الحلقة ١٤٩

187 20 1
                                    

🥀سيرة_الرسول🥀
الحلقة 149
يلا صلوا على النبى 💚
غزوة خيبر (ج4)

الْمُؤْمِنُ مَأْلَفَةٌ ، وَلا خَيْرَ فِيمَنْ لا يَأْلَفُ وَلا يُؤْلَفُ ❤

وصل المسلمين لمنطقة خيبر و قلنا أسباب الغزوة دى فى الحلقات اللى فاتت.. و على فكرة يقال إن اسم خيبر معناه الحصون باللغة السريانية.. علشان كده المنطقة اللى فيها يهود خيبر اتسمت بالاسم ده لأنها كانت فيها 8 حصون ..و هم متقسمين.. ل 5 حصون ورا بعض و بعدين مسافة وأرض فاضية و بعدين 3 حصون ورا بعض و كلهم كأنهم خط مستقيم ...

فالنبى عليه الصلاة و السلام هيعسكر بالجيش قدام أول حصن علشان يعرف يحاصر .. فييجي صحابى و يقول: يا رسول الله هناك مكان أفضل منه ، و هو أن جيش المسلمين يعسكر فى الأرض الفاضية اللى بين ال 5 وال 3 حصون.. لكن مش هيعسكر فى النص بينهم بالظبط و لكن هيعسكر بزاوية بحيث أن الجيش يبقى شايف ال 8 حصون .. فغَير النبى ﷺ مكانه و أخد برأى الصحابى و الصحابى ده كان اسمه الحُباب بن المنذر ..( شايفين جمال سيدنا النبى ﷺ و هو بياخد بالمشورة ) .

و وقف النبى ﷺ علشان يوصى الجيش بالتوصيات الأخيرة بأخلاقه الحربية النبيلة اللى مافيش زيها فى الدنيا .. فقال صل الله عليه و سلم : " أيها الناس اغزوا فى سبيل الله و قاتلوا فى سبيل الله ولا تقتلوا شيخاً ولا تقتلوا إمرأةً ولا تقتلوا طفلاً ولا تهدموا بيتاً ولا تحرقوا زرعاً ..ستجدون رهباناً فى الصوامع تفرغوا للعبادة دعوهم و ما هم فيه و لا تهجموا ليلاً .. فقالوا: لماذا يا رسول الله ؟ فقال النبى ﷺ: "حتى لا تُفزعِوا النساء والأطفال" .. أصلنا مسلمين و مش عدوانيين..

النبى ﷺ له حديث جميل أوى بيقول : " الْمُؤْمِنُ مَأْلَفَةٌ ، وَلا خَيْرَ فِيمَنْ لا يَأْلَفُ وَلا يُؤْلَفُ " يعنى المؤمن بيحب الناس و الناس بتحبه و بيبقى طيب و حنين لكن وقت القتال هيقاتل بس على حق و فى سبيل الله .. و يقف المسلمين عند الحصن الأول و اسمه حصن ناعم و تم حصاره حوالى 10 أيام و كان صعب جداً و اشتد الجوع و الأكل بدأ يخلص من المسلمين..أصل زى ما قلنا أن يهود خيبر واخدين الأكل و الشرب جوه الحصن .

و بيحكى واحد من الصحابة اسمه عبد الله بن المُغفل و بيقول : كنت جائعا بشدة فوجدت جِراباً به شحم (حتة جلد اتبقت من غنم) ففرحت بها و أخذتها و قلت بصوت واطى "والله لا أُعطى أحداً منها أبداً " (هاكلها لوحدى .. أنا جعان أوى ) فبيقول: فالتفتُ فوجدت رسول الله أمامى.. فابتسم ﷺ إبتسامة رقيقة و تركنى.. (النبىﷺ ماقالش لعبد الله حاجة لكن ابتسم و كأنه بيقول : كده بردو تاكل من غير إخوانك ..من غير الصحابة !!) فبيقول عبد الله : فاستحييتُ من نفسى و والله ما ذقتها و قسمتها على خمسة من أصحابى..( شوفوا النبى عليه و السلام كان بيربى الصحابة من نظرة عنيه.. تحسوا أن فى تفاهم عالى بين الصحابة و بين النبىﷺ ، يبص بصة لعبد الله بن المُغفل يفهم هو عايز إيه ).

و دلوقتى هتحصل مشكلة للنبى ﷺ.. النبى ﷺ هيتعب .. هتجي له حاجة اسمها الشقيقة (فاكرين فى غزوة أُحد لما ابن قمئة ضرب النبى ﷺ بالسيف فى نص راسه فدخل الحديد اللى فى الخوذة فى وجه النبىﷺ و نزف كتير أوى .. من اليوم ده و النبىﷺ بقى بيجى له صداع نصفى مزمن. يعنى كل فترة يهاجمه الصداع ده من قوة الضربة و لما كان بيجى له ماكانش بيعرف يقوم من السرير) فيسلم النبى ﷺ الراية لأبو بكر الصديق لكن برده الحصن لسه ما اتفتحش..و بعدين لعمر بن الخطاب و برده الحصن ما يتفتحش.. و بدأت الصحابة نفسيتهم تتعب و معنوياتهم تقل... بس شوفوا بقى حبيبكم النبىﷺ هيعمل إيه .. هيخلى معنويات الصحابة تتغير تماما..

فيقوم النبى ﷺ و يتسند على الصحابة و يقف يصلى العشاء و بعد الصلاة يبص لهم و يقول: "أيها الناس والله لأعطين الراية غداً لرجل يُحب الله و رسوله و يُحبه الله و رسوله ليس بفرّار (مش جبان) يفتح الله على يديه (ربنا هينصره)" .. فبات الناس مشتاقين يا ترى مين مننا هياخد الراية؟ .. فبيحكى سيدنا عُمر بن الخطاب بعد كده و بيقول: والله إنى كنت أكره الإمارة و ما تمنيتها إلا فى هذا اليوم..( لأنى هبقى ضامن أن ربنا بيحبنى و الرسول بيحبنى )..
فى ناس من بعض أعداء الإسلام قالوا أن القصة دى بتبين أن سيدنا عمر رضى الله عنه شخص بيطمع فى السلطة .. لكن حاشاه رضى الله عنه.. النبى صل الله عليه و سلم قال: من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .

فالدليل أن عُمر بن الخطاب ماكانش بيطمع فى الولاية هو أنه كان رافض أنه يتولى الخلافة بعد أبو بكر الصديق.. أصل بعد وفاة النبى ﷺ تولى الخلافة أبو بكر الصديق .. و وقت تعب سيدنا أبو بكر قبل وفاته عمل شورى فالناس اختارت عمر بن الخطاب من بعده.. و أبو بكر على فراش الموت، استدعى عُمر ..فقال له: يا ابن الخطاب اجلس فجلس، فقال: يا ابن الخطاب اختارك الناس و اخترتك لتكون خليفتى من بعدى .. فقال عمر : لا حاجة لى في الخلافة.. فيلح أبو بكر عليه فيرفض عمر بشدة و يقوم يمشى ، فقام أبو بكر وهو فى عز تعبه و انفعل جداً و رفع سيفه و قال: والله يا ابن الخطاب لئن لم تقبل الخلافة لضربتُ عنقك .. فعمر يتخض على أبو بكر علشان قام من سريره وهو عيان .. فقال له : لا عليك، قبلت يا أبا بكر قبلت قبلت ..

سيدنا عُمر و هو على فراش الموت كان بيبكى و يقول ليت أم عُمر لم تلد عُمر، ليتنى أخرج من الدنيا لا لى و لا علىّ ولا وُليت من أمر المسلمين شيئاً ، سيدنا عُمر ده اللى اتقال عنه "حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عُمر " .. فعُمر ماكانش بيحب الإمارة أبداً ولا تمناها إلا يوم خيبر علشان النبىﷺ قال: سأعطى الراية لرجل يحبه الله ورسوله ..و ربنا عز و جل قال: وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ..

المهم بات المسلمين اليوم ده يفكروا .. و بقى كل واحد منهم يعرض نفسه على رسول الله ﷺ ( يعنى كل ما النبى ﷺ يطلع من خيمته، و بقوا يبينوا نفسهم للنبى ﷺو يعدوا من قدامه لعله يختار حد فيهم و يديهم الراية ) لحد ما بات كل الجيش و كل واحد طمعان فى أن يكون الأمير ( شايفين قد إيه النبى ﷺ مش شخصية عادية .. كان بيعاملهم سيكيولوجياً و بيعاملهم بالتنمية النفسية و بيعاملهم بالمنطق و بيعاملهم بالحب) .. صل الله على محمد، صل الله عليه وسلم.

نكمل بكرة إن شاء الله ❤
#السيرة_النبوية_بالعامية_لنورهان_الشيخ
- هذة الحلقات نقلا عن استاذة نورهان الشيخ

السيرة النبويةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن