❣part 76❣
تتصل بهار بهازان...
هازان: ألو بهار كيف الحال؟لقد اشتقت اليك كثيرا..
بهار: آه...اشتقتي الي؟حقا!!! لو كان كذلك لكنت مررتي علي...
هازان: آسف حبيبتي كانت لدي أعمال...لكنني سأعوضك وعد...
بهار: أنا بحاجة إليك الآن...هيا تعالي أنا بانتظارك.
هازان: بهار حبيبتي لا يمكنني هذا..فأنا ذاهبة برفقة ياغيز لاستقبال صديق...تعالي للمطار هيا..سنغير جو أربعتنا فغالبا سنقوم بتجويله في شوارع اسطنبول...
بهار: تمام لنلتقي هناك إذن...
ياغيز: الله الله يا ابنتي من أين أتيت بتجولنا في شوارع اسطنبول؟
هازان: إن جاء صديق لك من الخارج..فطبيعي أن نقوم بذلك..
ياغيز: صديقي ليس مغتربا منذ القدم...كان له عمل في مدريد مدة ثلاثة أشهر المنصرمة..بمعنى آخر هو يعرف شوارع اسطنبول شارع شارع...لذا لن نقوم بما اقترحته ..
هازان: أووف يا لقد وعدت صديقتي...سنفعل ذلك..لأقوم أنا بإقناعه تمام؟
ياغيز: لن تتراجعي أليس كذلك؟ليكن عندك علم لا أحبذ العنيدات أبدا...
هازان: أعلم...لكن على الأغلب ستعشق عنادي يوما ما.....صحيح بما أنك لن تجول صديقك ما سبب دعوتك لي؟
ياغيز: لم أرد تركك مع ذاك البغيض...هذا فقط...
هازان: آه!!!! أفعلت هذا بسبب ذلك حقا!!! أأعتبر هذا اعترافا بغيرتك علي من ألبيران..
ياغيز: ماذا!! غيرة؟غيرة ماذا يا هاته...لا تضحكيني رجاءا...لقد قمت بانقاذك منه من براثينه...فقد عرف بأنه لعوب..
هازان: وما دخلك أنت إن كنت موافقة على مرافقته..
ياغيز: لا تحلمي بهذا أبدا..
هازان تضحك: أنت تغار علي رسميا..
ياغيز صارخ: أجل لم أتحمل رؤيتك معه ولم أعلم السبب ..شعرت بالغيرة أجل...هل ارتحت الآن؟
نظرت هازان بابتسامة خفيفة: أجل ارتحت..هذا مؤشر خير....وهنا وصلوا للمطار فوجدوا بهار بانتظارهم لقرب منزلها من المطار..
هازان: تعانق بهار ذات الوجه العابس...قائلة آه يا حبيبتي ألن تذهب هذه الغيمة من على وجهك..اشتقت لابتسامتك...وهنا صاح ياغيز : ها قد وصل الصديق ملوحا بيديه اتجاهه....استدارت بهار وإذا بابتسامة تتخلل وجهها الحزين ذاك مغرورقة عينيها بالدموع قائلة : لا أصدق...
اشتياق قاتل يخترق صدري كسكين حاد منذ شهور...كم تخيل نفسي وأنا حاضن إياها....كان ما سمعته من اعتراف منها جد صادم...حملت نفسي وابتعدت علني أواجه النسيان..لكن صورتها..صورة ضحكتها وغمزاتها..الحزن الذي طغى على عينيها الكبيرتين كل هذا تربع على عرش فكري...لم ترحل ولا لثانية من فكري...ابتعدت ليس كرها لها...وإنما خوفا من زيادة التعلق بها..خوفا من طغيان صورة أختها على فكرنا نحن الاثنين كلما اقتربنا من بعضنا...خوفا من احساسنا بالخيانة تجاه ذكرى صوفيا...ركبت الطائرة وأنا بشوق لعودتي لاسطنبول..لاستنشاق نفس الهواء معها...لتأملي لتفاصيل وجهها الذي لم يفارق خيالي....عدت وأنا حامل لخوف يجتاح مشاعري من إنكارها لشيئ اسمه نحن...خوف من رؤيتها مع شخص آخر يدا بيد...نزلت من الطائرة وفكري سارح في طريقة التقائي بها مجددا..سارح في كيفية تعاملي معها إذ تصادفنا...خرجت من القاعة الرئيسية لخارج المطار..أول ما لمحته كانت صورتها..أأجننت الآن؟أبدأت بالهذيان؟أم أنها حقا هي...أيلعب القدر لعبته علينا مرة أخرى؟ أم أن هذا دليل على ارتباط قلوبنا ببعضها...فحتى لو افترقت أجسادنا دهرا من الزمن...الا أن أرواحنا كانت مرتبطة ببعضها...كان قلبي وروحي وكل كياني يجذبني إليها...أردت القضاء على الشوق الذي أسرني لشهور أردت اشتمام رائحة عبيرها الفواح..أردت ضمها لصدري بشدة...لم أأبه لشيئ ونسيت كل ما مررنا به وذهبت مسرعا باتجاهها غير آبه لكل ما حولنا...............
شوقي إليه قاتل...رغبتي في رؤية عينيه الزرقاوين وتلمس نعومة شعره طغت على مشاعري...فقدت الأمل مرة في لقائنا مجددا...حاولت العيش وكأنه لم يكن..حاولت ءيجاد الأسباب لانتزاعه من قلبي...الا أن عشقي له كان أكبر من كل الأسباب....طلبت مني هازان الذهاب للمطار لاستقبال صديق...كان جسمي منهكا ولم أرد الخروج إلا أن قلبي كان يستدرجني للذهاب...لم أفهم السبب في الأول..إلا أنني فهمت بعد رؤيتي له يتجه نحونا....نسيت كل ما مررت به مسحت من ذاكرتي كل ما كان يمنعنا من بعضنا في تلك اللحظة..كان همي الوحيد هو إزالة شوقي له بارتمائي في أحضانه..أسرعت متجة إليه دون أن أأبه لما حولنا..وكأن العالم كان حاويا لنا فقط في تلك اللحظة....ارتمينا في حضن بعضنا البعض..كانت تصرفاتنا متشابهة فقد طغى الشوق على كل مشاعرنا وأفكارنا....