الحلقة ١٢٥

196 21 1
                                    

🌿سيرة_الرسول🌿
الحلقة 125
يلا صلوا على النبى 💚
غزوة الأحزاب أو الخندق (ج7)

شفنا تعب الصحابة و النبىﷺ و شفنا دعاء النبى عليه الصلاة و السلام، و استجابة ربنا عز و جل لما أرسل على جيش قريش ريح شديدة اقتعلت خيامهم و أطفأت النيران، و لم تصب الريح دى المسلمين بسوء، و لكن أصابهم برد قارس.. فكان النبى ﷺ عايز يعرف إيه اللى بيحصل على الضفة التانية عند جيش الأحزاب فبدأ ينادى على المسلمين و يقول من منكم يأتينى بخبر القوم ؟ فماحدش رد لأن الجو كان صعب جدا جدا لدرجة أنهم كان بيدفنوا جسمهم فى الرمل..
و يكرر النبى السؤال تانى و يقول: من منكم يذهب و يأتى بخبر القوم و أضمن له المجئ ؟ فبرده ماحدش رد .. فقال السؤال مرة تالتة : من منكم يذهب و يأتينى بخبر القوم و ... هو رفيقى فى الجنة <3 .. لكن برده ماحدش رد ( الصحابة بشر و اللى شافوه متعب جدا جدا و الوضع واضح أنه كان صعب أوى ) فبدأ النبىﷺ يختار بنفسه فقال : قم يا حذيفة بن اليمان ،فبيقول حذيفة :والله ما إن نادانى النبى ﷺ باسمى حتى وضعت يدى على رأسى و ما قمت إلا حياء منه ..فقال حذيفة: نعم يا رسول الله .
فقال رسول الله ﷺ:اذهب يا حذيفة و آتنى بخبر القوم و لكن لا تذعرهم علي ( يعنى خلى بالك ما تعملش أى غلطة فتخليهم يهجموا علينا) فبيحكى حذيفة و يقول : خرجت و أنا أرتجف من البرد و أتالم من الجوع و فى قلبى خوف.. ربنا عز و جل بيقول :" الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيم " آل عمران 172
و بيكمل حذيفة كلامه و بيقول: خرجت أرتجف و ما إن مررت بالخندق حتى ذهب عنى البرد و كأنى فى حمام (مكان دافئ) حتى وصلت للمشركين فوجدتهم فى فزع شديد..
الخيام بتتشال من مكانها و بتترمى فى وشوش الكفار و بقت تتقلب القدور بتاعت الأكل .. أصل ربنا أرسل كمان الملايكة و شاركوا فى غزوة الأحزاب.. و بيقول حذيفة : ثم رأيت أبو سفيان أمامى و ليس معه حراس.. فكنت أقدر أن أقتله فوضعت يدى على سيفى ولكن تذكرت كلمة رسول الله :" إياك أن تذعرهم علي ".. فتركته ..ثم رأيت أبى سفيان يصيح فى الناس و يقول : اجتمعوا ..فاجتمعوا حوله.. فجلست أسمع ما سيقوله.. فقال أبو سفيان : فيلنظر كل منكم من يجلس بجواره فإنى لا آمن جواسيس محمد..
فحذيفة خاف جدا بس عمل حركة ذكية أوى .. بدأ يسأل هو الناس اللى جنبه قبل ما حد يسأله ^_^ فبيقول حذيفة : فقلت عن يمينى من الرجل؟! فرد اللى جانبه و قال : معاوية بن أبى سفيان .. ثم قلت عن يسارى من الرجل ؟! فرد: عمرو بن العاص. و طبعا ماحدش منهم فكر يسأله ^_^ .. عمرو بن العاص و معاوية هيسلموا بعد كدة و هيحكي لهم حذيفة الموقف ده و بيحكى الصحابة و بيقولوا فظل عمرو بن العاص "بعد إسلامه" يضحك كلما سمع تلك القصة )
فالمهم بعد ما كل واحد اطمن مين اللى قاعد جنبه .. قام بدأ أبو سفيان فى الكلام و قال: يا قوم غدرت بكم يهود بنى قريظة و اجتمع عليكم الجوع و البرد و إنى أرى أن الحصار لن ينتهى فإنى مرتحل فارتحلوا .. يعنى الحرب كدة خلاص انتهت.. فسمع حذيفة الكلام ده ففرح فرحا شديدا و بدأ يمشى واحدة واحدة عشان ما حدش يحس بيه عايز يرجع بسرعة عشان يبلغ النبى ﷺ( شفتوا أن صدق رسول الله لما قال لحذيفة : لا تذعرهم علي .. أصل لو كان حذيفة اتسرع و قتل أبو سفيان كانت الحرب هتستمر ).
المهم عدى حذيفة الخندق و هو سقعان و بمجرد انه بيعدى جوه الخندق فيلاقى نفسه حاسس بدفا جامد و بعدين عدى و رجع يرتعش تانى و وصل عند المسلمين فبسرعة راح على النبى ﷺ فلاقاه واقف بيصلى و عليه عباية عشان البرد فوقف حذيفة جنبه و فضل مستنيه و بيترعش فالنبى ﷺحس بيه .. فتخيلوا النبى صلى الله عليه و سلم عمل إيه ؟ مد يده و ضم حذيفة له و هو بيصلى ♡ عشان يدفيه.. فبيقول حذيفة " إن الرسول جعل يصلى و إننى لفيه (محتضنه الرسول داخل العباية) حتى أنهى النبى صلاته ثم نظر إليه النبى و قال : بشرنى بشرك الله يا حذيفة...
فقال حذيفة : لقد انتصرنا .. نصرنا الله وحكى له حذيفة كل اللى سمعه لكن حذيفة بقى عايز ينام أوى من شدة التعب فنام و هو مع النبى.. فالنبى غطاه بعبايته و مشى بالراحة لحد ما جه ميعاد صلاة الفجر قام رايح النبى و نزل على ركبه عشان يصحيه و قال له : قم يا نومان ^_^ ..فصحى حذيفة ولاقى النبى فى وشه فبيقول حذيفة : والله ما رأيت أجمل من وجه رسول الله..ﷺ
تعرفوا ان مرة بعد وفاة النبى عليه الصلاة و السلام فى شاب من التابعين قعد مع حذيفة صاحب رسول الله و سأله : يا سيدى حذيفة أرأيتم رسول الله؟ فقال حذيفة : نعم .. فقال الشاب: أكنتم تجالسونه و يجلس أمامكم؟ ..فقال: نعم يا بنى.. فقال الشاب : فوالله طوبى لهاتين العينين التى رأتا رسول الله ،فوالله لو رأيناه،ما تركناه يمشى على الأرض و لحملناه فوق ظهورنا..فرد عليه حذيفة و قال: هون عليك يا بنى .. إنا كنا نجهد (أى نتعب في عهد النبى) ثم حكى له يوم الخندق و ما حدث فيه ..
طيب دلوقتى حذيفة طمن النبىﷺ ، فبسرعة راح النبى عليه الصلاة و السلام يجرى على الصحابة عشان يطمنهم .. و النبى أدرك أن معركة الأحزاب دى هتبقى آخر مرة هيتجرأ علينا المشركين و يحاربوا المسلمين .. فقال صل الله عليه و سلم : اليوم نغزوهم و لا يغزونا.. و يفرح المسلمين بنصر ربنا و يبدأوا يلموا حاجتهم و يرجعوا لبيوتهم و الصحابة كانوا فى شدة التعب لدرجة إن كان اللى يتعب منهم بقى بينام على أى جنب فى الطريق..

و بعد ما المسلمين وصلوا للمدينة .. جاء سيدنا جبريل عليه السلام و هو مستنكر لكل اللى بيحصل فقال لرسول صل الله عليه و سلم : يا رسول الله أوضع المسلمون أسلحتهم ؟!.. فقال النبىﷺ : نعم .. فرد جبريل و قال : و لكن أنا و الملائكة فلم نضع السلاح بعد.. سنحارب بنو قريظة ..إن الله لا يحب الخائنين ..يا محمد انطلق معى فإنى ذاهب إليهم فمزلزل بهم..(يعنى لسة هنحارب بنى قريظة لأنها غدرت و خانت و نقضت عهدها مع النبى).
فبسرعة يخرج النبى عليه الصلاة السلام للصحابة عشان يبلغهم و ده حصل وقت الظهر .. و يأمر سيدنا بلال انه ينادى فى المسلمين و يقول: " أيها الناس يقول لكم رسول الله " من كان منكم يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يصلين العصر إلا في بنى قريظة " (يعنى إيه ؟ يعنى الحرب ما انتهتش .. فبعض الصحابة فهموا كلام النبى ﷺ ان مش هنصلى العصر إلا فى بنو قريظة حتى لو هيأخروا الصلاة و فى ناس تانية من الصحابة فهمت كلام النبى ﷺ ان هدفه الحركة السريعة و ليس تأخير الصلاة لحد ما يوصلوا لبنى قريظة.. فبعضهم صلى العصر متأخر فى بنو قريظة و بعضهم صلى العصر فى الطريق و لما الرسول عرف ده ماقالش إن حد فيهم اتصرف غلط.. و الصحابة رغم اختلافهم إلا أن ما حدش منهم اتخانق مع التانى..)

أما اليهود فى الوقت ده ..كان كعب بن أسد " قائد يهود بنى قريظة" باعت جواب لحيي بن أخطب قائد يهود خيبر فى جيش الأحزاب و قال : أرأيت يا حيي إن انتصر محمد .. فماذا ستفعل؟ فقال حيي : أكون معك.. بس لما المسلمين انتصروا و توجه النبىﷺ للمدينة عشان يحارب بنى قريظة.. طبعا حيي اختفى هو و قبيلته . و ساب كعب بن أسد لوحده فى مواجهة المسلمين .. المهم خرج واحد من اليهود يقول والله إنكم تعلمون أن محمد على حق ولو لم يكن على حق ما نصره الله .. فأرى أن نسلم مع محمد..
فغضبت بنى قريظة و قالوا : لا لن نتبعه أبدا.. فخرج واحد و راح قايل : نقتل أبناءنا و نساءنا بأيدينا قبل أن يقتلهم المسلمين ثم نخرج لقتال المسلمين ثم نعود ...بس ماحدش عجبه الإقتراح ده.. فخرج واحد تانى و قال: نتحصن فى الحصن حتى يأتى محمد و ننظر ماذا سيفعل. و اتفقوا على الرأى ده و فعلا عملوا حصن حواليهم..

نكمل المرة الجاية إن شاء الله ❤
#السيرة_النبوية بالعامية_لنورهان_الشيخ
هذة الحلقات نقلا عن استاذة نورهان الشيخ

السيرة النبويةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن