❣part 76❣
اندهشت من فعل يافوز..ما سبب حضنه للفتاة هكذا.!!!أهي من معارفه يا ترى؟كانت هازان مندمجة بالمشهد الذي كان أمامنا..وكأننا بصدد متابعة لقطة حميمية في فلم رومانسي...أحسست وكأن قطعة نزعت من قطع ذاكرتي...ليس منطقيا أن يعيش رفيقي قصة حب بعدما ما عايشه قبلا دون ادراكي لذلك....حتى أن ألتشين أحبت من دون إخباري...ربما حتى أنا أحببت من هي بجانبي الآن دون إخباري لنفسي...شعرت بصداع شديد من كثرة الأفكار التي تداخلت فيما بينها...نظرت لهازان نظرة متى سيحل دورنا يا ترى...ربما كنت أود حضنها كما فعل يافوز..أن أسرح في بحار رائحتها الأخاذة..قطعت تفكيري بكلام بهار بعد صمت دام طويلا كأنهما يزيحان شوق قرون..
بهار بصوت رقيق: ماذا نفعل الآن يا يافوز..
يافوز: أششش.لا تتكلمي لننسى أنفسنا بحضن بعضنا رجاءا..لنفعل ذلك...
بدأت الدموع تنسكب من عيون هازان..اندهشت لتأثرها لتلك الدرجة وصاحت : هكذا أحبكم يا شباب...لا تتركوا شيئا يقف أمام عشقكم....لقد أجبرني القدر على الابتعاد عن عشقي..لا تتركوه يفعل بكم ذلك...
يافوز يضحك: يا لك من حشرية يا هازان ..قطعت علي تأملي وسرحاني...لم تتركي فرحتي بحبيبتي تكمل..
بهار: أو قلت حبيبتي؟
يافوز: ماذا تظنين يا آنسة...أيعقل أن المرء ينسى حبه الكبير إن ابتعد عنه بضعة أميال؟
بهار فرحة بتصرف يافوز كأن لم يكن وعادت لحضنه من جديد: لقد اشتقت إليك كثيرا..اشتقت لدلعك يا ذا العينين الزرقاوين...
هازان: أووف يا..لا تتصرفوا هكذا فمشاعري تثار..هيا لنذهب للتجول يا هؤلاء..
ياغيز: من يراك هكذا..يقول أن الهوى طرق بابك وأدخلك في متاهاته..بعدها غادر وتركك تتخبطين..من الأناني الذي فعل بك هذا.؟هل أحببت قبلا؟
هازان : لو توجه الكلام لنفسك سيد ياغيز...فقد تكون أنت محور عذابي ...
ياغيز: لن أندهش إن اتهمتني بهذا...فأنا أيضا أعايش دوامة من الحيرة...وكأن شطرا من ذاكرتي قد حذف...تأتيني أشياء على شكل خيالات...حتى صورتك مرتسمة في هذا الخيال..أووف يا لا تهتموا..هيا للتجوال كما أمرت الآنسة..علنا نستطيع إعادة البسمة لوجهك يا هاته..فوجهك البريئ لا تليق عليه غيمة الحزن تلك...بهار: إييهيه إلى أين وجهتنا يا شباب؟
سافوز: لنفعل اليوم كل ما منعنا أنفسنا من فعله طول هذه الفترة...لنبدأ بمدينة الملاهي ما رأيكم؟
بهار و هازان: إيييي...لقد تحمسنا حقا..
هازان: لننسى كل الآلام اليوم..تمام يا شباب؟
يافوز: لنفعل ذلك....كأنك لم تستحسن الفكرة ياغيز؟فأنت لم تتلفظ ولا بكلمة..خيرا..
ياغيز: ليس كذلك...إنما عندما ذكرت مدينة الملاهي ترسمت صور عدة في مخيلتي كأنني ذهبت قبلا إليها...والله أحيانا أحس أنني أعايش فلم رعب يا أخي بسبب هذه الخيالات التي طغت على تفكيري...هيا لنذهب إذن...
انطلق الأربعة متجهين لمدينة الملاهي التي كانت تعج بالزوار.....كان يافوز ممسكا بيد بهار كي لا تضيع بين الحشد الكبير أمام لعبة المقص...كانت هازان واقفة منتظرة أن يحين دورها حتى أحست بيد لطيفة الملمس تلامس يديها الصغيرتين...رفعت ناظرها للشخص فإذا به ياغيز..ظلت عيناها تحدقان بعينيه فقطع تأملها ذاك قائلا: إن لم يرق لك هذا فسأسحب يدي...أنا آسف لكني شعرت بضرورة إمساكك..كي لا تضيعي..
هازان بصوت لطيف: لا ..لما لا يروق لي الأمر..فلنفعل ذلك حتى لا أضيع إذن....جاء دور الأربعة للعب ..كانت اللعبة مرعبة قليلا فهي عبارة عن عربتين يمسكهما حامل على شكل المقص ..تصعدان للأعلى ويصبح المرء داخلها رأسا على عقب...جلست بهار بجانب يافوز...و هازان جانب ياغيز..وما إن بدأت اللعبة بالاسراع حتى تشبثت هازان بأصابعها على أيدي ياغيز من شدة خوفها..حتى أنها قامت بخرمشتهم كالقطة من شدة ضغطها...بعد الانتهاء من اللعب نزل الجميع ..ظل ياغيز يحدق في يده....قاطعته هازان: أنا آسفة إن سببت لك الألم..أوو يدك تنزف انتظر لحظة...أخرجت من محفظتها شريطة عهدت على لفها حول رقبتها ولفت يده بها..زادت دهشة ياغيز..وارتسم له مشهدا من هذا القبيل...حتى أنه يملك شريطة مشابهة لهذه..كانت في أحد جيوب معطفه....أمسك ياغيز رأسه فقد أصابه صداع شديد..
هازان والخوف بادي على وجهها: هل من خطب ياغيز؟
ياغيز: سأذهب للحمام لحظة وأعود.....دخل الحمام وظل ممسكا برأسه بكلتا يديه قائلا: ماذا يحصل لي يا ترى..ما سبب هذا الصداع..ما سبب هذه التخيلات التي أعايشها....أبدأت بالجنون؟غسل وجهه بالماء الفاتر..محاولا تشتيت ذهنه حتى يمنعه عن التفكير..خرج من الحمام فوجد هازان منتظرة إياه ووجها شاحب من الخوف.
ابتسم في وجهها كي يمحي شحوبها ذاك قائلا: هيا لنعد للاستمتاع..لكن هذه المرة لن أركبك جانبي حفاظا على سلامة يدي...