الحلقة ١١٢

227 26 1
                                    

❣سيرة_الرسول❣
الحلقة 112
يلا صلوا على النبى 💚

"حادثة الإفك " الإفتراء على أم المؤمنين عائشة زوجة رسول الله(ج1)

اتكلمنا امبارح عن زواج النبى من السيدة جويرية رضى الله عنها..كانت السيدة جويرية من القانتات العابدات السائحات، صاحبة حديث مشهور جدا فى السنة. السيدة جويرية كانت تصلى الفجر وتفضل قاعدة تذكر الله لحد صلاة الظهر.

فمرة النبى عليه الصلاة و السلام صلى الفجر وخرج، فلما رجع النبى لاقى السيدة جويرية لسة قاعدة قى مكانها تذكر الله، فقال لها النبى: "يا جويرية، إنى قلت بعدك كلمات، لو وزنت بما قلتيه جميعا لوزنتهن(أنا بعد ما صليت قلت كلمات لو اتوزنوا هيبقوا قد الوقت اللى قعدتى تذكرى فيه) وهم : سبحان الله، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته" (إحنا كمان لازم نعمل ورد تسبيح لأن الحسنات تمحو السيئات و أى عمل صالح يبقى قربى لله عزوجل فينصلح حال قلبك و تعيش قادر على مواجهة أى شئ لأنك قوى بالله).

دلوقتى الجيش راجع من غزوة بنى المصطلق، ولازم طول الطريق نعسكر و نقف فى مكان كل شوية ..

و كان من ضمن جيش المسلمين رجل هو رأس المنافقين وهو "عبد الله بن أبى بن سلول"، كان طالع مع المسلمين عشان يفرق بين المسلمين ومكنش هدفه أبدا الجهاد فى سبيل الله. فيقف ويقول للنبى : "يا هذا! لا تغبر علينا مجالسنا!" . تخيلوا بيقول كدة للنبى! طبيعى النبى وهو راكب خيله، الحصان بيعمل غبرة من التراب على الأرض، وسلول كان قاعد مع مجموعة من أصحابه، فتخيلوا بيقول للنبى يا هذا!؟. ويقول له: "انصرف عنا! إذا أرادك أحد جاء إليك!" .. (إيه الجرأة دى على سيد البشر!!).. فالنبى يبص له و يقول له : "نعم" يعنى حاضر و يسكت النبى .. طب ليه ؟ لأن النبى كان نفسه ان سلول يهتدى فكان بيصبر عليه، فلم يسىء له أبدا عليه الصلاة والسلام.

فيسمع و يشوف الكلام ده صحابى اسمه سعد بن عبادة فيقف و يرد على " عبد الله بن أبى بن سلول " و يقول له : "كذبت يا عدو الله.. و يبص للنبى و يقول : يا رسول الله، افعل ما شئت و اغشانا ما شئت، فإنا نحب مجالستك يا رسول الله" .. و بدأوا فى الخناق فأسكتهم النبى وقال: "اسكنوا، اسكنوا" ، ودى كانت أول مرة عبد الله بن أبى بن سلول يتطاول فيها على النبى. ويقف مرة تانية وسط المسلمين ويقول: "والله، لئن رجعنا إلى المدينة، ليخرجن الأعز منها الأذل" (قصده أنه هو العزيز وأن النبى هو الذليل أستغفر الله). فيسمعه واحد من الصحابة اسمه "زيد بن الأرقم"، ويروح يحكى للنبى فالنبى يتضايق طبعا، ويذهب لعبد الله بن سلول ويقول له: "أقلت هذا؟" فيقسم سلول على أنه ماقلش! فالنبى يقول لسيدنا زيد: "يا زيد، لقد أقسم بالله" فسيدنا زيد يزعل ويبكى لأنه فكر أن رسول الله مش مصدقه.

ففى اليوم اللى بعده ، يقوم النبى رايح لزيد يجبر بخاطره و يفهمه و يقول له : "يا زيد، إن الله قد صدقك" و يقرأ عليه قول الله تبارك و تعالى بعد نزول الآية الكريمة : " يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُون".. طيب هتعمل إيه مع عبد الله بن سلول يا رسول الله بعد ما عرفت ده ؟ سيدنا عمر بن الخطاب متضايق جدا فيقوم قايل : "يا رسول الله، دعنى أضرب عنق هذا المنافق" ، فيقول النبى: "لا ياعمر، حتى لا يتحدث الناس فيقولون إن محمدا يقتل أصحابه" (لأن سلول ظاهريا مسلم )... وبعد الأحداث دى و بعد ما عسكر الجيش شوية.. أذن النبى بالرحيل.

فيجى "أسيد بن حضير" ويقول له: "يا رسول الله ، لما نرحل فى هذا الوقت بالتحديد؟ ماذا حدث؟" فيحكى له النبى ما حدث مع عبد الله بن سلول، فقال له أسيد:" لا تحزن يا رسول الله، أنت العزيز وهو الذليل ،ففى اليوم الذى دخلت فيه المدينة، كانوا يتوجون عبدالله بن أبى بن سلول ليصير ملكا، فلما دخلت، انفض الناس من حوله ليذهبوا إليك فامتلأ حقدا عليك...(وكان ده سبب كره عبد الله بن سلول للنبى). طيب الصحابة بعد ما عرفوا كلام عبد الله بن سلول .. كلهم عمالين يتكلموا بينهم و بين بعض و الكلام بقى كتير و هيحصل مشاكل فالنبى يعمل أمر عجيب جدا. النبى مشى بالجيش من ساعة موضوع سلول لغاية ما وصلوا المدينة من غير راحة خالص، طيب ليه؟ النبى كان عايز يطلع من المسلمين الطاقة السلبية من خلال المشى وفعلا هدأوا وناموا بمجرد ما أجسامهم لمست الأرض من كتر المجهود.. و محدش منهم كان قادر يتكلم أو يفكر حتى.. و بكدة النبى أخمد الفتنة.

عبد الله بن سلول المنافق ده ،كان عنده ابن، و الابن ده كان مسلم صادق من صحابة رسول الله فبعد ما يعرف اللى أبوه عمله ، يقوم واقف على باب المدينة ويقول :" والله يا أبى، لا يؤويك ظلها، ولن تستظل بسمائها حتى يأذن لك رسول الله"، (إيه ده.. ده بجد!؟ أيوه بجد ابن عبدالله بن سلول بيحب النبى أكتر من أى حاجة فى الدنيا) فلما يرفض انه يخلى أبوه يدخل المدينة، فأبوه يقول له :" ويحك يا بنى، أدخلنى!" فيرفض و يقول: لن تدخل حتى يعلم النبى.. فالنبى يقول له : ويحك ! لا تفعل، لا تفعل.. دعه يدخل .. بر أباك و أحسن صحبته، لعل الله أن يهديه" . طيب اللحظة اللى النبى أمر فيها الجيش أنه يستعد للرحيل من المعسكر..بتحكى السيدة عائشة و بتقول : "وضعت يدى على صدرى، فوجدت أن عقدى سقط فقلت أنزل سريعا أبحث عنه حتى يستعد الجيش، وفعلا نزلت و وجدته ، ولكن عندما عدت ، وجدت أن الجيش قد رحل، فقلت فى نفسى الآن سيفتقدنى الجيش وسيعودوا من أجلى، فجلست تحت شجرة، ومن خوفى نمت"..

ومن عادة النبى يا جماعة أنه بيسيب جندى فى آخر الجيش عشان لو حصلت مشكلة يلحقها.. فبتحكى السيدة عائشة عن اللى حصل بعد ما نامت تحت الشجرة: فما فقت إلا على صوت" صفوان بن المعطل " (ده الراجل اللى النبى سايبه فى آخر الجيش) . فصفوان لما لاقى عائشة نايمة قام قايل: "إنا لله وإنا إليه راجعون" ، فبتقول عائشة: "فقمت على استرجاعه ووالله ما سمعت منه إلا هذه الجملة. فقمت، وكان يعرفنى قبل الحجاب، فما إن رأيته، خمرت وجهى بجلبابى، فاستدار صفوان وأناخ لى الجمل ووالله ما سمعت منه إلا إنا لله وإنا إليه راجعون، حتى وصلت إلى المدينة وانضممت للجيش"..طيب مين شافهم بقى ؟ سلول المنافق فقام قايل "والله ما سلمت منه، وما سلم منها، فجرت عائشة مع صفوان" !! والسيدة عائشة معرفتش ان اتقال عنها كدة ومن رحمة ربنا جاتلها حمى شديدة وفضلت قاعدة فى بيتها شهر ... و دى اتسمت حادثة الإفك و الإفتراء على أشرف و أطهر امرأة ، حبيبة رسول الله و أم المؤمنين.. طيب هيحصل إيه والنبى والصحابة هيعملوا إيه بعد ما يسمعوا الإشاعة و الإفتراء ده ؟

ده اللى هنعرفه الحلقة الجاية إن شاء الله. ❤

السيرة النبويةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن