❣part 101❣
أسرعنا راكضين لمعرفة سبب الصراخ..
يافوز: بهار مالذي حصل؟
بهار: إنه...إنه....إنه صرصور....توجد صراصير هنا..لن أبقى دقيقة أخرى داخل هذا الكوخ لن أبقى..
يافوز: أصرخت تلك الصرخة التي وصلت مسامعها لأهلي في اسطنبول من أجل صرصور؟
بهار: أجل أوتراه شيئا هينا؟
يافوز: لا والله..لربما هو تمساح بإمكانه ابتلاعك أليس كذلك؟
بهار: أنا أمقت الصراصير وأخاف منها .ولن أبقى دقيقة أخرى هنا.
يافوز: وأين تنوين قضاء الليلة؟
بهار: لأبقى في الخارج..أجل سأبقى في الخارج..
يافوز: لا تهذي يا ابنتي..البرد شديد كيف لك أن تتحملي..
بهار: أموت بردا...ولا أشارك غرفتي صرصورا..
يافوز: لم تتركي لي حل ..لنخرج كلانا هكذا لن نشعر بقراصة البرد...
بهار: لنستلقي تحت النجوم..لتكن ليلة مميزة لكلانا..
هازان: عملا موفقا يا شباب..أنا سأخلد للنوم فأنا متعبة حقا.
خرج كل من بهار يافوز للخارج متلحفين ببطانية ثخينة..استلقا بالقرب من شجرة شاهق طولها..حاضنين بعضهما ليقيا نفسهما من برودة الجو..
يافوز: بهار قلتي أنك ربما لم تعايشي طفولة عادية...أكان كلامك صحيحا أم أنه مجرد تمويه؟
بهار: كان صحيحا يا ذا العينين الزرقاوين...كانت طفولتي عبارة عن جحيم.
يافوز: وهل بإمكانك سرد حكايتك علي؟علني أستطيع التخفيف عنك..
بهار: وجودك لجانبي يكفيني..يافوز هنالك سؤال يشغل فكري...ما هو سر أختي الذي لم ترد الكشف عنه لي؟
يافوز: لتنسي الأمر ..فمعرفتك له لن يزيدك إلا إحباطا.
بهار: هنالك أمور مريبة قد فعلتها صوفيا..فمثلا لم تعترف لأقرب صديقة لها وببئر أسرارها بوجودك في حياتها..أيعقل لفتاة أن تخفي حب حياتها عن رفيقة دربها؟
يافوز: أكانت لها صديقة مقربة؟....ولما الاستغراب هي حتى لم تذكر بأن لها أختا...المهم لنغير الموضوع دعينا نسرح في هدوء الليل..وغزارة النجوم...
بهار: يافوز..أتتضايق من عدم رومانسيتي؟
يافوز: لا يا حبيبتي...فأنا أحببتك بكل خصالك...المهم كونك بجانبي ..وأنك لي...ملكي لوحدي .معرفة أن قلبك يحويني شيئ يكفيني..
بهار: لأكن فداءا لحنانك وحبك لي..أنت أجمل ما صادفت في حياتي..وأول من سكن كياني..
يافوز: برودة الجو أثرت على عقلك غالبا..لا تكملي الحديث يا فتاة.فأنا لم أتعود بعد ..ارحميني خشية جنوني..من لطافتك هاته..فجمالك وحده يكفيني..بقينا أنا وهي في الغرفة لوحدنا..كم اشتقت لضمها لحضني لاستشعار نعومة شعرها الحريري..لاستنشاق عبير عطرها..بدأت وكأنها منزعجة مني..كأنها أخذت على خاطرها من كلام يافوز حاولت تلطيف الجو بقول.
ياغيز: وأنت ألا يزعجك النوم والصراصير تملأ المكان؟
هازان: النوم بجانب ثور كبير لم أعر له اهتمام فكيف لي أن أنزعج من صراصير...التعب يرهق كاهلي لذا لن أفكر في هاته السخافات..
ياغيز: أنمت سابقا بجانب ثور؟أأنت فعلت هذا .لا يعقل.
هازان: أممم فعلت ولازلت أفعل..لكن لم أكن أعلم سابقا أن له مورثات الثيران ظننته بشرا والله..
ياغيز: أيوجه الكلام لي الآن...أم أنا فهمت ؟
هازان: لا والله عقلك يشتغل بشكل جميل فقد فهمت قصدي سيد ياغيز...
اقتربت منها لأضمها وما ان اقتربت حتى نكزت قائلة: لا تلمسني..
ياغيز متصنعا البراءة: أفعلت شيئا أزعجك؟أم أنك منزعجة من كلام يافوز؟والله ءن الأمر لم يكن كما فهمتيه..
هازان: أسكت واخرج من هذه الأبواب حبا بالله .ماذا هنالك في الأمر حتى لا يفهم جيدا؟لو أن شخصا آخر قالها لما صدقت..لكن القائل كان صديقك..ولم تكلف نفسك حتى بمحاولتك تكذيبه لكنت صدقت حينها..والآن أود النوم تصبح على خير...
ياغيز: هازان رجاءا..لا تفعلي بي هذا يا ملاكي..
هازان: لا تتمالق في الكلام..أتدري ما يؤلمني؟أنني صدقتك كالحمقاء حين ظننت أنك لن تنظر لغيري حتى وأنا مشوهة الوجه..لكن لا جدوى...أصلا كما قالت بهار المجنونة من تضع ثقتها في الرجال..
ياغيز : ولكنك تجرحين مشاعري بقولك هذا ..ألا تعين ذلك؟
هازان: لتجرح مشاعرك أجل لتجرح..حين أجرح أنا يكون الوضع عادي..أما أنت فلا..فوق كل تصرفاتك تلك أنت أناني.
ياغيز: أفهمت أصل الموضوع وسبب تحدثي هكذا..أم أنك تحللين من تلقاء نفسك وتلقين اللوم علي...
هازان: مالشيئ الذي يفهم خطأ في قولك أن السويسريات أجمل مني؟على أساس أن عيناك لا تلمحان إلا صورتي ولا تريان إلا خيالي...
ياغيز: كفانا مهزلة يا صاحبة عيون الغزال..اشتقت للسروح في بحر عينيك..كان ذاك مجرد قول مني لأريح قلبي أن لا أحد بمقدوره النظر إليك..فنساؤهن أجمل منك..أردت إقناع قلبي الثائر بهذا...لا تغضبي مني يا هاته.لا تحرمي عاشقا من نظرة عينيك..ولا رائحة عطرك..اشتقت لك يا مدللة..
هازان: سأتغاضى عن الأمر هذه المرة إذ أنني بحاجة الارتماء في حضنك الدافئ لا غير..
ياغيز يبتسم: تعالي لحضني يا مدللتي تعالي..
هازان: أيمكننا البقاء هكذا..وكأننا الوحيدون في هذا العالم..لنستشعر قربنا لبضع ثوان دون مشاكل ممكن.
ياغيز: أكيد يا ملاكي..لنفعل هذا..