134-كل الأطراف مجني عليهم وجناة.

5.5K 305 351
                                        

بسم الله،  يلا نبدأ على طول
متنسوش الڤوت ⭐
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعض من المر في القهوة يسكر شاربها، وبعض من السكر على الشاي يغازل مرارة ساقيِه، أما مرارة الحياة فلا سكران ولا غزل فيها.
إ~
______________

هنسميهم ايه؟»

همهمت رقية بها ثم نظرت له وهو يوقف المحرك، فقالت:
انت بتحب الولاد ولا البنات.؟
ابتسم وتنهد قائلا:
الولاد والبنات حلوين... كله من كرم ربنا..
-طب لو ولاد هنسميهم ايه؟
أخذ شهيق عميق وتمتم:
كنت عايز أقول أحمد و برهان... بس.. مش عايز أسمي أسامي توجع لما نقولها..
التفتت تجاهه ولاطفت خده فأغمض عينيه ومال على كفها وقبل باطنه، فابتسمت وهمست:
طب بلاش الولاد دلوقتي.. لو بنات هتسمي ايه..
فتح أعينه، وهمس:
ڤيڤو!

قطبت حاجبيها تتعجب لما اللقب طالما الاسم موجود، فابتسمت وسألته:
ليه مش ڤيڤيان.. أصل ڤيڤو ده دلـ...

عندها لاحظت ثبات نظراته المتوسعة الى خارج السيارة، فالتفتت تجاه ما ينظر إليه، فكانت هيئة شخص يقف قرب الباب لم تتمكن من رؤيته بوضوح من العتمة. لكن كريم رآها، كانت أمه تراقب ما يحدث بداخل السيارة كاد خافقه أن يسقط من مكانه ويتفتت لشظايا، ماذا عساه أن يفعل؟  هل يترجّل أم ويركض لها أو منها أم يصطحب زوجته أولا؟

أما هي؛ على الجهة الأخرى فقد وعت من الزائر، لن تخطئ فيها بعد أن وشمت ملامحها الشبيهة بكريم بالها، كانت تقف مستندة على عكازها الخشبي الأنيق ذا السلسة اللامعة في الظلام،  تنظر لهم بألف سؤال في بالها، فكان وقع اللقاء قاسيًا على رقية. لم تحب أن تكون تلك الخطيئة التي تفضحها الصدف، ولم تكن أفضل حالا من زوجها بل كانت أعينها متوسعة وقلبها يخفق في حنجرتها بين هلع وتوتر ورغبة في الصراخ والركض بعيدا، لكنها التفتت إليه فكانت تعابيره مقفهرة كأنه شاهد أسوأ كوابيسه حيًا يسعى أمام أعينه، فأصبح منقسم ومشطور بين أحب الأشخاص إلى قلبه لا يعلم إلى أين يميل، كأنه يتعجل شجار لم يحدث بعد، فتجمد في مكانه كتمثال ينتظر الزمن ليمر عبره، فتنهدت وعاجلته:
انزل لمامتك يا كريم..

التفت اليها بأعين تستغيث، فابتسمت بسمة خفيفة وأومأت ببطء لتطمئنه ثم التفتت تجاه بابها وفتحه، فازدرد ريقه بصعوبة وفتح الباب ليترجل، لكن جهة رقية كانت الأقرب منها، فوقفت أمامها مهتزة قليلاً بينما عيون ڤيڤيان تغزوها بين تقييم وتساؤل، كاد قلب رقية أن ينفجر من سرعة خفقانه لكنها خطت إليها وابتسمت بسمة مرتجفة وهمست بارتعاش:
ازيّ حضرتك؟ ..أنا رقية...

استضاقت عيون ڤيڤيان بعض الشيء فجبُنت رقية واهتز صوتها أكثر ونبست:
أنا...رقية الجوهري..

ارتسمت بسمة خفيفة على وجه ڤيڤيان وأومأت، لكن نظراتها مازالت تقيمها وتحاول استنتاج من تكون، فلقد رأت الملاطفات وقبلة باطن الكف بينها وبين كريم، فترددت رقية في تعريف نفسها كزوجة الابن عساه هو من ينطق بها أولا، فأتمت مشيرةً بيد مرتجفة تجاه المطعم المجاور للمنزل قائلة:
أنا مصممة الديكور بتاعة الفرع هنا..

شظايا ثمينة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن