105-ابن الدادة.

2.9K 266 93
                                    

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يلا ندخل فى الموضوع على طول
متنسوش الڤوت⭐

«اختيارك صح يا حبيبي... احنا مش هننزلهم إلا قبل الافتتاح على طول، عشان تفضل الواجهات زاهية ولما تنزل السواتر تنزل وكل حاجة تمام ومفروشة.. حتى نكون ركبنا الإضاءات»

ابتسم وذهنه يترنم بكلمة حبيبي وكأنها انشودة الحياة فى قلبه، وفتح لها الباب فدلفت وهو خلفها يسير وعيونه لم تنزل عن كيانها، تتمايل وتتهادى وكأنها تتقصّد أن تريه نعومتها وهي تسير أمامه.

تتغندر وتتجه إلى غرفة مكتبه وهو مازال يتبعها كالمسحور يراقب تحركاتها الانثوية ويقع في غرامها أكثر وأكثر.

شرد فى المرة الأخيرة التي كانا فيها هنا، لقد كان يحارب شيطانه ألا يمتّع أنظاره بها وجاهدا لكي يغض الطرف عنها على الرغم من مشيتها الجافة حينذا، أما الآن؛ فإطلاق البصر لها عبادة وهو يجيدها، وأما هي فتغويه وتوافقه تعطيه ما يتوق له إلا الكثير.

دخلت من الباب وهو خلفها كمن يسير خلف مزمار الهوى وصلت أولا إلى مكتبه الخشبي ثم بدأت تدور حوله وتسير بدلال حوله ترسم بسبابتها خط يتماشى مع إطاره المستطيل حتى وصلت إلى رأس مجلسه وقعدت على كرسيه الوثير.

أعادت ظهرها إلى ظهر المقعد وأخذت تلتف به حول نفسها بضع مرات فضحك ووضع ما بيده على سطح المكتب امامها ثم أخرج زجاجات مياه من ثلاجة صغيرة بجوارهم وبعدها جلس على أحد المقعدين أمام المكتب ورفع ساقيه على المقعد المقابل له، فنظرت تجاهه بكبرياء مزيف ونبست:
اقعد عدل قدام شريكتك فى الحلم يا ولد.

ضحك وازداد عناده فانزلق على المقعد أكثر ثم رفع ساقيه فوق سطح المكتب وأقدامه فى وجهها ونبس بابتسامة مشاكسة:
أقعد براحتي يا أم العيال..

رفعت حاجباً دون الآخر ثم استقامت وأمسكت ساقيه وقلبتهم الى الأرضية ثم فتحت زجاجة الماء وهي تتكلم بسوقية:
مقبولة منك لاجل العيال يا حوكشة.. بس خلى بالك المرة الجاية يا عيوني..-غمزت له- هتحط الجزمة فى وشي هأكّلهالك..
-لا احنا بقينا جامدين بقا وهتأكليهالي! لا شبعان والله يا سِت السيد
--طب متقعدهاش تاني القعدة دي عشان عيبة فى حقك

لوى زاوية شفته العليا ونبس بكبر ونظرات التحدي تطير الى عينيها:
عيبة؟
-آه عيبة أوي.. عيب تقعد كدة!
--يعني احنا كل مشكلتنا دلوقتي فى قعدتك وقعدتي؟

همهمت بإصرار وعناد فضحك ثم بدأ ينفض الغبار عن بنطاله الذي مسح به أتربة سطح المكتب ثم تكلم بنبرة غير مبالية وصوت هامسٍ ماكرٍ:
طب ما تيجي تقعدي هنا وقوليلي يا بابي؟

غصّت فى مشربها وأخذت تسعل بلا توقف عندما سمعت جملته مع التربيتات على حجره ظنًا منها أنه يطلب منها أن تقترب وتفعل ما لا يمكنها تخليه حتى، فصدحت ضحكته من مشهدها ثم همس:
متلعبيش بالولاعة وانتي بتعبي التانك يا عسل..

شظايا ثمينة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن