❣part 31❣
باريش :ألتشين أنا آسف على غلاظة تصرفي معك لم أقصد ذلك حقيقة.
ألتشين: لا يهم...فمن أسعدني كل تلك السعادة..بإمكانه كسر قلبي قليلا.
باريش: لا أريد أن أكون من يكسر قلبك..بل من يجمع شظاياه حين يكسر من طرف شخص آخر.
ألتشين: وقوفك لجانبي يكفيني صدقني...هل أخبرتك هازان عما حصل بينها وبين ياغيز؟
باريش: لا لم تخبرني شيئ.لماذا مالذي حصل بينهما؟
ألتشين : أنا متأكدة من أنهما تخاصما مع بعضهما البعض...لكن لم أعرف السبب....لم أستطع الحصول على الفولة من فم ياغيز.
باريش: لو حصل شيئ سيئ لأخبرونا به...لنتركهم براحتهم.
ألتشين: ألم تتصرف معي بتلك الطريقة لتعامل ياغيز مع هازان بطريقة سيئة؟
باريش: لا لايوجد.أي دخل لهما في تصرفاتي...لنقل أنني مضغوط قليلا.
ألتشين: هل يمكنني معرفة سبب الضغط؟ربما بإمكاني التخفيف عنك؟
باريش: لنقل أنه إختلاف في الرأي مع والدي....صعب علي عصيانه والتمرد عليه...والأصعب من ذلك هو فعل ما يريده.
ألتشين: لكل مشكلة حل..مثلا أنا وياغيز نتخاصم مع جدي كثيرا...ولا أخفي عنك إننا نعصي أوامره كثيرا... مثلا وجودي الآن بجانبك هو عصيان لأمر جدي....فهو ولسبب ما لا يود أن نقترب منكم لا أنا ولا ياغيز.ولحد الآن لا أعرف السبب.
باريش بصوت منخفض:حتى جدك ضد هذا الأمر....ماذا تخفي عني يا أبي ماذا؟
ألتشين:هل قلت شيئا؟
باريش:قلت لا تكترثي..ربما هو خائف من تعلقك بأحدهم ويفكر أنه إن فعلت ذلك فسوف يخسرك.
ألتشين:ربما...هذا ما قاله ياغيز لي.
باريش: حبك لياغيز ظاهر جدا..فمعظم كلامك يحوي اسم ياغيز.
ألتشين : كيف لي ألا أحبه آه....كان الأب والأم والأخ وكل شيئ بالنسبة لي طوال سنين عمري الماضية...كيف لي أن لا أحبه بعد أن سقاني الحنان أكثر من والدتي..
باريش: سمعت أنه لا يكترث للفتيات بل ويمقتهن..هل هذا صحيح؟
ألتشين: أجل..للأسف هذا الكلام صحيح...وأنا أحمل نفسي سبب حالته هذه.
باريش: لماذا؟ما دخلك أنت في الموضوع؟
ألتشين: عندما كنت في الرابعة أمي ولأسباب مجهولة تركت تركيا وعادت لروسيا..بعدها أبي لم يتحمل تركها لنا فمات بسكتة قلبية من هناك بدأت معاناتي...ياغيز يحمل أمي سبب مأساتي تلك ..لذلك أحاط نفسه بجدار الوهم ذاك أن البنات شبيهات بعضهن ولا يستحقن لا الحب ولا الحنان ولا التضحية من أجلهن.... ستغرب الشمس بعد قليل هل ندخل؟
باريش: تمام لندخل ...لأرى ما تفعله أميرتي المتمردة تلك..بالرغم من أنها أصبحت شابة إلا أنني لازلت أرى فيها تلك الطفلة الصغيرة المحتاجة للرعاية.-------
ياغيز :إيييه مالذي سنطبخه يا شاف.
هازان :أول قاعدة للعمل معي هي الانتباه...اتباع أوامري حرفيا وأخيرا وهو أهم بند.عدم السخرية والإغاضة مفهوم؟
ياغيز :تمام المهم هو عدم تكشيرك لأنيابك تلك.
هازان: إن أكملت السخرية فسترى بروز الأنياب الحقيقية.
ياغيز :أوه تبين أنك نمر شرس حقيقة.
هازان:أممم هيا للعمل لا تثرثر كثيرا.
ياغيز:هل تعرفين الطبخ حقا؟
هازان: لا والله كنت آكل طعام الأسماك خاصتي عندما كنت في انجلترا.
ياغيز :أكانت الأميرة تطبخ لنفسها؟حقا!!! تبين أنك لست مدللة كثيرا كما يبدو عليك.
هازان تضحك: مدللة!!!!هل كنت سأتدلل على جدران المنزل؟أم على قطتي ميشو...لا تسخر حبا بالله كيف للانسان أن يتدلل وهو في الغربة وحيد.
ياغيز: آه تقولين أنك لست مدللة إطلاقا إذن!!لكن بالرغم من هذا فإن تصرفاتك طفولية.
هازان متنهدة :أجل طفولية ..وربما أود كتم الوحدة التي تسكنني داخلا...ربما لا أريد لأحد أن يعلم بمعاناتي.من يدري.
ياغيز: هل تعلمين شيئا..أنا لا أجد الشخص الذي يملك والدين له الحق أن يتحدث عن المعاناة...فأكبر معاناة هي وفاة الوالدين و الإفتقار لحنانهما.
هازان:أنت تخطأ مجددا سيد ياغيز..هل تعلم ما هي أكبر معناة؟هي أن تكون مفتقرا لحنان والديك بالرغم من تواجدهما في هذه الحياة...هي أن تحس أنك غير مرغوب فيه لكن بطريقة غير مباشرة...هل تعلم شيئا ربما معاناتي أكبر من معاناة أطفال المياتم..نحن نشترك في نقطة ألا وهي ترك والدينا لنا بإختلاف بسيط للغاية فهم تركوا ربما لعدم تمكن والديهم من توفير لهم حاجياتهم أو لأنهم لا يستطيعون تحمل مسؤولياتهم..فيعيش الطفل بتلك المعاناة إلا أنه يحاول إيجاد الأسباب لترك والديه له...أما أنا فلا أستطيع البحث عن الأسباب فأنا تركت حقيقة لكن بمفهوم أنهم فعلوا ذلك لأجل مستقبلي..إلا أنني متيقنة أنهم فعلوا ذلك لعدم رغبتهم بي... يا الهي كم أنا حمقاء بالرغم من كسرك لقلبي إلا أنني لازلت أسرد معاناتي لك..لا تهتم إنسى كل ما سمعته مني...هيا اهتم اهتم بتحضير سلطتك تلك آمل أنك ستفلح .
اغرورقت عيناها بالدموع أردت حضنها بشدة والتخفيف عنها لكن لا يمكنني فعل ذلك فمن أكون أنا أصلا بالنسبة لها..حاولت تلطيف الجو وطرد تلك الدموع اللعينة من عينيها فقلت: كم هي أجرتي يا آنسة؟
هازان : أجرة؟عن أي أجرة تتحدث؟
ياغيز: عن تحضير السلطة...أم أنني أعمل بلا مقابل؟هذا لا يتماشى معي يا آنسة....وقبل اكمالي لكلامي حتى رمت فوقي صحنا مليئا بحبوب الأرز قائلة لي هذه هي أجرتك سيد ياغيز..ادعو أنها لم تكن حجارة ...قال أجرة قال.غبي.