❣part 20❣
----------- في اسطنبول ------------
قدمت ألتشين إلى شركة أولسوي بعد أن كان لها موعد مسبق مع باريش.
ألتشين : مرحبا كيف الحال؟
باريش : ممتاز....ما هذا؟ويشير بيده لوجهها.
ألتشين : ماذا!!! هل هنالك شيئ على وجهي؟
قام باريش بإخراج مرايا من درج مكتبه وتقدم نحو ألتشين وقف خلفها مقدما المرايا ليريها وجهها.وهمس في أذنيها هل رأيته؟
أغمضت ألتشين عينيها متحسسة قرب باريش منها.قالت و نبضات قلبها متسارعة..لم أرى أي شيئ يعلو وجهي.
باريش : ألا ترين هذا العبوس الذي يعتلي وجهك؟لقد محى معظم ملامحك..حتى بتت لا أعرفك.
أصبحت ألتشين تتنفس بصعوبة واحمرت وجنتاها..وزادت حرارة وجهها....حاولت امتلاك نفسها وعدم ذوابنها من كلام باريش ووضعيته فقد كان شبه معانق لها..وأجابته : كما يقول جدي هذا تعب السنين بادي على وجهي.
أكمل باريش كلامه بهمس دون تغييره لوضعيته : أيليق بشفتاك ذكر مثل هذا الكلام؟فأنت لا تزالين في مقتبل العمر....ردت ألتشين قائلة : تعب السنين لا يقاس بعددها و إنما يقاس بما عايشه الإنسان ....أكملت كلامها متنهدة قد تقول ما هم هذه الفتاة الصغيرة..فقد ولدت وفي فمها ملعقة من ذهب..لكن الإنسان يتعلم أن المال لا يصنع السعادة..الفتاة التي أمامك تركت من طرف والدتها وهي صغيرة السن..وفقدت بعدها والدها..تعلمت منذ صغرها أن تمسح دموعها لحالها..أن تحتضن وسادتها إذا شعرت بالحزن لا حضن والدتها...علمت العمل منذ الصغر كالآلة لتكبر في عيني جدها..هذه الفتاة لم تعرف معنى اللهو ولا اللعب ..لم تمتلك دمية في حياتها ولا ذهبت في نزهة ولا ضحكت من قرارات نفسها.....هل فهمت سبب عبوس هذا الوجه يا سيد باريش.....كان كلام ألتشين بالنسبة لباريش كالصاعقة..حين إكمالها لحديثها سحبها إليه وعانقها قائلا : آسف لفتح جروحك..حقا آسف...مسحت ألتشين دموعها وتصنعت الابتسامة.قائلة:هيا لنعود للعمل..ضيعنا الوقت الكافي..هيا...رد عليها باريش ممسكا بيدها : لا وجود للعمل اليوم يا حلوة.
خرج باريش من غرفة المكتب جارا وراءه ألتشين قائلا للسكرتيرة : ألغي كل مواعيدي اليوم فأنا لست موجود.
ألتشين : إلا أين سنذهب يا باريش؟
باريش : لا تحشري أنفك كثيرا يا جزرة ..ستعلمين حينما نصل.---------- في ايطاليا ---------
خرجت هازان من الحمام بعدما تأنقت " ارتدت سترة سوداء اللون وسروال جينز مشقوق " تعطرت برائحة الياسمين ...صففت شعرها على شكل ذيل حصان وخرجت..هب نسيم حامل لرأئحة الياسمين الخاصة بهازان في الصالون حيث كان يتواجد ياغيز...إلا أنه لم يرد رفع رأسه مخافة أن يسحر بجمال هازان....هازان والتي قطعت وعدا على نفسها أنها ستضايق ياغيز كلما سنحت لها الفرصة بدأت بالتنفيذ.
هازان متصنعة اللطافة : سيد ياغيز هل لنا أن نتناول الفطور سوية؟لا أحبذ تناوله لوحدي وأنا جائعة للغاية.
ياغيز : إذن جدي لك مرافقا آخر ..فأنا مشغول ضيعت معك ما يكفي من الوقت.
هازان : رجاءا رجاءا ..لا يمكنك أن ترد طلب فتاة لطيفة مثلي.
ياغيز : أووف يا أووف إن لم أوافق فلن أسلم من فمك...سأرتدي ونخرج.
ابتسمت هازان ابتسامة شيطانية..فقد بدأت خطتها تسير كما أرادت هي...اتجهت لغرفتها لأخذ حقيبة يدها. والمكر باديا على وجهها...اكمل ياغيز ارتداء ملابسه و خرجا من الغرفة.
ياغيز : ما كل هذا اللطف يا آنسة هازان؟
هازان : سامحك الله يا سيد ياغيز...أليس علي رد الجميل لك؟فلولاك لما كنت هنا الآن..واعتبره اعتذار عن الجرح الذي سببته ليديك.
ياغيز مندهش من تصرفاتها متحدثا لنفسه : هذا مستحيل !!! لا أستطيع تحليل شخصية هذه الفتاة مهما فعلت. فهي في كل لحظة شكل......قطع لحظة سهوه هذا قائلا لها : أين تودين الذهاب آنسة هازان ...بما أنك أنت صاحبة الدعوة.
هازان : لا يهم المكان أبدا ...المهم أن أسكت عصافير هذا البطن الجائع.
ياغيز : تمام إذن لا داعي للابتعاد كثيرا سنذهب لحديقة الشاي الخلفية للفندق.
وصلا للحديقة واستقبلا من طرف النادل...اختارت هازان طاولة قرب بحيرة البشع......كانت أشعة الشمس تنعكس على جمال وجهها وجمال لون شعرها مظهرة تفاصيل وجهها فكانت أشبه بلوحة زيتية ..سرح ياغيز وسط هذا الجمال لدرجة أنه فقد الادراك عما يجول حوله إلى أن قاطع شروده صوت النادل.
النادل : ماذا تطلب يا سيدي؟
ياغيز : آه...أريد " شطيرة بالجبنة وكأس قهوة "
النادل : حسنا ...و أنت يا سيدتي؟ماهو مطلبك .
هازان : نفس طلب السيد..
لكنها نادت للنادل وهمست ببضع كلمات في أذنيه.حينما كان ياغيز يجري اتصالا هاتفيا مهما.