136-يا بحري أنا وغرقي.

5.5K 368 311
                                        

الفصل إهداء للعسل مريم أحمد
ذكرى ميلادها النهاردة
وحابة أقولك  فين اللينك بتاع المخروبة دي، ومفهوش شاي بنعناع يا ست 😭😭❤
بحبك جداً♥♥

يلا نبدأ،  بسم الله
صلوا على الحبيب ومتنسوش الڤوت ⭐
ـــــــــــــــــــــــــــ

بعض الدروب تتشابك، وبعض التشابك يعرقلنا، فهل للعرقة من خلاص أم أنها لدروبنا دين واعتقاد وأقدامنا لن تلحد عنها!
.. إ~

«تفتكري مين؟»

قالها كريم بضيق ثم استعد للنهوض فجلست رقية بجواره وأجابت:
مش عارفة..
استقام عن الفراش وسحب قميصه من فوق الأرضية وارتداه قائلا:
تمام... هروح اشوف مين واجيلك...

ابتسمت وأومات له فخرج من الغرفة، لكن قلبها لم تسكنه الراحة؛ فمن سيزورهم في ذلك الوقت! استقامت واستلت معطفًا خفيف وغطت أكتافها ثم تسللت بجوار الباب وراقبت زوجها الذي وصل للطابق السفلي وهو يوقف أمه قبل أن تقترب من الباب قائلا:
استني يا أمي انا اللي هفتح متفتحيش انتي..

فأجابته ببسمة بشوشة عريضة قائلة:
لا لا ده مش حد غريب... دي چيلي... عرفت إني هقعد هنا فقالتلي هجيب حاجتي وآجي اقعد معاكم يومين..

تجمد كريم في مكانه وتوقفت يده عن مقبض الباب في الهواء، ثم استدار تجاه أمه وسأل بلا تصديق:
بتقولي مين؟

ابتسمت بوداعة وتمتمت:
دي جليلة حبيبتي..

رفع كريم عينيه تجاه باب غرفة نوم زوجته في الأعلى، تلاقت أعينه المصدومة بخاصتيها الثائرتين لثوان كانت كافية لتعلمه أنها لن تقو على التعامل مع هذا الموقف في لحظتها، مطت جانب شفتيها وأغمضت عيونها عنه ثم استدارت وغابت داخل الغرفة وأغلقت بابها على غضبها متمتمة تتهكم: 
لا دي مبقتش جوازة بقا... ده مسلسل عربي وحمضان كمان! قال جَنِينة حبيبتي قال..

ابعدت نفسها عن الباب وعن أي مواجهات حالية، فتهورها عندما تغار لا يمكن التنبؤ به، ربما المرات السابقات كانت قادرة على التعامل معها قدر المستطاع، أما الآن فكل زفير له حساب وكل نظرة عين تسجل عليها وبالتأكيد حضور تلك الفتاة ليس من أجل المباركات وإحضار الورود.

جلست رقية على طرف الفراش يتقاطر الغضب من كيانها، تفكر بتعابير مقفهرة ممتعضة، كيف تتعامل مع جليلة بطريقة لا خسران فيها بينما كل أفكارها عنيفة تدفعها لاستخدامها ككيس ملاكمة، لكنها حاولت ترسين الثيران الهائجة التي تتوق لجعل الطابق السفلي مسرح مثالي لجرائم متعددة، فهربت منها ضحكة متكدرة ثم تلفظت بغيظ:
جليلة الكرامة.. عديمة الدم..الراجل اتجوز.. ما تتلموا بقا!

أخذت شهيقها ثم تنهدت الزفير وبدأت تعد حتى العشر قبل أن تنزل الدرج وتستخدم أحد أحجبتها كمشنقة تزين عنق جليلة الثخين، رأسها يضج بأطنان من المخاوف لكنها الآن أمام اختبار جديد وعليها أن تجتازه أو تدهسه إن لزم. فكريم اجتاز أقصى مخاوفه المتمثل في أمه أمام أعينها ووضح رأيه في جليلة وبرهن ألّا وصال معها، لذا ليس هناك بد من الهلع بل عليها هدهدة أفكارها واختزال المجدي منها وتنفيذه.

شظايا ثمينة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن