رسَائل إلَى رُومَان

الفصل ٦٣

ضاقت عيون دونوفان بمهارة بينما كان لا يزال يحمل وميضًا فيهما.

حدق رومان في مصاص الدماء الأكبر بنظرة لامبالاة، لكن دونوفان كان يعرف رومان جيدًا، كانت تلك النظرة قاتلة في عينيه عندما اشتعلت في غضب.

"ماذا تريد ان تعرف؟" تساءل رومان، وكانت عيناه حذرتين بعض الشيء، وبدأ دونوفان يروي.

"ما رأيك أن تخبرني إذا كنت تعرف لماذا تشبه رائحة خزانة الفتاة رائحة هذه الريشة؟" سأل الحاكم دونوفان وعيناه الحمراء تنظران باهتمام إلى جولي التي بدت وكأنها كانت نائمة بعمق، كان نبض قلبها هادئًا ومسالمًا.

وسرعان ما تحولت الريشة التي في يد دونوفان إلى سحابة من الدخان تطايرت في هواء المكان الذي كان يجلس فيه.

لم تكن قدرة رومان مثل قدرة مُحوله، لكنها كانت قريبة حيث أن القدرة مستمدة منه ،حيث يمكن لدونوفان أن يُخفي الأشياء ويحولها إلى دخان، يمكن لرومان أن يحرق الأشياء بدلاً من ذلك.

كان رومان يعلم بالفعل أنه في يوم من الأيام سوف يتعرف دونوفان على هوية جولي، بسبب إهمال كورفين في إظهار نفسه لغريفين في الزنزانة.

قال رومان : "لقد نسيت أنه قبل أن يتم تخصيص الغرفة لها، كانت ملكا لي ذات يوم، ولا أزال أحتفظ ببعض الأشياء الخاصة بي هناك والتي لم يتم نقلها، لأنني لم أكن أعلم أن دانتي ستضع طالبا جديداً هناك."

مال رأس دونوفان إلى الجانب، وضاقت عيناه بمهارة على رومان"من المثير للسخرية أنك وقعت في حب نفس البشرية التي انتهى بها الأمر هناك."

"لا بد أن يكون القدر" قال رومان، وارتعشت شفتا دونوفان.

"القدر يمكن أن يتغير ويتغير يا روما، أنا متأكد من أنك على دراية بذلك بالفعل ،في يوم من الأيام اعتقد الناس في هذا المكان أنهم سيواصلون عيش حياتهم الإنسانية في سلام، ولكن بدلاً من ذلك، مات البعض منهم " قال دونوفان وقد ضاقت عيناه.

" بينما البعض يعيش كمصاصي دماء الآن ،لا تلعب دور الأحمق ،ربما تكون قد فعلت ذلك مرة واحدة، ولكن إذا لم تتمكن من إخباري بالحقيقة، فلا أعتقد أنني سأفعل ذلك ،يمكنني أن أفي بكلمتي ،ناهيك عن أنني أستطيع أن أقول إن جسدك لا يزال ضعيفًا ويحاول التعافي من كل الأذى الناتج عن الطلقة النارية."

حدق رومان في دونوفان قائلاً: "جولي ليس لها علاقة بهذا أو بك."

"ربما"علق دونوفان، ثم قال: "لكن لديها علاقة بك، وهذا يعنيني إذًا، ما الذي يحدث؟ لأنه لم يكن من خزانة ملابسها فقط، اعتقدت أنني شممت رائحة مألوفة جدًا، ولكن لقد مر وقت طويل منذ أن مررت بجوار ويلو كريك وأدركت أن لها نفس الرائحة ،شيء ترابي جدًا، مثل رائحة التربة الرطبة، هل أنت متأكد من أنها لا تخفي شيئًا عنك؟"