113-متنامش كفاية اللي ناموا قبلك

1.9K 223 47
                                    

سموا الله وصلوا على الحبيب
متنسوش الڤوت ⭐
يلا بينا.
بسم الله. ــــــــــــــــــــ

«انتى مشيتي ليه؟ مصدقتيش ان حنان الممرضة؟  طب ليه رميتي حاجتك برة كدة؟.. ليه تقهريني كدة؟»

قالها كريم بقلب نازف فارتعشت شفتيها عندما سمعت القهر يتغلغل في صوته ونظراته التي أفشت ضعفًا أراد كبته في داخله، فتهربت رقية من الرد وانحنت على ركبتيها لتتحجج بأنها تلملم بقايا فنجان والده المكسور، تصرفها البليد أثار غضبه فهدر مجددًا:
انا بكلمك.. ردي عليا

لم تكن تحبذ أن تلملم أثار فنجان القهوة التي اعتصرت رائحتها روحها قبل معدتها وأعادتها لذكريات أمها المذلولة بحرق القهوة فدمعت عيونها وهي تختار بين الأمرّين أخفهم مرارة عليها، كبرياؤها لم يسمح لها بإخباره عن السبب، ليس الآن! ربما بعد قليل أو في المساء فاستمرت في التهرب منه بلملمة بورسلين إرث والده المنكسر على الأرض.

كانت مشاهدتها تتجنب النظر له شعلة لإضرام نار غيظه فاقترب منها وجثى على ركبتيه، ثم مد يده اليمنى وسحب القطع من يدها عنوة فاختل توازنها إلى الخلف فسقطت جالسة على الارض.

نظر لها وزفر باستياء لم يكتمه صدره وأغمض عيونه ثم اقترب منها بخطوتين أخذهما حبواً على ركبتيه تجاهها ليساعدها على النهوض لكن ردة فعلها قتلته بصمت عندما انكمشت منه ولملمت ساقيها وحمت وجهها بذراعيها خوفا منه ان يعيد فعلته السابقة.

وقعت عيونه على جسدها المرتغش فتجمد صعقاً فى مكانه، ولاح تساؤل مرير في خاطره: هل أصبحت الآن تتوارى منه؟ هل كُسِر كل الأمان بينهما وأصبحت ترتعب من اقترابه لتلك الدرجة!.
 
جلس أمامها يراقب ما صنعه تهوره فيها وفي علاقتهم، مهما كان محق في غضبه عليها فهي ماتزال حالة خاصة، حالة رقيقة لا تحتمل ذلك الوابل القاسي الذي أمطرها به، فأفسد بيده ما بناه فى شهور طويلة فقط في دقائق قصيرة من الغضب.

ارتخى جسده ووضع كفوفه على ركبتيه ناسياً الجرح والألم في يسراه فألم صدره أعظم وأغلظ، والتجم حلقه فهو لا يعلم ما يمكن أن يقوله، أما هي أمامه فكانت منغلقة على نفسها ومنكمشة وكأنها تجابه حيوان بري تخشى أن ينهشها حية.

بعد دقيقة رفعت رقية وجهها تمرر نظراتها على وجهه الشارد وتعابيره البائسة وعندها وقعت عيونها على بنطاله الملطخ بدمه ورأت أيضا بضع قطرات قليلة تناثرت أمام ركبته؛ فبدأت نبضاتها تتسارع وعيونها تتوسع.

رفعت كفها المرتعش تجاهه وفتحت ثغرها لتتكلم  لكن قبل ان يخرج صوتها من حلقها لمحت كفها المصبوغة بالأحمر هي الأخرى ولم تعلم متى أو كيف حدث هذا، حدقت بباطن كفها ثم ظاهرها وتأكدت أن الجرح ليس منها، لكن هذا لم يريحها بل أرعبها فوق ارتعابها، فأعادت عيونها الهالعة إليه وكل ما يضرب وعيها صورة دماء إخوتها التي لطخت يديها سابقاً، كانت مثل هذه، دماء لا تعلم كيف أو متى تلطخت بها أصابعها.

شظايا ثمينة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن