❣part 113❣
هازان: ما بالك لا تنظر حتى في وجهي؟أفعلت لك شيئا ما؟
ياغيز: لم تفعلي شيئ أليس كذلك؟
هازان: أجل لم أفعل..مالذي فعلته يعني حتى تعاملني بهذا الجفاف الآن..
ياغيز: فعلت الكثير يا هازان..فعلت الكثير...لا أود الحديث فلتغلقي على الموضوع لنطمئن على يافوز..وهنا تستوقفه هازان بشد معصمه..
هازان: اترك يافوز الآن هو مع حبيبته حتى أنها ستزف له خبر خاص فلنتركهما لوحدهما كما أنني أود الحديث..لقد كدت أموت اليوم ولكنك لم تأبه لم تحاول حتى التخفيف عني ماذا لو دخلت في نوبة آه؟ما كنت ستفعله حينها؟
ياغيز: كان هنالك من تعرفينه حق المعرفة..حتى وأنك واثقة منه كثيرا أليس كذلك؟
هازان: ماذا تقصد بقولك هذا..
ياغيز: الذي أقصده أنك غادرت اسطنبول دون اخباري يا آنسة ..وحين علمت بالخطر الذي يحوم حولك كدت أفقد عقلي من شدة خوفي..لحقت بك لهنا وأنا كالمجنون الذي لا يعرف أين مواطنه وإلى أين سيلجأ..ومن ثم أتعرف على شخص لازال يحتفظ بصورك لحد الآن على مكتبه كونك كنت حبيبته ولم أدري بالأمر مسبقا عن هذا. وكونك تعرفين بهار وصوفيا منذ القدم وأخفيت الأمر عني..ويا لها من صدفة أنك لا تزالين تثقين في الغليظ وتقولين أمام مسامعي أنك أكثر شخص يعرفه.لم تفعلي شيئا صحيح؟و أنا مذنب الآن بمعاملتك هكذا؟
هازان: ليس لك الحق بمحاسبتي أفهمت؟ليس لديك الحق بمحاسبتي على الماضي..يحق لك محاسبتي على ما أخفيته عنك بعد تعرفنا..وكوني عدت لانجلترا من دون إخبارك كان لحمايتك من الخطر لا غير..
ياغيز: لا نستطيع الاكمال هكذا..فقدت ثقتي فيك نهائيا انتهى ما بيننا آنسة هازان..
هازان تغرورق عيناها بالدموع إلا أنها تبقى صامدة: لينتهي أجل لينتهي..أصلا لنعتبره أنه لم يبدأ حتى...
حينها أتى جورج فرأى عيونها مليئة بالدموع اقترب منها حاضنا إياها: ما بك يا ملاكي؟ما بك؟ما سبب دموعك هاته؟لقد اشتقت إليك كثيرا.....وهنا قام ياغيز بالاقتراب منه لاويا معصمه قائلا: لا تقترب من شيئ لا يخصك يا هذا..وإلا يصيبك الأذى...
هازان: شكرا على كل شيئ جورج..سأمر حين يستعيد يافوز عافيته لاخذ جزائي..لكن رجاءا لا تورطوا بهار بالموضوع إذ أنها حامل..فلأتحمل كل الموضوع..
جورج: لا سبب لفعلك هذا..لقد محيت كل سجلاتك فمساعدتك للشرطة في العملية كفيلة بغفران ذنوبك..
هازان: حقا أتشكرك ..سأمر على العم مايكل إذن..والآن فلترحل أحسن لا أريد أن يتوتر الجو أكثر من هذا..
ياغيز: ما بالك تحدثينه هكذا آه؟أتودين أن تصيبيني بالجنون؟
هازان: ما سبب اصابتك بالجنون يا هذا؟ألم ينتهي ما بيننا.
يقوم ياغيز بالاقتراب منها واضعا جبينه على جبينها: حتى لو لم تكوني لي لا أسمح بحديثك مع غيري بتلك الطريقة لا أتحمل..بهار: خيرا يا شباب ما هذه الوجوه العابسة؟ألا تودون الاطمئنان على والد طفلي؟أم أن صحته لا تهمكم؟
هازان تمسح دموعها: لا طبعا نود الاطمئنان عليه..تركنا لكما الوقت لترتويا من اشتياقكم فقط..يعني تركنا لكما بعضا من الخصوصية..
يدخل الثلاثة لغرفة يافوز..
ياغيز: حمدا لله على السلامة يا صاح..ستصير أبا مبروك..
يافوز يضحك بخفة: لو دريت أنني سأبلى بهكذا بلوة لما تمنيت أن يتموا إخراج الرصاصة التي دخلت جوفي بنجاح..
بهار: آه..هكذا إذن سيد يافوز؟لا تخف لن أجعلك متورطا سأربي ابني لوحدي..
يافوز: تعالي هنا يا مدللة تعالي..هازان ما سبب عبوسك هذا؟
هازان: متعبة من الحادثة لا غير..لا تفكر في شيئ يا أخي إلا عودة صحتك لك..سأذهب للمنزل علي أخذ قسط من الراحة..
بهار: هل سترافقها يا ياغيز؟
ياغيز: لن أفعل..لن أترككما لوحدكما هنا...
هازان: لا بأس لأذهب لوحدي.....
مرت الأيام وبدأت صحة سافوز بالتحسن.واستسمحت هازان من جورج طالبة منه أن يتمم حياته بعيدا عن شبحها الذي يرافقه لكل مكان..وتشكرت العم مايكل الذي كان لها سندا في ورطتها تلك..خرج يافوز من المشفى فصار موعد الرجوع لاسطنبول....عاد الأربعة لأرض الموطن والأجواء بين هازان وياغيز لا تزال متوترة..أما يافوز وبهار فكان كل تفكيرهم متحور على الفتى الذي سيرزقون به..مفكرين في ميعاد عقد قرانهم..
يافوز: ستصاب أمي بالسكتة حين إعلاني لها أنني قررت الزواج..
بهار: ولما ستصاب بالسكتة يا هذا؟ألا أروق لها يعني؟
يافوز: لا..لكن الخانم تود أن تختار لي هي عروستي المستقبلية....إيه يا شباب ما سبب توتركم هذا؟ومتى سنفرح بخبرية عقد قرانكم أنتم الاثنين؟
هازان: لا تحلم بهكذا أشياء يا يافوز فالباشا لم يعد يثق بي.
يافوز: أووف يا لا تدعوا ثغرات كهاته تقف في وجه حبكم هذا..
ياغيز: رجاء فلتغلق على الموضوع يا يافوز..رأسي يؤلمني بشدة..أود الوصول للمنزل للاستراح فقط..وعدم التفكير في أي شيئ..أين ستنزلين يا خانم؟في منزل والدك؟
هازان: لا سيد ياغيز سأكون كالشوكة العالقة في حلقك..سأنزل في بيت جدي..يعني حتى أنا يعتبر منزلا لي..
بهار تضحك: ألم تملي يا ابنتي كونك شوكة في بلعوم الغير؟سابقا كنت شوكة في بلعوم نادين..والآن تودين أن تكوني شوكة في حلق ياغيز؟
هازان: أجل يا بهار...سأكون شوكة له إلى حين عودة عقله لرأسه..
يافوز: قربت نهايتك يا صديق..والآن انتهت رحلتنا معكم يا شباب ها قد وصلنا لمنزلنا..علي الاعتناء بحبيبتي.
ياغيز: ما عساي أفعل؟بليت نفسي بمجنونة... فلتعتني بنفسك أيضا يا صاح.