سموا الله وصلوا على الحبيب
ومتنسوش الڤوت ⭐
أحياناً لمسة ذهبية بين أناملك وماضيك تنسيك آلامك، وأحيانًا تلك اللمسات لا تكفي فتمد كفك وتسحبها لتجبرها على البقاء. فهل كانت ماضي أم أنها حولك وأنت لم ترها.
----------
تسللت أشعة الشمس من الأبواب الزجاجية العملاقة بجوارهم فخلقت أضواء كريستالية من حولهم وكأن الأجواء تحتفي بهم فتعلقت رقة بطرف ملابسه كعناق صغير وقبلت وجنته برفق وهمست:
-إوعدني تاني متسيبنيش... انا بصدق وعودك يا كريم... انت بتوفي بيها..
همسها أخذ نغمة الرجاء وخوف الخذلان، أراد جبر خوفها فأحاطها بأذرعه وربت على شعرها برفق ورد لها الهمس:
-أوعدك مسيبكيش أبداً... ولو في يوم بعدت قبل الليل هكون معاكي... اوعدك ميجيش ليل عليكي وانتي لوحدك... اوعديني انتي متسيبينيش... اوعديني نفضل على طول سوا... واوعديني يكونلي عيل واتنين وتلاتة منك...
جملته الأخيرة أرسلت دفئا ناعمًا تسلل فطغي على صدرها وراحت عيونها تحوم من حولهم في المنزل تتخيل أطفال كثر يركضون في الأرجاء وينادوهم بالالقاب المحببة لقلب الأب والأم، ربما فتى أو فتاة او ربما توائم كإخوتها ونفسها.
لكن الهواجس لم تترك لها السلام البسيط داخلها فارتجف صدرها حينما تسللت لذهنها صوت حشرجات باسل النازف وضفائر توأمته المحترقة فدمعت عيونها، وتساءلت عن ذنبهم في جشع عمها، مازال صدرها عامر ضده بالحقد ومازال الانتقام شبح يراودها، مازالت تأمل بسكين كبيرة تنغمس في حشاه فتقتله.
من بين شرودها شعرت بلمسة خفيفة لوجنتها فوعت لعيون السُدُمِ الزرقاء أمامها ترمقها بأنعم النظرات وأحنها، فابتسمت وخانتها الدموع الصامتات فكفكفهم مجددا وهمس:
ليه الدموع يا رقة؟
أخذت شهيقها وأخرجته أنينا وهمست بصوت مرتعش:
لو كان باسل وبسمة عايشين دلوقتي... كان زمانهم سايبين بابا وماما وقاعدين معانا.. كانوا هيعملوا دوشة جامدة اوي..
تنهد بثقل واقترب منها ملاطفا لخدها:
الله يرحمهم جميعا ويرحم برهان..
رفعت وجهها له فارتسمت بسمة مريرة على ثغره فاستدرك:
بس معانا مش احسن من المكان اللي هما فيه!
عقدت حاجبيها وخرجت شهقة من حلقها أرجفته ولامته:
يا قسوتك... ليه كدة!
ألان ملامحه وهمس:
انا عمري كنت قاسي يا رقة؟ ...طب قوليلي انتي، احنا ولا معية نبي من انبياء الله يكفلهم؟
-تقصد..
-أيوة أقصد انهم في كفالة سيدنا ابراهيم والسيدة سارة في الجنة، أكيد حالهم احسن مننا.
ارتعشت شفتيها وفطنت مقصوده وانفلتت دموعها،فقالت:
انا بس مش قادرة اتخطى الفراق.. مش قادرة انسى اخر مرة شوفتهم فيها.
أنت تقرأ
شظايا ثمينة
Misterio / Suspenso«حذاء بكعب أحمر وحجر كريم أزرق وسلسال من الذهب الأبيض وبضع ذكريات دافئة على شاطيء البحر الفيروزي» كانت هذه كلها ذكرياته عنها، لا يعلم ان كانت حقيقة أم خيال، لا يعرف أين هي، كل ما يملكه عنها فى ذكرياته الاخيرة أنهم في شتاء الاسكندرية فى عام 2024 كا...
