي جنت اضوج من اكعد الصبح و اروحلها هم اريد ارجعلها .. شارعنا … المحلات بمنطقتنا … كمت اشتاق لأشياء بنظر الكل مو مهمة بس بالنسبة الي ماعرف ليش جانت مهمة .. مثلا الصبه الي جنا نكعد عليها اني و عباس و زيد و ثامر و علي .. مثلا السطح الي عفت بي طوبتي و ملحكت اخذها من انهزمنا من بغداد … كمت اشتاق لأشياء ما بيها روح .. اشياء تعتبر جماد .. بس اريدها حتى لو جماد و ما بيها روح اريد ارجعلها … كمت من انام اكثر شي يخليني انام بسرعة هو التفكير و السفر لشارعنا .. اتخيل وجوه اصدقائي وحجيهم و اني و راسي عالمخدة اضحك من اتذكر شلون جنا نلعب و نتشاقى …حتى اكو كلمات جانت تضحكنا جنت ارددها بيني و بين نفسي .. حتى من جنت اطلع برى بالشارع بالمحافظة الي انهزمنا الها .. جنت اباوع بالوجوه ادور على أي وجه اعرفه .. و جنت اركز عالسيارات الي رقمها (بغداد) من اشوف سيارة رقمها بغداد ابقى مركز عالصاعدين بيها .. بلكي اشوف أي احد من بغداد .. حتى لو صديق من مدرستي .. بس المهم اشوف واحد اعرفه .. صح الناس طيبين و بسيطين بهل المحافظة بس اريد اصدقائي .. اريد ارجع لشارعنا و حايط بيتنا .. اريد اتمشى لابو الصمون الي جنت اتعاجز اروحله و اطلع الف عذر لأمي حتى ما اروح … اريد اشوف ست بثينه .. حتى أبن ست بثينه المكروه الي رافع خشمه علينا هم اشتاقيتله .. اشتاقيت لسوالفه الي متضحك اصلا .. و اكو ثنين طلاب يضحكون عليها لأن ابن ست بثينه .. حتى للي جانو يتلوكون لأحمد ابن ست بثينه هم اشتاقيتلهم .. كمت افكر بيني و بين نفسي من راح يخلص كلشي و نرجع للبيت ألمن راح اروح بالبداية .. منو راح اشوف اول واحد .. كمت اتخيل راح نفوت بالسيارة و هي محملة غراض و الدواشك فوك القمارة و اشوف اصدقائي كاعدين عالصبة ينتظروني … كمت اتخيل حتى مشهد دخولنا للبيت و شلون ننزل الغراض .. كمت اهيئ نفسي شلون اتهرب من تنزيل الغراض من السيارة و اروح ابوس و احضن اصدقائي .. و انتهت الحرب و رجعت و التقيت بأصدقائي … كلشي مر بسرعة .. لعبت وياهم و لعبت و لعبت و لعبت .. و زعلت و زعلو مني .. و تصالحنا .. و الوكت ركض بيا .. و كبرت و هم دخلنا حرب و هم انعادت السالفة بس هالمرة العمر اختلف .. و الاصدقاء اختلفو ..
و حتى الشوارع تغير اشتياقي الها لأن شلنا من منطقة لمنطقة … و هم خلصت الحرب الثانية و هم رجعنا و هم التقيت بلي احبهم .. و خلص عمري على هالرنه ..بس الي تعلمته من عمري الي عشته من أزمة لأزمة .. تعلمت انو أكو نهاية لكل بداية .. و أكو أمل بالنهاية .. أني اعرف هواي منكم حاليا مشتاقين حتى لشغلهم رغم ما هو صعب و متعب .. اعرف انتو حصرتكم بالبيت خلتكم تشتاقون لشغلات مالها أهمية بنظر الناس بس بنظركم الها أهمية جبيرة .. صدكوني راح ترجعولها .. وراح تصير ذكرى تسولفون بيها مثل ما ابو بغداد حاليا يحجيلكم هالذكريات .. و راح ترجع الدنيا بخير .. وراح يمشي بيكم العمر .. و راح تبتسمون من تذكرون هالأيام الي حصرتكم بالبيوت .. و راح ترجع الضحكة لوجوهكم .. أزمة و تعدي .. و كومة أزمات مرت علينا و راحت و صارت ذكريات .. صح فقدنا بيها عزاز .. بس هاي قسمتنا و قدرنا .. قسمتنا ننولد ونعيش هالظروف الي عشناها ..
(أزمة و تعدي)
انتهى اخوكم ابو بغداد سايق التكسي
#ابوـبغداد
أنت تقرأ
قصص عراقية حقيقية بقلم ابو بغداد سائق التكسي
Short Storyننشر لكم مجموعة من القصص العراقية الحقيقية والواقعية بقلم الكاتب المبدع ابو بغداد سائق التكسي وهي قصص قصيرة ولكن بها معاني اخلاقية وتربوية كبيرة ومؤثرة اقرأوها فعلا تستحق القراءة