16

24.2K 388 11
                                    

  #على_نُورّ_الشفقّ_وعلى_وتر_القدر

'

هزت راسها بعدم إيستيعاب وبرفض تام ونطقت بشتات ؛لا لا ، الوافي يحبني ، هو وعدني الوافي وافي مستحيل يخلف بوعوده
روّاف بقل صبر ؛ الرجل متزّوج ما تشوفين!
وعنده بنت؟
تبين تهدم..
قاطعته من لمّا صرخت بإنفعال ؛ حتى انت وانا متزوجين لكن ما يربطنا ببعض شي !
مسكت إيڤا وهزتها وكمّلت بدون شعور ؛ لا يكون السنين نستك!
انها مو بنتي وإنما بنتك من زوجتك اللي توفت!
اذا ناسي اذكرك إن كان بينا وبين طلاقنا شعره لولا الظُروف اللي اجبرتنا نتحد من جديد تحت مسمى عائله مزيفه
اذا انت نسيت ف انا م نسيت وماتغيّر من ذاك اليوم ليومنا هذا شي سوى اني اعتبرتها بنتي واعز
لكن الحقيقه مستحيل انكرها تبقى إيڤا بنتك لوحدك وانا راح ارحل عنكم يوم من الأيام
لا تظل تُوهم نفسك بغير كذا ي روّاف
لان اتفاقنا معروف!
انا حققت حلمي وانت حققت حلمك وبنفس الوقت لقيت ام لبنتك تربيها لمّا كبرت وما تحسسها بأنها ناقصه عن الغير
ف ارجوك كل الرجى ي روّاف تعرف حدودك وتلتزم فيها
واصلا لهنا وانتهى كل شي بنرجع وكل شخص راح يروح بطريقه
انا برجع لحياتي ووانت كذلك
كانت مندمجه بكلامها ولاهي حاسه بالبنت اللي ترجف بين إيديها من هول اللي سمعته منها
كيف بعد مرور كل هالسنين يتضّح ان درة قلبها ماهي امها وإنما مجرد غريبه عنها!
وإن اللي نادتها ماما طُول هالسنين وشعرت فيها تطلع
مجرد شخص رباها وعطف عليها
وان وجودها معها طول هالسنوات كان مبني على اتّفاق !
اتّفاق بينهم اهم الاثنين
جاهلين انه بيجي اليوم اللي تكبر فيه إيڤا وتعرف الحقيقه
وياويلهم من ربي على كسر قلبها الصغيّر
رغم صغر سنها إلا انها قدرت تستوعب كل شي يدور حولها
نطقت بصوت راجف باكي وهي تناظر أبوها بعدم تصديق؛ بابا؟
انفلتت من بين إيدين دُرّه وإستدارت وهي ترجع بخطواتها بثقل للخلف لحتى إصطدمت بأبوها اللي ثبتها
هزت راسها بالنفي ونطقت بإرتجاف ولعثمه ودمُوعها تنساب بغزاره وبشكل يدمي القلب؛ بابا ماما شفيها؟
ليه تقول اني مو بنتها!
بابا هي زعلانه مني ؟
روّاف انحنى لمستواها ولفها له وكان بينطق بالحقيقه لولا
يدين دُرّه اللي مسكت إيڤا ولفتها لها ونطقت بهدوء ؛ انتي بنتي لو ما انتي من بطني
انتي كل م املك ي إيڤا انتي حياة دره وقلبها وكل حياتها
انتي اللي لونتي دنيتي باليوم اللي حملتك فيه لأحضاني
انتي بنتي وبتبقين قطعه مني ومستحيل احد يغير هالحقيقه
سامعه ي إيڤا انا دُرّة قلبك وانتي قطعه مني ومن وروحي
نطقت إيڤا بشهقه ؛ بس ليه م انتي أمـ..
قاطعتها دُرّه من حطت سبابتها على فمها وهزت راسها بالنفي ؛ انا امك والله امك
يقُولون الام هي اللي تربي مو اللي تنجب
وانا ما عرفت الامُومه الا منك وعشتها بأحلى تفاصيلها
سحبتها لحضنها ولمّتها بكل معاني الحُب والامُومه
خرج منها الكلام بلحظه انفعال وماكانت قاصدتها ابدا
تمُوت ولا تأذي شعره من إيڤا بنتها وقطعه من روحها وحياتها
كيف ممكن دُرّه تتخلى عن من علمتها معاني كثيره واولها انك تحبين بدون شروط تعطين بدون ملل
طفله غريبه عنها لكن شعرت معها بالامُومه وكل معاني العاطفه
طفله مو من احشائها لكن قدرت انها تكسب قلبها وتحسسها بأنها امها فعلا وهي قطعه منها كيف ممكن دُرّه يهُون عليها تأذيها بقصد؟
ابتعدت بعد مرور ثواني إيڤا عن حضنها ونطقت بهدُوء ؛ماما
دُرّة بإبتسامه عذبه ؛ عيُونها وقلبها وكلها يا إيڤا
إيڤا بحزن طفيف ؛ صدق راح تتركينا ؟
دُرّه هزت راسها بحزن ؛ انتي كبيره ي إيڤا صح؟
إيڤا هزت راسها بهدوء ودُرّه كملت ؛ طب بسألك صديقاتك تركوك؟
إيڤا هزت راسها بالنفي
دُرّه ؛ لكنهم بعيدين عنك؟  م يعيشون معك بنفس البيت لكن يحبونك وتحبينهم يخافون عليك وتخافين عليهم يشوفونك وتشوفينهم اغلب الوقت
لكن هذا ما قلل مكانتهم عندك ولا حسسك انك عايشه بدونهم صح؟
إيڤا هزت راسها بهدوء
ودُرّه كملت ؛وانا بكون نفسهم ي إيڤا حتى لو المسافات والاماكن تبعدني عنك الا اني م بتركك ابداً هالشي لازم تفهمينه
دُرّه م تترك بنتها لو وش م يصير
راح تبعد عنها صح بس م راح تتركها ابداً فهمتي؟
إيڤا ابتسمت بحزن وهزت راسها بهدُوء
روّاف طُول ما دُرّه تكلم إيڤا وتقنعها كان يناظرهم بحزن دفين ممكن لطفله تنسى وتتعود لكن كيف لقلب روّاف اللي عرف الحياه منها كيف ممكن انه ينساها ويسلى
المده اللي عاش فيها معها مب هينه ابداً
عشرة عشر سنين مب سهله لحتى ينساها بيوم او يومين
تنهد بضيق وابتسم بحسره وقام ومقصده يشتت تركيزه كليّا
,
,
الـسـاعه 10:30صَ ,
تحديداً مدرسه شفق
كانت جالسه على الطاوله وتكمّل الدروس اللي طافتها
رفعت راسها بإنزعاج على صوت هيام ؛ شفوقه
شفق بهدوء ؛ لبيه هيامي
هيَام وهي تمسك الكرسي وتحركه على ركبها قدام وورا نطقت بهدوء ؛ المديره سوسن تبيك الحين
عقدت حواجبها شفق بغرابه ؛ تبيني؟ انا
وليه؟
هيَام هزت اكتافها بعدم معرفه ونطقت بهدوء ؛ مدري المهم قالت للوكيله تناديك والوكيله قالت لي
شفق عضت على شفايفها بتوتر وقامت ؛ تمام , بتجين معي؟
هيام ؛ اكيد ياروحي هذي يبي لها سؤال؟
شفق ابتسمت بهدوء ؛ يلا اجل
وصلو لغرفة المديره ووقفت هيام قبالها وشفق ضربت على الباب بخفه ودخلت بعد ما اذنت لها المديره
المديره رفعت راسها على دخُولها ونطقت بهدوء ؛ تعالي اجلسي
جلست شفق بتوتر وهمست بركبه ؛ طلبتيني؟
المديره تنهدت بهدوء واستعدلت بجلستها واردفت بصوت هادي ؛ اسمعيني ي شفق
انتي عارفه ان رسومك للترم الاول كانت مدفوعه بالكامل
الا الشهر الاخير ولاني اعرف ظروفك
سمحت لك تكملين فيها وتستعدين للإختبارات النهائيه
رغم الرفض التام من صاحب هالمدرسه الا اني قدرت اقنعه على الاقل انك على الاقل تبقين فيها لبين ما تخلصين اختبارات الترم الاول
لكن بعد ما تنتهي الاختبارات ما تقدرين تكملين
فيها لان رسومك م اندفعت للحين
اذا حابه تبقين بهالمدرسه وتتخرجين منها
ي ليت تستعجلين بدفع رسوم الترم الجاي
لاني م اقدر اساعدك اكثر من كذا
ناظرتها شفق بتوتر ونطقت ؛ اكيد ابي اكمل فيها واتخرج منها
بالنهايه صديقاتي وكل اللي احبهم هنا م اقدر اتركها
قامت بهدوء ونطقت ؛ راح اتصرف وراح ادفع الرسوم
بس اتمنى انك تعطيني وقت
المديره سوسن بهدوء ؛ معك وقتك ياشفق لاخر يوم اختبارات اذا ما دفعتيها لوقتها مضطره اني اسحب ملفك وانقلك لمدرسه حكوميه
شفق هزة راسها بإعتراض ؛ راح ادفعها قبل الوقت
المديره سوسن بهدوء ؛ انتظرك
طلعت من عندها وهي عارفه انها ما تقدر تدفع رسوم شهر كامل كيف بتدفع رسوم 4 شهور تنهدت بضيق وناظرت بهيام اللي ما زالت واقفه تنتظرها
نطقت هيام بتساؤول ؛ وش تبي فيك؟
شفق ؛ تقول اذا تبين تكملين الترم الجاي بالمدرسه ذي لازم تدفعين رسومك قبل
انتي عارفه هيام انو يا الله وبالله سمحو لي اكمل الترم هذا
قاطعتها هيَام بهدوء ؛ بسيطه يابنتي انا بساعدك مستحيل اسمح بأنك تروحين من هالمدرسه وتتركيني اموت والله
هزت راسها شفق بإعتراض ونطقت ؛ لا هيام مستحيل اقبل منك هالشي
هيَام بزعل ؛ وليه م تقبلين مني مو صحبات حنا؟؟
شفق ؛ صحبات واكثر من كذا ، لكن مستحيل اقبل على نفسي هالشي ، واتمنى ما تسوين هالشي من وراي وتزعليني منك؟
هيَام هزت راسها بالنفي؛ لا مستحيل دامك مو راضيه
ف انا كلي احترام لرغبتك
لكن اتمنى تحلينها بأسرع وقت مستحيل اقدر اكمل هنا وانتي مو معي دخلنا سوا نتخرج سوا من نفس المكان
شفق بهدوء؛ تتدبر ان شاء الله
,
,
واقف قبال التسريحه يعدل بلبسه الرسمي
خلص وطاحت عينه على العطر المتروك على تسريحته
توسعت إبتسامته وهو يسحبه
قلبّه بإيده لثواني معدوده
عقد حواجبه من الاسم المحفور عليه '' هلاك الرواسي'' ومو اي عطر يلفته لكن ما حب يكسر بخاطر دانه ويرفض هديّتها لذا اخذه وتركه على التسريحه لكن للحين ما تجرأ يرش عليه منه
فتحه وقربه لأنفه وشمّه
إبتسم بعذُوبه من ريحته الجميله اللي وصلت لأعماق جيُوبه الأنفيه
ابعده بعد ما كرر حركته يتأكد من مضمُون الريحه اللي لعبت بحسبته
نطق بخفُوت وبإعجاب ؛ والله جميل طلعت دنو ذُويّقه
رش عليه والاصح انه ترّوش فيه بإستمتاع وإنجذاب للريحه الجميله النابعه من هالعطر البسيط
خلص وتركه على تسريحته وطلع وصادف دانه ونطق بإمتنان ؛ مشكوره العطر طلع فخم وشوي عليه بعد
دانه إبتسمت ؛ تتهنى فيه ياروحي
عمّار بمزُوح ؛ طلعتي ذُوّيقه عطُور ما توقعت؟
دانه بتخصيره ؛ ليكُون طايحه من عينك!!
عمّار بضحكه طفيفه؛ لا حاشى لله بس تعرفين ملاكمه وسالفة العطور ما تجتمع معك!
حسيت الوضع غريب شوي
دانه ؛انت تدري ان مالي بالعطور ودايم انت تختار لي م الومك تستغرب
لكن الصراحه مب انا مختارته
عمّار عقد حواجبه ؛ مين اجل؟
كانت بتجاوب دانه لولا الاتصال اللي قاطع عليهم
فتح المكالمه وكانت من هُمام وسكتت دانه عن الكلام ومشت وتركته
وامّا هو نطق بهدوء ؛ يا الله صباح خير ي هُمام وش تبي؟
هُمام ؛ صباح هاه؟
شايف الساعه كم يامجرم!
10:30 بنمسي وانت تقول صباح!
وراك ما جيت للحين؟؟
عمّار ابتلع ريقه ونطق بهدوء ؛ جايك الحين يامزعج!
وبعدين تأخرنا ليوم بتطلعه من عيوني؟
هُمام بخبث؛ م الومك ماخذ الوضع ببرُود
لأنك ماتدري وش المصيبه اللي تحتريك !
عمّار شهق بخوف ؛ وش؟؟
هُمام وهو ماسك ضحكته ويمثّل الجدّيه؛ تعال وشوفها بعينك!
قفل منه ومقصده يوضّح له ان الامر هام وجداً بعد
انطلقت ضحكته الرنانه واللي لأول مره يسمعها التابعين له
لدرجة اندهاشهم وعدم تصديقهم للي يشوفونه
لفته نظراتهم المليئه بالغرابه ناحيته
ومسك ضحكته ونطق بتعقيد حواجب ؛ شفيه؟؟
نطق واحد منهم بتلعثّم ؛ صدق انك ضحكت من شوي والا يتهيألي؟
ونطق التابع الثاني بحيره ؛ مو بس انت اللي يتهيألك انا بعد ؟
نطق همام ببرُود ؛ وش الغريب بالموضوع؟
اول مره تشوفون احد يضحك يعني؟
نطق واحد منهم وهو يهز راسه بالنفي ؛ لا مو غريب لكن الغريب ان اللي نشوفه يضحك هو انت !
نطق هُمام بهدوء؛ تمام ما علينا
المهم كل شي قلت لكم عليه جاهز؟
نطقو اثنينهم بنفس الوقت ؛ ايه سيّدي
هُمام بهدُوء ؛ اوك ، عمّار على وصُول من يوصل عطوني خبر
والحين تقدرُون تطلعون
طلعو بعد ما ادو التحيه له وامّا هو استند على الكرسي وهو مبتسم بعمق مايدري ليه اليوم مرّوق لدرجه روقانه انعكس على ملامحه وتوّضح للكل
وصل عمّار ووصل خبر وصُوله لهُمام اللي ينتظره
ماهي الا ثواني ودخل عمّار مخبوص على هُمام اللي يقّلب ب اوراقه بكل روقان
تعقدت حواجب عمّار بغرابه ونطق بنبره غريبه؛ هُمام؟؟
هُمام ترك الاوراق من يديه ورفع نظره له وبنبره جاده؛ واخيراً جيت!
عمّار بهلع ؛ شفيه؟
هُمام قام ونطق بهدوء ؛ تعال معي
عمّار وهو يتبعه ؛ لوين؟
هُمام سكت ومارد عليه وعمّار ما زال خايف وقلقان من جدية هُمام ومن سكوته
ركب سيارته هُمام وركب عمّار من الجهه الثانيه
وحرك هُمام بإتجاه وجهته
وماهي الاربع ساعه ووصل للكوفي المفّضل له
واللي يوجد فيه ركن مُخصص له
دخل ودخل خلفه عمّار اللي اكله بالأسأله لكن هُمام ما كان يجاوبه ابد
كان بإستقباله صاحبه مُراد واللي كان عارف بكل شي
إبتسم وبترحيب ؛ حي الله الصاحب وضيفه
تعقدت حواجب عمّار اكثر ونطق هُمام بهدوء ؛ يحييك يا صاحبي
جاهز؟
مُراد ؛ زي م طلبت
هُمام ؛ مشكور تعبتك واجد
مُراد ؛ ما بيننا
هُمام اشر على عمّار يمشي معه ومراد دخل يشوف طلبات زباينه
توجه هُمام لركنه الخاص وفتحه
تحت نظرات عمّار اللي توقفت رجُوله عن الحركه بصدمه وإندهاش من اللي يشوفه
ناظر هُمام بعدم تصديق ونطق هُمام بضحكه ؛ مصيبتك بإنتظارك حيّاك
شهق عمّار ونطق ؛ ليه؟
هُمام ؛ وفيها ليه ذي؟
ما هقيتها منك ياصاحبي المقّرب!
تزعلني منك ترا؟
عمّار نطق بربكه ؛ لا بس ما اعتدت عليك بهالشكل!
هُمام جلس بهدوء ؛ تعال وإستمتع وخل كثرة الهرج عنك
عمّار وقف قبال الطاوله واللي كانت مزينه بالكامل عشانه
وماهي الا ثواني وإشتغلت اغنيه بإسمه ويهنونه بعيد ميلاده الـ 27
ناظره هُمام بإبتسامه متسّعه واردف بهدوء ؛ ميلاد العمر يا صاحبي
وكل عام وانت بخير
عمّار ابتسم بخفوت ونطق بنبرة مايله للصوت الانثوي ؛ ياايي همامي مره مشكور على المفاجأه الحل..
ماكمّل الا بكوب ماء بارد تطشّر على وجهه من قِبل هُمام
ناظره عمّار بصدمه وما امداه يتكلّم الا نطق هُمام بحده ؛ ورع ، الشرهه علي والله ، استرجل انا اقول ابرك لك
كتم ضحكته عمار ومثّل الهدوء والأدب بسرعه
ناظره هُمام بنظرات شبه حاده خلفها ضحكة طويله لكنه ماسك نفسه بالقوه
ونطق بهدوء؛حياك على كثر الكلافه ، لو ادري انك بتسوي كذا كان ماتعبت نفسي
ضحك عمّار و كعادتهم المعهوده ، مابينه وبين همام اي شكر او كلمه حلوه
يترجمون مشاعرهم المُفرحه بالضرب او السب والشتم وغيره
,
,
رجعت من مدرستها وهي ضايقه فيها ماتدري وش تسوي
رمت شنطتها وعفست ملامحها بضيق ؛ كيف اتصرف كيف ادبرها ذي !
يا الله وبالله اصرف على نفسي كيف بجيب مبلغ كبير مثل ذا واسدد رسوم دراستي
يارب تفرجها
حست بالقهر كانت غنيه وماهي بحاجه لشي ورسوم دراستها تندفع بإنتظام لكن جار الزمن عليها ونهبو حقها وحق اختها ناس م تخاف الله نطقت بغيض وبتكرار؛ حسبي الله ونعم الوكيل ,
حسبي الله ونعم الوكيل
  حسبي الله ونعم الوكيل فيكم ي ظّلام!
شاحت بنظراتها ناحية صندوقها واللي كانت تجمع فيه الاشياء اللي تصممها بالدس عن عمّها
سحبته وفتحت الصندُوق وناظرتهم وقلبتهم مابين ايدينها تعدهم
تأففت بضجر من قلتهم ورمتهم بعشوائيه ؛ لا مو من جدك ياشفق ذولا حتى قيمة لبس م يجيبون لك !
وش اسوي ياربي؟
ظلّت تفكر ومالقت لها حل ابداً
والشي اللي اقسمت انها م تسويه مضطره تسويه الحين لان ما يهون عليها تطلع من المدرسه اللي عاشت فيها اجمل سنينها كيف تتخرج بمدرسه غير ومع ناس غير
تخرجها اللي كانت تحلم فيه برفقة صحبات عمرها وتحديداً تؤام قلبها هيَام
كيف يهون عليها تتركه على اخر ترم
قامت متجاهله كرامتها ومتجاهله الكلام القاسي والغرُور اللي رمته على عمّها بحجة انها تمُوت ولا تمّد يدها له!
لكن القدر عاكسها واجبرها على شي م تبيه
دخلت ودوّرت بعيونها عليه وكان جالس بالصاله ومعه زوجته
ترددت ترُوح له وخصوصاً انه مب لحاله
لكن حست بأنها لو م ضغطت على نفسها وراحت الحين مستحيل تتجرأ وتروح تطلب منه بعدين
انسابت لناحيته بخطوات هاديه ووقفت قباله ونطقت بتردد وربكه ؛ عمّي ابيك بموضُوع خاص اذا تسمح لي؟
رفعت انظارها مريم لناحيتها وهي كارهتها
ناظرتها من فوق لتحت بإسترخاص شديد
وإلتفتت على صَوت سطام الهادي ؛ قالت موضوع خاص م تسمعين؟
انعفست ملامح مريم بكره شديد ؛ عشتو؟
وليه م تقوله قدامي ماني بغريبه!
سطام بنبره جاده ؛ ترا النفس زينه عليك يامريم!
بتطلعين والا شلون؟؟
تأففت بكره وقامت وهو مو عاجبها تنطرد من وسط بيتها وبسبب بنت اخوه واللي تكرها كره العمى ممّا زادها كره اكثر واكثر ناحيتها ومستحيل تمرر اللي صار مرُور الكرام
اول ما اختفت عن انظارهم نطق سطام بهدوء ؛ وش موضوعك؟
شفق ؛ ابيك تدفع رسوم مدرستي الترم الجاي
فتح عيونه بصدمه ونطق بنبره شديده ؛ نعم؟؟
ماباقي الا هي !
وش مقصره معك فيه المدرسه الحكوميه؟؟
وبعدين قايلك م راح تبتلين بمدرستك ذي واجد لا تحلمين!
شفق بضيق؛ترا كلها 12,250 ريال ليه باخل علي فيها؟؟
سطام ناظرها بجمُود ؛ لانك ما تستاهلينها وبلا دلعك الماصخ اللي ما احبه
ناظرته بقهر وكسره وامّا هو قام وسفها ومشى
ندمت اشد الندم انها داست على كرامتها وجت تطلب منه حسبالها بيرق قلبه عليها ما توقعت انه بيكون اقسى واقسى
رجعت ادراجها وبقلبها خيبه وخذلان مستحيل ينمحي
تنهدت بعمق وهي ترمي بكامل ثقلها على جلسات الملحق تحاول تفكر بحل يساعدها رغم كل البيبان اللي تقّفلت بوجهها
,
,
مطار برلين ,
ركبت الطائره وهي محتضنه يدين إيڤا الصغيره بحماس مُفرط واخيراً بترجع لديرتها واهلها
جلست وجلّست إيڤا بالكرسي اللي جنبها
ومن ثم تبعهم روّاف من جلس على الكرسي الثالث
وبين ماكانت دُرّه تشعر بالحماس والفرح لأنها واخيراً بترجع لدولتها وخصوصاً ديرتها اللي اشتاقت لها كثير
كان روّاف محبط بشكل كبير لانه يدري من تخط رجله على ذيك الارض بينكتب مابينه وبين دُرّه الفراق للابد
كيف يفرح بفراق من سكنت قلبه وقدرت تاخذ حيّز كبير من تفكيره
تنهد بعمق وهو يصكّ حزام الامان على خصره
وكان بيسوي نفس الشي مع إيڤا لولا يدين دره اللي اعترضت طريقه وصكته على خصر إيڤا
ابعد يدينه اللي لامست يدينها بتوتر ملحوظ وشد على قبضته بقهر وهو يصد للجهه الثانيه
رغم ادراك دُره التام له الا انها تجاهلته بعمد ملحوظ
ثواني معدوده واعتلت طائره برلين سماها متجهه لدولتنا الحبيبه.
,
,
لزّام،
دخل كالعاده البيت بأعلى درجات روقانه ويدندن بينه وبين نفسه لكن هالمره كان صوت دندته عالي لانه مازال تحت تاثير الاغنيه اللي كان طول يومه يسمعها ومرّوق عليها
احبيني بلا عقد وضيعي في خطُوطي يدي
احبيني بلا عقد وضيعي في خطُوطي يدي
احبيني لأسبوعِ لأيامِ لساعاتِ.. فلستُ انا اللذي..
م امداه بيكمل الا بصوت صائل ونبرته الساخره العاليه من خلفه ؛ انت اذا حصلت وحده تحبك بس لدقيقه امها داعيه عليها!
التفت عليه لزّام بدهشه وكمّل صائل بهدوء ؛ لا والله ياخوي شرهتك كبيره تبي وحده تحبك لأيام!
توسعت عيون لزّام من كلام صائل وكمّل بعدها صائل بجمُود ؛ تدري لو تلقى وحده بس تحبك
هذي يبي لها انك تصدق كل شوي على الفقراء والمساكين
وفوقها بعد تكفل يتيم ويمكن بعد تستمر معك ويمكن لا!
ابتلع ريقه لزّام ونطق ؛ خير يابوي وش شايفني ما انحب والا م انحب !
طايح من عينك لهدرجههه!؟
صائل وهو يتقدم بخطواته ناحية الطاوله وسحب من عليها الفنجان والدله وصًب له من القهوه العربيه وهو اشد العاشقين لها وارتشف منها بهدوء والتفت على لزّام ؛ مو طايح من عيني لكن ياخوي حُبك ما وصل لدرجه حُب اصحاب القهوه للقهوه
ما وصلت لانك تصبح عليها وتمسي عليها
ما وصلت لمرحله انك تستغني عن الكل وترافق فنجان قهوه
ماوصلت لمرحلة انك ..
قاطعه لزّام من نطق بهدوء ؛ بسك بسك فلسفه ياعاشق القهوه بسك وصبّ لي معك
صائل ؛ اووه اخبرك من عشاق الإسبريسو وطقته !
وش خلاك تنّزل نفسك لنا وللقهوه العربيه تحديداً؟
لزّام وهو يجلس بهدوء ؛ اصيل ويبي يشرب اصيله ممنوع؟
صائل ضحك بخفُوت ؛ لا واضح تبي تتعلم كيف تحب !
لزّام بحده ونرفزه بسيطه ؛ الساكنْ الصارم؟
صائل ؛ لبيه يالمتهّور الامْلد؟
لزّام؛ القهوه طال عمرك؟
صائل ؛ على هالخشم ياخوي
سحب فنجان ثاني وصب له ومده له على نزلة ابوه من فوق وهو يتجّه لناحيتهم ومستغرب من منظر الفنجان اللي ينمّد للزّام لأول مره وبدهشه نطق العّم نعمان؛ اوه ولدنا نزّل نفسه لنا ولقهاوينا؟
ضحك صائل بخفوت ؛ لا وانت الصادق يبه ولدنا مقصده يتعلم يحِب وينحَب وتخيّل عن طريق وش !
عن طريق بداية حُبه للقهوه العربيه؟
ضحك العم نعمان بجهوريه ؛ دربك طويل ياولدي
لزّام ابتلع ريقه ونطق بفضُول ؛ شلون؟
اكتفى العم نعمان بإبتسامه وهو يرفع فنجانه ويهزه على الخفيف وهو يأشر للزّام ؛ كمّل قهوتك بس
صائل خلص من قهوته ونزل الفنجان وقام ؛ عن اذنك ياتاج راسي عندي شغله بخلصها
العم نعمان بهدوء ؛ اذنك معك رح خلص اشغالك
وكمّل كلامه وهو يناظر بلزّام ؛اليوم جلستنا مع هذا نعلمه علُوم المرجله !
تعقّدت حواجب لزّام بذهُول ونطق بإعتراض ؛ ناقصني مرجله لحتى تعلمني يابوي؟
نطق العم نعمان بإبتسامه خفيفه؛ ناقصك الكثير ياولد المدينه
نطق لزّام ؛ يبه تراك تسب ولدك مو واحد من الشارع؟
العم نعمان ؛ لا اجل ولدي !
تصدق تو اعرف منك !
معلومه جديده ذي؟
لزّام اللي انعفست ملامحه بضيق؛ يبببه!
العم نعمان ضحك ؛ خلاص ولا تزعل انت ارجل من كل الرجال بعد شتبي؟
لزّام ؛ ايه اضحك علي بهالكلام شايفني بزر يرضى بكلمتين!
العم نعمان ؛ وش بغيت؟
لزّام ؛ صدق كلام صائل بأني م انحب !
العم نعمان ؛ الاّ يهبَى وانت صدقته؟
اصلا اللي تحبك هذي امه داعيه لها
والا وحده يحصل له ولد نعمان بلحمه وشحمه!
حس بفخر كبير ونطق بنبره ثقيله فيها من الثقه الشي الكثير ؛ انشهد انك صادق يابعدهم
رجّع فنجان القهوه على الطاوله ونطق بهدوء بعد ما تغصّب عليها ؛ عذراً منكم بس اصيلتكم شديدة المراره وانا والمراره م نتوالف !
ابتسم العم نعمان بخفُوت ونطق بهدوء ؛ عشان تحس بطعم الحلاوه لزُوم تذوق المر يابوك
التفت عليه لزّام بعدم فهم وكمّل العم نعمان بهدُوء ؛ المقصد عشان تقدّر اللي بين يديك تأكد انك لازم تذوق مرارته
مستحيل يجيك الشي جاهز
لازم تشقى وتتعب عشانه والحُب من هالنوع يابوك
ماراح تحس بعظمته لمّا تحارب عشانه وقتها بتحس بلذة فوزك فيه وتواجده معك
هز راسه لزّام بهدوء بعد مافهم مضمُون كلام ابوه

رواية على نور الشفق احيا واهيم  ⚜️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن