❣part 62❣
ياغيز : أكملي كلامك يا مجنونة...أين رأيت تلك الفتاة؟
هازان : تلك الفتاة؟ أأنت واثق أنك تتحدث عن نفس الفتاة يا هذا...منه تصفها بأرقى العبارات حتى حسبتها ملاك..ومنها تدعيها بتلك الفتاة..حدد موقفك يا هذا.
ياغيز : أحدد موقفي!!كيف لي أن أفعل ذلك...هل تعلمين أن ذهني مشوش كثيرا.. لا أعلم ما عساي أفعل..
هازان: ما سبب هذا ...أنت غريب الأطوار حقا..ما الشيئ الذي شوش لك عقلك؟
ياغيز : مشوش من مسألة لم أجد لها الحل...
هازان: ما هي المسألة؟علني أساعدك في إيجاد الحل...لقد ساعدتني كثيرا علي فعل ولو الشيئ البسيط من أجلك.
ياغيز : لنفترض أنك أغرمت بشخص ما..بعدها تخيرين بخيارين....الأول : أن تعلني حبك لذلك الشخص..لكن سيلحقه الأذى من تصرفك ذاك....والثاني: أن تقبلي بشخص آخر ويبقى من تحبينه يعيش حياته بسلام...ماالحل الذي ستختارينه؟
هازان: هل الشخص الذي تحبه يبادلك نفس الشعور؟
هازان: وما دخل هذا في سؤالي الذي طرحته؟
هازان: لأن الإجابة على سؤالك ستتغير بتغير الإجابة على هذا السؤال.
ياغيز: وكيف ذلك؟
هازان: لو كان الشخص الذي تحبه لا يبادلك نفس الشعور..حينها عليك اختيار الخيار الثاني ..لأن اعترافك لا يغير شيئا إلا أنك ستلحق الأذى بحبيبك.....أما إذا كان يبادرك نفس الشعور فعليك المجازفة بكل شيئ والإعتراف له بحبك.
ياغيز: أهذا هو رأيك؟
هازان : أجل....فتركك لمن يحبك بالرغم من حبك له هذا سيجعله يعيش حياته في جحيم...فالحياة بجانب الحبيب جنة..حتى وإن كانت مليئة بالمصاعب..هل تمر بهذا الوضع يا ياغيز؟
ياغيز : أجل..وهذا هو سبب التشويش في عقلي...قلبي يدعوني لفعل شيئ..وعقلي يرفضه.
هازان: ومن أجبرك على الاختيار؟
ياغيز : العجوز.....سأفقد عقلي يا هازان..حقا سأفقده...أنا عاجز تماما سأفقده..أريد الاعتراف بمشاعري...أريد الارتياح...أريد أن أزيح هذه الكتلة عن كاهلي...أتعبني هذا كثيرا...فبالقدر الذي أنا قريب منها..أنا بعيد عنها..
هازان: لتفعل ذلك إذن لا تأبه لأي شيئ..ارح نفسك..افعل هذا.اعترف لها اذن.
ياغيز: وماذا لو نفذ جدي ما قاله؟ماذا لو لم تبادرني بنفس الشعور؟
هازان: إن عرفتك فأكيد أنها أحبتك...وإن كانت بقربك فحتما ستنسى كل الآلام.
ياغيز: وماذا لو لم تفعل؟
هازان: أتحبها حقا يا ياغيز؟
ياغيز: بل وأعشقها..
هازان : هل تريدني التحدث معها؟لا أتحمل عذابك...إن أردت أفعل هذا لأجلك...أعرف منها إن كانت تحبك من عدمه..بعدها لنقرر مالذي ستفعله..سأساعدك لن أسمح أن تضل مقهور..صدقني عذابك يؤلمني..
قالت كلماتها هاته وقلبها منقبض فكيف لها بجمع قلب من تحب بأخرى وضياعه من بين يديها إلا أن سعادته كانت أولى من سعادتها في قاموس حياتها..
ياغيز: أحقا ستحدثينها من أجلي؟
هازان بغصة: أجل أفعل...
ياغيز: فلتحدثي نفسك إذن....
هازان :ماذا !!!!!أحدث نفسي؟
ياغيز: أجل حدثي نفسك ماذا تقول لك ياترى؟
هازان : لم أفهم مالذي تقصده بقولك هذا..
ياغيز: ماذا لو كنت أنت تلك الفتاة؟مالذي سيحدث حينها؟
هازان: رجاءا لتوقف كلامك..أصلا قاربنا على الوصول للمنزل....
ياغيز : ما سبب كل هذا الارتباك؟
هازان : لا أريد أن أتأمل شيئا بأبعاد المستحيل..لا أريد أن أفعل هذا لنفسي....
ياغيز: ماذا أفهم من هذا الكلام؟أكنت تكملين معي الطريق لو كنت أنت؟
هازان: أجل كنت لأكمل...وكنت لأكمل وأنا مغمضة العينين أيضا..
هنا غير ياغيز اتجاه السيارة..
هازان: مالذي تفعله إلى أين تأخذني؟
ياغيز: لا أريد رؤية أحد اليوم سواك...لنذهب لبيتنا الجبلي...لنتحجج بالعمل رجاءا لا ترفضي طلبي هذا..
هازان: ياغيز أهذا أنت حقا!!! أحقا أنا من سلمتها قلبك؟
ياغيز: وهل توجد غيرك يا هاته؟ لم أقضي الوقت إلا مع فتاة واحدة ألا وهي أنتي...بالرغم من مقتي الكبير للفتيات إلا أنني لم أستطع الانحراف عن مدارك..جاذبيتك لم تسنح لي بالمغادرة....قضيت علي يا فتاة...أولم تفهمي هذا قبلا؟
هازان: أنت أحمق غبي ...أحببتني وتركتني أتعذب كالمجنونة من بعدك علي؟
ياغيز: وما عساي أفعل..هل كنت أعلم بحقيقة شعورك اتجاهي..آه أوظننتني أبوح لك كالأبله بعدها تصديني؟لا والله لم تحزري أبدا يا جميلة...
هازان: و متى أحببتني؟
ياغيز: ومن قال لك أنني أحببتك يا هاته؟
هازان: هل تسخر مني الآن؟؟أنت قبل قليل اعترفت بهذا..
ياغيز: أنا لا أحبك..
هازان: تستهزء بي؟هل المشاعر لعبة يا هذا؟أنت حقا بغيض.
ياغيز:: أموت في تغيير حالاتك هاته...أنا لا أحبك يا فتاة وإنما أعشقك أنا ذبت في هواك منذ رؤياك..
هازان مصدومة: أأنا في حلم يا ترى؟ أم أنني مت ....مالذي يحصل هنا...هل قاربت الدنيا على الفناء؟
ياغيز لا يا ملاك فأنت حية ترزقين وأنت بعلم لا بحلم...وأنا لا أهذي إنما أفصح عن مشاعري لا غير..
هازان: لن أفعل شيئ لأنك تقود السيارة...لكن عندما نصل لوجهتنا سأقطعك بأسناني هاته..على عذابي الذي عايشته بسببك..
ياغيز:و أنا راضخ لأمرك يا جميلتي...افعلي بي ما تشائين المهم هو بقاؤك قربي.