123-خلى النعناع لوقت النعناع يا ست قلبي

5.9K 321 68
                                        

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بعتذر عن التأخير بس أكيد الحال واحد عندنا كلنا، كل سنة وانتم طيبين، أسأل الله أن يعطينا خير هذا الشهر وأن يبلغنا إياه لافاقدين ولا مفقودين.

يلا بينا على طول
متنسوش الڤوت ⭐

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

قالوا أن الفضول قد قتل القطة، لكنهم لم يخبرونا ما السبب الذي دفعها أن تكون فضولية، هل كان يستحق ان تدفع القطة حياته لأنها عرفته!.. هل نهرها أحد وأبعا أم أنها فقط كانت عنيدة لتدرك أن هناك شيء حتما سيكون أكبر منها في أحيان كثيرة، لكننا حين نفكر فقط في السبب والعوائق فلن نختلف عن القطة في فضولها، فهل هناك ما يستحق أن تدفع حياتك من أجل أن تعرفه!

جلس بينكي وبرين في داخل السيارة بصمت مطبق بينهم وكأن كلٌ منهم ينتظر من الآخر أن يجبره على الرد، ليس لشيء متوتر بينهما غير أن الكبير يحاول ايجاد طريقة يربي بها الصغير على معرفة قدره عند الحوار مع ذويه، أما الآخر فكان توتره قائم على الملامة وصعوبة الاعتذار عما فعله مع زوجة الأول، ففي تلك اللحظة كان بيجاد قد أدرك أنه مدين باعتذارين لا واحد؛ وهو لا يحب الاعتذارت.

جلسا في السيارة في ميدان ختام العمار من مدينة الاسكندرية في انتظار وصول أكواب الشاي التي طلبوها من المقهى المقابل، بعد لحظات ثقيلة طويلة أتاهم النادل ومرر من جهة السائق كوبين ورقيين يحتويان على الشاي وكوب ثالث وضع فيه بعض أعواد من النعناع كشجرة نابتة في المنتصف، أمسكه كريم ثم شرد وافتر ثغره بضحكة متهكمة مكتومة فأثير الصغير كعادته وسأله بسخرية:
ماله النعناع بيزغزغك ولا ايه يا أبيه؟

انتزعته نبرة بيجاد الساخرة عن أفكاره الوردية فرمقه كريم بنظرة ماكرة حانقة ثم أبان:
لسانك ده محتاج قصه والله.. كلمتين من دول لو رديت عليهم هيبقى منظرك أقل من نعل الجزمة...

امتعض وجه بيجاد بتعبير متعجرف ثم أجابه بصوت مرتفع متحدي:
والله!.. لا باين عليك انت اللي خايف تقول وبتجعجع بأي حاجة
-بجعجع؟ طب ماشي يا حبيبي.. الله يهديك..اقعد على جنب بقا..

ركب العناد بيجاد وكأنه جحش صغير وجعله يتكلم بكبر أكثر:
متحلوّش عليا يا كيم.. وقول بلاش تبقى جبان..
-اه انا جبان يا نوغة.. اسكت بقا..

قالها كريم ثم مد يده ونكز خد بيجاد بخفة مجيبا على عجرفته فدفع الفتى يده بعجرفة أكبر قائلا:
على فكرة انت بتعافر على الفاضي.. خايف مني ولا ايه!

ابتسم كريم بحنق خفيف من طريقة الفتى الذي كاد فضوله أن يفتك به فلم يشعر بطريقة كلامه المغرورة ولا نظراته الوقحة رفع كريم حاجبًا دون الآخر ثم نبس ماكراً بدوره متهكمًا:
يعني حشري وقليل الأدب...بس يالاه....
-طب ما تقول ولا محتاج عزايم!

شظايا ثمينة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن