꧁إهداء للقمرات ꧂
Ro Lies & Menna Goda
كل سنة وانتم طيبين يا عسلات
متنسوش الڤوت والفولو⭐
صلوا على الحبيب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«هترجعيلي تاني صح؟»
قالها بصوت مرتعش فتسرب ضعفه وخوفه من فقدانها وتسلل إلى عمق راجفها فضاعف خفقاته وآلم صدرها، أغمضت عيونها وأماءت له بخفة ثم اختفت عن عيونه بينما دمع خفيف قد سلك السبيل على وجنتيها وهي تركض خارج الغرفة قاصدة خارج المشفى وهي تسمعه يكلمها:
طب استني..يا بنتي..فين جزمـ...
بقي جالس في مكانه ينظر للباب الذي خرجت منه دقيقةً بعد دقيقةٍ وصدره يوغره، هناك طفل يتيم يصرخ بداخله أنه هجر وحده وهي لن تعود مجددًا، اختلج صدره ودمعت عيونه قليلاً بضعفٍ لم يستطع قلبه المتعب كتمانه، ولا حتى جسده يسعفه أن يركض خلفها، هل غادرته بالفعل؟ هل يطلق سراحها أم سيقبض كفيه حولها ويحاول أن بعيدها بالقوة...
انقبض خافقه من أفكاره وشعر بدموع هادئة تتجري على وجنتيه فمسحهم وتحمحم سريعاً بخشونة واستقام ليعطى ظهره للباب المفتوح وقوى عليه الغلبة والقهر واستعظموا فمال على كفه السليم بقلب محترق مقهور، وتساءل بينه وبين نفسه لما عليه توديع الأحباء بين جدران المشافي، لما عليه أن يعيش شعورَ تركٍ ينافس قهر فقدان والده على سرير مرضه، اهتزت كتفيه قليلاً حسرة وألم على نفسه وعلى تعلقه بكل زائل وبائد، غطت كفه السليمة عينيه يكافح أن يوقف نزف قلبه ويحاول أن يفكر كيف سيعود الى بيته أو إلى أين سيعود!
وفجأة من اللاشيء شعر بدفء جسد نحيل يغلف جسده من الخلف بدون كلمات وبدون أن يزيل كفه المبتل بدموعه عَلِم من المعانق، فابتسمت عيونه قبل شفتيه وخفض يمناه ليسراها التي تموضعت على أضلعه ورفعها إلى ثغره مُقبِّلا للكف التي عادت وعانقته برغم الأسى والبؤس، وكأنه يحاول أن يقول لا تتركيني مجددًا ولا تلطمي رادفي الذي علم نوع جديد من الخفقان من أجلك فقط، استأنس وقفتهم معًا فسكن كطفل تائه عاد لحضن الأمان يشد ذراعها إليه وكأنهم في عالم آخر منفصل عن المحيط.
أما هي من عادت لتجد ظهر زوجها منكبَّا ومنحني يبكي بصمت لا يظهره لم تستطع التماسك، أو اتباع خطة التأديب في تلك اللحظة بل شق عليها أن ترى ذاك الحصن الشامخ المتمثل فيه يضعف هكذا، فأطلقت العنان لقدميها الحافيتين وبأحاسيسها قوّمت ضعفه وغلفت ظهره ليرتمي إليها، شعرت بيده تسحب كفها وبشفتيه تلثمها ببطيء فلامست أطراف أناملها دمعًا دافيء سفح قلبها فلم تستطع عيونها امتلاك زمام الدموع فدفنت وجهها في ظهره تستنشق رائحة الأمان الذي افتقدته لأيام مضت، غفلت عيونها للحظات بين دفئه وبين ندم الفراق واستحلت العناق كما فعل هو.
لكن في تلك اللحظة تذكرت مكان وقفتهم ومكان علاقتهم وخطتها لتأديبه، فحتى وإن كان قلبها ينبض على إيقاع أنفاسه لا ضير معه أن توضح رفضها لما فعله معها، كانت واعية للمحيط وواعية لما تريد فابتعدت بارتباك ووقفت تنظر للأسفل بوجه متشرب بحرارة الخجل، فاستدار إليها مبتسماً وهو يتنفس ارتياحًا.
أنت تقرأ
شظايا ثمينة
Детектив / Триллер«حذاء بكعب أحمر وحجر كريم أزرق وسلسال من الذهب الأبيض وبضع ذكريات دافئة على شاطيء البحر الفيروزي» كانت هذه كلها ذكرياته عنها، لا يعلم ان كانت حقيقة أم خيال، لا يعرف أين هي، كل ما يملكه عنها فى ذكرياته الاخيرة أنهم في شتاء الاسكندرية فى عام 2024 كا...
