103-ماشية زي الجاموسة الشاردة محدش عارف يمسكك

3.4K 256 75
                                    

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يلا بينا على طول🤍
سموا الله وصلوا على الحبيب.
متنسوش الڤوت⭐

بقي كريم مربوط بجوار الباب يراقب بصمت كفكفتها لدموعها ولملمتها لشهقاتها عنه، كان يعلم أنه إذا دلف الآن سيخسر أكثر مما يكسب، فتوقف عند هذا الحاجز الهش الذي وضعته هي حولها.

لم يكن لديه سوى البقاء على مقربة يراقب بقلق يعتريه خوفه أن تداهمها نوبتها فتفقد وعيها وتسقط فلا تجده حولها،  بقي على وضعه وبقيت هي على حالتها لنصف ساعة أخرى لم تغير شيء غير أنها تزداد في التحسّر والضعف أكثر.

كانت كل أفكارها تدور في فُلك واحد، وصية والدتها التي خانتها، تنظر الى نفسها باشمئزاز كيف أنها منافقة لهذا الحد؛ عاشت سنون تسعى خلف المال وتقول أنه لأجل بيجاد، وفجأة عندما ظهر كريم لمعت عيونها وخفق قلبها فضَعُفت، وفتحت له الابواب بلا إذن، فسحب بساط بيجاد كله ورماه خارج كل اهتماماتها ثم بني لنفسه منزل بأرجوحة مريحة داخلها وجلس عليها بمنتهى الهدوء.

لامت على كريم وجوده بداخلها كيف له أن يفعل هذا،  إلا أن ضميرها لم يقف ساكن بل أجهض كل عبثها التالي بكلمة واحدة هشمت كبرياءها اللعين عندما همس لها: أنتِ مَن أحبَ هذا الرجل.. لقد كان ثورانها على نفسها أكثر من احتمال قلبها.

ازداد بكاءها وشعورها بالذنب، وبدأت المتواليات بخفق بابها والمرور فلقد أخطأت حقًا فى ترتيب أولوياتها والأسوأ أنها تعلم أن الكتمان ليس حل، وأن عجزها عن بدء حوار معه ومناقشته او البوح بخواطرها هو مجرد غباء تغطيه بملاءة الكرامة المهترئة.

طغت شهقاتها عليها وبدأت تهتز فلم يكن على كريم سوى أن يتدخل لإيقاف كل هذا قبل أن يتفاقم الامر فأدار وجهه ورفع صوته بحمحمةٍ واضحة لتسمعها،  وفي الحقيقة كانت فعلته فى محلها،  لقد اختطفتها من البكاء فركضت إلى الحمام وفى يدها الاسدال ومن بعدها لم يسمع سوى صوت المياه.

انتظر لبضع دقائق ثم اقترب من باب الحمام،  هل تبكي فى الداخل أم انها تستحم،  لكنه لن يترك للظنون مجال، لن يتركها فى مكان مغلق عليها بحالة كهذه،  مد يده وطرق الباب بقوة وناداها:
رِقة....  خلصتي؟

ردت عليه بصوت مهتز:.
انا لسة داخلة...
فنطق:
معلش بس خلصي بسرعة عشان محتاج ادخل...

سكنت لثانية ثم ردت:
طب ما فيه حمام الدور برة وتقـ...
-لأ افتحي الباب دلوقتي... انا مش هقدر ادخل اللى برة..

قطبت حاجبيها وأُجبرت أن تنهي عزلتها فى الحمام اقتربت من الباب وهي تتساءل كيف ستفتح الباب وتواجهه بوجهها المنتفخ من البكاء، لكنه صاح عندما فهم حتى سكونها:
الفوطة بتاعتي فين؟  مش هنا!

ردت عليه:
فى الغسيل... انا شيلتها الصبح...-ثم انتهزت الفرصة- هات واحدة تانية من الدولاب.

شظايا ثمينة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن