#على_نُورّ_الشفقّ_وعلى_وتر_القدر
'
إبتسم بسخريه وهو يبسطّ كفُوفه على مكتبه بقّوه ؛ صراحه المفرُوض ما أستغرب منك أي شي بعد حركتك اللي سويتها فيني قبل يومين!
وما أستبعد إنك تنزل للأردى والأردى لدرجه ممكن..
قاطعه الفريق أول '' حمدان '' بجمود ؛ أيش أيش كمّل ، وش المستوى اللي بتوصلني له بإتهامك!
شنو ياعقيد شنُو!
عطيتك الإهتمام والأولويه وخليتك ذراعي اليمين وكل نقطه صغيره اشاركك فيها
وبس نقطه وحده خالفتك فيها وسويت اللي اشوفه أفضل لنا كلنا
قومتّ فيها حربك علي!
ابوك يامسلم ابوك؟
قاطعه هُمام من أردف بجمُود وقهر؛ ابوي هذا دمرني انهى روحي بعمر صغير وانهى حُبي له من ذيك اللحظه
ابوي اللي من اشوفه أشوف الألم والقهر وكل شيء سيء عشته ينعاد امامي
ابوي اللي مو قادر اشوفه بالبيت جبته لحّد شغلي اللي أحبه
لجّل تقضي علي انت وياه مره وحده!
لهالدرجه تتفنون بتعذيبي بأكثر شي أحبه!
بالأول امي والحين شغلي!
إنذهّل الفريق أول حمدّان من شكّل هُمام والقهر المتشبعّ من تفاصيّله
والألم والعذاب اللي تشرحه عيُونه بشكل كبير!
وكيف بسهُوله إنفعل بمجرّد ما إنضغط على جرحه اللي ينام عليه ويصحَى يحاول يخفيّه ويتظاهر بعكسه
ليردف بنبره متندمّه ؛ يعلّم الله بكبر معزتك عنديّ ياهُمام
وانيّ ما أرضى لك المضّره ولوهي بسيطه
وما إنتبهت إني راح اكون احد الأشخاص اللي يجرحونك بقراره
أبيك تسامح..
قاطعه هُمام من أردف بسخريه وعيُونه متجمعّه فيها دمُوع الغبنه والقهّر ؛ اسامحك؟
سكتّ لوهله وهو يناظره بخيبه وكمّل بنبره جامده؛ انا والسماح درُوبنا متنافره!
ما نجتمعّ حتّى ولو توسدّت الرُوح قبرها!
انصعقّ الفريق أول '' حمدان '' من ردّة فعل هُمام
وتناهيه عن المغفره لأي مخلوق كان ,تجرأ على إنه يدُوس على جرحه بيوم
ليردف هُمام ببرُود قاتل وهو يأدي التحيّه له ؛ واللحيّن عن إذنك يا سيّدي
ياليت تسمح لي قبّل لا يوصل الكلام لمجرى مامنّه مرّد
سحّب نفسه الفريق أول '' حمدان '' بعد ما فقد الأمل نهائي منه بالوقت الراهن
ولجل ما يزيد النار حطّب قرر يسايره ويمتثّل لرغبات الشخص الأهم والمفضّل والصاحب القريب منه
رغم فرق السنين مابينهم !
قفّل الباب من وراه ، وتنهّد هُمام بضيق كبير ، خيبته فيه لانه الشخص الوحيد اللي سلمّه ثقته الكبيره!
وماهي بهالسهوله يغفر له ويسامحه عليها!
سحب نفس عميّق لصدره وزفره وهو يلملم اوراقه المبعثره واللي كانت ابداً ماهي مهمّه لهالدرجه
ولا تعني له شي لكّن الطريقه اللي شافه فيها وتجرأئه على البحث من وراه
كانت ثاني صدمه يتعرض لها منه!
حطّ الأوراق بالملف المخصص والمهمّل بالأدق وصفًا!
ورماه بأحد ادراجه ،
سحَب جواله من جيبّه اللي رنّ بشكل مفاجيّ ورد بنبره يخالطها بعض الإرهاق ؛ هات ماعندك بشكل مختصر
جاء ردّ الطرف الأخر بإختصار شديد وبأهم المطاليب ، ليردف هُمام رداً عليه ؛ الى هنا وتوقفّ ، ما عاد يلزمنيّ البحث ، ويعطيك العافيه
قفّل منه بعد ما وصلّه ردّه ، بعد ما إنتهى الشغل اللي يجمعهم لهالحّد
,
,
امّا عند غادتنا اللي حاطّه السماعات بإذنها وتستمع لأغاني بموسيقَه هاديه
اخذتها من هالعالم لعالم ثانيّ خاليّ من الضجيّج القاهر
بينمَا أناملها الناعمه مشغُوله بغسل الأطباق المبعثره والمليئه ببقايا الطعام والأوساخ
بعد ما اخذّت عهد على نفسهَا تحّل محل خادمتهم اللي سافرت بعد ما طلبت إجازه ضروريه
ولا تكُون شفق هي ضحيّة لتمرد الأم ذات القلب القاسيّ
بحرص وتوصيّه شديده من عزّام متبوعه ببعض التهديدات المبطّنه واللي أصبحت شغل امه الشاغل والخوف من إنه يكون قد كلامه وياخذها ويهدم فرحتها اللي إنتظرتها طُول هالسنين ويتزوج ببنت مارغبت فيها من الأساس
خلصّت من غسّل الأطباق وترتيب المطبخ بالكامل ، وجلست على أحد الكراسي ترتاح
طلعت من برنامج الموسيقى وقفلته ، ودخلت برنامج السناب وهو الوقت المعتاد لهَا
لحتّى تشُوف سنابات عزّام اللي إشتاقت له من الدقيقه اللي سافر فيها لدولّة '' كوالامبور , عاصمة ماليزيا "
لجّل يغير فيها جوّ ويستغل الإجازه مابين الترميّن
دخلت على سناباته وحده وحده ، وكان مصّور بالبدايه معلم زاره ومشهور فيها بـ إسم '' معلم البيت المقلوب '' وكاتب بعده بصوره سودا نبذه مبسطه عن هالمعلم
انتقلت مابين سناباته وكان مصور الحديقه الخاصه بالفراشات بأنواع واشكال ساحره للأعين
وايضَا ما خلَت سناباته من تصويره لحديقة الطيُور ، واماكن عديده زارها فيها
صورها بالكامل وتكلّم عنها بالتبسيط
وامّا اخر سنابه له كان مصّور نفسه فيد ومع شخص ثانيّ مامبيّن منه الا ظهره ويسولف فيها ويقول ''إنتظروني الساعه 1:30صَ بتوقيت السعوديه راح أغطي لكم فعاليات سباق الدبابات المنتظر ''
وبطلنا السعودي المهتم بالدبابات و اللي بيشارك مو راضي اطّلع وجهه لكم !
وكمّل بصوت خافت وهو يبعد عنه ؛ بس اوعدكم راح اطلّعه بالدس بوقت السباق انتظروني
واتبعها بضحكه خفيفه وانهى سنابته
كانت غادّه مبتسمه وهي تشُوف سناباته للأخير لبين ماجاب طاري الدبابات والسباق ، وبدون قصد وجهل منه نبش جرُوحها الماضيه
وشخصها المتفرد والعاشق للدبابات واللي تحاول تتناساه وتعيش
لكّن كل شي حولها يذكرها فيه وكأن العالم بأكمله يحاربها فيه لجّل يبقى بداخلها للأبد وما يسمح لها تنساه ابدا
طلعت من السناب بالكامل وضيق العالم محتويها
تنهدّت بعمق وأردفت ببحه حزينه؛ كل شي حولي جالس يذكرني فيك وماعطاني الحق لجَل أنساك وأنزعك من بين ضلعيني!
وش هالنقمه اللي حلّت عليّ بسببك وانا أحسبك نعمه!
,
,
وصلّت درّة للرياضّ من حوالي ساعه ، قررت ترتاح فيها بالفندق قبل لا يحّل موعد توقيع العقد بينها وبين شركّة سلمَان وإستئجار صالة العرض لمدّة ثلاث أيام بلياليها
لجل تعرض جميع لوحاتها فيها
جاء الوقت المنتظّر ،
وطلعّت بعد ماجهزت نفسها ، وركبت سيّارة الأجره اللي تنتظرها
بعد مرور ربع ساعه بالضبّط
وصلت لعنوان الشركه المقصُوده
فتحت الباب ونزّلت وسمحت لسائق الأجره بالرحيّل ، بعد ماعطّته أجرته
دخلت الشركه ، وتوجهّت ناحيّة الإستقبال وسألتهم وكان عندهم خبر عنها
طلبو منها ترُوح للدور الثاني بعد ما وصفو لها الغرفه الخاصه بتوقيع العقد
وبالفعل ماهي الا كم دقيقه وحطّت خطاويها على الدور الثاني
توجهّت للغرفه المقصُوده وضربت الباب بخفه ، لياتيها صوت المسؤول عن الإجراءت بالكامل واللي كان عنده علم مسبق عنها؛ تفضّلي بالدخُول
فتحت الباب ودخلت على وقفته ليرحب فيها
طلب منها تجلس وقدمّ لها اوراق العقّد وطلب منها تقراهم واذا عندها نقطه معيّنه حابه تضيفها او تلغيها
او عندها إعتراض على شي معيّن
خلصّت من قراءه أوراق العقّد بكل أريحيّه
وإبتسمت لأنها ما لقت أي شي تعترض عليه او ناقص وأردفت بنبره هاديه ؛ القلم؟
مدّ لها القلم ووقعت على الأوراق كلها ، وسلمتهم له وطلعت بعد ما شكرته وتممت امورها
نزّلت وطلعّت من الشركه وكان بإنتظارها ، الهيئه الصغيره اللي تسابقت بخطواتها لجل ترتمي بحضنها
شالتها درّه وحضنتها وهمست بحراره ؛ ياحبيبتي شكثر اشتقت لك
همست إيڤا بسعاده ؛ وانا بعد
وجهّت انظارها لروّاف اللي واقف قريب منهم ، ونزّلت إيڤا وهي حاضنه كفوف يدها الصغيره
وأردفت وهي تقترب منه بخطوات هاديه ؛ أخبارك؟
روّاف ؛ الحمدلله ، انتِ اخبارك ؟
وعساك تممتي امورك على خير؟
درّه بهدُوء ؛ اي والله الحمدلله
اول الخطوات تمّت
روّاف بإبتسامه ؛ الله يكتب لك التوفيق
سكّت لوهله وأردف بتساؤول ؛ وصلتك رساله من المحكمه بخصوص إجراءات الطلاق؟
درّه هزّت راسها بالإيجاب وارفت بهدُوء ؛ وصلتني امس
اتمنى يتنهي كل شي بأسرع وقت وما نطّول لحتى كل منّا يشوف حياته
روّاف بنبره هاديه ؛ آمين
وكمّلت درّه بهدوء ؛ الا شصار على إيڤا ، قدرت تسجلها؟
روّاف بهدوء وهو يهزّ راسه بالإيجاب؛ وراح تبدا دراسه بداية الترم الثاني
درّه ابتسمت بإرتياح ؛ الحمدلله ، كنت شايله همّها
توقفّت سيّارة الأجره اللي كانت طالبتها وأردفت بهدُوء ؛ راح تكُون معي طُول اليوم زي ماوعدتني صح؟
روّاف بإبتسامه ؛ اكيد
فتح لها باب سيّارة الأجره وأتبعها بنبره إهتمام ؛ اتمنى تنتبهون لأنفسكم
وزي ما وعدتيني برضو ثنتينكم انا اللي برجع أخذكم
درّة بضحكه طفيفه وهي تركبّ بعد ما ركبّت إيڤا؛ ابشر
قفلت الباب وتراجع روّاف خطوتين للخلف ، لبين ماحركّت سيارة الأجره وإختفو عن انظاره
بينما هو الثانيّ ركب سيّارته وحرّك راجع لبيت أخته
,
,
من بعد ما ضاقت أنفاس هُمام بالمكتب ، ومن بعد ما تجددت عليه المواجع والخيبات
إستنجد بالمكان المفضّل له ، والركن الخاص فيه
تحديداً كوفي صاحبّه
والمكان الوحيد اللي يستعيد فيه ثباته وتوازنه وروحه بعيد كل البعد عن الدنيا ومافيها من همُوم ووجع وخيبات عديده
لدرجّه إنه يضيع مابين عالمه المختلفّ كليّا فيه
حيث ينغمس بين الكتّب العديده اللي يقراها لساعات معدُوده
ويبحر في عالمها تارك نفسه تموج بين حروفها ونقاوتها
حسّ بشغفه للقراءه يتجدد بسبب حاجته للإختلاء بنفسه
وطلع من ركنّه الخاص ، وتوجه لناحيّة ركن المكتبه القاطن خلف ركنه بمسافه معزُوله عن الجلسات الأخرى
مرر أنظاره على الأرفف العديده والمحتضنه مابين طيّاتها كُتب مختلفه بمحتواها وغلافاتها وأنواعها الفريده
مرر انامله على الكتب بحركه سريعه وهو يمشيّ بخطوات هاديه ، لبين ما إنجذبت أنامله لنفس الكتاب المنجذبه له انامل أخرى ناعمّه
إرتعش كل ما فيهَا من شاركتها أنامل جلفه الإنجذاب
إلتفت إثنينهم بإنعكاس وتعالت ملامحهم الصدمّه والإندهاش ،
لتشتّد مسكّة الأنامل الرقيقه للكتاب ما إن ميّزت تلك الملامح وصاحبها المكرُوه ، لتردفّ برفعة حاجب وبنبره جامده بتعابير حامله للكره المشبّع ؛ انا من حصلّت عليه أول ، شف لك غيره
لتعتليّ نبرة صاحب الأنامل الجلفه وهو يضغطّ على مسكّته للكتاب بشدّه رغم وقُوع طرف يدّه على جزء من أناملها الرقيقه لتونس توجعّا ملحوظ رافعّا حاجبيه للأعلى بتكرار ؛ والله لتبطيّن ما شفت غيره!
ضغطّ على يدّها بتعمّد كبيّر وأردف بتقصّد واضح ؛ ياليت تشترين نفسك وسمعتك وتبعدين عن رجّال غريب ،وجهتّي عليه كل الأنظار!
إلتفتت للخلف وكانت كل الأنظار عليهم ، ويتخافتون مابينهم ومحور تخافتهم الشاب الغريب والبنت الجريئه
رجعّت أنظارها لمحّل يدها وسحبتها للأسفل بخفّه ومازالت متمسكّه بالكتاب بشده
لمس فيها العناد وعدّم التنازل بسهُوله وحتى نظرات البشر من حولها ما حركّت فيها ساكن ، وأردف بنبره متعجّبه ؛ اول مره اشوف بنت لجّل كتاب ترخص ذاتها؟
ابتسمت بسخريّه وأردفت بهمس ؛ واول مره اشوف إنسان بغيض ومافيه من الصفات المحموده ذرّه ، له وجه يحاضر؟
هُمام إبتسم بخفُوت على شكلها وردّة فعلها الغريبه وكلامها الغريب بس لجَل انها ترد عليه بمثل مضمونه اردف بهدُوء وهو يسحب يدّه من على الكتاب؛عوافي عليك ياجريئه
تخطاها بخطوتين وسحب نفس الكتاب اللي كان متروك بأحد الرفُوف العلويّه ووراه لها وهو يقلبه بخفه؛ترا ما راح تموتين لو تنازلتي !
ما هو أخر حبه موجوده هنا!
تخطاها وهو يضحك بغرابه وامّا هي إبتلعت ريقها بفشله من أنظار الناس اللي كانت عليها من البدايه واللي كانت تمثّل فيها عدم الإهتمام
صدّت بنظراتها عنهم وسحبت كتابها وتسارعت بخطواتها ودخلت اول ركن مغلق واجهته
ناظرها بتعقيّد حاجب اول ما تجرأت للدخول خلفه
وسرعان ما إزدادت تعقيدات حاجبيه من جلست بكل أريحيه بالجلسه المقابله له
أردف بِـ إستعجاب؛تمونين
إلتفتت عليه وتعالت ملامحها الدهشه وأردفت برفعة حاجب وبنبره غريبه؛هنا بعد!!
ناظرها بإستخفاف وأردف بذات النبره وهو يأشر لها على اللوحه المتروكه بالزاويه ؛ لا اطرديني من مكاني الخاص شرايك؟
ميّلت شفايفها بغيضّ وصدّت بفشله أكبر ،
ضغطت بمسكتها لكتابها وقامت وسرعان ما وصلتها نبرته الهاديه ؛ خليّك ماطردتك، تقدرين تجلسين وتاخذين راحتك
رجعت ادراجها ووجلست ، بعد ما حطّت سماعاتها على إذنها رغم هدُوء المكان وعزله عن الضجيج
وبدت تقرا اول صفحات الكتاب بهداوه
تأمل أبسط حركاتها بالبدايه ، وسرعان ما حسّ على نفسه وتجاهلها
وبدا يقرا نفس الكتاب الغريب اللي جذبهم!
مرّت الثوانيّ وتلتها الدقايق والربعّ ساعَه ، ومازالت شفق مواصله قرائتها بكل إنجذاب وشغف عاليّ
بينمَا عقيدنا اللي يقرا سطر من الكتَاب لثواني ويبحر بتأمل شغفها لدقايق مطّوله
لبيّن ماقاطّع تأمله دخُول صاحبه '' صاحّب المقهى ''
وهو يترك قهوته وحلاه على الطاوله كالعاده ،
ناظره بإستعجاب وهو ضام الصحّن لصدره ، وإلتفت للخلف مستنكر وجُود بنت بنفس ركّن هُمام الخاص
إرتفعت حواجبه بذهُول وأردف وهو يسترجع نظراته لهُمام ؛ نفهم سماحك لأحد أصدقائك وأقربائك من باب القرابه وحدُود الميانه ، لكّن وش نفهم من سماحك لغريبه تشاركك ركنك ومكان إسترخائك؟
ارتفعت أكتاف هُمام وأطبق صفحَات الكتَاب على بعضه وأردف بنبره هاديه وهو يسحب قهوته ؛ تقدر تقُول من باب إستغلال الفرصّ وقتّل الشكُوك !
عضّ على شفايفه بعدم فهم ، وإبتسم هُمام وأتبع كلامه بهدُوء ؛ احياناً تجاهل الفضُول نعمه
أردف صاحبه بتجاهل ؛ ياصعب حل ألغازك وفهم مضمونك
أطلع اشرف على أعمالي أبرك لي
ضحك هُمام بخفُوت وأردف ؛ عساك عالقوّه
أول ما طلع صاحبه إنجذبت أنظار هُمام دايركت على شفق والكتاب المحصُور مابين كفيّنها
والأوراق العديده اللي تخطّتها وبشكل دقيق ثلاثة أرباع الكتاب تخطته بوقت قصير جداً
رجعّ نظراته لكتابه وصفحتّه المطويه واللي تدل على توقفّه لحدّ نقطه معينه
وسرعان ما إرتفعت حواجبه بذهُول من رقم الصفحه!
واللي كان يدل على إنه مازال متوقّف عند الصفحه الثالثه فيه
يعني مازال بالبدايه وقدامه مشوار طويل لحتى ينهيه
بس كيف وليش ومتى صار هُمام السريع بالقراءه
واللي يخلص الكتاب الواحد بالحد الاعلى له بساعتين ونصف صار أبطى مما يتصور
وثلاثة ارباع الساعه اللي ينهي فيها منتصف الكتاب ما قرا فيها الا ثلاث صفحات !
ضحك بسخريه وهو يرجع نظراته نحوها ويقُوم تارك خلفه الحلا اللي أخذ منه قطعه بسيطه
وحامل مابين أنامله كُوب قهوته ويرتشف منه بلذاذه
بينما كفّه الاخرى حامل فيها كتابه
مرّ من جنبها وإرتفعت حواجبه بذهُول وإلتقطت عينه الجمل المكتوبه على نوته صغيره بجانبها
هذا يعني إنها مو مكتفيه بالقراءه وبس وانمّا
زياده على هالشي أي سطر يستوقفها تكتبه!
كيف جمعت بين الأمرين بهالسرعه الهائله!
هل هي معتاده على سرعة الإنجاز فقط؟
او واصله لحّد التمرّس بإتقان الأمر والجمع بين حاجتين بنفس الوقت!
تنهد بعمق من مجّرد تفكير أتعبه وكمّل خطواته للخارج
مرّت على خرُوجه الخمس دقايقّ فقط
لتطبق شفق الكتاب على بعضّه وتزفر بإرتياح وعلى شفايفها إبتسامه متسسعه مردفه بعذُوبه؛ عجيب فوق العجّب
ومايوصفه أيّة حرُوف!
قامت حامله أغراضها بصمَت ، ومررت نظراتها دُون إدراك لمحَل ذاك المكرُوه
لتتلاشى إبتسامتها ويسكنها العبُوس المفرط لثواني عديده
وسرعَان ما إرتسمت على شفايفها إبتسامه عذبه من عبرت لمخيلتهّا فكره مُذهله
نزلت الكتَاب من يدها وإنتزعت السماعات من إذنها وتركتهم برفقة جوالها على مُنتصف الكتَاب
بعثرت شنطتها لثواني وسحبت منها أول تعليقَة مفاتيح
إشتغلت عليها بنفسها عن طريق الكرُوشيه باللون الرماديّ لراس كوالا ذا عيُون عسليّه وطرف أنف أسود
بفيُونكه ناعمَه ذا اللون العنابيّ اسفَل الأذن بجهته اليسار
هزّت راسها بالنفي وتراجعت عنه ، كون الفيُونكه واللون لا يناسبون شخصيّة ذلك الجلمود
سحبت التعليقَه الثانيه وكانت كوالا ايضاً باللون الرمادي الباهت وبعيُون سودا قاتمه وطرّف انف بلون البُنّ الغامق
ولكّن خاليه تماماَ من الفيُونكه
إنتزعَت منها مفتاح البيّت الخاص فيها ، وجمعته مع مفتاح غرفتها الخاص بتعليقتها الخاصه، ورجعتهم لشنطتها
بينمَا بقَت التعليقه اللي بين اناملها خاليه من أية مُفتاح
توجهت ناحيّة طاولته المخصصه ، وتركت التعليقه عليه ،
وجلست تناظر فيها لثوانيّ وحسّت بأن فيه شي ناقص
وبعد تفكير دام لثواني,
سحبت النوته وكتبت عليها ملاحظه بسيطه
وثبتتها على الطاوله جنب كروشيه الكوالا تحديداً
إبتسمت بإرتياح تام ، وسحبت أغراضها بالكامل ، وعلى طلعتها الا بعقيدنا الجلمُود راجع أدراجه
إصطدمت بصدره العريض , وتعثرت لولا كفّه الغليطه
اللي ثبتت متوسطّ ذراعها وأعادت إتزانها
إبتلعت ريقها بإرتباك شديد ما إن إستقرت عيُونها الناعسه ذات اللّون العسلي
بعيُونه الحاده ذات لون البّن الفاتحّ ، وأطال النظر فيها رغم ملامحه الخاليه من أي تعبير واضح
وقبل لا ينطّق بأية حرف تراجعت للخلف خطوه وأردفت بهدُوء؛ممكن تسمح لي اطلع؟
تراجع للخلف بعد ما إستوعب حاله لبين ما سحبت نفسها من داخل ركنه ومن أمامه بالكامل
تجاهلها بهدوء ودخل للداخل ومقصده يأخذ اغراضه ويمشيّ
لبين ما وقعت عيّنه على راس صغير مصنوع من الكرُوشيه وبجانبه نوته صغيره سحب الكوالا وقلبه بغرابه بين كفّه
وسرعان ما إنتزع النوته بفضول وقرا محتواها بنبره واضحه''اكره الدين، بل اكره ان اكون مدينه لحضرتك بشكل اخصّ
وهذي فاتورة سداد مديونيتي لك''
تعقدّت حواجبه وإبتسم بغرابه وهو يستدير بكامل جسمه للخلف وأنظاره موجهه صوب بوابة الخرُوج
لترتكز عينه عليها وعلى شعرها الكستنائي المتمايل إثر نسمَات الهوا اللي إستقبلتها لحظّة خرُوجها بثبات وبحركات متناغمه جداً من اسوار المقهَى
وماهي الا كم ثانيّه وارجع انظاره لورقة النوته وقلبها على جهتها الثانيه وكانت تاركه له فيها ملاحظه أخرى
قراها بذات النبره''لك مطلق الحريّه تحتفظ فيها أو ترميها''
أطبق ورقة النوته على بعضها وودخلّها بجيبه،بينمَا عيونه إرتكزت بكرُوشيه راس الكوالا المتوسطّه كفه وتعليقته الدائريه واللي أصبحت كالخاتم في سبابته
هزّها بخفه بين أنامله لجزء من الثانيه,
ودور بعيونه على مكان الزباله بعد ما قرر إنه يرميها وبالفعل كان راح يتخلى عنها بسهُوله
لبينمَا تداركت الوضع كفّه وإحتضنها بقّوه رادعته عن رميّهَا
ضحك بخفُوت مستعجب من فعلتها ومن الطريقه اللي ردّت فيها دينهاَ وهو يدخلها جيبّه الأخر
بعد ما قرر الإحتفاظ فيها لبرهه
وخرج من ركنه بعد لحظات مؤقته
وماهي الا ثواني معدوده حتى خرج من المقهى بأكمله
,
,

أنت تقرأ
رواية على نور الشفق احيا واهيم ⚜️
Misterio / Suspensoللكاتبـه ليما @rwizi_ ما احلل اقتباسها او سرقتها او نقلها لمكان اخر ✖️ .. تتكلم عن البطله شفق اللي يموتون جميع اهلها بسبب حريق منزلهم وتتشتت من بعدهم وتعيش عند عمها القاسي واللي تهرب منه بليلة ملكتها من ولده لبيت ابوها القديم وتلقاه اصبح ملك للضابط...