خطبتها و خلصت معاناة حب ٤ سنوات ... هيه وياي جانت بنفس الكلية و تخرجنا سوى و توظفنا بذاك الوكت هم سوى .... بس هيه بمكان واني بمكان ثاني بس ثنينا ببغداد ... قررنا منتزوج اذا منشتري قطعة كاع ... ومن راتبي على راتبها حاولنا نجمع بس مرهمت السالفة لان عدنا جانت مصاريف نقل و ملابس ... قررت اشتغل شغلة ثانية ورى دوامي بالوظيفة ... وعن طريق المعارف الي وياي بالدائرة كدرت اشتغل سكرتير يم دكتور يفتح ورى تلاثة الظهر بمجمع طبي ... والوقت جان كلش مناسب اليا علمود دوامي الصبح بالدائرة ... بس بصراحة جنت ارجع هلكان من الشغل و بالكوى اسبح واذب نفسي عالفراش و انام ... و هيه هم حاولت تدبر فلوس و دخلت بسلفة وي بنية جوارينهم .... و اخذت السلفة و خليناها عالفلوس الي مجمعيها و كدرنا ناخذ قطعة كاع ... هالحجي طول سنتين ونص تقريبا ... و كعدنا اني وياها و اتفقنا نتزوج و نكعد ببيت اهلي كبداية لحد ما نبني البيت عالكاع الي اخذناها ونتحول ... و تزوجنا و كعدنا ببيت اهلي فوك ... و بدينا كل فترة نسوي شغلة بالكاع و حتى اكو امور بالدين سويناها ... جنت فرحان بالبيت الى درجة عندي صديقي مصور اجيبه هو والكامرة ياخذ صور للكاع و مراحل البناء مالته ... مو بيت جنت احسه قصر ... والله العظيم اتذكر اول دبل طابوك ذبيناه بالكاع جانت فرحتي مو طبيعية الى درجة شلت كم طابوكه بوستها ... بذاك الوكت جان (البيت الملك) صعب و فلوسه كلش هواي ومو كل واحد يدبرها ... جنت احس روحي داخل حرب وي الدنيا و اتعارك وياها معارك في سبيل اوصل للي اريدة .... وطبعا هالاحساس مو بس وحدي احسه اني و زوجتي نحس بهل الشي .. حتى هيه جانت تحاول بشتى الطرق متشتري هدوم حتى تجمع فلوس و نكمل شغلة بالكاع و بالهيكل ... اتفقنا منسوي جاهل لحد مننتقل للبيت حتى الطفل يجي لبيته ... و صدك والله كمل الهيكل و صار بيت .... تحولنا بي و البيت تقريبا شبه فارغ و بي بس غرفة نوم و مطبخ على كد الحال و الصالة جان التخم بيها هههههه تلث الوان ... من كل قطر اغنية ... يعني حتى الكراسي ميتشابهون .... بس عادي ...
و جان عندي قصر مثل مكلت ... وصار عندي بذاك الوكت مثل الهوس بالنزول للاورزدي حتى اخذ تخم مواعين لو ساعة جدارية لو قواري كزاز لو خاوليات لو اي شي بس المهم اعبي البيت و اترسة غراض .... و زوجتي نفس الحالة ... لحد هسه اتذكر يوم الي رحنا اني وياها جبنا ساعة جدارية نخليها بالصالة .... الطريق كله بالرجعة افكر بالبسمار و ماريده ياذي الحايط لو ادكه بالغلط و يوكع جص ... (( بيتي جنت احسه روح ... روح مو بيت طابوك و شوية سمنت .... مو كاع و عليها بناء ..... روح جان روح .. و احبه لدرجة جنت احس بي عايش هو بيا .. مو اني عايش بي ))... كمل البيت و كملت وياه ذكرياتي .... كل قطعة و كل طابوكة بهل البيت الي مسدودة بوابه عليا و على زوجتي الي بيها ذكرى ... كل قطعة اثاث الى بيها قصة .... كلشي ببيتي اكدر هسه احجي عليه و اسولف عنه ايام ...
كمل البيت و طبعا بنتي استقبلتها الدنيا بهل البيت و جانت الجبيرة هيه ..... اجتى لملكها حبيبتي وجانت اسعد لحظات حياتنه اني و زوجتي من نكعد بالبيت بدون منفكر لا بأيجار و لا اجاك راس الشهر و اجاك ابو الملك ...
و ورى مخلص البيت و اثثناه اثاث كامل شوية ارتاحينا بالمصرف لان جنا كلش مقصرين على نفسنا في سبيل البيت .... و اجه ورى البنية ولد و ورى الولد بنية ... صار عندي تلث اطفال و عايشين عيشة حلوة و مناقصنا شي .... جنا من نروح خطار اني و زوجتي والجهال يم ناس معارف و هناك نلتقي بناس مانعرفهم و نتعرف عليهم و يصير حجي عالبيوت و ننسأل بيتكم ملك لو أيجار جنا نبتسم ابتسامة كلش جبيرة و نكول الحمدلله ملك ......
و مشت السنين و حبيبي بيتي كبر ويانه و صارت بي شوية امراض و تعبته بسبب الجو و المطر بس جنت طول عمري ايدي بي ... يعني اذا السياج شوية وكع النثر مالته بسبب المطر والجو كبل اسويلة نثر جديد ... اذا كاشي المطبخ لو الحمام وكعت كاشية من عنده هم مباشرة اسوي .... حتى باب البرى جنت كل سنتين اغير صبغها لان الباب هيه واجهة البيت ... و اكيد الابواب الداخليه لان خشب شوية اليده تنكسر لو شوية تنشخط هم كبل اعالج الموقف .... مو يكولون البيت مملكة المراءة ؟؟؟
بس اني هالبيت جان مملكتي اني هم ....
و مشت السنين و الايام .... الحروب كلها اني باقي بالبيت و منقبل نطلع محافظات اني و زوجتي ... حتى جهالنا من بدو يكبرون انزرع بيهم حب البيت مثلنا .... جنا نكول عادي اذا ساعتنا جتي هنا راح تجي لو احنا بالخارج .... وهو القدر واحد واحد ميتغير لو هسه مو حرب لو كوارث كونية ميتغير ...
و صارت الحرب الاخيرة ٢٠٠٣ و هم بقينا بالبيت و خلصت الحرب و احنا بالبيت ..... و راحت ايام و جتى ايام و فد يوم كاعدين اني و زوجتي طبعا بالمناسبة طلعنا تقاعد ثنينا و جانت كل كعداتنا بالحديقة و على طاري الحديقة ... نسيت اكول الحديقة جانت مو اختصاصي ... جانت اختصاص زوجتي و كل شجرة بهل الحديقة جان الها اسم ...
مثل النارنجة جانت مسميتها زكية ... و الزيتونة جانت مسميتها بلقيس .... و جان عدنا مشمشة الله شكد طيب مشمشمها جانت مسميتها نورية لان من تحمل المشمش تنور مثل الشمس ... هيه خضره و بيها مشمش برتقالي صدقة للخالق شكد حلوة جانت نوريه عبالك اشجار الميلاد من يخلون بيها زينة .... و اكيد جان اكو ياس ريحته لحد هسه بخشمي .... الورد جان بكل مكان ...
المهم و الحاصل ...
ابني جان يداوم موظف بس بصراحة بسبب شهادته و دراسته جان موظف جبير يعني عنده منصب حلو ... فد يوم اجه من الدوام واني و امه جنا كاعدين كالعادة بالحديقة دنسولف و نتذكر ايام كبل و هو من فتح باب البيت و رجع ديصعد سيارته حتى يفوتها للكراج سمعنا صوته كام يصيح بس مفتهمنا شيكول... كمنا اني و امه علكيفنا لان ما بينا حيل مثل كبل نكوم بسرعة ... كمنا نريد نشوف شكو جان نسمع صوت طلقات (عيارات نارية) و صوت سيارة غير سيارة ابني داست بانزين قوي و راحت ... من وصلنا للباب لكينا ابنا بالكاع و الدم بكل مكان .... امه راحت حضنته و نامت فوكاها اني وصلتله و جمدت عليه بس خلص جانت انفاسه خلصانه و امه تصيح خابر الاسعاف ... الناس جوارينه طلعو على صوت الطلقات و شافو المنظر و التمو بس اني حاضنه وابجي و ماعندي عقل احجي ولا اسولف ...
اجوي الشرطة و الاسعاف واني ممفتهم الحالة و ممتخيل ابني صدك راح ...
راح ابني .. راح وليدي ..
و راح كلشي حلو وياه ... راح الي جانت امنيته ياخذ بيت قريب من عدنا و يتزوج بي ...
راح الي مشى خطواته الاولى واني وامه نشيلة من يتعثر ..
راح الي جان يسهر الليل كله حتى يطلع معدل قوي و ينجح و يخليني افتخر بي ..
راح ابني ..
من ذيج اللحظة اي طعم ما بقى بحياتنا و انكلبت حياتي اني وامه و خواته سوده ...
كلشي مكمنا نحس بهل الدنيا غير بس ننتظر يومنا و نلحكه فوك ...
لان اكيد هسه هو ينتظرنا بلهفة فوك ...
اني توقعت الشغلة طائفية بصراحة .. و كل تفكيري انو الشغلة دينية لان بذيج الفترة جانت الطائفية موجودة ... كلت خلي اسافر و اخذ بناتي و مرتي لا يصير بيهم شي ... و عرضت البيت للبيع وعيني تبجي بس شسوي يعني ..
و بعت البيت وطلعنا اني و زوجتي و البنات لتركيا و بقيت بتركيا سنة و ثمن بمحافظة (اسكي شهير) و طلع قبولنا وراها لامريكا و سافرنا ...
جنت اشوف العراقيين هناك من يطلع قبولهم لو من يجيهم موعد يكيفون .. بس اني و مرتي مجانت اكو سعادة بعيونا ..
خسرنا دنيتنا كلها بخسارة ابننا و البيت ..
خسرنا ذكرياتنا الحلوة و خسرنا وطن ..
خسرنا ابن ميعوضه مال الكون ولا حتى الكون كله ..
و سافرنا ..
من جانو يحطونا بشقة و يحجولنا عالتفاصيل و عالاثاث جنت اكول نعم و شكرا و اعتبره شي زين كبالهم (بس) من اصير وحدي و مو كبال زوجتي ابجي ..
ابجي لان كل هالاشياء و هالامور صارت مو مهمة بعيني ..
و راحت سنة و سنتين و اكثر و احنا صح عايشين و كاعدين و مرات نضحك بس كلشي جان جامد ...
و بيوم من الايام طلع برنامج يطلعون بي المجرمين و الارهابين و بنتي صاحتني و تبجي ..
طلع صحفي و شرطة لازمين عصابة و ديشرحون شلون كتلو ابني (كشف دلاله) يعني ...
طلعت السالفة مو طائفية من خلال الاعترافات بينت السالفة .. طلع ابني رافض شغلة عقود ميوقعها و دافعين فلوس لعصابة حتى يقتلوه للمسكين ...
و اخذو جزائهم ..
واني هم اخذت نصيبي من هالدنيا و حاليا اني بولاية مشيغن كاعد كبال البيت على مسطبة خشب و عالمسطبه اكو كوب جاي جبير و باكيت جكايري و داشوف جهال يلعبون طوبة و سيارة تنزل اثاث للبيت العبور الشارع و طبعا نظري مو قوي بس هذا الي داشوفة و زوجتي نايمة حبيبتي جوى والبنات وحدة تزوجت و الثانية مخطوبة و ثنينهم مو بالبيت حاليا المخطوبة بالدوام و المتزوجة بيت رجلها قريب منا ...
واني ..
دوامة ذكرياتي مشتغلة من الصبح لليل و الي ينشطها كل عراقي هنا التقي بي اكعد احجيله على حياتي بالعراق و على بيتنا و على ابني ..
و اعتقد اكو شباب يضوجون مني و يعتبروني احجي هواي و يكولون عليا بالانكليزي (هذا ابو الاب لاب لاب) بس
شسوي ماعندي منفذ ... و الي يهون عليا الغربة بس الحجي ...
انتهى
(بيتي و ابني)
اخوكم ابو بغداد سايق التكسي
#ابوـبغداد
أنت تقرأ
قصص عراقية حقيقية بقلم ابو بغداد سائق التكسي
Short Storyننشر لكم مجموعة من القصص العراقية الحقيقية والواقعية بقلم الكاتب المبدع ابو بغداد سائق التكسي وهي قصص قصيرة ولكن بها معاني اخلاقية وتربوية كبيرة ومؤثرة اقرأوها فعلا تستحق القراءة