❣part 88❣
استفقت من تأثير المخدر ما بعد العملية..فتحت عيناي للحياة فرحة بتخلصي من ذاك الألم الذي كان يعتصرني..مبتهجة لعودتي لأحبتي..لمقدرتي على لقاء أمي..تفريغ شوقي بنظري لأخي..إكمالي لحياتي مع حبيب قلبي..دون وعي مني أنني على معبر مأساة كبيرة..مأساة تسود الحياة بعدها في عيني...أحسست بتعب يحوي جسدي الصغير ذاك بداخله..بدأت ملامح الحدث الذي صار تمر علي كفلم قصير لشريط وثائقي عن لهب النيران...
كنت مع بهار ويافوز نتناقش في كيفية التعامل معها حين تستيقظ..وإذا بصوت الممرضة تقطع حديثنا.
الممرضة: لقد استعادت المريضة وعيها...وهي بحاجة ماسة إليكم الآن...رجاءا فلتساندوها وإن حدثت أية اضطرابات سنحولها لأخصائية نفسانية للتحدث معها..
دخلنا لغرفتها والحيرة بادية على وجوهنا..لم نجهز أنفسنا كما يستوجب الأمر..
بهار: الحمد لله أنك بخير يا حبيبتي...خفت عليك كثيرا..
يافوز: الحمد لله على السلامة يا مدللتنا..أخفتنا عليك كثيرا اليوم....
أردت تلطيف الجو وطرد الملامح التي تعتلي وجهي...إذ أنها تعرفني حق المعرفة ولن يصعب عليها معرفة أنني أخفي أشياء عنها..
ياغيز: ما هذا يا ابنتي!!! افتعلت حريق بمجرد أنك أردت طهو الحساء؟ والله قد أغير رأيي بالزواج بك..فهذا لا يناسبني كثيرا......فهمت بهار فأرادت فعل نفس الشيئ وأتبعها بذلك يافوز.
بهار: والله الأشخاص الوحيدون الذين استفادوا من الأمر هم القرويون..فلو لم يحدث الحادث لأجبروا على أكل ذاك الأكل..الذي لا أفرط حتى في أعدائي بأكله....
هازان: أوها بهار إذن تعترفين بقزازة مذاق طبخك؟
يافوز: وهل لها أن لا تعترف؟قامت بتحضير ديناصورات يا ابنتي وليس يبرق..
ضحكنا على كلام يافوز..واستمرينا في المزاح..إلى أن بدأ مفعول الدواء المسكن يزول...فشعرت بالألم على محيط وجنتي..وما إن وضعت يدي على موضع الألم..حتى أحسست بضماد يلف وجهي كنت جاهلة له من شدة إرهاقي
هازان بهلع: لما هذا الضماد يلف وجهي؟
بهار بابتسامة مصطنعة: إنها مجرد إجراءات ما بعد العملية حبيبتي..
هازان: أو عملت عملية تجميلية؟ما هذا الهراء أترينني صغيرة لهذه الدرجة....قلت ما هذا الضماد؟
ياغيز: هازان حبيبتي فلتهدئي...
هازان صارخة: لن أهدأ حتى أعلم ما يفعله هذا الضماد على وجهي....أيعقل أنني.........لا تقل هذا رجاءا ياغيز....وما إن اقترب ياغيز مني ليحضنني..حتى فهمت الموضوع حق فهم.بدأت تلطم الفراش بكلتا يديها صارخة ..لا أود لهذا أن يحدث ..كيف لي أن أعيش طوال العمر هكذا..لا أود حصول هذا أبدا....اقتربت منها لأضمها لصدري أكملت رطم صدري بقوتها الخائرة تلك وأجهشت بالبكاء حاولت تهدئتها ببضع كلمات المواساة ردت بكل حزم..
هازان: لقد ضاع كل شيئ مني..ضاعت حياتي...ضاع كل شيئ..
أكملت كلامي صارخا..
ياغيز: ما هذا الهراء الذين تهذين به آه؟هل سمات وجهك هي الحياة؟ما هذا التخلف الذي تعايشنه أنتن البنات؟ما هذا الهوس بجمالكن آه؟
هازان: لا أبكي على جمالي الذي ضاع يا أحمق..أبكي على سمات أمي التي ورثتها منها..الشيئ الوحيد الذي بقي لي ذكرى من والدتي وهاقد ضاع....آه وعلى ذكر الجمال الذي نحن على هوس كبير به..على أساس أنتم الرجال لا تبدون أي أهمية للجمال..مثلا أبئمكانك سيد ياغيز أن تكمل حياتك مع فتاة مشوهة آه؟
ياغيز: أكمل..أجل أكمل..أحببتك لطيبة قلبك وصفاتك وتصرفاتك لا لجمال وجهك...
هازان بضحكة ساخرة: لا تقنع نفسك بأمر كاذب يا هذا فلتكن واقعيا..والآن أخرجوا أود البقاء وحيدة..
ياغيز: لا أستطيع تركك وأنت بهذه الحالة لوحدك..
هازان : قلت أخرجواااا هيا أخرجواا لا أريد رؤية أحدكم لا أريد.
أشرت بهار لي ولياغيز بالخروج قصد بقائها هي برفقتها...انصعت لأوامر بهار إذ أن حالة هازان لم تكن تبشر بالخير..
بهار: هازان حبيبتي..لا تهتمي رجاءا فلتكوني قوية..
هازان تبكي: قوية!! قوية بوجه مشوه؟كيف لهذا أن يحدث يا هاندى كيف؟سأكون منبوذة الجميع..
بهار: اشششش...لا تتحدثي هكذا..من يحبك لن ينبذك أبدا..انظري ها أنا هنا..يافوز هنا..ولا ننسى ياغيز فهو لن يتركك أبدا..
هازان: لا فائدة بهار..لست صغيرة لأواسى بالكلمات..أود النوم أود النسيان..فلتسمحي لي رجاءا..