66

738 20 0
                                    

❣part 66❣

تأخذ بهار حماما ساخنا يزيح عنها تعب بدنها إلا أن تعب فكرها لا يزول...فقد عايشت أياما لم تفكر حتى في وصولها لهاته الحالة...عادت من باريس لاسطنبول لأخذ ثأر أختها ممن أدى لموتها  وهاهي تجده لا ذنب له فيما حدث وتقع في غرامه..وبالرغم من ميل قلبه لها..إلا أنها خائفة من تعلقها به أكثر..خائفة من ردة فعل يافوز إذا علم أنها أخت صوفيا..كيف لقصة عشق بدأت بدافع انتقام أن تجد مجراها بين قصص العشق...كيف لشاب أن يقبل بأخت حبيبته السابقة عشيقة له..أسئلة كثيرة كانت تجول في فكرها لبهار التي أرادت وبشدة اسكات عقلها ومحاولة عودتها لحالتها الطبيعية السابقة....تفسحت في المنزل بعد أن سشورت شعرها وارتدت تنورة سوداء قصيرة وسترة رمادية اللون ..تعطرت وحملت حقيبتها تهم بالخروج فاستوقفتها صورة أختها التي كانت موضوعة عند مدخل الباب...
بهار: ما حل بك يا بهار...ألم تستطيعي أن تعشقي سوى حبيب توأم روحك؟ماذا كانت تكون ردة فعلك يا حبيبتي لو كنت لازلت على قيد الحياة؟أردت وبشدة الانتقام منه..لكن تبين أن لا علاقة له بما حدث لك...هو حتى لا يسمح بالتفكير فيك بالعاطل حتى..فكيف لي بفعل شيئ به....أحببته يا أختي أصبحت مولعة به..صرت كلما أردت الابتعاد أتعلق به أكثر صرنا كقطبي المغناطيس أحدنا موجب والآخر سالب إلا أننا لا نستطيع الإفتراق فجاذبيتنا لبعضنا كبيرة..صوفيا فلتغفري لي رجاءا يا أختي...بالرغم من غضبي على نفسي لأنني أحببت من أحببت إلا أنني لا أستطيع كبت مشاعري أكثر....لو كنت مكاني فماذا كنت ستفعلين يا ترى؟....أختي ما سبب انتحارك يا ترى؟ماذا كنت تخفين عني؟حتى ولولم تخبريني ..لما لم تخبري هازان بما كنت تمرين به..كانت بئر أسرارك....قبلت الصورة وأعادتها لمكانها..خرجت فرأت سيارة يافوز متوقفة عند المدخل..
بهار: ماذا تفعل هنا يا ابني؟
يافوز: كنت بانتظارك..
بهار: أو ليست لديك أعمال أخرى؟
يافوز: أترك كل الدنيا لأضمن بقاءك بجانبي....
بهار: هل أنت مجنون أو ماذا؟؟ قلت لك لنبتعد عن بعضنا قليلا...هل أنت أصم عجبا؟
يافوز: مجنون يا ابنتي مجنون ..هل تركت لي عقلا لأفكر به؟أجل ربما أنا أصم ..أخذت كل الإدراك مني..
بهار: لا أظن كثيرا أنني أفقدتك الإدراك فماشاء الله لسانك لازال بإمكانه النطق بخزعبلاتك...
يافوز: هذه ليست بخزعبلات يا ابنتي...هذا لسان عاشق خائف من خسارة من أعادت له الحياة..من أرجعت النبض لقلبه الذي قارب على التوقف في يوم ما...
بهار: حقا!!! لم أكن أعلم أنني صادم كهربائي...حرام علي الذهاب للعمل في المستشفيات على الأقل لأعمل خيرا في حياتي وأرجع النبض لمن توقفت قلوبهم عن العمل.
------

ضبضب كل من ياغيز وهازان  المكان واتجهوا للسيارة للعودة بسبب غضب الجد وللحاق هازان لطعام العشاء العائلي
هازان: هل ستقبل بهذا الزواج يا ترى؟ماذا لو أعجبت
بالفتاة؟
ياغيز: سأعجب بها حتما قلبي عبارة عن خزان مياه يستطيع أن يحوي الكثير الكثير من الفتيات..
هازان: لا تسخر مني يا هذا....أنا أحدثك بجد..ماذا لو كرهت من الضغط الذي يسببه لك جدك فترضخ لأمره وتتزوجها بعد ذلك تقع في غرامها..
ياغيز: أتتحدثين من كل وعيك  يا فتاة؟طوال عمري لم أسلم قلبي لاحداهن وبعد أن فعلت أتركها..وأحب واحدة أخرى من جديد أترين هذا منطقي؟
هازان: أو ترك لنا جدك المنطق للتفكير به...ذلك العجوز يصيب المرء بالجنون حتما...ما سبب فعلته هذه يا ترى..
ياغيز: هازان خانم أأنتي تتحدثين هكذا!!!! والله كنت تقولين لي علينا احترام الكبار...لا يجب فعل هذا وذاك...وعندما وصل الأمر إليك صرت تأخذين وتعطين في الكلام عن جدي..
هازان: لا تهتم لي إنني حتما أهذي...لكن ما عساي أفعل..أحس نفسي محاصرة من كل النواحي..عشت طوال عمري حزينة أخذت الحياة مني كل شيئ حنان والداي عطف أخي ومن بعدها حب أعز صديقة لي..وما إن بدأت الدنيا بالابتسام لي..جاء جدك الغالي ليعيد تكشير أسنانها في وجهي..
ياغيز: أو أتركك تعبسين من جديد؟ما يخيفني هو تهديد جدي لي بجعلك تعانين...هازان  هل فعلت شيئا قبلا بإمكانه أن يهدد صفو حياتك؟
هازان: أممم قتلت أربعين شخصا..وهربت المخدرات وتاجرت بالأعضاء البشرية أيضا..
ياغيز يضحك: وتمزحين في أوقات كهذه أيضا.. يا لك من غريبة أطوار.أنا أتكلم بشكل جدي ..أخاف من أن جدي عالم بشيئ بخصوصك بإمكانه قلب حياتك إن قاله...فجدي لا يتكلم عبثا فيما لم يكن بإمكانه فعل شيئ.
هازان: والله بالنسبة لي لا يوجد شيئ...أخاف من يستعمل أخطاء أبي إن وجدت..لأنني لست عالمة بماضيه ويصوبها نحوي...لكن ما سبب معاكسته لنا؟لو لم يكن هنالك شيئ فما المانع من حبنا لبعضنا؟
ياغيز: والله لا أدري لكن سأستفسر عن الأمر لا تخافي يا ذات العيون الغزالية..ثقي بي فقط.

صراع المال و القلوب للكاتبه اسيا ❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن