❣part 74❣
اتجهت هازان لسيارتها فلحق بها ياغيز ممسكا إياها من معصمها... قائلا
ياغيز: أعطني المفاتيح أنا سأقود..
هازان: لا بأس باستطاعتي القيادة...
ياغيز: لا تعاندي يا هاته أعطني المفاتيح...
أطاعت هازان كلامه وسلمته المفاتيح طالبة منه أخذها للساحل.....بعد مرور بعض من الوقت وصلوا للمكان المنشود...ترجلت هازان من السيارة وجلست على حافة صخرة كبيرة....كان خيالها مرتسما على مياه البحر بمحاذاتها القمر..كانت دموعها المنسابة كاللؤلؤ الأخاذ...جلستها جلسة ملوك بالرغم من حزنها المتربع على عرش وجهها...لم يستطع ياغيز منع نفسه من ذاك الجمال....كانت أجمل ما لمحته عيناه...كان المشهد عبارة عن لوحة فنية قام بتجسيدها الخالق المنان...قطع ياغيز شروده ذاك بسؤالها...
ياغيز: هل ارتحت الآن؟ لم يكن سهلا عليك ما قمت بسماعه الآن....أعلم أنه كان قاسيا عليك ومن الصعب تحمله.....مضحكة الحياة لم أتوقع يوما أنني سأحصل على ابنة عمة..
هازان: أجل الحياة مضحكة لدرجة أنها تبكي الانسان دما...مررت بحياتي بأشياء أشبه بالحلم....كنت دائما بريئة..لطالما أردت إيجاد المسوغات لتعامل البشر معي...لكن كفى...ستكون هنالك هازان جديدة...سأذيقهم مرارة ما جعلوني أعايشه..سترى...
ياغيز: أووو..ظهر الجانب الأسود من الملاك...أعلي الخوف أيضا؟؟
هازان: والله أنت أيضا كنت جزئا من عذابي...لكن لا يطاوعني قلبي فعل شيئ بك وان كنت متعمدا..فما عساي أفعل ان كان القدر من لعب بنا...
ياغيز: ماذا تقصدين؟
هازان: لا شيئ...لكنك ستدفع الثمن بشكل ما..فرؤيتك المتكررة لي ستفقدك صوابك...وأبشرك قررت الانتقال للعيش في قصركم...فالعيش مع نادين خانم لا يروق لي مجددا.
ياغيز: أوووف يا...لا تقوليها..كيف أعيش مع فتاة مثلك تحت سقف واحد؟
هازان: ستعيش ستعيش...برأيي لا تستهزء بسحري..ولا تحتقره كثيرا..فكما أوقعك بشباكه مرة..سيوقعك مرة أخرى...
ياغيز : جننتني يا فتاة من حديثك كما لو أننا عرفنا بعضنا قبلا..
هازان: انسى الأمر ربما أنا أهذي...هل سأستفيد من النوم في حضنك تحت هذه السماء الصافية الممتلئة بالنجوم...كما تعلم ما واجهته اليوم ليس بسهل...
ياغيز: الله الله...هل أنت مصيبة من السماء يا ابنتي؟لم أسمح يوما لفتاة بالإقتراب مني مسافة متر..وها أنت سكنت في حضني يا هاته..
هازان: ليكن هذا...وضعي غير وضع كل الفتيات...
ياغيز: أعانني الله على جنونك..الظاهر أنه من واجبي تحملك فأنت ابنة عمتي كما تعلمين..أووو.التفكير بهذا فقط يصيبني بالجنون...ابتسمت ابتسامة لطيفة..وسحبها لحضنه قائلا..هيا نامي قبل تغييري لرأيي يا مدللة..لتحلي محل ألتشين قليلا..بالرغم من أني منزعج منك بسبب أخيك إذ أنه أخذ سندي من بين يداي.💚💛💜بعد مرور أسبوع...💚💛💜
تعلمنا الحياة ومعانتها ..الصبر والصمود..فبالرغم من سقوطنا أحيانا..إلا أنها تبقينا شامخين.....عثراتي التي واجهتها زادتني قوة...كل أيامي الحلوة قبلا ضاعت مع هاته المتاهة التي وجدت نفسي داخلها..صعب على الإنسان إحساسه أنه عايش كذبة طوال حياته...منحتني الحياة شخصين وثقتت بهما وها قد أفقدتني إياهما..صديقتي التي توفيت في ريعان شبابها..وحبيبي الذي قام بنسياني..ألم أكن شيئا مميزا له لتلك الدرجة حتى قامت ذاكرته بمحيي من تفاصيل حياته؟لكن سأسترجع كل ما ضاع مني وأولهم حبه لي....سأنتقل اليوم للعيش بجواره...سأستنشق عطره مجددا وأرى صورته تكرارا ومرارا....كما أنني سأمرر عيشة العجوز...أصلا اقتنص لي القدر منه...فهو مشلول كليا....لن تمسح ابتسامتي من وجهي بعد الآن..لن أسمح للدموع بأن تلامس رموشي مرة أخرى..بكيت بما فيه الكفاية..جاء دورهم لذرف الدموع....حملت حقيبتها وهي بأفكارها تلك.....وصلت للقصر فدقت الباب...قامت الخالة راجية بفتح الباب...
الخالة راجية: هازان؟؟كيف حالك يا ابنتي؟لقد سمعت من ياغيز أنك ستقطنين هنا وقد فرحت كثيرا...
هازان: أجل...سأفعل هذا يا خالة...هل الشمطاء آسو لازالت هنا؟
الخالة راجية: وإلى أين عساها الذهاب وضعت عيناها على ياغيز..
هازان تضحك: لن تفعل شيئا..فهو لن يأبه بها حتى..حقيقة على سيرة ياغيز أين هو الآن؟
ياغيز نازل من أعلى الدرج : أنا هنا..هل اشتقت لي لهذه الدرجة؟...
كانت هازان مرتدية الفستان الذي اقتناه هو لها في ايطاليا..أبهره جمالها..وبقي شاردا في الفستان..
هازان: هوب هوب...أين يتوجه نظرك يا سيد خيرا...
ياغيز: لا تسرحي بخيالك...أنا لا أتوق للتأمل في جسدك يا هاته...إلا أنه يوجد شيئ شدني لهذا الفستان...وكأنه مرّ على ناظري قبلا...
هازان:هل ما مر عليك الفستان فقط؟أم حتى صاحبة الفستان مرت عليك قبلا؟واقتربت منه لتقبيله على أساس إلقاء التحية..فاستنشق رائحة عطر الياسمين الخاصة بها..فسرح في بحر الخيال...نكز بعدها فجأة..
ياغيز: ما سبب شعوري هذا يا ترى...ما سبب احساسي بمرور هذه الأشياء سابقا...
هازان: ربما تعارفنا سابقا أليس كذلك؟
ياغيز: كفي عن هذيانك يا هاته أين يمكننا اللقاء مثلا...
هازان ضاحكة: في العالم الآخر سيد ياغيز....أكملت محادثتها بينها وبين نفسها قائلة: لازال الكثير يا حبيبي عليك تذكره..سأجعلك تتذكر كل شيئ واحدا واحدا..وكل لحظة عايشناها مع بعضنا..ستتذكر ذلك لا تقلق....وأكملت قائلة..سأذهب لوضع أغراضي في غرفتي عن اذنك.....