❣part 81❣
اتجهت لحافة القارب...كان لا يفصلها عنها إلا بضع سنتمترات..خفت أن تفقد توازنها فتسقط في مياه البحر..صحت قائلا.
ياغيز: ماذا تفعلين هناك يا غبية؟أنت مرتدية ذاك الكعب العالي ماذا لو سقطت في البحر؟
أجابتني بكل صرامة
هازان: ربما ذلك أحسن يا هذا...عندها سأرتاح منك ومن هذه الدنيا اللعينة...كنت تود الانتقام مني إذن..الانتقام ممتاز...أنا لو فكرت بإيذاء كل من في المعمورة لم أكن لأفكر بلمس شعرة واحدة منك إلا أنك حبذت الانتقام مني..
ياغيز: لا ليس انتقام بحد ذاته...كنت أود أن أستشعر مدى حبك لي...محاربتك من أجلي...كنت أود سماع أنني فقدت الذاكرة من بين شفتيك الكرزيتين تلك..وبما أنك لم تقومي بإخباري..وبعد معرفتك بمعرفتي أنني فقدت ذاكرتي...أردت منك أن تفعلي ما قمت به الآن..ءردت أن تخبريني عن ما مضى بيننا...عن عشقنا لبعضنا..الذي وحتى بعد فقداني لذاكرتي بقي واصلا بيننا لأن قلبي ظل يخفق لك...أردتك إخباري قبل أن تفعل تلك الشمطاء..فأنت كنت أشعر قربك بالأمان كنت أثق في كل كلماتك حتى وإن كانت نبضات قلبك مضطربة...لكن الغبية تلك فاتتك بسرد تفاصيل حياتي الكاذبة التي حاكتها بنفسها..جاهلة أنني استعدت ذاكرتي..لذا أردت معاقبتها ومعاقبة جدي وكل من حولي عن إخفاءهم الحقيقة عني..فقد أحسست بالخيانة من طرفهم حين أخفووا عني قصة فقداني الذاكرة...استفدت من كذبها ذاك لألقن الجميع درسا..أما بالنسبة لك..كنت أودك أن تحاربي لاستعادتي..أردت أن أرى الحب في عينيك..وها قد نجحت في هذا...فلولا ما فعلته لما حظيت اليوم بكل هذا الجمال..ولما حظيت بمكان رومانسي كهذا....
ضاقت عينيها واشتعلت الشرارة بهما..لم أعلم ما كانت بصدد فعله مما سمعته ..بدأت بنزع سندالها من رجليها فبدأت دقات قلبي بالتسارع خيفة أنها على وشك رمي نفسها للبحر....بدأت دقات قلبي بالتسارع وبدأت بالصراخ حتى لا تفعل ما هي ململمة بفعله..الا أنها لم تأبه لصراخي مكملة في نزع سندالها..أردت الإقتراب منها لكنها صاحت : إياك أن تفعل إياك....أردت معانقتها بشدة لأنسيها كل الآلام ..رأيت الحقد في عينيها راغبة في الانتقام من فعلتي هذه...خفت أن تنتقم مني بفقدانها...خفت أن تذيقني مرارة بعدها عني برمي نفسها من على القارب.بقيت تنظر لي بعينيها الغزاليتين التي تطفح فيهما شرار الغضب ...عشت أكثر اللحظات المرعبة في حياتي حتى كاد قلبي يسقط أرضا..كنت أفكر في كيفية القفز وراءها لإنقاذها من أمواج البحر...كنت أنظر يمينا وشمالا بحثا عن طوق النجاة ..إلا أنها فاجأتني بتصرفها كما تفعل دائما حيث رمت سندالها علي قائلة : غبي ثور قرد لعين..ءفعلت كل ذلك بي من أجل أن ترى مدى حبي لك؟سأريك إياه الآن سأقتلك...واتجهت إلي موجهة قبضاتها لصدري مرددة : غبي..غبي...غبي....وما إن لامست يداها الحنونتين صدري تنفست الصعداء وذهب ذلك الخوف الذي اعتلاني..لقد انتقمت مني أشد انتقام في بضع لحظات..ولكن سرعان ما خارت قواها فأجهشت بالبكاء مرتمية في أحضاني: كنت خائفة من خسارتك يا غبي...ظننتك صدقت تلك الحمقاء..ظننتك ستكمل معها ناسيا تواجدي..كم من دمعة ذرفتها بسببك أيها الأحمق..ذرفت بدل الدموع دما بسبب تفكيرك الطائش....لم أتمالك نفسي فكلماتها كانت قاسية على قلبي العاشق لها...فقد أصبت أكثر إنسانة أحبها بالألم..بدأت دموعي بالانسدال هي الأخرى محاولا تهدأتها...مسحت دموعها قائلا: آسف يا حبيبتي..رجاءا فلتصفحي لي...لم أقصد إيذاءك...أردت فقط أن تكوني أول مخبرة لي بفقداني ذاكرتي..أردت أن تكون عودتنا لبعضنا أسطورية...أو بإمكاني حب غيرك؟لا توجد عينان تأسراني غير عيناك..ولا قلب يحكم الوصال علي قلبي إلاقلبك أنت حبييتي وروحي وحياتي...وكل كياني.....انتفضت من حضني وعادت لعاداتها بتغيير حالتها في لحظة : آه وحصلت على مبتغاك إذن!!! سأقتلع عينيك الزرقاوين هاته يوما ما..ثم أكملت مبتسمة..لكن لأتركها لك الآن لتتمتع برؤية جمالي حتى لا تكون تحضيراتي عبثا..والله صرفت الكثير من المال لأبدوا هكذا...لكن لن أنسى فعلتك هذه لا تخف.....سأحاسبك لاحقا...والآن لي الحق بالاستمتاع بأول ليلة رومانسية لي مع حبيبي...ومن ثم أطبقت شفتيها الكرزيتين على وجنتي قائلة : ها قد عاد إلي حبيبي..عاد سبب تنفسي ونبضي...
بقيت مندهشا من ردة فعلها..فقبل بضعة لحظات كانت باكية قائلا لها: أنت هي حبيبتي يا من سيعجز علماء النفس من تفسير حالاتك هذه التي قد تصيبني بالجنون...قلت مازحا: إييه أرني الطريقة الثانية في إقناعي..لم أقتنع كثيرا...نظرت لي بحدة قائلة: ليعلم عقلك ما يتلفظ به لسانك لأنني لن أتحمل وسأقتلع عيناك الصغيرتين تلك .....