21

947 27 1
                                    

❣part 21❣

بعد بضع دقائق وصل الإفطار.
هازات بابتسامة ماكرة : صحة وعافية سيد ياغيز.
ياغيز : ولك أيضا آنسة هازان...أقطع يدي إن لم يكن وراء هذه اللطافة شيئا ما.
هازان :سامحك الله..فأنا لطيفة منذ الصغر..رجاءا لا تحكم علي من تلك اللقاءات الماضية..فقد كان رأسي تعبان من مرض والدي..أنت تعرف ظروفي في تلك الأيام
وما إن قضم ياغيز أول قضمة من شطيرة الجبن..حتى أحس بطعم غريب..
هازان : هل من خطب؟فقد تعكر صفو وجهك.
ياغيز : طعم غريب يكتسي طعم فطيرة الجبن هذه..أيوضع السكر فيها؟أليست من المملحات؟
هازان : لا.لا يوجد شيئ كهذا فطعم فطيرة الجبن مثل المسك والله.
وما إن ارتشف القليل من القهوة حتى لعت نفسه
هازان والابتسامة بادية على وجهها.: ياغيز ماذا يحدث؟لا يبدو أنك بخير أبدا..
ياغيز : طعم القهوة مالح.
هازان متصنعة الدهشة : ماذا!!! مالح...لا قهوتي عادية والله..
حاول ياغيز تلطيف طعم فمه .فحمل كوب الماء ..محاولا شربه على نفس واحد الا أنه توقف بعد رشفة واحدة.
ياغيز بنبرة حادة : لا يعقل حقيقة لا يعقل.
هازان : ماذا ! لا تقول لي أن طعم الماء ليس عاديا...لأنه في هذه الحالة أكيد المشكلة ستكون متمحورة على طعم فمك سيد ياغيز.
ياغيز : حقا طعم الماء حامض...ماذا يحدث يا الله.
هازان : أستأذن منك علي الذهاب للحمام..وفي طريقها مرت بجانب ياغيز ..اقتربت منه وهمست في أذنه....هذا عقاب إلهي لنعتك لي بالكوالا سيد ياغيز..وغمزت له والابتسامة طافحة على وجهها..وأكملت طريقها.
ياغيز وحين معرفته سبب تغير مذاق كل الأطعمة لم يعصب بتاتا ..
ياغيز والابتسامة على وجهه: حقا كنت أعلم أنها ستفعل شيئا ما لكن حقا لم أتوقع كل هذا  منها  حقا غبية. امنحني العقل يا ربي..
عادت هازان من الحمام قائلة له..: هل تحسن طعم فمك سيد ياغيز.
ياغيز : أجل تحسن ..تحسن..ولكن اعلمي هذا .فهذا لن يمر دون عقاب صدقيني.
هازان بسخرية : حقا!!! أنا أنتظر عقابك بشغف سيد ياغيز

---------- في اسطنبول ---------
دخل بوراك لمكتب بهار التي كانت تقلب أوراق الملفات.
بوراك: أوهو آنسة بهار أصبحت شغوفة بعملك ما شاء الله.
بهار : لا تفرح كثيرا يا ابن العم..فعلي الخروج بعد قليل..
بوراك : خيرا الى أين وجهتك؟
بهار: إلى استوديو كاندمير علي الالتقاء بيافوز.
بوراك : فاي فاي .أصبحتما لا تفترقان.
بهار : علمتني الأيام أن الرجل لا يترك وحيدا..وإلا فانه اليوم هنا وغدا لا ندري موطنه.
بوراك يضحك : آهاه منك يا ابنة العم عملك صعب للغاية ...فيافوز هو المسؤول عن نور..إنها تبهر و تطيح بأشد الرجال تحملا 😎
بهار : أووف بوراك..رجاءا..لا تزيد الطين بلة ..فخوفي هذا كافي...هيا في أمان الله علي التجهز حالا.
بوراك منفجر بالضحك عليها قائلا لها.أسرعي أسرعي قبل فوات الأوان.

❣تكملة البارت ٢١❣
------------------------------------ في استوديو كاندمير.

بهار : مرحبا يا شباب كيف الحال؟
يلتفت يافوز الذي كان يشرف على تعليم نور المشي بالكعب العالي لبهار.
يافوز : بهار !!!! ماذا تفعلين هنا..على أساس عندك عمل.
بهار : أممم.عملي هنا أهم..بامكاني اكمال الملفات في الليل.
يافوز الذي يفرح بقدوم بهار ..خاصة ولمعرفة أن الغيرة هي السبب في سحبها لهناك بالرغم من أعمالها المتراكمة ..يقول لها والضحك يغمر وجهه : لكن ستتعبين هكذا لتأديتك لعملين في نفس الوقت.
بهار بنبرة حادة : أقبل التعب ألف مرة على أن تطير سنبلة الشعير مع الهواء سيد يافوز..
يافوز : لا تخافي آنسة بهار فسنبلة الشعير تعرف أراضيها جيدا وليست لديها النية لترضخ لأية رياح حتى وان كانت أعاصير فلتطمئني يا صاحبة العيون الصغيرة..
تطفح البسمة على وجه بهار التي أراحتها عبارات يافوز وخاصة عند نعته لها بصاحبة العيون الصغيرة.

------------- في اسطنبول -------------
ألتشين : إلى أين نحن ذاهبين يا باريش؟
باريش : لنسترجع ما سرق منك من طفولتك.
ألتشين : هل تمزح معي؟هل ستعيد لي اثتا عشرة سنة ضاعت من حياتي؟ هل ستعيدني لابنة الرابعة عشرة من العمر؟
باريش : أنت التي ستقومين بهذا..أنت من ستخرجين الفتاة العابسة الساكنة داخلك..لتسترجع بسمتها التي خطفت منها.
وصلنا لمكان يشرح النفس...مكان يشبه الأماكن التي تسرد في الحكايا والقصص....الهواء عليل...والأرض مفروشة بأزهار مختلفة الألوان كأنها مفروشة بزرابي مزركشة...صوت العصافير وخرير المياه يبعث الأمان والطمأنينة في نفس الإنسان...ظلال الأشجار الطويلة التي تنعكس على مياه البحيرة التي تتخللها خيوط الشمس البراقة..ترجلنا من السيارة وأكملت تأملي للمنظر الخلاب الذي وقع على أنظاري...قطع تأملي صوت باريش.
باريش : مرحبا با جميلة..لم ألمحك قبلا هنا..
نظرت إلي باستغراب وكأن عيونها تقول لي ما بك يا بني!!لقد نزلنا للتو من نفس السيارة...أكملت كلامي قائلا : كم عمرك الآن يا صغيرة؟هل أخمن لوحدي؟أظن أن عمرك يناهز الرابعة عشر .ألست محقا؟
ضحكت ألتشين بمعنى فهمت قصدك أيها المجنون.
ألتشين : أجل عندي أربعة عشرة ..وأنت كم عمرك؟
باريش : أنا أقارب الثامنة عشرة.....هل نصبح أصدقاء؟منذ زمن وأنا أود إيجاد رفيقة درب .
ألتشين : بشرط واحد..إن نفذته فسأكون رفيقة دربك.
باريش : أأمري فأنا طوع أوامرك.
ألتشين : سأبدأ بالجري الآن..عد لمدة دقيقة ثم الحق بي.فان لحقت بي قبل وصولي لقمة هذه الغابة كنت لك رفيقة درب.
باريش : ماذا إن ضعت بين كثافة الأشجار..ولم أجدك.
ألتشين : من يرافقني في دربي عليه إيجاد طريقي حتى وإن كان مغمض العين.
باريش : سأكون ذلك الذي يجدك حتى وسط الظلمة الحالكة..فان كان قلبي بوصلتي فإن كل اتجاهاته تقود إليك.
ألتشين : إذا ابدأ العد و رجاءا اربح الرهان ..لأنه حقيقة لا أود أكمال حياتي والوحدة تقتل كياني.

صراع المال و القلوب للكاتبه اسيا ❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن