❣part 16❣
-------- في الطائرة ----------
صعد كل من ياغيز وهازان للطائرة حيث كان مقعديهما بجانب بعضهما.
ياغيز : أنا مجبر على الجلوس بجانبك لذا لي رجاء واحد منك.
هازان تعيد كلامه بسخرية : لي رجاء واحد منك.
ياغيز : الله الله ها قد بدأنا.
هازان بجدية : ماهو طلبك سيد ياغيز أخبرني لأنفذه لك كي أسلم من لسانك السليط.
ياغيز : هذا هو بالظبط.. طلبي هو أن أسلم أنا من طول لسانك فإن وهبتني الهدوء دعوت الله أن يهبك الدنيا.
هازان باستهزاء : وكأن دعواتك مجابة لأنتظر دعوة منك..إييه لا تخف لن أتلفظ بحرف واحد.
ياغيز : أشكرك كثيرا يا آنسة .أتمنى لك رحلة
سعيدة.
هازان بابتسامة ساخرة : أوهوه لا أعلم من أين ستطل السعادة فمن جهة أنت و من جهة إقلاع الطائرة..
..يضع ياغيز السماعات في أذنه و يشغل موسيقى هادئة ترتاح لها الأعصاب...بقيت هازان تنظر للأطراف منتظرة إنطلاق الطائرة..داعية الله أن لا يصيبها الهلع لأن لديها فوبيا من انطلاق الطائرة.....أبلغت المضيفة أن الطائرة على وشك الإنطلاق فبدأ اللون الأصفر يتسلل لوجه هازان و بدأت يديها تتجمدان من شدة الخوف..وما إن بدأت الطائرة بالإنطلاق حتى شبثت هازات أظافرها على يدي ياغيز مما جعله يحس بألم طفيف..نزع سماعات الأذن و قال زاجرا.
ياغيز : ألا يمكنني الحصول على بعض السلام و أنا بجانبك؟لما سلمت من لسانك أسندت الدور ليديك؟ لكن سرعان ما حبس الكلمات في داخله بعد رؤيته لحالة هازان...فهي شديدة الإصفرار و كأن الدم هجر وجنتيها ..مغمضة العينين كأنها تتعصر ألما ..تتنفس بصعوبة بالغة..ولا تستطيع الحراك.انصدم ياغيز لحالتها تلك .فيا ترى مالذي يصيب الفتاة؟
قال لها ياغيز بلطف.
ياغيز : هازان أأنت بخير؟ماذا يحصل لك؟
لكن هازان لم ترد عليه بحرف واحد ....كانت كالحية الميتة لا تعي ما يحصل حولها....حاول ياغيز تهدأتها بقوله ..هازان لا تخافي فأنا بجانبك...سنتخلص من هذا عن قريب..هازان استمعي إلي هيا حاولي التنفس ببطأ ..كان يقول لها هذا إلا أنها لم تكن مركزة معه فالهلع سيطر على كل مشاعرها و كيانها....بدأ الخوف يتسلل لقلبه فهو لأول مرة يحصل معه مثل هذا الأمر....لم يعي ما يفعل أصبح مشتت الذهن مخافة أن يحصل لها شيئا ما و في الأخير ضمها لصدره وهو يمسح على شعرها...حينها أحست بالأمان ليرجع اللون الوردي لوجهها تدريجيا...وما إن استطاعت التلفظ بحرف أشارت لحقيبة يدها مرددة الد و اأء هناك..بالرغم من أن صوتها كان منقطعا إلا أنه فهم معناه..فتح الحقيبة و سلمها الدواء .وما إن استقرت الطائرة في الهواء ..بدأت الحياة تدب فيها من جديد..حينها أدركت أن أصابيعها منقضة على يده كالصقر لما ينقض على فريسته..سحبت يديها بسرعة قائلة له : أنا آسفة حقا أعتذر
أجابها و هو رافع صوته : ألا يخبر المرء مرافقه أنه مريض؟من أين كان لي أن أعلم أنك تصابين بنوبات؟ ماذا إن حل بك مكروه؟ما كان عساي أن أفعل..كنت أعلم أنك غبية ولكن لم أكن أتوقع أن غباءك فاق الحدود.
كان ياغيز ينتظر ردا شرسا منها كما تعود عليها إلا أنها فاجأته بقول : هازان: أنا حقا آسفة على الهلع الذي تسببت به و أتشكرك على كل شيئ...كانت تتكلم و هي مطأطأة الرأس وما ان حملت رأسها للأعلى لمحت يده تنزف من شدة قبضة أظافرها.
هازات : ياغيز يدك تنزف..ماذا سنفعل الآن؟...
.نزعت شريطتها الوردية التي كانت تلف بها رقبتها حينها ..وأعطته إياها للف جرحه.توجه كل من باريش و ألتشين لخارج المطار بعد إقلاع الطائرة.
باريش : هل لي أن أصطحبك معي إن لم يكن لديك مانع؟ يعني للتناقش في بعض الأمور لا غير.
تطفح ابتسامة صغيرة على وجنتي ألتشين قائلة : حتى ولو لم يكن الأمر متعلقا بالعمل لسررت بمرافقتك لي.
باريش : إنه لشيئ يفرح القلب.
في هذه الأثناء يرن هاتف ألتشين.
ألتشين : ألو.
يافوز : ألو كيف حالك يا جزرة؟
ألتشين : أووف يافوز ألا تتوقف عن نعتي بالجزرة؟ياغيز واحد يكفيني لا أريد نسخة ثانية والله.
يافوز يضحك.: أين هو غريمنا الآن؟
ألتشين : ياغيز؟ إنه يحلق في السماء العالية بين الغيوم.
يافوز : ماذا مالذي حل به؟ءم أن العشق طرق بابه.
انفجرت ألتشين ضاحكة : العشق و ياغيز!!!! ماذا تقول يا ابني إنهما مصطلحان لا يلتقيان.إييه هل من جديد حول العارضة فالوقت يداهمنا يا يافوز.
يافوز : لقد اتصلت بك بخصوص هذا الموضوع سنعمل جلسة تصويرية مع ثلاث فتيات.وفكرت فيك لأخذ رأيك بعين الإعتبار.
ألتشين : أنتم في الأستوديو؟
يافوز : أجل .سنبدأ الجلسة بعد حوالي نصف ساعة ..يعني لحين وصول هازال فهي التي ستختار الملابس.
ألتشين : نحن في طريقنا إلى هناك.
تغلق الهاتف وتقول لباريش بغاية الأدب: هل تستطيع إيصالي لاستوديو يافوز؟ومنه تلقي نظرة على العارضة ..وتكمل كلامها بهمس بالرغم من أنني لا أتحمل وطأ عيونك على فتاة أخرى.
باريش : بكل سرور سأوصلك ألى حيث تريدين.
ألتشين : أتظن أن العارضة ستكون جميلة؟وتكمل ضاحكة بالرغم من أننا نحن الفتيات لا نحب من هن أجمل منا الا أننا نسعى الآن للحصول على الأجمل من أجل المشروع.
باريش: لا سبب يدعو لغيرتك آنسة ألتشين فلا توجد من تضاهيك لا في الجمال ولا في الصفات.
كانت هذه الكلمات وقعا جميلا على مسامع ألتشين حيث حملت في طياتها .الأمل ..الحب ...والحنان.
