رسَائل إلَى رُومَان

الفصل ٦٦

وقفت ناتالي، التي أصبحت تُدعى الآن هارييت، أمام النافذة وحدقت في الطريق .

نفس الطريق الذي كان يقع أمام منزلها الأصلي الذي كانت تنتمي إليه بالفعل، حيث كانت تنمو الآن بالتوازي مع عمر والدتها.

في الأسابيع القليلة الأولى، كانت ناتالي في مزيج من المشاعر، حيث لم تكن قادرة على معرفة كيفية التعامل مع الوضع الجديد الذي كانت فيه وكيف ستشعر حيال ذلك.

بعد أن أمضت أسبوعين في الماضي، تغير كل شيء في حياتها الآن رأسًا على عقب.

لم يعد لديها عائلة خاصة بها، لأنهم لم يتعرفوا عليها، وحتى لو جاءوا لرؤية وجهها مرة أخرى، لم يكن هناك أي احتمال أن يتذكروها.

لقد حرصت الساحرة أوبالين لا فاي على اتخاذ المزيد من الحذر قبل أن ترسلها إلى هنا من خلال تغيير ملامح وجهها لتبدو وكأنها شخص آخر، ربما حتى أجمل.

لم يرغب أحد في الحصول على ناتالي، ولحسن الحظ فقد استقبلتها عائلة وينترز، وتم تبنيها لتكون جزءًا من عائلتهم ،لم تصدق كيف تعمل الكارما وقد عضتها في مؤخرتها دون رحمة.

لديها الآن أخ، توماس وينترز، في مكان ما وجدت صعوبة في التخلي عن ماضيها، وحاولت التشبث به من خلال مصادقة والدتها وقضاء الوقت معها.

لقد تغيرت الأسابيع إلى أشهر، والأشهر إلى سنوات، حيث نشأت ناتالي في ظل أسرة وينترز باعتبارها ابنتهم، عندما حان الوقت تقدم لها دوغلاس لايتون، وكانت صدمة كافية عندما لاحظت كيف تم إصلاح كل شيء وعلى الرغم من أنها كانت قطعة إضافية من المستقبل، إلا أنها لم تغير مسار الحياة ،خلال فترة دراستها في حياتها السابقة،

.
.
.
حاولت ناتالي معرفة سبب توقف جولي عن حضور الفصول الدراسية، لأنها افتقدت التنمر على صديقتها المفضلة السابقة، وأرادت جعل حياة جولي بائسة.

عادت أفكارها إلى الماضي..

"هل رأيت جوليان اليوم؟" سألت ناتالي أحد زملائها في الفصل.

'لا. لا أعتقد أنني رأيتها منذ فترة. "ربما تكون خائفة من المجيء إلى هنا بعد أن تعثرت من على الدرج"ضحك الشخص الذي استجوبته ناتالي.

"بالطبع، لابد أن تعلم جيدًا أنها لن تظهر في أي مكان بالقرب من هنا، ربما سيكون من الأفضل لو غادرت هذا المكان للتو، كم سيكون ذلك ممتعاً" ابتسمت ناتالي، وظهرت ابتسامة على شفتيها.