قصص عراقية حقيقية بقلم ابو بغداد سائق التكسي

ما بيا حيل

طلعونا بالاصطفاف جان الجو بارد بيومها … اني ماعرف الي صار وياي الخوف من الي راح يصير وياي و الخوف من خشبة المعاون .. و فوكاها البرد …
الجو جان بارد كلش … خفت كلش و جنت صاف ثالث ابتدائي بيومها … الي وياي هم خايفين بس خوفهم مو مثلي .. من بدو يصيحون الاسامي مال المشاغبين على كولتهم ..
كمت ارجف وادعي بس اسمي مينصاح .. و صاحو اسمي … المعلم مالتي صاحني كالي اطلع .. شلون واحد مطلعي للاعدام بالضبط هالشي صار وياي … طلعت و وكفت بالسرى .. جنت ثاني واحد بالضبط بالسرى مال مشاغبين …
اجه المعاون و شايل الخشبة مالته و طبعا كل الطلاب يحجون بالخشبة مالته … جانت مسوية رعب بينا احنا الطلاب … بده يضرب الواكف اول واحد .. الخوف و الرعب الي صار بيا مو طبيعي .. لأن جانت اول مرة بحياتي و حتى بوكتها اني مجنت مسوي شي مباشر بس جنت جاهل و تعاركنا صفنا و صف ثاني .. ورى الصفوف بالضبط .. بنهاية الدوام ..
و واحد من الطلاب شايل خشبة راد يضرب طالب ضرب جامه مال صف بالغلط وانكسرت … بيومها جان واحد من المعلمين يباوع علينا و اجه لزمنا و سجل اسامينا و طلعنا برى .. والله العظيم اني مجنت مشترك اشتراك مباشر بالعركة بس صارت … و ثاني يوم جان خميس طلعونا برفعة العلم ..
المهم .. من شفته يضرب بالطالب قوي و الطالب كام يبجي اني خفت كلش و حسيت المعاون وكف ضرب وكام يباوع عليا و وجهه العصبي تغير !!
باوعت عالطلاب كلهم يباوعون عليا و اكو معلمين كامو يضحكون وحتى اكو طلاب ضحكو .. انتبهت على نفسي بنطروني كله مبلل و عرفت انو اني من الخوف صار عندي شي مو طبيعي .. المعاون هم ضحك و كال فوتو جوى .. اخذني المعلم فوتني جوى و معرف شيسوي بس كالي روح ارجع للبيت … اني فرحت لان منضربت بالخشبة بس بنفس الوكت ماعرف شلون ارجع للبيت و اني بنطروني كله هيج … طلعت من الادارة وجانو الطلاب كلهم ديمشون بالممرات يروحون للصفوف لان خلصت رفعة العلم .. ياهو الي يشوفني يأشر عليا و يضحك عليا و يصيحلي ابو (بو…) اني بجيت بذاك اليوم و مشيت طلعت برى و رحت للبيت … بيومها امي كلش انقهرت عليا و كالت حبيبي عادي و حلفتها متحجي كبال ابوية …
بس هيه حجت و ابوية ثاني يوم اجه للمدرسة معصب و تعارك وي الادارة و ابوية من النوع الكلش عصبي .. غلط عالمدير و خابرو الشرطة على ابوية .. و انحلت المشكلة بوكتها بس ابوية نقلني لمدرسة ثانية .. طبعا لأن المدرسة الي صار بيها الموقف بمنطقتنا .. طلعو عليا لقب الجهال و جانو دائما يضحكون عليا .. اني صار عندي عزلة بذاك الوكت .. كمت اخاف اطلع العب وي الجهال مثل قبل علمود لا يضحكون عليا لو يسمعوني حجي .. و امي جانت دائما تكلي اطلع روح العب اني ما اقبل اكلها العب بالبيت .. كل العابي صارت فردية .. حتى الدعابل ملعبت مثل الجهال جنت العب وي نفسي .. ارسم بالسطح  دائرة مال طنب و انصب الدعابل بالنص .. و اجر خط والعب مرتين و حتى احجي وي روحي .. اكول هسه دورك يله .. و من اضرب بالمرة الاولى و ما اطخ الدعابل اكول بصوت و اضحك ههههه انته متعرف تلعب .. واروح العب بالشخصية الثانية وهم احجي وي روحي …
لحد ما فد يوم سمعت احلى خبر بحياتي … ابوية قرر نتحول لان شغله تحول لمكان ثاني … جانت اسعد فرحة بحياتي حتى اخلص من المنطقة و من الناس البيها ومن جهالها الي بالطلعة و الطبة يسمعوني حجي .. و انتقلنا .. بيومها جنت اني اشيل الغراض وي العمال رغم جسمي صغير بس جنت اركض بنصهم واشيل وياهم هلكد ممكيف راح نرووووح منا واخلصصصصص …
وصدك والله تحولنا .. بالمنطقة الثانية العمال بعدهم دينزلون الغراض اني كبل شفت جهال يلعبون طوبة بيناتهم … رحت وكفت يمهم و سلمت عليهم و كلتلهم احنا هنا جدد .. صارو اصدقائي من اول ساعة والله … وبقيت العب لليل برى .. امي وابوية ملتهين بالغراض جوى واني برى العب .. مكيف كلش .. و بديت صفحة جديدة من حياتي و الموقف القديم انتهى … وصار مجرد ذكرى سخيفة بحياتي .. كمت ما اسمع القاب و كمت العب براحتي و اتعرف على جهال المنطقة واطلع واطب وياهم .. صار عندي علاقات حلوة و كمت ادرس وانجح … و دخلت متوسطة و اصدقائي كثرو و صارت عندي شخصية حلوة و قوية هم .. علاقات عندي صارت كومة … بكل شارع بالمنطقة الجديدة عندي صديق … و دخلت كلية و صارت احداث ٢٠٠٣ و توقفت عن الدراسة فترة و رجعت ورى مرجعت الامور … وبالاحداث مال الطائفية احنا منطقتنا للأسف انقسمت نصين … نص هيج ونص هيج …
ابوية بوقتها قرر نبيع البيت ونسافر لأن توقع وضع العراق مراح يستقر .. امي مجانت تقبل … ابوية جان كلش يخاف عليا لان اني الوحيد الهم … اني جنت ما اخاف ابد .. لان اني لا من هذول و لا من هذولاك بالدين و اصلا امي شكل و ابوية شكل .… بس اني مملتزم دينيا اصلا … و بصراحة اني كشخص احترم كل الاديان و كل الطوائف و رغم كل العلاقات الي عندي مجنت اعرف ديانة او طائفة اي واحد من اصدقائي .. بس من صارت الاوضاع طائفية كمت افتهم شنو ابوية و شنو امي و كمت اسأل هواي  عالطائفة .. بس هم مهتميت ..
ابوية ما عجبة الوضع بالبلد كلش .. و قرر ان نسافر فترة لحد متهدي الاوضاع ونرجع .. وفد يوم جنت طالع اني و صديق اليا …. رحنا بشغلة بسيارته و رجعنا .. بالرجعة كلتله ذبني يم السوك لان مخلص جكاير اخذ جكاير و على كيفي ارجع للبيت .. نزلت اشتريت جكاير و داتمشى ارجع للبيت طبكت سيارة بيها مسلحين كبل صعدوني .. عود ردت انهزم ملحكت انهزم اصلا … كبل جروني و كعدوني ليورة بنصهم .. واحد على يميني و الثاني على يساري .. و شدو عيوني وايدي … بس الغريب بالموضوع ما حجو وياي ولا حتى سألوني انت شنو طائفتك لو شنو اسمك لو شافو هويتي .. اني كمت احجي بالسيارة ضربوني على حلكي حسيت سنوني الاماميات واحد بيهم انكسر و كام يخر دم .. بحيث الدم الي دينزل من اللثة ماكدر امد ايدي اوكفة لان مربوطه ايدي ليورة .. بلساني تلمست المكان وخليت لساني عالمكان الي بي نزف و سديت حلكي .. بس ابجي جنت ..
لان عرفت راح اموت .. اخذوني بعيد و بعدين نزلوني بمنطقة و اني وي كل خطوة احس واحد راح يضربني طلقة و يخلص المشهد مال موتي … بس محد مضربني … و ودوني لبيت … بي غيري اربعة هم مخطوفين   …  بداخل هالبيت الشباب المخطوفين شبعانين ضرب بحيث اني الوحيد الي بس بحلكي مضروب لان محاولت انهزم بعد او اصيح .. الظاهر الاربعة الي يمي بالغرفة .. محاولين ينهزمون لومحاولين يصيحون لان مكسريهم خطية .. و هالحجي اني بس اسمع ونين .. اننننن انننن .. احجي محد ميجاوبني يمكن يخافون يجاوبوني …
المهم ..
ماكو بس صار الليل .. اخذوني اني والاربعة الي وياي بمكان و نزلونه … سطرونا واحد بصف الثاني … و يريدون يكملون علينا … اني بهل الثواني كل المواقف و كل حياتي و اهلي و ذكرياتي كلهاااا ما جتي براسي .. بس موقف واحد اجى براسي .. بالضبط .. موقف الابتدائية … طبعا هالحجي اني عيوني غركانه مي بالدمع … لان صعبة اني لا مسوي شي ولا يم احد و يجون هيج ينهون روح واحد لا من ذول و لا من ذولاك .. حتى سياسة مااتذكر حجيت بيوم … ولا الي شغلة لا بحزب ولا بدولة .. هاي طالب اروح بدربي وارجع بدربي و هاي عندي اصدقاء على كد باب الشرجي لو كرادة لو منصور و هاي هيه …
المهم  ساعة الموت تختلف عن كل الساعات .. مثل مكلت اجى براسي موقف الابتدائية .. كلت هسه اذا يصير وياي نفس الصار قبل يعوفوني .. و هالحجي كله بأجزاء من الثانية .. بعدني اني و دافكر بالموضوع سمعت طلقة اني عبالي براسي جتي نزلت راسي .. طلقة ثانية انضربت هم نزلت راسي وبالطلقتين عبالي اني براسي الطلق .. و جان يصير صوت بس صوت مرعب صوت رش مال طلق .. رش رش .. هذولة الي ورايا يضربون واكو رش عليهم مال طلق .. اني كبل نمت بالكاع لان سمعت صوت غريب و عرفت هاي مواجهات … ررش رشش مال طلق من كل مكان … اني مربطه ايدي و على بطني نايم بس خايف على اي لحظة اموت … و الصوت صار شوي اهدأ .. جان يجون دورية مشتركة امريكان و عراقيين فكونا .. اني بهل الحجي ماعرف اني ميت لو عايش لان خوف خوف … و رجعت لأهلي بس رجعت واحد شبه ميت عقليا بس جسديا عايش و ما بيا شي … شافوني اهلي ما احجي حالهم شصار بي .... بقيت بالبيت … ما اقبل اطلع منا لهنا … الموقف الي صار وياي اكبر من موقف الابتدائية … موقف موت و دم و قتل … حسيت اني شوية عقلي مو تمام صار بوقتها …
و مشت ايام و راحت ايام واني خوفه بيا كلش جبيرة .. اصدقائي يجوني للبيت بس اني ما اطلع … و بصراحة كمت ما انام الليل و اسمع صوت الطلق و كل شوية افز اخلي ايدي على سنوني و اتذكر طعم الدم الي شربته بسبب ضربتهم الي بحلكي … و اهلي كامو يراجعون بيا دكاترة نفسيين و كمت اتعاطى حبوب سركويل ابو ٣٠٠ و جان ميفيد وياي و وصلت ٩٠٠ .. بالتسعمية شوية ارتاحيت و كمت انسى .. و مرت سنة ورى سنة و خلصت هالامور كلها بس اني بقيت خايف .. الى ان شوية شوية تعافيت من الموضوع … و هسه من اتذكر الي صار اختنك شوية .. و اكول بيني و بين نفسي الحمدلله .. هسه عندي عائلتي و متزوج و شغل عندي و والدتي يمي فوك راسي الحمدلله .. بس ابوية توفى الله يرحمه .. والحمدلله عايشين مرتاحين … بس ليش … ليش صار بيا الي صار .. بالطفولة عشت خايف فترة من حجي الجهال و من ضحكهم عليا .. و خايف من اللقب الي طلعو عليا وجنت اختل بالبيت حتى بس محد يضحك عليا .. و ليش من خلصت سالفة اللقب و تحولنا لمنطقة ثانية و كبرت و تنفست حلو و صار عندي علاقات حلوة اجاني الموت يركض بدون سبب .. و انوب الخوفه الصغيره مال الجاهل صارت لرجال .. و صعبة من الرجال يخاف .. بله ليش .. وشمسوي اصلا اني .. ليش عشت كم سنة خايف و ابلع حبوب .. ليش ؟؟؟
عالعموم اني اعرف كومة اكو ناس راحو بلاش .. لا بيها ولا عليها … لان اني ابسط مثال لنفسي .. عالعموم الحمدلله على كل حال .. و الله يحفظ الجميع .. بس هاي حالي .. بطفولتي خايف و من كبرت هم خفت .. بس تخلص و تهون على كولة امي .. و هانت ..الله يكملي الكم سنة الباقية بعمري بدون خوفة جديدة لأن ما بيا حيل والله …
(مابيا حيل)
انتهى
اخوكم ابو بغداد سايق التكسي
#ابوـبغداد