❣part 56❣
كنت واقفا أمام شباك الغرفة...فلمحتها تجول في الحديقة...بقيت متأملا في وجهها...قد لا يحق لي فعل هذا بعد الآن...كيف سأتحمل البعد عن شعرها الحريري ذاك.....كيف لي أن أشتم رائحة الياسمين التي تنشر منها؟..لم أستطع البقاء واقفا أمام الشباك بعيدا عنها وهي قريبة مني لهذه الدرجة...حملت سترتي الجلدية وخرجت للحديقة ..أردت الحديث معها ولو في مواضيع ساذجة...حتى ولو تجاكرنا لا يهمني الأمر ...المهم أن ألذذ سمعي بصوتها الرقيق ذاك...اقتربت منها مستنشقا رائحتها العطرة عسى أن أحفظها في فكري كي أتذكرها كلما أحسست بالشوق نحوها....حين إحساسها بشخص يقف خلفها استدارت فتلاقى نفسينا ببعضهما البعض...كانت بعيدة مني قدر شبر واحد..أردت ضمها لحضني وبشدة....صرخت قائلة : ماذا تفعل هنا يا غبي؟لقد أخفتني...كيف وصلت لهنا؟ومالذي أتى بك أصلا.
ياغيز : ربما أردت الفضفضة لصديقتي ...ألا يحق لي ذلك؟
هازان: آه أتيت لتفضفض مع هذه النافورة!!! يا لك من رومانسي...
ياغيز : نافورة ماذا يا ابنتي؟أتيت للحديث مع إنسانة لست مجنونا بقدر إحدى الفتيات لأكلم النافورة ..
هازان : هل يوجد إنسان آخر هنا يا ترى؟؟للأسف لا أستطيع رؤيته....فقدت قدراتي غالبا!!
ياغيز : فقدت عقلك غالبا وليس قدراتك يا هاته....أتيت للحديث معك أنت...أولست بإنسان؟
هازان : هل تقول عني إنسان!!! أنا!!! لا والله لست كذلك...ظننتك تعي أنني لست بإنسان..لذلك عاملتني بكل تلك الأنانية قبلا....فلو حسبتني إنسانا يملك قلب لما فعلت ذلك..فقلب الإنسان يحطم يا هذا...زد هذه المعلومة لمعلوماتك.
ياغيز : مالذي فعلته أيضا يا ترى؟
هازان : ظننت حقا أننا مقربين لبعضنا...لكن كنت مخطأة كالعادة في اعتقاداتي..أنت حتى لم تخبرني عن قرارك بالزواج ..أنا فتحت لك قلبي لمرات...ولكن أنت لم تفعل ذلك ولا لمرة....هذا يؤلم ألا تدرك ذلك.
لم أستطع منع نفسي فسحبتها إلي وضميتها بكل قوتي قائلا : أنا آسف ...حقا آسف يا صاحبة العيون الليلية..آسف على الألم الذي سببته لك...لأسرك سر..قلبي يحترق يا فتاة..وليس باستطاعتي فعل شيئ....
هازان : وما سبب احتراقه يا هذا!!
ياغيز:لنصمت فقط يا ملاك...أحيانا يكون الصمت المخرج حينما لا يمكن للكلمات شرح ما نشعر به ...لنصمت فقط مصغيين لهدوء الليل....لنفعل هذا فقط...أريد أن أنعم بالهناء ولو لمدة قصيرة من الزمن...فلتمنحيني هذا رجاءا......-------------
يافوز : هل أنتظرك هنا يا آنسة لأعيدك إلى المنزل بعد لقاءك بصديقك ذاك؟
بهار : لا حقيقة شكرا...لا داعي لفعلك هذا ...
يافوز : كيف لا داعي لهذا يا ابنتي؟الوقت متأخر هل لي أن تركك تعودين لوحدك؟لست فاقد وجدان غالبا.
بهار : أعلم أن الوقت تأخر...لكن حقا لا داعي لخوفك فكما تعلم فأنا لست وحيدة بل سأكون برفقة شوكرو.. يافوز :والله خوفي يزيد عن حده كونك برفقة شوكرو أو موكرو لا أعلم من يكون....كيف لي أن أأمنك لدى شاب في منتصف الليالي يا فتاة..
بهار: مالذي تقوله حبا بالله يا هذا...غالبا أصابك التخلف..
يافوز: إن كان المنطق تخلف..فأجل أنا متخلف....يا ابنتي كيف لي أن أترك النار والبارود في نفس المكان...إلا إذا كنت أحمقا يا هذه.
بهار: نار ماذا وبارود ماذا!!! صرت تهذي كثيرا سيد يافوز.
يافوز: هل قلت كلاما خاطئا يا آنسة؟إن فعلت فنبهيني...إنك ذاهبة لمقابلة فتى في منتصف الليل..ولست بصدد مقابلة فتاة افهمي هذا...
بهار : وإن كان فتى؟مالمانع؟والله أحس أن جدتي هي المتحدثة هنا..قال فتى وفتاة قال ....
يافوز : تقولين أن فتى في منتصف الليل يرى جمالك هذا ويتحمل دون فعل شيئ.
لهار : آه...انظروا لعديم التربية هذا...يا ابني سأذهب لمقابلة صديقي وليس عشيقي...هل استطعت افهام عقلك ذاك غالبا..
يافوز : حتى وان كنت ذاهبة لمقابلة خادم بيتكم لن أسمح لك بالمكوث معه لوحدك ولفترة طويلة..
بهار : ما دخلك يا هذا ما دخلك؟أقابل من أريد ومتى أريد..
يافوز : أنت مخطأة كثيرا في تفكيرك يا هذه لن أسمح بهذا مهما حدث ليكن لك علم....حتى لو اضطررت لترك أبواب السيارة مقفلة
في هذه الأثناء أعاد شوكرو الاتصال.
بهار : ألو شوكرو أنا عند باب الفندق..أين أنت؟
شوكرو : في الغرفة...هيا تعالي.. بهار : يا شوكرو سائق السيارة الذي أوصلني متخلف قليلا...قال أنه لا يسمح لأية فتاة في اسطنبول مقابلة شاب في الغرفة بعد منتصف الليل..لذا أنا محتجزة هنا...هل بامكانك النزول؟
يافوز : فاي فاي آنسة هاندى...وتقومين بشكايتي لصديقك ممتاز.
بهار : والله إنها الطريقة الوحيدة لأنجو من هذيان مجنون مثلك يا هذا..
❣part 57❣