❣part 26❣
أحسست أنها كئيبة ...هل فتحت جروحها يا ترى؟كانت تنظر للفساتين المعروضة..احترت فيما علي القيام به لطرد تلك الأشباح الكئيبة التي تحوم حولها....حاولت الرجوع عن خطئي لكن من دون الإعتذار
ياغيز : إختاري أحد الفساتين لأرى إن كان ذوقك مناسبا لعشاء الليلة يا صاحبة عيون الغزال؟....
لم تعلق على كلامي أبدا...بل بقيت تنظر للفساتين...تصنمت في مكانها كأنها جسدا بلا روح....بدأت تصرفاتها ترعبني....أكملت كلامي قصد استفزازها لإخراجها من حالتها تلك قائلا : هيا يا آنسة اختاري لا تلهينا....أحسن من إجبارك على تجريب كل فساتين المحل....أممم إنها فكرة رائعة أجل سأجعلك تجربين كل الفساتين...عقابا لك عن فعلتك في الصباح......نظرت الى وجهي ونظراتها لا تزال غريبة وهزت برأسها وكتفيها وقالت : تمام بماذا نبدأ إذا....اخترت لها فستانا وسلمتها إياه.أخذته من بيد يدي واتجهت لمكان تغيير الملابس دون لفظ كلمة واحدة...بقينا على تلك الحالة مدة من الزمن جربت قرابة عشرة فساتين...كانت تزيد جمالا كل مرة ...كانت الفساتين رائعة عليها ...هل الفساتين جميلة لهذه الدرجة ..أم أنها ازدادت جمالا لأن صاحبة الجمال الناعم هي من ارتدتها؟؟ حقيقة أردت للزمن أن يتوقف....لأروي تعطش عيني لرؤيتها ..أردت أن أروي ضمئي حقيقة..لكن كان علينا التوقف عند ذلك القدر..اختارت فستانا ..أو بالأحرى أنا من أجبرتها على اختياره له فقد كان رائعا عليها ...بالرغم أنني لم أرد أن تطأ عين أحد على جمالها ذاك إلا أنني أردت الإفادة بكل ثانية لي بجانبها فقد تكون هذه آخر لحظاتي معها فلا أدري ما إن كان القدر سيجمع بيننا في اسطنبول..فما ان تنتهي المناقصة ستتفرق طرقنا ويعود كل شخص لحياته السابقة...اشترينا الثوب و خرجنا من المحل...اقتربت من أذنيها هامسا فيهما :أعتذر عما بدر مني فقد كنت فظا ....أعتذر إن كانت كلماتي جارحة...أردت إرجاع البسمة لوجهها ذاك حتى وإن كان الثمن تنازلي.....ردت علي متصنعة الابتسامة : لا تعتذر فأنت لم تخطأ في شيئ ..فقد أيقظتني من حلم بنيته في فكري....بل وشكرا لك لفتح عيني على الحقيقة الوحيدة .هيا بنا فعلي أن أرتدي الفستان وأصفف شعري كي لا نترك الجماعة تنتظرنا أكثر.----------- في اسطنبول ---------
بهار : يافوز هيا علينا العودة الى الأستوديو فالعمل بانتظارنا.
يافوز : ماذا لو بقينا هنا آه؟نكمل استمتاعنا بهذه المثلجات...ماذا سيحدث إن لم نذهب للعمل؟..وقبل إكماله لكلامه ضربته بهار بحقيبة يدها على رأسه قائلة : وتقولون عني أنني أتجاهل العمل آه..هيا هيا فالفتاة بانتظارنا.
يافوز : أووه ....باللطف علي يا ابنتي كسرتي رأسي بسبب مزحة ..أتساءل فيما كنت ستفعلينه لو كنت جديا....بهار سأسألك سؤال.
بهار : ما هو سؤالك يا ذا العينين الزرقاوين.؟
يافوز : هل فتت بعلاقة جدية من قبل؟هل أحببت؟
تغير لون وجه بهار ثم أجابت : لو أننا ندخل في هذه التفاصيل...هيا شغل السيارة علينا العودة للاوستوديو فقد قاربت الشمس على المغيب.
👀👀👀👀👀👀👀👀👀👀👀👀👀👀👀
ألتشين : باريش لقد تأخر الوقت كثيرا...علينا الرجوع حالا سيبدأ جدي بالتساؤل عن مكاني الآن....وإن علم أنني تجاهلت العمل اليوم فسوف يدخلني في جدال كبير ...وحقيقة لا أريد إفساد فرحتي هذه أبدا.
باريش : أي تمام لنقم....قومي بأخذ الدمى معك فهي هدية مني لك....لكن أجدك مرتبط بالعمل لهذه الدرجة؟يعني أليس لديكم الحق في عيش حياتكم؟
ألتشين : رجاءا لا تسأل إن جدي لا يعجبه العجب.لنذهب قبل حلول الظلام.
-------- في إيطاليا --------
في الطريق للمطعم :
هازان : علينا بذل كل مجهودنا لإقناع الجماعة بالعمل معنا في هذا اللقاء....وضعت خطة إقناعية جيدة.
ياغيز : وضعت خطة؟ متى فعلت هذا؟
هازان باستفزاز: ماذا!!! أم أنك اندهشت سيد ياغيز؟ هل خانتك معلوماتك هذه المرة؟ من الأفضل أن تغير نظرتك التي رسمتها في ذهنك لهازان أولسوي..لأنك إن لم تفعل ستنصدم في كل مرة.... .كن واثقا سيد ياغيز أن هذه الفتاة الجالسة أمامك مختلفة تماما عنمن عرفتها قبل هذا.
كانت نظرتها حادة..لم أعهدها هكذا قبلا..كأنها فتاة أخرى حقيقة...أذهلني كلامها لدرجة أنه ربط لساني ولم أستطع حتى الرد عليها.سألتني سؤال بعدها ولشدة ذهولي لم أستطع إدراك معناه حتى بعد إعادة طرحه علي مرة أخرى
هازان : كيف هي انجليزيتك؟
ياغيز: ماذا!!لم أسمعك ماذا قلت؟
هازان : أم أنك بدأت بفقدان حواسك الإدراكية سيد ياغيز؟عليك أن تكون متيقظا أثناء الاجتماع فالسيدة "سيلفيا"تكره إعادة كلامها مرتين...سألتك فيما إن كانت لغتك الانجليزية جيدة
ياغيز :آه لغتي النجليزية أجل إنها جيدة
هازان : جيد لأن السيدة سيلفيا تدقق على مثل هذه الأشياء...حاول قدر الإمكان أن تكون جملك منسقة فيما بينها...آه و لا تنسى وضع هاتفك على الصامت...فالسيد "سانتياغو"يكره أي شيئ يؤثر على سير الإجتماع...كما أنه علينا أن نكون متناسقين في كلامنا..وإياك والشرود...أو أن تحسسهما بأنك مللت من الإجتماع...فهما يكرهان هاته الأشياء...هذه هي المعلومات التي استطعت جمعها عنهما.
بقيت مصدوما...كيف تغيرت لهذه الدرجة في مدة ساعة تغيرت 180 درجة في تصرفاتها...كيف لها أن تكون بكل تلك القوة.....حاولت تشتيت تلك الأفكار التي جالت في بحر خيالي كي لا يؤثر شرودي ذاك على سير الإجتماع...فحتى و إن فكرت طوال حياتي مستحيل أن أستطيع تحليل شخصيتها التي تتحول من فتاة مستهرة إلى فتاة جدية في لحظة واحدة.