❣part 102❣
في صباح اليوم التالي استيقظ مكسور العظام..من نومته تلك..
بهار: آسفة .أنت لم تكن مرتاحا في نومتك هذه بسببي أنا حقا آسفة
يافوز: لا يا ابنتي لقد كانت أريح نومة لي..أنام على الجمر وأكون مرتاحا بجانبك يا هاته..
بهار: يا يافوز أنت تخجلني....
يافوز: هازان وياغيز لم يظهرا..ألا يزالان نائمان يا ترى؟
بهار: أووهوه هازان كسولة للغاية..لكن هذا ليس من عادات ياغيز..لنتفقدهما هيا......آه أنظر لبراءة نومهما..
يافوز: أجل نومتهما بريئة للغاية..انظري لنومة ياغيز كالصبي في حضن أمه....لنتركهم هيا ولنستكشف القرية..وربما تحضرين لي شيئ يؤكل فأنا أتضور جوعا..
بهار: ألا تزال وادا استكشاف موهبتي في الأكل؟ألم تكفيك ديناصوراتي..
يافوز: لا يهم يا ابنتي..هذه المرة أود أكل التماسيح هل لك بمعرفة سر وصفتهم؟
بهار: أنت تسخر مني رسميا الآن..ها قد أخذت على خاطري..فلتبحث عن فتاة مجيدة لأمور الطبخ إذن ولتعقد قرانك عليها..
يافوز: أمزح أمزح..لا أفرط في غضبك..أنا آكل السم من بين يديك يا فتاة..
بهار: عدلت النتيجة في آخر لحظة..ها قد زال غضبي...لنذهب عند الجدة لنفطر فأنا أتضور جوعا والله..
استيقظت من نومي العميق ذاك..لم أنم يوما بهذا القدر ..لقد خدرت تماما برائحة عطرها الشذي ..كانت أحلى ليلة قضيتها بجانبها..بالرغم من براءة نومنا معا إلا أنها كانت ليلة مميزة بالنسبة لي..بقيت متكآ ممررا نظري على كامل تفاصيل وجهها التي أغرمت بها...ابتسمت ابتسامة طفيفة متذكرا أيامي السابقة حين كنت أقول أنني لن أغرم يوما..أني لن أهب نفسي لأي فتاة كانت..وها أنا على استعداد أن أهب روحي بأكملها فداءها...بقيت بتلك الإبتسامة إلى أن فتحت عيناها الغزالتين ببراءة ملاك ورقة طفلة قائلة بنعومة تامة : صباح الخير يا أغلى الناس...بقيت محدقا فيها كالطفل الصغير الذي فوجئ بشيئ ما حتى صفعتني بكفها الحنون ذاك..قائلة : ما بك يا هذا؟..استفقت من شرودي قائلا: صباحك ورد وفل يا مدللة..لقد فتنت بك يا هاته..من أين لك كل هذه الرقة.لم تتركي فيا عقل يا هاته..نهضت قائلة : أخذتها من أمي التي لم أحظى برؤيتها هيا لنفطر فعصافير بطني تزقزق...خرجنا من ذالك الكوخ كان الهواء عليل ..كان المكان يشع بالهدوء.يبعث الراحة في كل كيان الانسان....قلت لهازان: أين يافوز بهار يا ترى؟
هازان: غالبا هم عند الجدة..لنذهب لهناك علنا نجدهما..
وما إن وصلنا حتى استغربت فيما يفعله يافوز..
ياغيز: أووهااا..لا يعقل..
ليكمل ضاحكا: ماذا تفعل يا بني!! حقا لا يعقل..
يافوز: ماذا أفعل يا ياغيز..هذه هي قاعدة القرية..عليك بالعمل للحصول على لقمتك..هيا شمر على ساعديك وساعدني.
ياغيز: أنا أفعل هذا!!! الظاهر أنه لا خيار لدي...تمام لأتبعك إذن..
يافوز: وأنت هازات ساعدي بهار على إشعال الموقد لنشوي الأسماك إن استطعنا صيد واحدة فالصيد بدون صنارة صعب للغاية..
ياغيز: لا..إياك والاقتراب من الموقد..لأفعل أنا هذه المرة..
هازان: ما سبب رعبك هذا؟المرة السابقة كان هنالك تسرب غاز..ولذا نشب الحريق..أما الآن فنحن في الهواء العليل..لن يصيبنا شيئ.
ياغيز: حتى وإن كان...يافوز أبئمكانك مساعدة بهار؟أنا سأحل أمر الأسماك..
يافوز: والله هذا الأمر يسعدني كثيرا سيد ياغيز على الأقل أبقى بجانب حبيبتي...
هازان: إيه وما عساني أفعل أنا؟
ياغيز: تساعديني في اصطياد الأسماك يا جميلة..هيا أسرعي تعالي...
هازان: تمام أنا آتية.....
وما إن دخلت للبحيرة حتى زلت قدمها فسقطت داخل المياه العذبة....انفجر عليها ياغيز ضحكا....
ياغيز: والله عيب يا ابنتي..حتى أنك لا تستطيعين الحفاظ على توازنك في الماء..ماذا أفعل بخرقاء مثلك يا ترى؟
هازات بجدية تامة: تمام بما أننا في أول الطريق فلنفترق ولينظر كل واحد منا لطريقه...علني أجد شريكا...وقبل إكمال هازان لكلامها وضع ياغيز يده على شفتيها قائلا: لا تكملي كلامك هذا...لا أتحمل حتى ذكرك كونك تكونين لشخص آخر غيري...وليكن في علمك أن طرقنا لن تتفرق حتى يفرقها الموت..فلتضعي هذا الكلام حلقا في أذنيك..
هازان احمرت وجنتيها...تزايدت ضربات قلبها...ومن ثم قطعت توترها بقولها: علينا باصطياد السمك.يافوز وبهار بانتظارنا أليس كذلك؟
ياغيز: تمام لنعود لعملنا.إذن أنت اصطادي في هاته الجهة وأنا هناك..
رأت هازان الانزعاج على وجه ياغيز فلم ترضى تركه منزعجا وإذا بها ترميه بقطرات من الماء ..في الأول لم يعرها اهتمام ظنا منه أنها قامت بذلك من دون قصد..إلا أنها أعادت الكرة مرارا وتكرارا..فاعتلت الابتسامة وجهه ولف برأسه لجهتها قائلا: حقا لازلت أطفالا يا هاته..وبدأ يبادرها في رمي الماء عليها..إلى أن قاطع اندماجهما هذا صوت بهار.
بهار: عملا موفقا يا شباب...نحن هنالك مجهدون بتحضير الافطار وأنتم هنا تتبادلون المرح..حينها قام يافوز بسحبها من يديها قائلا: لنفعل مثلهما إذن يا فتاة...
بهار: والفطور!!!!
يافوز: لن يطير الإفطار يا هاته..وإنما لن نستطيع الإستمتاع هكذا بعد مغادرتنا للقرية....
بهار: تمام لنفعل يا ذا العينين الزرقاوين...